مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

قديما كان اسمها رقمات

بواسطة: نشر في: 11 أكتوبر، 2023
مخزن

تعتبر تلك المدينة من المناطق الأثرية التي لها شهرة واسعة منذ قرون مضت، وتتواجد تلك المنطقة في المملكة العربية السغودية، وهي ملخص بلأمم وحضارات مضت في شبه جزيرة العرب، ويرجع تاريخ ظهور تلك المدينة إلى القرن الرابع ما قبل الميلاد، ونحن في مقالنا هذا عبر موقعكم مخزن سوف نعرفكم أكثر عن تلك المدينة وأسمائها ومرجعها التاريخي.

قديما كان اسمها رقمات

رقمات هي مديينة قديمة سميت برجمت أو رقمات، وهي مدينة الأخدود الأثرية التي ذكرت في القرآن الكريم ويرجع أصلها إلى فترة مملكة حمير وتقع من ضمن المناطق التي تتبع نجران، وكانت تسمى قديمًا باسم رقمات.

قرية الأخدود

تعتبر قرية الأخدود في منطقة نجران جنوب السعودية واحدة من الوجهات التاريخية والسياحية ذات الطابع الأثري حيث:

  • يعود تاريخها إلى فترة ما قبل عام 2020، حيث تستقبل الزوار بعظامها الهشة والرماد الكثيف، الذين يمكن أن يشاهدوا آثار المحرقة الضخمة التي حدثت في هذا الموقع.
  • يتوفر في القرية بقايا رسومات قديمة محفورة على الصخور تشمل الكثير من الرموز مثل يد الإنسان، والحصان، والجمل، والأفاعي، إلى جانب الأحجار الكبيرة، والرحى العملاقة، وبقايا المسجد، وهي كلها تمثل جزءًا من تراث هذه الآثار الرائعة.
  • تقع قرية الأخدود على مساحة تبلغ 5 كيلومترات مربعة جنوب غرب نجران. تروي هذه القرية قصة أشخاص عاشوا قبل أكثر من ألفي عام، وتظهر ذكرهم في القرآن الكريم. تحاط القرية بعدة معالم أخرى مثل قصر الإمارة التاريخي وآبار حمى، والعديد من القرى التراثية المنتشرة على ضفاف وادي نجران، مما يجعلها وجهة سياحية تاريخية مميزة.

موقع مدينة الأخدود الأثرية

توجد مدينة الأخدود جنوب المملكة العربية السعودية، على ضفاف وادي نجران الجنوبية، وهي محاطة من الشمال بقرية القابل ومن الجنوب بجبال السوداء والحمر. تتسم المدينة بوجود سور عظيم يحيط بها، حيث يصل طوله إلى 250 مترًا وعرضه إلى 200 متر، وقد شهدت هذه المنطقة تأثير العوامل الجوية على الحجارة، مما أعطى للمدينة مظهرًا فريدًا ومميزًا.

تُعتبر مدينة الأخدود مكانًا تاريخيًا يحمل في طياته أهمية خاصة، حيث حدثت فيها أول محرقة في تاريخ الإنسانية.

تتميز المدينة بوجود حجارة ضخمة تمثلت في أشكال فنية مميزة، حيث نُقشت عليها رسومات تحمل العديد من المعاني. ي

مكن رؤية داخل المدينة أشجار الأراك، التي تغطي مساحات واسعة، وتتميز بتداخل أغصانها وأوراقها الخضراء الزاهية، بالإضافة إلى ثمارها الحمراء النارية.

التاريخ الأثري لمدينة الأخدود

في العصور القديمة كانت المدينة محاطة بأسوار من جميع الجهات لتأمينها من الهجمات، وكانت تزخر بعدة أبواب ضخمة صُنعت من الحجارة. شهدت هذه المنطقة إقامة عدة قصور للملوك والأمراء، وكانوا يبنون فيها مساكنهم الفاخرة، وعلى الأسوار والحوائط، توجد العديد من النقوش التي تعود إلى مملكة حمير، تتضمن هذه النقوش كتابات بخطوط أو رسومات تصوّر حيوانات أو نباتات، معبرة عن طريقة حياة سكان المنطقة في ذلك الوقت.

أهم اثار مدينة الأخدود

انطلقت اهتمامات العلماء والباحثين نحو منطقة الأخدود في نهاية القرن الماضي، حيث بدأت عمليات الحفر واكتشاف الكثير من القطع الحجرية الكبيرة والفخار المرتبط بتلك الفترة. يُذكر أدناه أبرز الاكتشافات التي تم العثور عليها في منطقة الأخدود:

  1. جرة فخارية تحتوي على عملات من الفضة: يعود تاريخها إلى فترة حكم الملك القتباني، والتي يُقدر أن تكون في القرن الأول الميلادي.
  2. مذابح: بُنيت بأشكال متنوعة لتصوير رؤوس الحيوانات.
  3. مسجد: يتعلق بالفترة الإسلامية، وتعود بنيانه إلى القرن الأول الميلادي.
  4. الألواح المعدنية المكتوبة: ألواح كتب عليها بالخط الحميري.
  5. المسلة الحجرية: يحمل نقوشًا دينية.
  6. المجامر (مباخر):صُنعت من الجرانيت وحملت أسماء يُعتقد أنها تعبر عن أسماء عطور.

أصحاب الأخدود

شهدت نجران خلال مسار تاريخها أحداثًا هامة، تمثلت في الحملات العسكرية العديدة التي تعرضت لها من قبل القوى العظمى في فترات مختلفة من التاريخ. حيث إن:

  • بعض هذه الأحداث أدت إلى حصارها واحتلالها، في حين دمرت البعض الآخر، وتبرز من بين تلك الأحداث حادثة الأخدود التي وردت ذكرها في القرآن الكريم. في هذه الحادثة، انقسمت المنطقة وتعرضت لحرق كبير قبل أكثر من 2000 عام، نتيجة للانتقام الذي قام به ذو نواس، آخر ملوك التبابعة، من مسيحيي نجران الذين رفضوا اعتناق الديانة اليهودية.
  • تتمتع المنطقة أيضًا بوجود آثار ومواقع هامة تعود للفترات البيزنطية والأموية والعباسية، مما يشير إلى دورها البارز كمركز تجاري وزراعي ذو أهمية حضارية.
  • يُعتبر موقع الأخدود الأثري نموذجًا للمدن البارزة في حضارة جنوب الجزيرة العربية. يضم القلعة التي تشكل العنصر الرئيسي في الموقع، مدينة متكاملة ذات شكل مستطيل، مُحاطة بسور يمتد لطول 235 مترًا. يمثل نظام التحصين للقلعة نموذجًا قويًا للدفاع، حماية للمدينة وسكانها من التهديدات الخارجية.

أعمال التطوير والتنقيب

منذ بداية التنقيب في منطقة الأخدود الأثرية، تم اكتشاف العديد من الآثار والقطع الأثرية مثل الأواني الفخارية، وأدوات الزينة، والعملات، وفيما يلي سوف نتناول عمليات التنقيب والتطوير:

تشير شواهد القبور التي تعود للفترة الإسلامية إلى وجود جزء إسلامي في المدينة الأثرية. تم اكتشاف العديد من المدافن في أجزاء مختلفة من المدينة، والتي تعود إلى فترات قبل الميلاد.

تظهر الشواهد أن الجزء الجنوبي والشمالي من المدينة، استُخدما كمنطقة سكنية في فترة ما بعد الإسلام، حيث كان الجزء الجنوبي مخصصًا للمقابر الإسلامية. ومن خلال الحفريات وعمليات التنقيب، لم يتم العثور على أي أثر إسلامي في بقية منطقة الأخدود يشير إلى استخدامها كسكن أو مأوى.

أهمية موقع مدينة رقمات (الأخدود)

أوضح صالح آل مريح مدير عام فرع هيئة السياحة والتراث الوطني في منطقة نجران، أن موقع الأخدود يُعد أحد أبرز المعالم الأثرية، وليس ذلك فقط على مستوى المنطقة بل على مستوى الجزيرة العربية، حيث يروي قصةً من أعظم القصص التي شهدها التاريخ.

وأضاف آل مريح: “هذا الموقع جعل من منطقة نجران وجهةً جذابةً للسياح، حيث يتوافد السياح العرب وكذلك الأجانب، الذين يقطعون آلاف الكيلومترات لمشاهدة إحدى أهم القصص التاريخية العظيمة“.

وأكد آل مريح: “تم تجهيز الموقع بالتسوير وتوفير جلسات داخلية، إلى جانب ممشى ومقهى تراثي، وما زالت الأعمال البحثية المستمرة تؤتي ثمارها بنتائج مذهلة”.

و أضاف قائلاً: “يُظهر الأخدود بوضوح بقايا مبانٍ متهدمة، حيث تبقى الأساسات والجدران، وتشمل بعض القطع الحجرية الكبيرة مثل الرحى ومنطقة السوق التجاري، كما تتواجد كتابات ونقوش على الصخور بالخط المسند الذي كان يستخدمه عرب الجنوب في تلك الحقبة، ويُلاحظ انتشار الفخار في المدينة، والذي كانت هذه المادة الفخارية هي الأداة الرئيسية المستخدمة في ذلك الوقت”.

وقد سجل موقع الأخدود الأثري في منطقة نجران إقبالاً كبيرًا من الزوار، من مختلف الجنسيات ومن أهالي وزوار المنطقة، خلال عطلة عيد الفطر المبارك لهذا العام، حيث حرص الزوار على استكشاف الآثار التاريخية العظيمة المتواجدة في الموقع.

مدينة نجران وآثارها

تعتبر نجران بفضل سجلها التاريخي الغني، مثالًا حيًا للمتحف التاريخي، خاصة بعد اكتشاف آثار متنوعة تشمل نقوشًا وكتابات بالخط المسند، الذي كانت تستخدمه دولة “حمير” في الفترة من 115 قبل الميلاد وحتى 14 ميلادية، بالإضافة إلى نقوش هيروغليفية ومصرية قديمة حيث:

  • وتشمل الآثار أيضًا نقوشًا كوفية تعود للعصور الإسلامية الأولى، ومن الأهمية بمكان العثور على رسوم تصويرية لحيوانات متنوعة مثل الخيول والجمال والنعام والظباء، إلى جانب الاكتشافات المهمة لمصنوعات يدوية، مما يثبت تواجد الإنسان في المنطقة خلال العصور الحجرية.
  • وتظهر الاكتشافات الأثرية الأخيرة أن المنطقة قد شهدت تواجد عدة حضارات يمكن تتبعها إلى العصر الحجري، حيث عُثر على آثار لحضارة إنسانية تعود إلى أكثر من مليون سنة.
  • وتشمل هذه الآثار البحثية القديمة أيضًا اكتشاف بقايا بحيرات قديمة، مما يشير إلى أهمية تاريخية كبيرة لتلك المنطقة الموجودة في قلب الربع الخالي، وقد أصبحت هذه الواحات نقطة محورية في صراع الممالك العربية القديمة التي كانت تتنافس على السيطرة على هذه الواحات الفاتنة.
قديما كان اسمها رقمات

جديد المواضيع