ابحث عن أي موضوع يهمك
في اي عام توفيت السيدة خديجة هو ما يدور حوله مقالنا التالي والذي نعرضه لكم في مخزن، وهي أول زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وأقربهم إلى قلبه، وهي أول من دخل الإسلام من النساء وكان لها دور عظيم في انتشار وعزة الدعوة الإسلامية، وحين وفاتها حزن النبي حزناً شديداً، تعرفوا معنا في مقالنا التالي حول محطات من حياة خديجة أم المؤمنين.
هناك خلاف حول العام الذي توفيت السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها حيث هناك من قال أن ذلك كان سابقاً لهجرة المسلمين من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بعامين تقريباً، في حين هناك رأي قال أن وفاتها قد سبقت الهجرة للمدينة بخمس أعوام، أو أن وفاتها كانت سابقة للعام العاشر من البعثة النبوية والرأي الأخير هو الراجح على أغلب الأقوال.
وهو ما كان عقب انتهاء ما تم فرضه من حصار على بني هاشم بالشِّعب، وورد أن الفرق بين وفاة السيدة خديجة وموت أبي طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم خمسة وثلاثون يوماً، ولكن هناك رأي يقول أن الفرق بين وفاتهما لم يتعدى الثلاث أيام، وكان النبي قد بلغ من العمر آنذاك تسع وأربعون عاماً، وكانت السيدة خديجة بلغت من العمر حين وفاتها خمساً وستين عاماً.
وقد تم دفن السيدة خديجة رضي الله عنها بالحجون، ذلك الجبل المقابل لمسجد العقبة وهو ما كان يتخذه أهل مكة كمقبرة لموتاهم، وهناك العديد من الضفائل التي ذكرت عن هذه المقبرة، حيث إنها كانت تستقبل بطريقة مستقيمة الكعبة المكرمة، كما وامتدحها الرسول صلى الله عليه وسلم حيث كان بها قبر عبدالرحمن بن أبي بكر الصدّيق، وقبر أم النبي آمنة بنت وهب.
عام الحزن هو العام العاشر من البعثة النبوية، وقد سمي بذلك لأن به حدثت وفاة السيدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها، وبعدها مات عم الرسول صلى الله عليه وسلم أبي طالب الذي كان بمثابة السند للرسول صلى الله عليه وسلم منذ طفولته وفي بعثته حتى أن توفي مما جعل حزن الرسول شديداً عليه.
كانت السيدة خديجة من النعم العظيمة التي أنعم الله تعالى بها على الرسول الكريم فهي أول من آمن به من النساء، كما كانت دوماً عوناً له تمده بالحنان وتقوم بمؤازرته في أشد وأصعب المواقف، إلى جانب مساعدته على تبليغ الناس بالدعوة الإسلامية.
وفي ذلك دلالة على مدى ما عاناه الرسول صلى الله عليه وسلم خلال دعوته إلى الإسلام، وقد سمي ذلك العام بعام الحزن لما عاناه النبي من حزن وفقد وشدائد لوفاة زوجته الحبيبة وعمه.
حزن الرسول صلى الله عليه وسلم على وفاة السيدة خديجة حزناً عظيماً، ولم يكن قد صلى عليها صلاة الجنازة حيث إنها لم تكن مشروعة آنذاك، ومن مظاهر وفاء الرسول صلى الله عليه وسلم لخديجة أم المؤمنين كثرة ذكره لها والحديث عنها، وفي ذلك ذكرت السيدة عائشة رضي الله عنها (كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا ذكَرَ خَديجةَ أَثْنى عليها، فأحسَنَ الثناءَ، قالت: فغِرْتُ يومًا، فقُلْتُ: ما أكثرَ ما تذكُرُها حَمراءَ الشِّدْقِ، قد أبدَلَكَ اللهُ عزَّ وجلَّ بها خَيرًا منها، قال: ما أبدَلَني اللهُ عزَّ وجلَّ خَيرًا منها، قد آمَنَتْ بي إذ كفَرَ بي الناسُ، وصدَّقَتْني إذ كذَّبَني الناسُ، وواسَتْني بمالِها إذ حرَمَني الناسُ، ورزَقَني اللهُ عزَّ وجلَّ ولَدَها إذ حرَمَني أولادَ النِّساءِ).
هي السيدة خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب الأسديّة القرشيّة، وقبل دخول الإسلام كانت تكنى بالطاهرة، وذلك لأنها كانت من بين أشرف نساء مكة، وأكثر قوم قريش عراقة بالحسب والشرف والنسب، والتي اتصفت بأجل الأخلاق وأحسنها، ولعل من أبرز صفات السيدة خديجة رضي الله عنها قد تمثلت في الحزم والعفة، ويجمع بينها وبين الرسول صلى الله عليه وسلم قرابة بعيدة حيث يلتقيان بالجد الخامس، وهي أول زوجاته صلى الله عليه وسلم.
وكانت السيدة خديجة رضي الله عنها حريصة على الوقوف دوماً إلى جوار النبي عليه الصلاة والسلام، وكانت تسعد كلما ازداد عدد من يدخل الإسلام، وقد أرسل الله سبحانه وتعالى ملك الوحي جبريل عليه السلام إلى الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يبشر السيدة خديجة بدخول الجنة وأن الله سبحانه قد بنى لها بيتاً فيها.
وفي صحيح البخاري روي عن أبي هريرة رضي الله عنه (أَتَى جِبْرِيلُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ: هذِه خَدِيجَةُ قدْ أتَتْ معهَا إنَاءٌ فيه إدَامٌ، أوْ طَعَامٌ أوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هي أتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِن رَبِّهَا ومِنِّي وبَشِّرْهَا ببَيْتٍ في الجَنَّةِ مِن قَصَبٍ* لا صَخَبَ* فِيهِ، ولَا نَصَبَ)، إذ بشرها ببيتها في الجنة وهو ذو مجوف الشكل، مصنوع من قصب اللؤلؤ، والذي لا يوجد به لا تعب ولا مشقة ولا حزن ولا عناء.
وقد منحها الله جل وعلا هذه البشارة مكافأة لها على حسن معاشرتها لنبيه الحبيب ومساندته في دعوته وتصديقها له واستجابتها له فور أن دعاها للإسلام، فكانت تيسر عليه ما كان يتعسر عليه من أمره، فاستحقت تلك البشارة من الله سبحانه.
تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة رضي الله عنها قبل البعثة ونزول الوحي بما يقرب من خمسة عشر عاماً تقريباً، وكانت السيدة خديجة أكبر سناً من النبي صلى الله عليه وسلم بحوالي خمسة عشر عاماً، إذ كان قد تزوجها الرسول وهو في عمر الخمسة وعشرون عاماً في حين كانت تبلغ من العمر أربعون عاماً، وكان زواجهما على يد عم النبي عمرو بن أسد، وحينها قال عمرو بن أسد (محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يخطب خديجة بنت خويلد، هذا الفحل لا يُقدَع أنفه).
عقب زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة الخديجة أنجبت رضي الله عنها ابنته زينب وهي أكبر زوجات النبي، ثم أنجبت رقية، يليها أم كلثوم وأصغرهم هي السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عليهن جميعن وأرضاهم، أما أبناء النبي من السيدة خديجة من الذكور هم القاسم، وبه يكنى الرسول الحبيب، ثم عبد الله وكانت لقبه الطاهر الطيب، وكليهما مات في صغره، ويذكر أن جميع أبناء الرسول صلة الله عليهم وسلم أنجبهم من السيدة خديجة رضي الله عنها، في حين كان ابنه إبراهيم فقط من السيدة مارية القبطية رضي الله عنها.
وبذلك نكون قد تعرفنا على إجابة سؤال في اي عام توفيت السيدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها، كما وقد ذكرنا العديد من صفاتها الجليلة، وهي أول النساء المبشرات بالجنة من الله تعالى جزاء لوقوفها إلى جوار النبي الكريم خلال مشواره في الدعوة، رضي الله تعالى عنها وأرضاها.