ابحث عن أي موضوع يهمك
تم استخدام الكمون الأسود أو الحبة السوداء بالعلاج منذ آلاف السنين؛ إذ وجدت منذ القدم داخل قبر الملك توت عنخ أمون، والذي يدل على أهميّة حبة البركة بالشفاء والوقاية، وهناك العديد من الأسماء التي يتم إطلاقها على الكمون الأسود أو زيت حبة البركة والذي يتم استخدامه بشكل رئيسي بعلاج العين والسحر ومنها؛ الكراوية السوداء، والكالونجي، وبذور البصل الأسود.
ويساعد الكمون الأسود بعلاج السحر وآثاره، حيث ورد بالأثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال “إنَّ هذِه الحَبَّةَ السَّوْدَاءَ شِفَاءٌ مِن كُلِّ دَاءٍ، إلَّا مِنَ السَّامِ. قُلتُ: وما السَّامُ؟ قَالَ: المَوْتُ”، فضلًا عن أنها تعزز من الحالة العقلية، وتساهم بعلاج الكثير من الأمراض الجسدية نتيجة ما يحتوي عليه من مضادات تساهم بتقوية المناعة وحماية الجسم.
وقد ذكر بعض المشايخ والعلماء أن الكمون الأسود يساعد بعلاج العين والسحر عندما يستخدم زيتها في قراءة القرآن عليه والرقية الشرعية بدلاً من الماء، ثم يتم دهن الجسم به، ويمكن استخدامه كذلك بشكل آخر وفقًا لحديث علماء آخرين عبر إطعامه للمسحور من أجل إبطال أنواع السحر المأكول وكل الأمر خاضع لمشيئة الله.
يتم استعمال البخور في السحر لِطرد الأرواح الخبيثة، دون اعتقاد بالبخور أو تمتمات يتم قولها وقت صعود دُخانه، وذاك إن ثبت بالتجربة نفعه فلا بأس به، وذلك من باب التطيب، والطب مبني على التجارب، وما ثَبَت نَفْعُه بالتجربة: فلا بأس في ذلك ما لم يَكن به محذور، لِقول رسول الله عليه الصلاة والسلام: (اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ).
ومعلوم أن الحبة السوداء أو الكمون الأسود شفاء من كل داء، وهناك عدة طرق لاستخدامها لدى أهل المعرفة، حيث قد تؤكل صرفًا، أو تعجن وتدق مع العسل ثم تشرب، أو تخلط مع بعض العقاقير ويدهن الموضع بها، وقد تغلى بماء مدة ويشرب ماؤها، أو تنقع مع يشرب نقيعها، وما إلى نحو ذلك من طرق استخداماتها، فيجوز أن ينفع دخانها وبخورها المريض، ويكون المعيون أو المسحور قد أصيب بسبب العين أو السحر في بدنه بداء، فإن عولج بدخان أو بخار الحبة السوداء عوفي بأمر الله، فمثل ذلك إن ثبت بالتجربة أو الطب فلا بأس به.
وحين سئل الشيخ ابن باز رحمه الله حول بعض القراء ممن يصفون أدوية يتم بيعها لدى العطارين توضع بالجمر ثم يتبخر المريض به ويبخر غرف البيت به كالشب وما إلى نحو ذلك فما الحكم بذلك ؟، فأجاب قائلًا “إذا نفع لا بأس، فأكثر الطب التجارب، إذا وجدت أشياء تنفع الناس بالتجارب بخوراً أو دهوناً أو نشوقاً أو غير ذلك إذا جربت ونفعت لا بأس، الطب ما هو توقيفي، أكثر الطب بالتجارب، بشرط أن لا يكون نجساً، بشرط أن لا يكون محرماً من الشرع، إذا كان شيئاً مباحا يستعمل ونفع من الحبوب المباحة فلا بأس، أو من الثمار المباحة أو من أوراق وأشباه ذلك الذي ليس فيه محظور شرعا”.
يعتبر الكمون الأسود أو الحبة السوداء أو حبة البركة أو الكمون الهندي وهو ما تنتشر زراعته بمناطق مختلفة بالعالم أبرزها مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط ومناطق آسيا الصغرى والهند والباكستان وإفريقيا، ومن أكثر العناصر الطبيعية الشائع استخدامها بالعديد من المجالات، وبالأخص إعداد وصناعة الكثير من المأكولات والأطعمة والأطباق الغربية والشرقية.
وهو ما يعود الفضل به إلى مذاقه اللذيذ ونكهته ورائحته العطرة القوية، إذ يحتل المرتبة الثانية كأقوى مضيف للنكهة بالعالم بعد الفلفل الأسود، علاوةً على فوائده الكبيرة بالعديد من المجالات؛ يأتي على رأسها المجالات الغذائية والصحية، والجمالية وغيرها.
هناك الكثير من الفوائد التي يتم الحصول عليها عبر استخدام الكمون الأسود، ومنها:
إن الكمّون الأسود أو المسمى بحبّة البركة يحتوي على الكثير من الزيوت الطبيعيّة التي تساهم في تغذية وتقوية بصيلات الشعر ومنحها الصحة والقوّة، كما تقلّلُ من أضرار الظروف الجويّة المتقلّبة، وآثار استخدام المواد الكيميائيّة على الشعر بشكلٍ متكرر، وهو من الوسائل اليسيرة المستخدمة للتخلّص من الكثير من المشاكل التي تصيبُ الشعر منذ القدم من أهمّها:
على الرغم من فوائد الكمون الأسود الكثيرة ولكن لا ينصح للحامل أن تتناوله بكميات كبيرة أثناء فترة الحمل، لذا يشار لضرورة تجنب الإكثار منه، لما لتناولها من تأثير بحدوث انقباضات في الرحم قد تلحق بالجنين الضرر.
في الحبة السودآء شفآء من كل دآء إلا السام.