يقول صلى الله عليه وسلم”من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يحل بينه وبين دخول الجنة إلا الموت” ، ويعتبر هذا الحديث واحد من أحاديث نبوية كثيرة تظهر فضل آية الكرسي، ومن هذا المنطلق نظهر فوائد هذه الآية الكريمة عبر النقاط التالية:
تعتبر آية الكرسي من أعظم الآيات القرآنية، وتملك مكانة عظيمة بين آيات القرآن الكريم، وهذا ما أكدته التفسيرات الواردة من أحاديث جمة.
اشتملت آية الكرسي على اسم المولى عز وجل العظيم الذي إذا دعي له استجاب.
كما أشارت العديد من الأحاديث النبوية إلى أن المواظبة على قراءة آية الكرسي تمنع وتحد من وسوسة الشياطين، وتشرح القلوب، وتساهم في الشعور بالطمأنينة والراحة.
مداومة قراءة آية الكرسي تساهم في زيادة البركة في الأموال والأولاد، وتحفظ من الشرور والحسد وغيرها من مساوئ الدنيا، فهي تستخدم كواحدة من آيات الرقية الشرعية، وكبداية ثابتة لأذكار الصباح والمساء.
تساهم في الوقاية من أعمال السحر والحسد والمس وغيرها من أمور متنوعة لا يمكنها أن تصيب الإنسان بضرر إلا بأمر من المولى عز وجل.
من داوم على قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة دخل الجنة، وهذا ما يثبته الحديث الذي ذكرناه سابقًا.
تتكون الآية الكريمة من خمسين كلمة إذا تم تدبرهم وفهم معانيهم فإن قلب الإنسان يمسي مطمئنًا راضيًا متوكلًا على المولى عز وجل، غير هذا أن بكل حرف يقرئه المؤمن يأخذ عليه حسنة.
كما جمعت الآية عدد كبير من أسماء الله الحسنى، وأهمها: القيوم، العلي، العظيم.
كما يقال بأن قراءة آية الكرسي تتوافق وتعادل قراءة ثلث القرآن الكريم.
تفسير آية الكرسي
بعد الإلمام بفضل آية الكرسي، نوضح فيما يلي التفسير الآية الكريمة عبر النقاط التالية:
قوله تعالى: (الله لا إله إلا هو) : هي إشارة إلى التوحيد، فالله تعالى واحدٌ أحد لا شريك له، ولا يعبد سواه، وهو الخالق عز وجل، فهو خلق كافة المخلوقات جميعها ولا تقدر على النفع أو الضرر من دونه، ولا يملك أي فرد أو أي خلق رزق أو حياة دون الله عز وجل.
قوله تعالى (الحي) هي إشارة إلى أن الله عز وجل حي لا يموت، بل هو عز وجل من يحي ويميت.
أما قوله تعالى (القيوم) فهي إشارة إلى أن الله عز وجل هو المدبر والقائم بأمور الخلق، حفظ أمورهم جميعها.
أما لفظ سِنَةّ فيكمن معناه في الرغبة بالنوم أو ما يشار إليه بالنعاس، والوقت السابق للنوم مباشرةً.
قوله تعالى: (ولا نوم) فيقول المفضل: بأن السِنة هي الثقل الذي يصيب الرأس، والنعاس يبدأ بإصابة العين، أما النوم فهو ما يصيب القلب، و وهذا الجزء من الآية تأكيد لما يسبقه من قوله تعالى (القيوم) فهو عز وجل القائم بأمور حياة عباده طول الوقت، ومن جاز عليه النوم أو الشعور بالنعاس يستحيل أن يكون قيومًا.
قوله تعالى (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) إشارة إلى الملائكة.
(يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم) أي أن الله عز وجل هو العالم بكل شيء بما يخفى وبما يظهر، ولا يعلم الإنسان إلا ما عمله المولى عز وجل.
قوله تعالى: (وسع كرسيه السموات والأرض)، اللفظ من الكراسة هنا يشير إلى العلم وعلم الله عز وجل واسع يضم كل شيء، أمت الكراسي فهو لفظ يشار به إلى العلماء.
(وهو العلي العظيم) فلا يوجد أعلى من المولى عز وجل، ولا يوجد أعظم منه ولا يوجد أكرم أو اعز منه سبحانه وتعالى.
بهذا يكون التفسير كامل للآية الكريمة هو إشارة إلى قدرة المولى عز وجل فهو الله الذي لا يعبد سواه ولا يستحق أحد العبادة دونه، وهو القائم بأمور عباده في شتى الأوقات فهو القيوم الحي الذي لا يموت ولا يصيبه النوم أو النعاس.
فلا يتصف المولى عز وجل بالنقص في شيء بل هو الكامل الذي يختص بملك السموات والأرض وما بينهما، ولا يشاركه في حكمه أحد، وهو الذي بيده الرزق والنفع والضرر، ولا يشفع مخلوق لآخر إلى بإذنه وبعلمه عز وجل.
كما أن الله عز وجل هو المحيط بكل ما في الأرض فقد وسع علمه ما تواجد في السموات والأرض، وسلطانه عز وجل واسع، ولا يصعب عليه تدبير أكور ملكه لأنه العلي العظيم أي المتعال عن العجز أو النقص، والعظيم بسلطانه وجلاله.
تسمية آية الكرسي
بجانب الإلمام بفضل اية الكرسي و تفسيرها يمكن القول بأن الأسباب التي من خلالها تم تسمية هذه الآية بآية الكرسي تتعدد وتتنوع، وتتمثل هذه الأسباب فيما يلي:
يقال بأنه عند نزول آية الكرسي بالوحي على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تحطمت الأصنام،وضعف ملوك الدنيا وسقطت التيجان عن رؤسهم، كما اختبأت الشيطانين.
سميت الآية بهذا الاسم اقتباسًا عن عرش الرحمن عز وجل، كما أنها ترمز وتشير إلى معاني الألوهية والتوحيد المطلق لله عز وجل.
كما أشار النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إلى أن حفظ آية الكرسي وتلاوتها ترفع من صاحبها وتعلي مكانته وشأنه وتحفظه من كل شر.
كما أن بداية هذه الآية الكريمة بقوله تعالى (الله لا إله إلا هو) تأكيدًا لمكانة المولى عز وجل والمعنى المطلق للتوحيد، وتنتهي باسمه العلي العظيم الذي لا شريك له، ولا قادر غيره.
كما تؤكد كلمات الآية على وحدانية الله عز وجل فوق كرسي العرش فهو لا يغفل أو ينام بل هو مالك علم السموات والأرض، وتشير الآية إلى القدرات العظيمة لله عز وجل.
أفضل وقت لقراءة آية الكرسي
هناك أوقات معينة يفضل بها قراءة آية الكرسي، وهذا من أجل الحصول والتغني بفضلها، وتتمثل هذه الأوقات فيما يلي:
يستحسن ويفضل تلاوة آية الكرسي في كل وقت لنيل فضلها، بل تلاوة وسماع سورة البقرة كاملة، وهذا للفضل العظيم المعروف عنهما.
كما أنه من المستحب قراءة آية الكرسي في الليل بعد الولوج إلى الفراش والاستعداد للنوم، وهذا ما يسبب الراحة في القلب والنفس، ويحفظ النفس من وسوسة الشيطان ومخاطره.
كما أن قراءة آية الكرسي في الليل يطرد الشياطين ويحفظ البيت حتى شروق الشمس.
يستحب قراءة آية الكرسي في النهار بمجرد طلوع الشمس لتسهيل أمور العبد بيومه، وزيادة البركة.
كما تتم قراءة آية الكرسي تلو كل صلاة من الصلوات الخمس.
كما تقرأ في وقت الهم والحزن ووقت المرض.
بهذا نكون وضحنا فضل اية الكرسي عبر الفقرات السابقة، بجانب الإلمام بتفسير كلماتها والسر وراء تسميتها، مع إدراك أفضل أوقات قراءتها والله تعالى أعلى وأعلم.