ابحث عن أي موضوع يهمك
نجيبكم في مخزن المعلومات على سؤال اذكر فضيلة من فضائل عبد الله بن مسعود الصحابي الجليل والذي كان له دور بالغ الأثر في نشر الدعوة الإسلامية واسمه هو (عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي)، أما كنيته فكانت أبا عبد الرحمن، وهو حليفٌ لبني زهرة بن كلاب، وقد كان كثيراً ما يعرف باسم والدته (وهي أمُّ عبد بنت عبد ودٍّ بن سوي) والتي كانت تنتمي إلى بني زهرة إذ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يناديه بابن أم عبد.
أما عن فضائل الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في الإسلام فهي كثيرة منها أنه هو أول من جهر بقراءة القرآن الكريم وكان ذلك عند الكعبة المشرفة، حيث صدح مجاهراً بقراءة سورة الرحمن وما كان من المشركين إلا أن انهالوا عليه بالأذى والضرب حيث في ذلك الوقت بلا سند أو عشيرة يتولون الدفاع عنه، ولكنه كان على يقين من أن الله تعالى هو سنده وكافيه، كما له الكثير من الفضائل الأخرى منها:
بلغ الصحابي عبد الله بن مسعود مبلغاً عظيماً من الثقة بعلمه في التفسير والذي تفوق به على غيره من الصحابة الكرام، وقد أخبر عن مهارته وعلمه بتفسير القرآن تلميذ له يدعى (مسروق) حيث شهد أن عبد الله بن مسعود كان يقرأ الآية ويظل النهار بأكمله في تفسيرها، وقد ورج عن الصحابة أن نبوغه في تفسير القرآن الكريم يعود إلى مدى ملاصقته وصحبته الدائمة مع الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد قال عبد الله بن مسعود عن نفسه: (وَالَّذِي لا إلَهَ غَيْرُهُ ما مِن كِتَابِ اللهِ سُورَةٌ إلَّا أَنَا أَعْلَمُ حَيْثُ نَزَلَتْ، وَما مِن آيَةٍ إلَّا أَنَا أَعْلَمُ فِيما أُنْزِلَتْ، ولو أَعْلَمُ أَحَدًا هو أَعْلَمُ بكِتَابِ اللهِ مِنِّي، تَبْلُغُهُ الإبِلُ، لَرَكِبْتُ إلَيْهِ)، وعقب سماع أبو وائل لذلك الحديث اتجه إلى حلقات العلم يسأل الصحابة عن ذلك القول، ولم يجد واحد منهم ينفي عن ابن مسعود ذلك القول.
لُقب الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود بالإمام الحبر، كما أطلق عليه لقب فقيه الأمة، وقد روى عنه الكثير من الصحابة من بينهم (ابن عمر، أبو أمامة، أنس وجابر، أبو موسى، عمران بن حصين، أبو هريرة، وابن عباس)، رضي الله عنهم والكثير من الصحابة الآخرون، وقد بلغ عدد الأحاديث المتفق عليها لابن مسعود في الصحيحين أربع وستون حديث، في حين انفرد البخاري في صحيحه بأحد وعرين حديث، بينما الإمام مسلم فقد انفرد في صحيحه بخمس وثلاثين حديث عن الصحابي عبد الله بن مسعود.
وحينما يرد على حديث لابن مسعود أحكام الصحة أو أحكام الضعف فإن ذلك التشكك لا يعود في الحقيقة إلا ابن مسعود ولكن لمن قاموا برواية الأحاديث عنه،وقد ذكر محمد حسين الذهبي أن الطريق السليمة والصحيحة التي وصلت عن طريقها أحاديث بن مسعود هي أربع طرق، ويعود كثرة علمه بالأحاديث الشريفة وروايته لها ما قيل فيه ( فإنه كان يسمع حين لا نسمع، ويدخل حين لا ندخل).
شهد الصحابة الكرام للعبد الله ابن مسعود بفقهه وعلمه، وهو ما يعود إليه السبب في اختيار أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن يرسله إلى أهل الكوفة لكي يعلمهم أصول الدين، وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم (رضيت لأُمتّي ما رضي لها ابن أم عبد).
وحينما سُئل الإمام علي ابن أبي طالب عن أصحاب النبي الكريم وخاصةً عبد لله بن مسعود فكانت شهادة الحبيب المصطفى أنه قد علم كتاب الله وسنّة حبيبه، كما وقد كان واحداً من الصحابة الأربع الذين اختصهم معاذ بن جبل رضي الله عنه وهو بفراش الموت لكي يؤخذ العلم من عنده.
كما وقد تحدث أبو موسى عن ابن مسعود أنه حبر بالإفتاء والعلم، وذلك عقب أن قضى بالوراثة، وقد قال الشعبي عنه أنه ما رأى أحدًا أفقه منه، ولقد أخذ الكثير من الصحابة عنه منهم علقمة، وشريح، وعبيدة السلماني.
وردت قصة إسلام الصحابي عبد الله بن مسعود عن لسانه نفسه، وقد كان يعمل برعي الغنم في مكة المكرمة بالصحراء، وقد مر الرسول صلى الله عليه وسلم بصحبة أبي بكر الصديق رضي الله عنه فسألاه أن يشربا الحليب، وما كان من ابن مسعود إلا أن أجابهم أن تلك الأغنام ليست مملوكة له ولكنه قد اؤتمن عليها ولا يمكنه التصرف بها.
ومن ثم طلب منه الرسول صلوات الله عليه وسلامه أن يأتي له بشاة عزباء وقد أحضرها ابن مسعود له، فقام النبي الكريم بالمسح على ضرعها والتي امتلأت على الفور بالحليب، فشرب منه الرسول وأبي بكر وابن مسعود، وحينها صدق ابن مسعود رسالة رسول الله ودخل بالإسلام.
وقد ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عن الحادثة التي جعلته يؤمن برسالة الرسول عليه الصلاة والسلام؛ إذ قال: (كنتُ غلامًا يافعًا أرعى غنمًا لعقبةَ بنِ أبي معيطٍ فجاء النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ وأبو بكرٍ رضِيَ اللهُ تعالَى عنهُ وقد فرَّا من المشركينَ فقالا: يا غلامُ هل عندَك من لبنٍ تسقيَنا ؟ قلت: إنّي مؤتَمنٌ ولستُ ساقيَكما فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ: هل عندَك من جزعةٍ لم ينزِ عليها الفحلُ ؟ قلت: نعم فأتيتُهما بها فاعتقلها النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ ومسح الضرعَ ودعا فحفلَ الضرعُ، ثم أتاه أبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنهُ بصخرةٍ منقعرة ٍفاحتلب فيها فشرب وشرب أبو بكرٍ ثم شربتُ ثم قال للضرعِ اقلُصْ فقلص فأتيته بعد ذلك فقلت: علِّمني من هذا القولِ قال: إنك غلامٌ مُعلمٌ قال: فأخذت من فيه سبعينَ سورةً لا ينازعُني فيها أحدٌ).
قبل وفاة ابن مسعود رضي الله عنه أصابه المرض وقد أتى إليه الصحابي عثمان بن عفان لكي يعوده وقد سأله إن كان بحاجة لطبيب، فأجاب بن مسعود ليس لي حاجة لطبيب حيث إن طبيبه هو سبب علته ولا يتمنى من الحياة سوى غفران ما له من ذنوب يشتكيها.
وقد أتى رجل إلى عبد الله بن مسعود يقص له رؤيا قد راودته كان الرسول صلى الله عليه وسلم بها يقف على المنبر منادياً لعبد الله بن مسعود، وحينما استوثق ابن مسعود من الرؤيا أخبره بعدم مغادرته من المدينة قبل أن يصلي عليه، وعقب مرور بضعة أيام توفي عبد الله بن مسعود في المدينة المنورة وقد بلغ الستين من عمره.
جاءت وفاة بن مسعود في العام الثاني والثلاثين من الهجرة وقد تم دفنه رضي الله عنه بالبقيع، وقد ورد اختلاف فيمن صلى عليه ما بين الزبير ابن العوام، أن عمار بن ياسر، كما وكانت له وصايا قبل وفاته منها أنه أوصى الزبير أن يدفن بالليل، وألا يتم تزويج بناته بغير إذن من الزبير وابنه، كما أنهما هما من يقومان بالتصرف في تركته.
وبذلك نكون قد أجبنا في مخزن المعلومات حول سؤال اذكر فضيلة من فضائل عبد الله بن مسعود، حيث ذكرنا بعضاً من الفضائل الكثيرة التي تضمنتها حياة ذلك الصحابي الجليل رضوان الله عليه.