ابحث عن أي موضوع يهمك
فضائل شهر شعبان هي من الأمور المميزة له عن باقي الأشهر، فقد تبيّنت مكانته في الشريعة الإسلامية بكثير من الشواهد، وينبغي على المسلم أن يتعرف على أهم الأحكام والمعلومات المتعلقة بكل شهر من الأشهر الهجرية، ومع دخول شهر شعبان واقتراب شهر رمضان المبارك الذي يليه نتعرف من خلال موقع مخزن على الأهمية التي خصصت لشهر شعبان الفضيل، بالإضافة إلى أهم الأحكام المتعلقة به، وأقوال أهل العلم المذكورة فيه، وأيضًا الحكمة من تفضيل بعض أيام السنة الهجرية.
تتعدد فضائل شهر شعبان لما يحمله هذا الشهر من المنزلة الخاصة الفضيلة في الشريعة الإسلامية، وقد بيّنها الله -عز وجل- عندما كان الجاهلية يعظمون شهر رجب، وكان المسلمون يعظمون شهر رمضان، وحينها تبينت لهم أهمية بعض الأيام والشهور، ومنها شهر شعبان، وذلك عن طريق الصيام به والإكثار من العبادة.
“فعنْ أُسَامَةَ بنِ زيدٍ قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ منَ الشهرِ مَا تَصُومُ مِنْ شعبانَ، فقال: ذَاكَ شَهْرٌ يغفَلُ الناسُ عنه بينَ رَجَبٍ ورَمَضَانَ وهو شَهْرٌ تُرْفَعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالَمَينَ فأحَبَّ أنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وأنا صَائِمٌ” (صحيح أو حسن).
تتعدد الأعمال الصالحة التي يُستحب فعلها والإكثار منها في شهر شعبان على وجه الخصوص؛ تقربًّا إلى الله تعالى، واقتداءً بهدي نبيّه الكريم، والعبادات المستحبة في شهر شعبان هي من السنن، وذلك لأن من الأفضل أن تُرفع أعمال العبد بوقت الليل أو النهار وهو مكثرٌ من العبادة والعمل الصالح الذي يعود عليه بالآثار والثمرات الحسنة في الدنيا والآخرة، ونذكر أولًا الحديث الدال على رفع الأعمال في أوقات شعبان، ثم الأعمال المستحبة بشهر شعبان:
في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “يتعاقَبونَ فيكم ملائكةٌ باللَّيلِ وملائكةٌ بالنَّهارِ ويجتَمِعونَ في صلاةِ الفجرِ وصلاةِ العصرِ ثمَّ يعرُجُ الَّذينَ باتوا فيكم فيسأَلُهم وهو أعلَمُ كيفَ ترَكْتُم عبادي ؟ فيقولونَ : ترَكْناهم وهم يُصَلُّونَ وأتَيْناهم وهم يُصَلُّونَ” (صحيح ابن حبان).
بعد التعرف على فضائل شهر شعبان نتعرف على الأحكام الشرعية التي اشتمل عليها هذا الشهر الفضيل، فلا ينبغي علينا السير نحو أمر غير مألوف في العبادات حتى نتأكد من الدليل الشرعي وأقوال أهل العلم فيه، وتوجد أحكام كثيرة متعلقة بشعبان منها:
تعددت الأقوال الواردة لأهل العلم فيما يتعلق بشهر شعبان الفضيل، والتي قاموا بالتأكيد بها على حرمانية الابتداع بما لم يُشرع في تلك الأشهر، فكثيرًا ما نرى حرص المسلمين على أمور وعبادات لم ترد في الآيات القرآنية أو الأحاديث الشريفة، وفيما يلي الأقوال المذكورة من كبار العلماء والفقهاء المسلمين:
“من البدع التي أحدثها بعض الناس: بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان، وتخصيص يومها بالصيام، وليس على ذلك دليل يجوز الاعتماد عليه، وقد ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها، أما ما ورد في فضل الصلاة فيها، فكله موضوع، كما نبه على ذلك كثير من أهل العلم”.
“وبلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستجاب في خمس ليال في ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان”.
“أن قوله صلى الله عليه وسلم: ”شعبان شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان”: يشير إلى أنه لما اكتنفه شهران عظيمان –الشهر الحرام وشهر الصيام– اشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولا عنه، وكثير من الناس يظن أن صيام رجب أفضل من صيام شعبان لأن رجب شهر حرام، وليس كذلك”.
في إطار التعرف على فضائل شهر شعبان نتطرق إلى معرفة الحكمة المتمثلة في تفضيل بعض الأزمان وتمييزها عن غيرها، ومنها شهر شعبان الذي فضّله الله -عز وجل- على الأزمان الأخرى، ويعد الشهر التالي له رمضان هو أفضل الأشهر في الدين الإسلامي.
بهذا نكون قد تعرفنا على فضائل شهر شعبان وأهم الأحكام والأدلة الشرعية التي اتصلت بهذا الأمر، سائلين الله لكم دوام التزود بالعلم الشرعي الصحيح وأن ينفع بكم.