وضع الإسلام منهاج وقواعد على المسلم أن يسير عليها لتستقيم حياته وتتقدم، وأتى هذا المنهاج في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، والقرآن هو كلام المولى عز وجل والذي أنزل على نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، أما السنة فهي هدى نبي الله صلى الله عليه وسلم التي من خلالها يعرف الإنسان دينه وقواعده، وهي ما جاء هن عن النبي صلى الله عليه وسلم فعل وقول أو سيرة وصفة، وهي ثاني مصادر التشريع، ومن الأسئلة المتواجدة في محركات البحث هل من السنة الخروج من المسجد أو البيت بالرجل اليسرى أم باليمنى؟ ومن هذا المنطلق نوضح إجابة هذا السؤال والإجابة المرجوة من عبارة عند الخروج من المسجد اقدم رجلي .. عبر الفقرات التالية لموقع مخزن.
تعرف السنة عند الدخول إلى المسجد بتقديم القدم اليمني، وعند الخروج من المسجد فمن السنة تقديم القدم اليسرى، أي يجب دخول المسجد بالقدم اليمنى والخروج منه باستخدام القدم اليسرى، أما المنزل فيجب تقديم القدم اليمنى في الدخول والخروج منه.
عن أنس -رضي الله عنه- أنه قال: (من السنة إذا دخلت المسجد أن تبدأ برجلك اليمنى، وإذا خرجت أن تبدأ برجلك اليسرى).
كما أخرج البخاري في صحيحه: وكان ابن عمر يبدأ برجله اليمنى، فإذا خرج بدأ برجله اليسرى.
يستحب تقديم اليسار فيما غير ذلك، فيشير خليل بن إسحاق المالكي إلى تقديم القدم اليسرى في الدخول واليمنى في الخروج في العموم، وعلى الدخول بالقدم اليمنى عند التوجه إلى المنزل والمسجد.
في حديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: ” كان النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يحب التيمن ما استطاع في شأنه كله في طهوره وترجله وتنعله“
هذا ما تشير إليه القاعدة التشريعية في العموم فهي تشير إلى تقديم اليمين في كل باب به كرامة وفضل لإنسان، وتقديم اليسار في كل باب به مهانة أو شر للإنسان، وهذا تعظيمًا لليمين وتميزًا، ومن أمثلة أبواب الكرامة التي من المستحب التقديم إليها باليمين ما يلي:
التوجه للغسل أو الوضوء والتيميم.
التوجه إلى ارتداء الملابس والنعل، فيجب البدء باليمين.
دخول المنزل.
تقليم الأظافر، قص الشارب، وحتى نتف الإبط وحلق الرأس، فمن المستحب أن يبدأ الإنسان فيهم بيمينه.
السلام من الصلاة.
الأكل والمشرب، والمصافحة لابد أن يتما بيمين الإنسان.
الخروج من الخلاء.
لمس الحجر الأسود.
أما ما هو مخالف وعكس لما سبق فمن المفضل فيه أن يتم تقديم الجزء اليسار من جسد الإنسان سواء القدم أو اليد وغيرهما، ومن أمثلة هذا:
دخول الخلاء.
الخروج من المسجد.
خلع النعل والملابس.
الاسْتِنْجَاءِ، أو فعل ما يشابه ذلك.
حكم دعاء الخروج والدخول إلى المسجد
المساجد هي أحب بقاع الأرض لله عز وجل، فهي بيوت الرحمن المليئة بالطاعة والعبادة، وأساس المسجد التقوى، ففيها يعبد العبد ربه معترفًا ألا إله إلا هو، ومن السنة النبوية نجد مجموعة من الأدعية المناسبة لحال دخول المسجد، فعن أبي حميد وأبي أسيد قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” “إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك“.
كما جاء حديث آخر على لسان عبد الله بن عمرو بن العاص مشيرًا فيه إلى دعاء دخول المسجد الذي أوصى به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ألا وهو: أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم”.
أضاف أبي هريرة رضي الله عنه بأنه عند الدخول إلى المسجد يستحب أن يلقي الفرد السلام على نبي الله صلى الله عليه وسلم ثم يدعو الله بأن تفتح له أبواب الرحمة، وعند خروجه يلقي السلام على نبي الله صلى الله عليه وسلم ويدعو المولى عز وجل أن يجنيه ويأجره من الشيطان الرجيم.
فضل دعاء الخروج من المسجد
حرصت الأحاديث النبوية الشريفة جميعها على إظهار الفضل العظيم الذي يصيب العبد المؤمن بمجرد التوجه إلى المسجد، وأن بكل خطوة يأخذ العبد بها النية للذهاب إلى المسجد ترفع مكانته ودرجته في الجنة.
أما الفضل الخاص بقول دعاء الخروج من المسجد فيتمثل في الاقتضاء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وإقامة سنته في الأرض، وهو ما يساهم في الآجر العظيم.
يساهم في أن يفوز الإنسان بنصيب وافر، ومكانة عالية في الدارين الدنيا والحياة الآخرة.
الاقتضاء بالصحابة رضوان الله عليهم وتقليد سلوكياتهم التي من خلالها ساروا على خطى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
آداب الخروج من المسجد
عند الخروج من المسجد لابد أن يتمتع الفرد المسلم ببعض الآداب التي تساهم في زيادة أجره، ورفعة مكانته، ومن بين هذه الآداب ما يلي:
يستحب أن يتم تقديم القدم اليسرى عند الخروج من المسجد كما وضحنا سابقًا.
من المستحب أيضًا إلقاء السلام على نبينا الكريم صلى الله عليه سلم وذكر البسملة أثناء الخروج وارتداء النعل، أي قول ” بسم الله الرحمن الرحيم”، وقول ” اللهم صل وسلام وبارك على سيدنا محمد”.
الدعاء بالبركة والفضل، وأن يجير المولى عبده من الشيطان الرجيم.
كما يفضل التهليل والتكبير والتسبيح وذكر المولى عز وجل.
فيقول المولى عز وجل في سورة الجمعة بالآية العاشرة: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُ).
آداب دخول المسجد
هناك بعض الآداب التي يجب التحلي بها عند التوجه إلى المسجد والتواجد به، فللمسجد مكانة عظيمة في الإسلام وهو دار العبادة والاطمئنان الذي يلجأ إليه العبد في أوقاته جميعها، ومن آداب دخول المسجد والتواجد به ما يلي:
كما وضحنا سابقًا فإنه من المستحب الدخول إلى المسجد بالقدم اليمنى، وإلقاء السلام على النبي صلى الله عليه وسلم والبسملة.
السلام على المصلين المتواجدين في المسجد، وعلى المتواجدين في المنزل رد التحية وهذا ما يرفع مكانة كليهما.
كما لا يستحب تناول البصل أو الثوم عند التوجه إلى المسجد، وهذا بسبب ما تسببه الرائحة من إزعاج للمصلين والملائكة في المسجد، وفي هذه الحالة يكتفي بالصلاة في المنزل.
أداء ركعتين من أجل تحية المنزل، وتعتبر هذه السنة من السنن المستحبة.
التطيب والتحسن وارتداء الملابس الحسنة عند التوجه إلى المسجد، وارتداء الملابس التي تقي من برد الشتاء وحر الصيف.
قول دعاء دخول المسجد الذي ذكرناه سابقًا، والدعاء بنيل رحمة المولى عز وجل.
الحرص على بقاء المسجد نظيفًا والإشارة إلى الآخرين بضرورة الحفاظ على الأمر، وهذا الأمر من الأمور التي تحمل شأن وأجر عظيم.
نزع الحذاء قبل الدخول إلى المسجد، وهذا بالرغم من أن الإسلام شرع للمسلمين الصلاة بالحذاء إذا كان طاهرًا، وأن يصلي به خارج المسجد، ولكن المسلمين يقومون بخلع الحذاء تكريمًا وتعظيمًا للمولى عز وجل.
عدم الحديث بالباطل واللغو، أو أذية أحد.
الاستمرار في التواجد بالمنزل حتى الانتهاء من الصلاة.
عدم النوم والجلوس باعتدال، وعدم رفع الصوت.
تسوية الصفوف، والحرص على ترك أمور الدنيا وملهياتها.
بهذا المنطلق نكون وصلنا إلى نهاية موضوعنا بعد التعرف على الإجابة المرجوة من عبارة عند الخروج من المسجد اقدم رجلي .. والإلمام ببعض الآداب الخاصة بالمسجد عبر الفقرات السابقة.