ابحث عن أي موضوع يهمك
يود الكثير من الناس التعرف على السن الحقيقي لأسامة بن زيد عندما دخل غزو حُنين، ومن ثم تكمن الإجابة في أنه كان يبلغ من العمر عشرون عاما، ومن ثم يعد أسامة بن زيد أصغر قادة الجيش الإسلامي، كان دائما ما يُحث الجنود على الجهاد والثبات في أرض المعارك وعدم التراجع أو الاستسلام للعدو، على ارغم من صغر سنه في أثناء غزو حُنين إلا أنه أصر على ذلك حتى يعمل على نشر الدعوة الإسلامية وإعلاء كلمة الحق.
يعد أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي واحدا من الصحابة رضى الله عنهم جميعا، ولد لأب ولأم كانو من الصحابة، ولد أسامة بن زيد في الفترة التي تسبق الهجرة النبوية بسبع سنوات، ومن ثم فبذلك يكون قد ولد في فترة البعثة، ومن الجدير بالذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أطلق على والده الذي كان يدعى زيد بن حارثة اسم زيد ابن محمد بعد أن قام بتبنيه ويكون هذا السبب في نزول السورة التي حرمت مبدأ التبني، حتى لا يتم اختلاط الأنساب وكان عمر أسامة بن زيد عشرون عاما، عندما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يقيم في المزة في مدينة دمشق، ثم انتقل منها إلى وادي القُرى ثم انتقل إلى المدينة المنورة، ومن الجدير بالذكر أن أسامة بن زيد كان واحدا من رواة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث روى عن كلا من أبي هريرة، وعن عبد الله بن عباس، ثم أخذ التابعون الحديث منه.
تميز أسامة بن زيد بالشجاعة منذ الطفولة، وكان يحرص بشكل شديد على تعليم أصول الدين الإسلامي، وكان أسامة دائم الطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يُعرف عنه أخلاقه الحميدة، بالإضافة إلى أنه تميز بالتضحية بالنفس في سبيل نشر الإسلام، وشارك في العديد من الغزوات الإسلامية، كان يتميز روح القائد، ومن ثم تولى قيادة الجيش الإسلامي، ومن ثم شارك في العديد من الغزوات والمعارك الإسلامية، التي حققت انتصارا كبيرا سُجل في التاريخ الإسلامي.
يعد أسامة ابن زيد أصغر قادة الجيوش في التاريخ الإسلامي، شارك في العديد من الغزوات التي يكون من أشهرها غزوة حُنين، حيث كان لم يتجاوز سن العشرين في هذه الغزوة، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه كان يتميز بتفكيره العميق، ولهذا السبب أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتعينه كقائد للجيش الإسلامي، وكذلك جاء هذا القرار رغبة لرسول الله في أن يستكمل أسامة بن زيد ما بدائه والده زيد ابن حارثة، الذي عينه الرسول قيادة الجيش قبل أن يتم عمره الخامس عشر، وانتصر زيد على الكفار ومقاتلة الأعداء.
وقعت غزوة حُنين في اليوم العاشر من شهر شوال العام الثامن من الهجرة النبوية الشريفة، وتمت هذه الغزوة في الفترة التي تلي فتح مكة المكرمة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت هذه الغزو بين كلا من المسلمين وقبيلة هوزان وثقيف، ونشبت هذه المعركة في أحد الوديان التي تقع ما بين مكة المكرمة والطائف، وكان هذا الوادي يعرف باسم وادي حنين، ومن ثم سُميت هذه المعركة باسم معركة حُنين.
يكمن السبب الحقيقي في وقوع غزوة حُنين في عقد مالك ابن عوف النضرى نيته في التخلص من المسلمين، ومن ثم قرر ضم كلا من جيش هوازن وثقيف، بالإضافة إلى مجموعات كبيرة من كلا من قبيلتي جسم ومضر وقبيلة بنو هلال وسعد ابن بكر، ومن ثم خرج الجيش الإسلامي لمقابلتهم بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان الجيش الإسلامي يتكون من اثنى عشر ألف جندي، وكان الجيش الإسلامي يضم أفرادا من المهاجرين والأنصار، وجميع المسلمين الذين كانوا يسكنون مكة المكرمة، ولكن كان عدد جنود جيش العدو يزيد عن ثلاثون ألف جندي، ومن ثم فقد هُزم المسلمين في بداية هذه المعركة، ويرجع السبب في هزيمة المسلمين إلى كسب الثقة الزائد في أنفسهم وعدم الدقة في تحديد موقع العدو، ومن ثم قرر النبي تقسيم الجيش والدخول في المعركة، وفادة خالد ابن الوليد أول جيش من المسلمين، وتمكن خالد ابن الوليد من هزيمة جيش العدو الذي قام أفراده بالرجوع إلى الوراء، وقرروا الهروب من المعركة وفي النهاية استطاع المسلمين الانتصار على المشركين، ونادى عم الرسول الذي كان يسمى العباس إلى جميع أفراد الجيش بصوته الجهوري بهدف أن يجتمعوا حول النبي، وهذا ما تم بالفعل واستطاعوا هزيمة المشركين، ومن الجدير بالذكر أن غزوة حنين قد ذُكرت في سورة التوبة، وهي السورة التاسعة في القرآن الكريم، ويجب أن ننوه أن سورة التوبة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، فيما عدا الآيتان الأخيرتان اللواتي تم ذكرهن في مكة المكرمة، حيث قال الله تعالى في الآية رقم 25 والآية رقم 26 “لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ”.
ومن ثم تأتي هذه الغزوة لتبين قدرة الله سبحانه وتعالى في نصر من يريد نصره حيث انتصر المسلمين على المشركين رغم قلة عددهم أمام أعداد جنود العدو.
لم يتفق الرواة على تحديد تاريخ وفاة أسامة بن زيد رضى الله عنه، حيث جاءت عدد من الروايات التي تناولت أنه توفى في السنة الرابعة والخمسون من الهجرة النبوية الشريفة، وجاء ذلك التاريخ عن ابن عبد البر، وتأتي بعض الأقاويل التي تقول أن أسامة بن زيد عاش لأخر فترة خلافة معاوية بن أبي سفيان، ويقول أنه توفى في العام الواحد والستون من الهجرة.
نشبت العديد من الفتن بين المسلمين في الفترة ما بعد حادثة مقتل عثمان بن عفان رضى الله عنه وهو الخليفة الراشدي الثالث، ولكن أسامة بن زيد لم يتأثر بهذه الفتن، وتنازل الحسن بن علي بن أبي طالب لمعاوية بن أبي سفيان عن الخلافة الإسلامية، قام الصحابي الجليل أسامة بن زيد بمبايعة معاوية بن أبي سفيان ليكون خليفة للمسلمين، وكان أسامة بن زيد يسكن في المزة في مدينة دمشق مع عدد كبير من الصحابة ومن أشهرهم ” سعد بن أبي وقاص، ومحمد بن مسلمة”، وفي السنة الرابعة وخمسين من الهجرة توفى في الجرف، وتم دفن جثمانه في البقيع، كما يُقال أنه توفى في العام الواحد والستين للهجرة النبوية الشريفة، ومن ثم فيكون قد عاصر أخر فترة خلافة معاوية بن أبي سفيان.