الاستخارة في اللغة تأتي بمعنى اختيار الخيرة وطلبها في أمر ما، أما صلاة الاستخارة فهي طلب الخير بين أمرين أو أكثر من الله عز وجل، فإذا كان الفرد يختار بين أمرين وصلى الاستخارة واختار منهم شيء تيسر وكان الخير له إذا تم، وإذا لم يتم استكمال الأمر وتوقف لأي غرض، أو لأي سبب من الأسباب فيكون شرًا لصاحبه.
يجب أن يستخير الشخص في كافة أمور حياته بداية من الذهاب إلى الجامعة، وحتى الانتقال إلى عمل جديد، وحتى الوصول إلى أمور الزواج، وغيرها من أمور دنيوية، وهذا للوصول إلى الخير بتوفيق من المولى عز وجل في كافة أمور الحياة، ومن هذا المنطلق نسلط الضوء عبر الفقرات التالية لموقع مخزن على توضيح طريقة صلاة الاستخارة.
دائمًا ما يقع اختيار الشخص على ما هو خير له في دينه ودنياه عند استخارة الله عز وجل، فرب الخير لا يأتي إلا بالخير أما عن طريقة صلاة الاستخارة فتتمثل فيما يلي:
صلاة الاستخارة تكون عبارة عن ركعتين يلصيهم المسلم وحدهما دون الفريضة، والدعاء بها يكون بعد السلام مثلما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة.
فصلاة الاستخارة تعد واحدة من الصلوات التي عرفت كسنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويقرأ في كل ركعة بهم سورة الفاتحة وما تيسر من آيات القرآن الكريم.
بعد الانتهاء من الصلاة والسلاة، يرفع العبد يده إلى الله تعالى ةيبدأ بالصلاة على نبيه والحمد له، ومن ثم قول دعاء الاستخارة، وأن ييسر الله له الأفضل في دينه ودنياه.
دعاء الاستخارة بدون صلاة
بالإلمام بطريقة صلاة الاستخارة من المهم الإلمام بدعاء الاستخارة الذي يقال بعد السلام والانتهاء من ركعتي الاستخارة، والذي يمكن أن يتم قوله دون الصلاة أيضًا.
يتضح هذا الدعاء في الحديث الشريف برواية جابر بن عبد الله، والذي جاء في صحيح البخاري، ويقول جابر بن حيان: “كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يعلِّمُنا الاستِخارةَ في الأمورِ كُلِّها كما يعلِّمُنا السُّورةَ منَ القرآنِ ، يقولُ: إذا همَّ أحدُكُم بالأمرِ ، فليركَعْ رَكْعَتينِ مِن غيرِ الفَريضةِ ، ثمَّ يقولُ اللَّهُمَّ إنِّي أستَخيرُكَ بعِلمِكَ ، وأستَعينُكَ بقُدَرتِكَ ، وأسألُكَ من فضلِكَ العظيمِ ، فإنَّكَ تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتَعلمُ ولا أعلَمُ ، وأنتَ علَّامُ الغيوبِ ، اللَّهمَّ إن كُنتَ تعلمُ إنَّ هذا الأمرَ خيرٌ لي في ديني ومَعاشي وعاقِبةِ أَمري – أو قالَ: في عاجِلِ أَمري وآجلِهِ – فأقدرهُ لي ، ويسِّرهُ لي ، ثمَّ بارِكْ لي فيهِ ، وإن كنتَ تعلمُ إنَّ هذا الأمرَ شرٌّ لي في ديني ، ومَعاشي ، وعاقبةِ أَمري – أو قالَ: في عاجلِ أَمري وآجلِهِ – ، فاصرفهُ عنِّي ، واصرِفني عنهُ ، واقدُرْ لي الخيرَ حيثُ كانَ ، ثمَّ أرضِني بِهِ ، قالَ: ويسمِّي حاجتَهُ“
فلا يعلم الخير والشر والغيب وما هو أفضل للإنسان غير الله عز وجل، ولهذا لابد من أن يلجأ العبد إلى مولاه عز وجل كل دقيقة، وفي كل أمور الحياة، وهو ما يوضحه الحديث الشريف السابق.
فيقول جابر بن حيان بأن الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه صلى الله عليه وسلم كان دائم الاهتمام بصلاة الاستخارة، وكان دائم الحرص على تعليمها للصحابة رضوان الله عليهم مثلما يعلمهم القرآن الكريم.
تشبيه تعليم الاستخارة بتعليم آيات القرآن الكريم هو إشارة واضحة وصريحة إلى أهمية الاستخارة والاستعانة بالله عز وجل في كافة أمور الحياة صغيرها وكبيرها، وهو ما يدل على عظم أجر وتيسير حاجة من استعان بالله عز وجل في أموره.
فالاستخارة هي إشارة واضحة وصريحة على التوكل على الوكيل عز وجل، فهو عالم الغيب والشهادة، وهو من بيده ملكوت السموات والأرض.
في الحديث الشريف السابق يمكن الإلمام أيضًا بطريقة صلاة الاستخارة، والتي وضحها الحديث بأنها عبارة عن ركعتين يصليهم العبد عندما يتردد في فعل ما، وعنجد رغبته في القيام بالأمر الصحيح، ومن ثم الاستعانة بالله بقول الدعاء السابق.
شرح دعاء الاستخارة
بعد معرفة طريقة صلاة الاستخارة الصحيحة، والإشارة إلى الدعاء المستخدم في الاستخارة، والتي لابد من اعتماد الفرد المسلم عليه في جميع أمور دنياه، نوضح فيما يلي المقصود من هذا الدعاء بشكل أكثر تفصيلًا.
يقول المسلم في بداية دعاء الاستخارة (اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ)، وهي إشارة من العبد لمولاه عز وجل بأنه لا يعلم الخير أحد سواه، ولهذا يطلب من المولى عز وجل أن يختار له الخير فهو العليم، وهو من يملك العلم المطلق.
بعدها يقول العبد (وأسْتقدِرُك بقُدْرَتِكَ)، وتعني طلبالقدرة من الله عز وجل، وأن يعينه الله، ويمكن أيضًا أن يكون طلب من المولى عز وجل باقتدار الخير للعبد ومنحه القدرة على إتمامه وتيسيره، ومن هذا يتبين بأن معنى التقدير هو التيسير.
أما قول (وأسْأَلُكَ مِن فَضْلِك العَظيمِ) فهو إشارة إلى عطاء الرحمن الذي لا حدود له، وأن هذا الفضل هو فضل من الله عز وجل.
بعدها يتم القول: (فإنَّكَ تَقْدِرُ ولا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولا أعْلَمُ، وأنتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ)، وهذا الجزء من الدعاء هو تسليم لله عز وجل من كل الجوانب، وإلمام تمام بأنه عز وجل هو العليم القادر وحده لا شريك له، ولا يملك العبد لنفسه شيء، فكل أمور الدنيا مقدرة من الله عز وجل، فهو علام الغيوب، والملم بكافة أمور المخلوقات.
بعدها يبدأ العبد بالإشارة إلى حاجة وطلب التيسير والإتمام إذا كان الأمر خير له في الدين والدنيا، أما إذا كان الأمر سيسبب الحزن والضيق للعبد في أمور دنياه وآخرته فيدعو الله عز وجل بأن يصرفه عنه، ولا يفكر به العبد.
في نهاية الدعاء يدعو العبد ربه بأن يقدر له الخير في أمور حياته جميعها، وأن ييسره له ويجعله راضيًا مطمئنًا به.
شروط الاستخارة
النية.
الثقة فيما ييسره المولى عز وجل والرضا بقضاءه.
تتم الاستخارة في أمور الدنا التي أباحها الله عز وجل فقط.
عدم الاستخارة في الأمور المحرمة، ورد المظالم إلى أهلها، بجانب التوبة.
يجب الاستخارة في كافة أمور الحياة، حتى لو تمكن الأمر منك وأصبحت تملك رغبة تامة في إتمامه.
هل يجوز قراءة دعاء الاستخارة من الهاتف
يعد الدعاء واحد من أفضل العبادات التي يقوم بها العبد المسلم، فهي إشارة إلى اللجوء إلى المولى عز وجل، وهي اعتراف من العبد ألا ملجأ من الله إلا إليه، ودائمًا ما يلجأ العبد إلى مولاه طالبًا رضاه ومغفرته وميسرًا لأموره وقضاء حاجاته.
في الآونة الأخيرة أصبح الهاتف الذكي واحد من أهم الأدوات التي لا يقدر الإنسان على الاستغناء عنها، وأصبح وسيلة مهمة من خلالها يمكن قضاء العديد من الأمور المتنوعة، والإسلام يعد واحد من الأديان اللينة التي تتناسب مع كل زمان وكل مكان.
لهذا فإن إجابة سؤال هل يجوز قراءة دعاء الاستخارة من المصحف تكون الإيجاب، فيجوز قراءة دعاء الاستخارة من المصحف، ولكن الغير جاز هو الانشغال بالهاتف أثناء قراءة الدعاء.
بالرغم من اجتماع بعض فقهاء الدين على عدم جواز قراءة الدعاء من ورقة أو ما يشابها، ويدخل بالأمر، إلا أن أحمد بن حنبل أشار إلى جواز الأمر إذا لم يكن المرء حافظًا.
اجتمع الكثير من فقهاء الدين أيضًا على جواز الأمر، بالرغم من أن الأفضل هو أن يكون المرء حافظًا للدعاء، ولكن في كلا الحالتين يشترط وجود النية وصحتها.
كما يجب الامتناع عن إمساك الهاتف واستخدامه في بداية الصلاة، فلا يستخدم العبد الهاتف والاستعانة به في شيء دون قراءة الدعاء بعد التسليم، ومن هنا يمكن الإشارة إلى أن العديد من الأقاويل فضلت القيام بصلاة الاستخارة بعد إتمام فريضة العشاء.