التواصل مع الآخرين من الأمور التي يصعب إتمامها بشكل سليم ويسير للكثير من الأشخاص، وهذا ما يدفعنا لسؤال كيف يمكن التواصل مع الآخرين بشكل جيد يدفعنا لتكوين علاقات سليمة لا تسبب لنا الأذى ولا تسبب لغيرنا الأذى، سواء كان هذا التواصل مع الأهل والأصدقاء أو زملاء العمل والدراسة وغيرها، فبجانب لغة الحديث هناك العديد من طرق التواصل مع الآخرين المتنوعة الأخرى والتي سنحاول تسليط الضوء عليها اليوم عبر موقع مخزن في الفقرات التالية.
هناك طرق متنوعة للتواصل مع الآخرين التي يمكن استخدامها من أجل التمتع بعلاقات مريحة ورزينة خاصةً خلال التعامل مع الأشخاص في العمل وأماكن الدراسة، وحتى التعامل مع المقربين من الإنسان، وتتمثل هذه الطرق فيما يلي:
الثقة بالنفس: واحدة من أهم مهارات التواصل مع الآخرين هي إظهار الثقة بالنفس بشكل دائم، وعدم التقليل من شأن ذاتك في أي موقف من المواقف، والشخص الواثق من نفسه دائمًا ما يجذب أنظار الآخرين إليه.
هذا من أجل أن الثقة دائمًا ما تكون رسالة واضحة إلى أن الفرد أمامك يستحق القيام بالجهد من أجل مصادقته أو بدأ علاقة معه، ويبدأ الأمر عن طريق النظر بشكل مباشر إلى أعين الأفراد أمامك أثناء الحديث والامتناع عن تجنب هذا الاتصال، فيمكن أن يكون عدم تواصل العينين إشارة إلى عدم الاهتمام.
لا تبدأ بإعطاء نصائح غير مرغوبة، من أفضل طرق التواصل مع الآخرين هي الامتناع عن النصح دون طلب النصيحة، فإعطاء النصائح الغير مرغوبة تكون إشارة منك على أنك تدري بكافة الأمور، ولا تندرج هذه الصفة في الأشخاص أو في علاقات الصداقة.
بل يجب أن تستمع إلى المشاكل التي يذكرها الأفراد دون إبداء آراء أو نصائح بل إشعارهم بالاهتمام والتفهم، ومن الممكن أن تشاركه حل الأمر دون إشعاره بأنك على دراية بشكل أكبر منه، وإذا بدأت باحترام احتياجات من حولك سيأتي يوم يطلبون فيه نصيحتك.
راقب لغة جسدك ونبرة صوتك بشكل دائم، تعتبر لغة الجسد من اللغات المعبرة عما يجول في خاطر الإنسان أكثر من لغة الحديث واستخدام الألفاظ المتنوعة، فالجسد لا يمكنه الكذب والتغني بالألفاظ الجميلة.
فيجب عليك الحرص على الابتسام بشكل آمن ومحب، بجانب مراقبة ملامح وجهك، هذا بجانب نبرة الصوت التي من الممكن أن تبدو قاسية وحادة دون شعور منك، لذا من المهم مراقبة الأمر جيدًا.
اعلم بأن الأمر لا يتعلق بك: لا يتعلق التواصل مع الآخرين بشخصك فحسب، يجب عليك الإلمام بهذه النقطة جيدًا وعدم تجاهل مشاعرك وأفكارك الخاصة، فإذا شعرت بعدم الارتياح عليك إظهار الأمر، بجانب وضع آراء الآخرين في الاعتبار.
كيفية تحسين التواصل مع الآخرين
من ضمن مهارات التواصل الآخرين هناك بعض الأمور المهمة التي يجب الإلمام بها ومحاولة القيام بها من أحل تحسين العلاقات والوصول إلى أفضل نوع من العلاقات المريحة والتي لا تسبب أذى للفرد أو من حوله، ومن ضمن طرق التواصل مع الآخرين ما يلي:
الاستماع والإنصات: أغلب الأشخاص يتحدثون دون استماع أو إنصات للآخرين، ومن الممكن أن يوقع هذا الأفراد في مشكلة التحدث دون وعي، أو دون إلمام بالقول، ولهذا يجب الإنصات للحديث الخاص بالآخرين لاستنباط مشاعرهم وأفكارهم المتنوعة.
يمكن القول بأن لغة الجسد والنبرة التي يتحدث بها الفرد هي واحدة من طرق التواصل والإلمام بمشاعر الآخرين، ومعرفة متى يجب التخفيف عنهم أو إيقافهم عند خدهم أو إذا كان هذا الشخص سعيد، متردد وغيرها من المشاعر.
كما أن الاستماع للآخرين وإظهار الاهتمام لما يقولونه من الأمور التي تدفعهم إلى الثقة بك والشعور بالأمان تجهاك مما يبني علاقة اجتماعية آمنة وسليمة.
كما سيكون عليك البدء في السؤال بشأن الحديث المدار مما يدفع الشخص للانفتاح بشكل أكبر.
إظهار الدعم بشكل دائم: تتواجد العلاقات من أجل تغذية الاحتياج للآخرين بجانبنا ومحاربة شعور الوحدة، ولهذا فإن الجميع يكون بحاجة إلى علاقة مريحة، وأصدقاء يساعدون في الصعاب ويشاركون الأفراح.
لذا من الضروري التواجد مع الآخرين بشكل دائم، ومن المهم للغاية عدم التعالي على الآخرين أو الحكم عليهم أو حتى محاولة حل المشكلة، بل يجب التواجد بجانبهم وإظهار الدعم والاهتمام فحسب.
كن حقيقيًا: من أفضل طرق التواصل مع الآخرين كونك صادق ومنفتح بحديثك، ومن هذا المنطلق عليك التحدث عن مشاعرك بصدق، إذا شعرت بالإحباط أظهر هذا إذا شعرت بالفرح قم بإظهار الأمر، فإظهار المشاعر الحقيقة للآخرين تساعدهم على الإلمام بكيفية التعامل معك.
أقرب مثال على هذه المهارة من مهارات التواصل هم الأطفال فهم من النوع الذي يظهر مشاعره بشكل دائم، وهذا لعدم إدراكهم لكافة مهارات المجتمع الخاصة بإخفاء المشاعر وغيرها من الأمور التي تأتي حصيلة لنضج الإنسان، ولهذا تجد قدرتهم على التواصل أصدق وأفضل من الآخرين.
تعلم إظهار مشاعرك وأفكارك للآخرين عن طريق نقاش دائم، وطرح الأسئلة وعرض أفكارك ومشاعرك بشكل آمن، فإذا تواجدت بعلاقة لا تساعدك بهذا الأمر فتكون هذه من العلاقات السامة التي يجب وضع الحدود بها.
أنواع التواصل مع الآخرين
هناك العديد العديد من الطرق التي من خلالها يتم التواصل مع الآخرين ومن ضمن هذه الأنواع التواصل اللفظي، أو التواصل غير اللفظي بجانب التواصل الرسمي والغير رسمي، بجانب التواصل الكتابي أو البصري، ومن خلال النقاط التالية نذكر المعلومات الهامة عن بعض وسائل التواصل هذه فيما يلي:
التواصل اللفظي، يتم هذا النوع من التواصل عن طريق استخدام الكلمات والحديث الشفهي وإظهار الأصوات المتنوعة من أجل التعبير عما يجول في الخاطر، ويمكن أن يتمثل في الكلام والبكاء، وحتى الرسائل الإلكترونية والبريدية.
التواصل الكتابي: واحد من طرق التواصل مع الآخرين، وهو متفرع من التواصل اللفظي ويتمثل في كافة الوسائل التي يتم استخدام الكتابة بها من أجل التعبير باختلاف طرق الكتابة ولغتها، ومنه: الرسائل البريدية والإلكترونية، الكتب، المجلات، الكتب المتنوعة وحتى الجرائد أو المستندات الورقية.
التواصل الشفهي: هو واحد آخر من أنواع التواصل اللفظي، ويتمثل في كافة الأمور التي يستخدم بها الإنسان صوته وحديثه ليعبر عما يجول بخاطره، يمكن اعتبار التحدث في الهواتف أو النقاشات بين الأفراد ضمن هذا النوع.
التواصل غير اللفظي: يتم هذا النوع من التواصل عند الامتناع عن استخدام الكلام والحديث من أجل التعبير، ومن أنواع هذه الطريقة من طرق التواصل مع الآخرين نجد: لغة الجس، الإيماءات المتنوعة، نبرة الصوت، التعبيرات الخاصة بالوجه، التلامس باليد أو اتصال العين.
يساعد هذا النوع في إيصال واستقبال الرسالة من المتحدث دون استخدام أي نوع من الألفاظ، ويحتوي هذا النوع من التواصل على ثلاثة عناصر أساسية هي:
لغة الجسد، والتي تتمثل في تعبير الوجه، ونبرة الصوت، بجانب الإيماءات المتنوعة، طريقة الوقوف أو الجلوس، حركة اليد ومكان وضعها.
الأصوات، والتي تتمثل في نبرة ونغمة الصوت، ارتفاع أو انخفاض الصوت، بجانب بطيء أو سرعة الكلام.
المظهر الخارجي، ويتمثل الأمر في طريقة وهيئة الملابس، استخدام مستحضرات الزينة، مكان الالتقاء، الترتيب والهندمة، ديكور مكان الالتقاء وإضاءته.
فوائد التواصل والاتصال مع الآخرين
اكتساب الخبرة في مجالات الحياة المتنوعة، والإلمام بأنواع ومعاد البشر كافة، والإلمام بكيفية التعامل معهم.
تكوين العديد من العلاقات الاجتماعية المتنوعة، وكسب الخبرات وتطوير الشخصية بشكل دائم.
الإحساس بالحب وإشعار الآخرين بهذه المشاعر مما يضيف للإنسان السعادة والطاقة اللازمة من أجل القدرة على البقاء على قيد الحياة.
من هذا المنطلق نكون وصلنا إلى نهاية موضوعنا بعد أن وضحنا طرق التواصل مع الآخرينومهارات تحسين الأمر، لذا فبإمكانكم الأخذ بهذه النصائح ورؤية مدى تأثيرها على حياتك الشخصة والتغيرات التي تطرأ على تعاملاتك وتواصلك مع الآخرين.