شروط الجمع بين الصلاتين ، يعرف جمع الصلاة بأنه جمع صلاتين في وقت أحدهما تقديما وتأخيرا، فمثلا يضم صلاتي الظهر والعصر تقديما، اي تتم الصلاتين في وقت الظهر، او يتم الجمع بينهما تأخيرا بضم الظهر بعد وقتها مع صلاة العصر،وفي مخزن سنتناول شروط الجمع بين الصلاتين.
شروط الجمع بين الصلاتين
اختلف تعريف الجمع بين الصلاتين بين جمهور العلماء و الحنفية، وفيما يلي نعرض تلك التعريفات:
عرف جمهور العلماء من الشافعية والمالكية والحنابلة، ضم صلاتي في وقت تقديما أو تأخيرا، بمعني إمكانية أداء صلاتي في وقت واحد، اي ان يمكن صلاة الظهر والعصر في وقت الظهر، او أداء صلاتي في وقت العصر، ويتم تطبيق ذلك على جميع الصلوات دون تخصيص، ويسمى الجمع بين الصلاتين بجمع الوقت، او جمع المقارنة.
عرف الحنفية جمع الصلاة يكون بتأخير أداء الصلاة الأولى قبل وقت الثانية بقليل، وأداء الثانية في أول وقتها، يتم جمع الصلاة عند الحنفية في أداء الحج.
وفيما يلي نتعرف على شروط الجمع بين الصلاتين:
- شروط جمع الصلاة.
- حكم جمع الصلاة.
- جمع بين الصلوات بسبب النوم.
- جمع الصلوات بدون عذر.
شروط جمع الصلاة
يشترط للجمع بين الصلاتين عدة أمور، حيث يشترط في جمع التقديم توافر خمسة شروط، نذكر شروط التقديم بالصلاة فيما يلي:
- النية: يجب على المصلي إحضار النية بالصلاة، للجمع بين الصلاتين، ويتم ذلك قبل البدء في الصلاة، والدليل على إحضار النية: قولى لرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف “إنَّما الأعمالُ بالنِّياتِ”.
- الموالاة: يقصد بعدم الفصل بين الصلاتين المجموع بهما بوقت طويل، على ان يكون الوقت بينهما هو وقت الأقامة ووقت الوضوء.
- تحقق عذر الجمع:اي ان اذا كان الانسان على سفر او كان مريضا او كان في وقت ممطر، فيمكن في هذه الحالات الجمع بين صلاتين، فيكون البدء بالصلاة الأولى والسلام منها موضع النية، ولكن عند اتمام ذلك الامور فلابد من وجود عذر من الأعذار السابق ذكرها.
- استمرار العذر: اي في حالة استمرارية المرض او السفر يقوم الأنسان بجمع الصلاتين معا في وقت واحد، اي القيام بالصلاة الأولى والتسليم منها ثم أداء الصلاة الثانية.
- الترتيب: اي ان يقوم الأنسان بالبدء في القيام بالصلاة الأولى المتأخرة والتسليم منها، ثم القيام بالصلاة الثانية.
وفي حالة الجمع بين الصلاتين تأخيرا، فلا بد من توافر شرطين، نذكر تلك الشرطين فيما يلي:
- النية: لا بد من ضرورة ان ينوي الأنسان نية تأخير الصلاة الاولى وجمعها في وقت الصلاة الثانية.
- استمرار العذر: اي استمرارية عذر السفر او المرض ليكون أحدهما سبب في تأخير الصلاة الأولى وجمعها في وقت الصلاة الثانية.
حكم جمع الصلاة
اتفق العلماء على امطانية الجمع بين الصلاتين تقديما في عرفة، وشرعية الجمع بين الصلاتين في مزدلفة،وجاء هذا الأتفاق استنادا على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولأن ظهر رأين في هذا الأمر، نذكر تلك الرأين فيما يلي:
الرأي الأول: الرأي الأول يقول مشروعية الجمع بين الصلاتين في عرفة و مزدلفة في حالة وجود سبب او عذر معتبر، وجاء هذا القول على لسان جمهور العلماء من المالكية والشفعية والحنابلة، حيث قال كلا منهم ما يلي:
- قال الحنبلي مصطفي السيوطي الرحيباني: الجمع جائز وتركه أفضل.
- جاء راي الشافعية ليقول: الأفضل ترك الجمع واستحبابه في عرفة و مزدلفة.
- يرأي جمهور المالكية: في حالة وجود مشقة يجوز الجمع بين الصلاتين، والأولى تركه، وجاء رأي المالكية استدلالا بما جاء في السنة النبوية،كما يلي:
- روى الصحابي عبد الله بن عباس_ رضى الله عنهما_ قال ” جَمع رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بالمَدِينَةِ، في غيرِ خَوْفٍ، وَلَا مَطَرٍ. فِي حَديثِ وَكِيعٍ: قالَ: قُلتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: لِمَ فَعَلَ ذلكَ؟ قالَ: كَيْ لا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ وفي حَديثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ: قيلَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: ما أَرَادَ إلى ذلكَ؟ قالَ: أَرَادَ أَنْ لا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ”.
- وجاءت الآثار المروية عن الصحابة: ما رواه الأمام مسلم في صحيحه: ” أنَّ ابْن عُمَرَ،كانَ إذَا جَدَّ به السَّيْرُ جَمع بيْنَ المَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بَعْدَ أنَّ يَغِيبَ الشَّفَقُ، ويقولُ: إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا جَدَّ به السَّيْرُ جَمع بيْنَ المَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ”
- اما القول الثاني: رأي جمهور الحنفية عدم جواز الجمع بين الصلاتين في غير عرفة ومزدلفة، وجاء هذا الرأي استنادا لعدد من الأدلة نوضحها في التالي:
- عدم جواز البدء بالصلاة الثانية في حالة تأخير الصلاة الاولى، مع عدم جواز تأخير الصلاة الأولى الي وقت الثانية: حيث استدل الحنفية بما جاء في كتاب الله تعالى، كما جاء في سورة البقرة في الآية 238 “حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ”.
- كما جاء ايضا في صورة النساء الآية 103 ” فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا“.
- قال رسول الله صلى الله عليه “إنه لا تَفْرِيطَ في النومِ إنما التفريطُ في اليقظةِ فإذا سها أحدُكم عن صلاةٍ فلْيُصَلِّها حين يذكرُها ومن الغدِ للوقتِ”، وهذا ما يؤكد على عدم التفريط في الصلاة في وقتها، حتى لا يرتكب الأنسان ذنب.
جمع بين الصلوات بسبب النوم
صرحت دار الأفتاء أنه يمكن جواز جمع الصلوات بسبب النوم وذلك في حالة واحدة، الا وهي ان يجد الأنسان نفسه يشعر بالتعب الشديد ولا يقدر على القيام بالصلاة في وقتها، فيمكن له النوم وأداء الصلاتين في وقت واحد، مع البدء بالصلاة الأولى والتسليم منها، ثم البدء في الصلاة الثانية، ولكن يتم ذلك في حالة التعب الشديد فقط، و لا يجوز للانسان القيام بهذا الأمر كشئ معتاد عليه، حتى لا يضيع أجر أداء الصلاة في وقتها.
ويأتي فضل الصلاة في وقتها كما ورد في السنة النبوية، روى عبدالله بن مسعود رضى الله عنه، قال:” سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي”.
جمع الصلوات بدون عذر
رأى العلماء ان يجوز الجمع في الصلاتين اذا كان المصلي لديه عذر سفر او مرض، ولكن لا يجوز الجمع بين الصلوات بدون عذر معتبر، ولا تصح الصلاة في غير وقتها بدون وجود عذر يمنع من القيام بها، استدلا على ذلك في قول الله تعالى في كتابه العظيم في سورة النساء في الآية 103 “فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا” ، وذلك يؤكد ان الصلاة لابد وان تكون في وقتها في حالة عدم وجود اي عذر شرعي كالمرض والسفر.
هكذا نكون ختامنا مقالنا عن شروط الجمع بين الصلاتين، كما وضحنا ايضا عدة أمور متعلقة بموضوعنا، مثل،شروط جمع الصلاة،حكم جمع الصلاة،جمع بين الصلوات بسبب النوم،جمع الصلوات بدون عذر.
كما يمكنك الاطلاع على المزيد من الموضوعات الدينية