يود الكثير من رجال الأمة الإسلامية التعرف على الشروط التي حددتها الشريعة الإسلامية في المضحي، وذلك بالتزامن مع قدوم عيد الأضحى المبارك، ومن ثم نتناول الشروط في النقاط التالية:
يلزم أن يكون المضحي يعتنق الديانة الإسلامية، ويرجع السبب في ذلك إلى أن الأضحية لا تصح إلا من المسلم الحر، وأجمع على ذلك أهل الفقه والعلم.
يشترط أن يكون المضحي فرداً مسلماً بالغاً، فلا تفرض الأضحية على صغار السن، ومن ثم يجوز للرجل أن يضحي عن نفسه وعن أهل بيته.
يلزم أن يكون المسلم ذا قدرة مالية، ويعني ذلك أن يكون ثمن الأضحية زائداً عن سد احتياجاته اليومية وحاجة أهل بيته.
يلزم أن يكون المضحي غير حاج، حيث يكون على الحج هو الهدي، بينما تكون لغيره أضحية.
يشترط أن يكون المضحي غير مسافر، بمعنى إذا كان المضحي غير مقيم لا تفرض عليه الأضحية.
يجب أن تكون الأضحية ملكاً للمضحي، فلا يجب أن يضحي الرجل بغير ما يملك، كما أنه لا يُحرم أن يضحي بأضحية حصل عليها بشكل غير مشروع، حيث يلزم أن تكون الأضحية من مال مالكها ويكون هذا المال حُصل عليه من الطرق المشروعة.
الأضحية في الإسلام
تعد الأضحية واحدة من الشعائر الإسلامية الهامة التي تزيد درجة قرب العبد من خالقه، وهي من الأعمال التي تكون في عيد الأضحى المبارك من كل عام، ويتم البدء في ذبح الأضحية من صلاة يوم النحر وهو أول أيام عيد الأضحى المبارك الذي يوافق اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، ويجوز الذبح حتى اليوم الأخير من أيام التشريق الذي يوافق اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، ومن الجدير بالذكر أن هذه الفترة قد اتفق عليها أهل العلم كافة في الإسلام.
مشروعية الأضحية
تعد الأضحية في الإسلام من الأمور المشروعة وذلك بالاتفاق فيما بين أهل العلم، كما ورد النحر في القرآن الكريم حيث قال الله تعالى في الآية الثانية من سورة الكوثر “فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ“، كما يوجد دليل من السُنة النبوية ينص على مشروعية الأضحية، حيث روى البراء بن عازب رضي الله عنه “- أنَّ خَالَهُ أَبَا بُرْدَةَ بنَ نِيَارٍ، ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يَذْبَحَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ هذا يَوْمٌ اللَّحْمُ فيه مَكْرُوهٌ، وإنِّي عَجَّلْتُ نَسِيكَتي لِأُطْعِمَ أَهْلِي وَجِيرَانِي وَأَهْلَ دَارِي، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَعِدْ نُسُكًا، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ عِندِي عَنَاقَ لَبَنٍ هي خَيْرٌ مِن شَاتَيْ لَحْمٍ، فَقالَ: هي خَيْرُ نَسِيكَتَيْكَ، وَلَا تَجْزِي جَذَعَةٌ عن أَحَدٍ بَعْدَكَ”.
فضل الأضحية
يكون فضل الأضحية في الدين الإسلامي أنها سُنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك بإجماع أهل العلم، بينما يرى المذهب الحنفي أن الأضحية واجبة على كل مسلم، ويكون فضلها وثوابها في أن الأضحية تعد من أفضل الأعمال التي يقوم بها الفرد المسلم في يوم النحر، الذي يوافق اليوم العاشر من شهر ذي الحجة.
ونستند في ذلك بالحديث النبوي الشريف حيث روت السيدة عائشة أم المؤمنين أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال “ما عملَ آدميٌّ من عملٍ يومَ النحرِ أحبُّ إلى اللهِ من إهراقِ دمٍ، وإنهُ ليأتي يومَ القيامةِ في قرنِه بقرونِها وأشعارِها وأظلافِها ، وإنَّ الدمَ ليقعُ من اللهِ بمكانٍ قبلَ أن يقعَ في الأرضِ فطِيبُوا بها نفسًا”.
شروط المضحي من النساء
يوجد عدد من الشروط التي يجب استيفاؤها في المضحي من النساء، ومن خلال النقاط التالية نذكر أهم تلك الشروط:
يلزم أن تكون المرأة على الديانة الإسلامية، ولا تصح الأضحية من غير المسلم الحر.
يشترط أن تكون المرأة بالغة، حيث يكون هذا الشرط مطبقاً على النساء كما هو مطبق على الرجال.
يجب أن تكون المرأة قادرة على الشراء للأضحية، أي أن يكون مبلغ هذه الأضحية زائد عن حاجتها اليومية.
يجب أن تكون المرأة من غير الحجاج، فالذبح للحاج يكون هدي، بينما لغيره يكون أضحية.
يشترط على المضحي من النساء أن تكون مقيمة غير مسافرة، حيث يذكر أهل العلم أن الأضحية غير مفروضة على المسافرين.
شروط الأضحية إسلام ويب
يوجد عدد من الشروط التي يلزم استيفائها عند شراء الأضحية، ومن خلال النقاط التالية نذكر أهم تلك الشروط:
يلزم أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام: حيث حدد الله هذا الشرط في القرآن الكريم، حيث قال تعالى في الآية رقم 28 في سورة الحج ” لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ.
والدليل على صحة هذا الشرط من السُنة النبوية، ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، “- ضَحَّى النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا”.
يلزم أن تكون الأضحية في السن المعتبرة: حيث حدد الشرع سن معين للأضحية، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لَا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً إلَّا أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنْ الضَّأْنِ”.
يشترط أن تكون الأضحية سالمة خالية من العيوب: والدليل على صحة ذلك ما رواه عبيد بن فيروز الديلمي رضي الله عنه، “سألتُ البراءَ بنَ عازبٍ ما لا يجوزُ في الأضاحيِّ فقالَ قامَ فينا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وأصابعي أقصرُ من أصابعِه وأناملي أقصرُ من أناملِه فقالَ أربعٌ لا تجوزُ في الأضاحيِّ فقالَ العوراءُ بيِّنٌ عورُها والمريضةُ بيِّنٌ مرضُها والعرجاءُ بيِّنٌ ظلعُها والكسيرُ الَّتي لا تَنقى قالَ قلتُ فإنِّي أكرَه أن يَكونَ في السِّنِّ نقصٌ قالَ ما كرِهتَ فدعهُ ولا تحرِّمهُ علَى أحدٍ”.
يلزم أن يكون الذبح في وقت النحر: يقصد بيوم النحر هو اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك، وينتهي النحر بنهاية أيام التشريق التي تكون في اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة.
يشترط إحضار نية الأضحية: حيث تُحسب الأعمال في الدين الإسلامي بالنيات، وذلك بالاتفاق بين أهل العلم جميعاً.
ما هي آداب ذبح الأضحية
يوجد عدد من الآداب التي يجب الالتزام بها في ذبح الأضحية، ومن خلال النقاط التالية نذكر تلك الآداب:
يلزم أن يستقبل المسلم القبلة أثناء الذبح.
يردد المسلم البسملة عند النحر، فيقول “بسم الله الرحمن الرحيم”.
أن يبدأ المسلم في ترديد التكبير، بمعنى أن يقول الله أكبر، أو يقول “بسم الله الله أكبر”.
أن يقول المسلم بعد الانتهاء من الذبح “اللهم منك ولك عني”.
يجب أن يُحسن المسلم الذبح فيحد الشفرة لإراحة الأضحية.
يجب أن يأكل منه المضحي ويُطعم منه الفقراء والمساكين، ويجوز له أن يدخر منها، واتفق في ذلك أئمة الإسلام الأربعة، والدليل على ذلك قول الله تعالى في سورة الحج في الآية رقم 28 “فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ“، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف “- إذا ضَحَّى أحدُكم فلْيَأْكُلْ من أُضْحِيَتِهِ”.