وضعت الشريعة الإسلامية شروطا محدد لإعادة الزواج، وذلك بعد الطلاق البائن بينونه صغرى او الطلاق البائن بينونه كبرى، ومن خلال موقع مخزن نبين ما هي شروط العقد الجديد بعد الطلاق، وما هي أشكال العوائد بعد الطلاق والفرق بين الطلاق الرجعي والطلاق البائن، مع ذكر الإجابة عن هل يجوز الطلاق ثلاث بلفظ واحد، فتابعوا الفقرات التالية.
إذا طلق الزوج زوجته طلاقا غير بائن ومازالت الزوجة في فترة العدة، فيكون للزوج القدرة على إرجاع زوجته وذلك ما تم الاتفاق عليه من قبل العلماء، مع تحقق شروط العقد الجديد بعد الطلاق وفقا لما اورته الشريعة الإسلامية، وهذه الشروط تشمل:
أن يتمتع الزوج بالأهلية الكاملة: فيجب ان يكون الزوج بالغًا عاقلاً، فمراجعه كلا من المرتد أو مجنون أو السكران أو الصغير غير جائزة ؛ وذلك لأنهم لا يمتلكون الأهلية والإرادة الكاملة.
أن يتم الدخول مرة أخرى بالزوجة: على الزوج أن يدخل بزوجته دخولاً وصحيحًا وكاملاً عند إرجاعها بعد الطلاق، ولكن هذا الحكم يقتصر فقط لمن اشهر زواجه، أما عن الطلاق قبل الدخول أي قبل إشهار الزواج، فلا يجب الدخول عند إرجاع الزوجة بسبب عدم دخولها في العدة، وذلك يعني أنه يسمى فسخًا، وتبين ذلك في كتاب الله العزيز في سورة الأحزاب : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا).
أن لا يكون للطلاق عوضًا: حيث أن الطلاق الذي يدفع فيه الزوج عوضًا عنه يكون بائنًا بينونة كبرى، ويعني ذلك ان الزوج لا يستطيع إرجاع زوجته على ذمته.
أن تكون الرجعة فقط أثناء العدة: أي في الطلقة الأولى والثانية، مما يعني أن الرجعة غير جائزة إذا كانت بعد انتهاء العدة أي استيفائها ثلاث حيضات أو ثلاثة أشهر قمرية للواتي لا تأتيها العادة الشهرية.
اشتراط الصيغة المباشرة في الرجوع: ويشترط على الزوج الذي يريد إرجاع زوجته أن يقول راجعتك إذا جاء فلان، وأن لا تكون الصيغة محددة بوقت أو زمن أو يوم أو شهر، فلا يصح ان يقول راجعتك بعد شهر.
ما هي أشكال العوائد بعد الطلاق؟
تتفاوت أنواع العوائد بعد الطلاق، بناء على عدد الطلقات، التي القاها الزوج لزوجته، ويتمثل ذلك فيما يلي:
العودة من الطلاق الرجعي: فيجوز للزوج كما ذكرنا في الفقرة السابقة أن يراجع زوجته أثناء العدة، وذلك بعد الطلقة الأولى والثانية فقط دون الثالثة، وذلك الطلاق لا يحتاج إلى عقد ومهر جديدين ويفضل أن تقضي المرأة عدتها في منزلها.
العودة من طلاق بائن بينونة صغرى: تتعلق هذه الحالة من طلق زوجته الطلقة الأولى والثانية ولكن انتهت فترة عدة الزوجة، وفي هذه الحالة يستطيع الزوج إرجاع زوجته إلى ذمته بعقد ومهر جديد.
الفرق بين الطلاق الرجعي والطلاق البائن
في سياق الإجابة عن شروط العقد الجديد بعد الطلاق، فسوف نجيب على احد الأسئلة المنتشرة حول الطلاق، وهي الفرق بين الطلاق الرجعي والطلاق البائن، ويتمثل ذلك فيما يلي:
الطلاق الرجعي
وسمي بالطلاق الرجعي أي الطلاق الذي يمكن الرجوع عنه بالشروط المحددة للرجعة.
يشترط في الطلاق الرجعي أن تكون المرأة لا زالت في فترة العدة، وهي ثلاث حيضات أو ثلاثة شهور قمرية في حالة بلوغ المرأة سن اليأس وانقطع الحيض عنده أو بوضع الحمل إذا كانت المرأة حامل.
وتجدر الإشارة انه في حالة انقضاء فترة العدة يتحول الطلاق من رجعي إلى بائن، وتكون العودة بعقد جديد ومهر جديد.
الطلاق البائن
وهو الطلاق الذي لا رجعه فيه وذلك لانقضاء العدة او لدفع العوض، وينقسم الطلاق البائن للطلاق البائن بينونه كبرى والطلاق البائن بينونه صغرى وذلك على النحو الآتي:
الطلاق البائن بينونه صغرى
وهي البينونة في الطلقة الأولى والثانية، وسميت بالصغرى لكونها لا تتطلب محلل لإعادة الزواج.
تتحقق البينونة الصغرى بالطلاق في المرة الأولى أو الثانية بعد انقضاء العدة، أو دفع العوض أو وضع الحامل لمولودها.
في حالة وقوع البينونة الصغرى يمكن عودة الزوجين لبعضهما بعقد جديد ومهر جديد، وكأنه زواج جديد منفصل لكون الزواج السابق أصبح بان بالطلاق وتحقق شروط البينونة الصغرى.
الطلاق البائن بينونه كبرى
هي الطلاق النهائي ثلاثاً ويكون هذا الطلاق لا رجعة فيه إلا بمحلل، أي زواج امرآه من رجل آخر.
يكون زواج المرأة من المحلل بعد انتهاء العدة، مع شرط أن يدخل المحلل بها قبل أن يطلقها.
بعد الزواج والطلاق يمكن للمرأة العودة لزوجها السابق بعد انقضاء عدتها.
في حالة الطلاق للمرة الثالثة، وكانت المرأة حامل فتنتهي عدتها بولادة الطفل ويحق لها الزواج بمحلل.
هل يجوز الطلاق الثلاث بلفظ واحد
اختلفت اراء الفقهاء فيما يخص الطلاق بلفظ واحد، فرآي جمهور الفقهاء ان الطلاق بالثلاث في لفظ واحد يقع ثلاثا وتكون طلقة بائنة كبرى، وقد خالفهم بعض من اهل العلم في ذلك الآراء، حيث قالوا بأن الطلاق يقع مرة واحدة وأن كان بلفظ ثلاث، وفيما يلي نبرز أراء كلا منهما:
الطلاق الثلاث بلفظ واحد يقع ثلاثا
توجه رأي الأئمة الأربعة ان الطلاق الثلاث بلفظ واحد يقع ثلاثا، ويعد طلقة بائنة كبرى لا رجعة فيها.
تكون الرجعة في هذه الحالة بزواج المطلقة من محلل، ثم عودتها إلى زوجها بعد انتهاء عدتها.
الطلاق الثلاث بلفظ واحد يقع مرة واحدة
يرى اهل العلم ان الطلاق الثلاث بلفظ واحد يقع مرة وهذا الراي هو الرأي السائد بأن الطلاق بلفظ ثلاث يقع مرة واحدة فإذا قال الرجل: أنت طالق بالثلاث فلا تحتسب ثلاثاً وإنما واحدة فقط.
أما إذا قال الرجل: انتي طالق طالق طالق، فإن هذا يحتسب ثلاثاً وتكون طلقة بائنة كبرى.
والأمر في هذا كالتسبيح على سبيل المثال، فالمسلم عندما يسبح الله يقول سبحان الله ويكررها لعدد من المرات ولا يقول :سبحان الله ثلاث مرات فتحتسب ثلاثاً والله أعلى وأعلم.
ما هي الحلات التي لا يقع فيها الطلاق
هناك بعض من الحالات التي لا يقع فيها الطلاق، وذلك لعدم توافر شروط وقوع الطلاق وهدة الحالات تشمل:
الطلاق في حالة الجنون: ففي حالة فقدان الرجل لعقلة فلا يقع الطلاق، فالمجنون مرفوع عنه القلم ولا يحاسب عن قول أو فعل.
الطلاق بالخطأ: فيجب توافر نيه الطلاق، فإن لفظ الرجل كلمة الطلاق دون قصد منه أو لخطأ في النطق، فلا يقع الطلاق، وذلك وفقاً لما أورد في السنة النبوية، لقوله صلى الله عليه وسلم:”إنَّ اللهَ تجاوزَ عن أُمَّتي الخطأَ والنِّسيانَ وما استُكرهوا عليْهِ”.
الطلاق بالإكراه: فلا يقع الطلاق إذا أجبر الرجل على الطلاق أو تم إكراهه عليه، كأن يطلب منه الطلاق تحت تهديد السلاح أو ما شبه ذلك، ففي هذه الحالة لا يقع الطلاق ويكون باطلاً بطلان مطلق.
الطلاق في حالة السكر: لا يقع الطلاق في حالة السكر غير المقصود، كأن يأخذ أحدهم دواءً يذهب العقل أو يشرب خمراً دون علم، ولكن في حالة السكر بالقصد والنية فإن في ذلك اختلاف، حيث يرى بعض الفقهاء أن الطلاق في هذه الحالة يقع ويكون زجراً له عن السكر، ولكن يرى آخرون أنه لا يقع ويكون الزجر بإقامة الحد وجلده فقط.
الطلاق بقصد اليمين: ويعني الحلف بيمين الطلاق كأن يقول الرجل امرأتي طالق إن لم أكن صادقاً، وأجمع الفقهاء الأربعة على أن الطلاق المعلق بشرط يقع إذا وقع الشرط، بينما خالفهم في الراي ابن تيمية وابن القيم واعتبروا الطلاق المعلق يميناً له كفارة حنث ولا يقع كطلاق والله أعلم.