في سور القرآن الكريم سورة بدات بوصف الخيل فما هي هذه السورة ؟ وما ترتيبها بين سور القرآن الكريم ؟ وهل هي مدنية أم مكية ؟، جميع هذه الاستفسارات سنجيبها لكم عبر سطورنا التالية في مخزن فقد من علينا المولى عز وجل بالقرآن الكريم واختتم بهذا الكتاب الكتب والأديان السماوية والجدير بالذكر أن المصحف الشريف يتضمن 114 سورة ولكل سورة منهم فضل إذا ذكرناه لن ينتهي الحديث لذا خصصنا مقالنا اليوم لتوضيح السورة التي ورد فيها وصف الخيل وسنتناول الحديث عنها عبر سطورنا التالية…..
س/ ما اسم السورة التي بدأت بوصف الخيل ؟
جـ/ سورة العاديات
أقسم المولى عز وجل في أول السورة بالخيل فقد كان يستخدم قديمًا في الغزوات وفي الحروب التي كانت تقوم للدفاع عن الإسلام، والقسم بالخيل في هذه السورة يوجب على كل مسلم الجهاد بالأموال والنفس في سبيل الله لنشر الدعوة الإسلامية والدفاع عن الإسلام والمسلمين.
سبب نزول سورة العاديات
لكل سورة من سور القرآن الكريم سببًا نزلت لأجله وموضوع فقرتنا هذه عن سبب نزول سورة العاديات التي ورد في أسباب نزولها أمرين:
الرواية الأولى: أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل سرية إلى أحد ضواحي كنانة وأن أخبار السرية تأخرت وأن المنافقين تداولوا أخبار كاذبة تُشير إلى قتل السرية كُلها وأن المولى عز وجل أنزل سورة العاديات ليطمن النبي صلى الله عليه وسلم بوصفه قوة الخيل وسرعته.
أما الرواية الثانية: فقد ورد فيها إرسال رسول الله للخيل وأن أخبارها أنقطت لمدة شهر لذا أنزل المولى عز وجل سورة العاديات على النبي صلى الله عليه وسلم وقال: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا}.
تأملات في سورة العاديات
إذا تدبر المسلم في قراءة سورة العاديات سيجني الكثير من الفوائد، ومن الأمور التي يصل لها المسلم إذا تأمل آيات السورة نذكر:
قول المولى عز وجل: {إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}، توضح هذه الآية الكريمة جحود بعض الناس لنعم المولى عز وجل وفضله عليهم، فالجحود هو نكران الفضل والجميل، وعلى المسلم أن يفكر هل هو جاحد لفضل المولى عز وجل أم لا، وإذا كان جاحدًا عليه أن يتراجع.
قالت تعالى: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ}؛ هذه الآية توضح حب الإنسان الشديد للمال فبعض الناس يبخلون بالتصدق بما رزقهم المولى عز وجل من خيرات ويؤثرون أنفسهم على رضا الله تعالى.
قال تعالى: {أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ} في هذه الآية علاج للنفس وتذكره لها بالآخرة وبيوم القيامة وأحداثه وبعث الناس في قبورهم.
قال الله تعالى في سورة العاديات كذلك: {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ}؛ وهذه الآية توضح أن جميعنا ينقف للحساب وأن ما في صدورنا من أسرار وخفايا سينكشف.
ترتيب سورة العاديات في القرآن الكريم
يهتم الكثير من المسلمين بالتعرف على ترتيب سورة العاديات لقراءتها من المصحف الشريف وهو ما سنوضحه لكمعبر فقرتنا هذه:
سورة العاديات من قصار السور وهي السورة رقم مائة في المصحف، تسبقها سورة الزلزلة وتليها سورة القارعة.
تقع في الجزء الثلاثين في المصحف.
عدد أياتها إحدى عشر آية.
ورد في سبب تسمية سورة العاديات بهذا الاسم أن المولى عز وجل افتتحها بالقسم بالعاديات وهي خيل المجاهدين المسرعة نحو الأعداء في الحرب فسميت العاديات.
قبل اختتام فقرتنا هذه تجدر بنا الإشارة إلى أن القرآن الكريم نزل في 23 سنة، وأن عدد السور في كتاب القرآن 114 سورة وأن عدد الآيات التي تتضمنها هذه السور 6236 آية، وأن أطول سورة من سور القرآن سورة البقرة وأقصر سورة هي سورة الكوثر، وكذلك تجدر بنا الإشارة إلى أن سور القرآن تنقسم إلى نوعان: “سور مكية – سور مدنية” وأن تقسيم هذه السور بين المدني والمكي يرجع إلى مكان نزولها فالسور التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة هي السور المكية، أما التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة هي السور المدنية.
سورة العاديات مكية أم مدنية
في سياق متصل بموضوع حديثنا اليوم بحث الكثير من المسلمين المهتمين بالتفقه في أمور الدين عن إجابة هذا السؤال لذا سنوفرها لكم عبر سطورنا التالية:
س/ سورة العاديات مكية أم مدنية ؟
جـ/ سورة العادية مكية فهي نزلت على النبي -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة.
تفسير سورة العاديات
ينقلنا الحديث عن سورة العاديات بالضرورة لتوضيح تفسيرها:
{وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1)}: في هذه الآية يقسم المولى عز وجل بالخيول التي تركض بسرعة كبيرة خلال المعارك والحروب قائلًا والعاديات ضبحًا.
{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2)}: في الآية الثانية يشير لفظ القدح إلى الشرر المتطاير، أما الموريات فتعني حوافر الخيل، وهذه الآية جاءت لتعبر عن مدى قوة حوافر الخيول التي تضرب الأرض مما يجعلها تترك شرر متطاير خلال ركضها.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3)}: في هذه الآية يشير المولى عز وجل إلى أن الخيول تتسابق بحلول الصباح في الجهاد والمعارك من جديد.
{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4)}: تُشير هذه الآية إلى قوة حوافر الخيول في ضربها للأرض فحينما تضرب حوافر الخيول الأرض تثير الكثير من الغبار والتراب.
{فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5)}: في هذه الآية يصف المولى عز وجل هيئة وقوف الخيول في قلب المعارك حاملة للمجاهدين على ظهروها من المؤمنين والمسلمين.
{إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6)}: ينتقل جل جلاله في هذه الآية من وصف الخيل إلى وصف الإنسان الجاحد الغير مؤمن الذي ينكر فضل المولى عز وجل ونعمه التي لا تعد ولا تحصى بقوله تعالى كنود، فالكنود يعبر عن الجحود بالنعم.
{وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٌ (7)}: تُشير هذه الآية إلى اعتراف المرء يوم القيامة بأفعاله ومعاصيه وبالذنوب التي ارتكبها في حياته ففي هذا اليوم لن يتمكن المرء من الكذب أو نكران ما قام به من أفعال وآثام.
{وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)}: تُعبر هذه الآية عن مدى حب الإنسان للمال في الحياة فالمال هو زينة الحياة ومتعتها.
{أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9)}: في هذه الآية يطرح المولى عز وجل تساؤلًا حول غفلة الإنسان عن حقيقة يوم القيامة وأهوالها، وأن المرء سيحاسب في هذا اليوم عن جميع ما فعله في حياته الدنيا، ويُشير إلى أن الغفلة التي يدخل فيها المرء هي التي تجعله يتمادى فيما يفعل من سوء.
{وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10)}: تُشير هذه الآية إلى ما تخفيه نفس الإنسان وأن يوم القيامة ستنكشف الخبايا وستزهر الحقائق.
{إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ (11)}: تؤكد هذه الآية أن المولى عوز وجل خبير عليم بجميع أمور الدنيا وأنه سبحانه لا يخفي عليه أمرًا.
قبل اختتام مقالنا اليوم تجدر بنا الإشارة إلى ضرورة الرجوع إلى فقهاء الدين في التعرف على معاني الآيات ومقاصد السور فأهل العلم أولى الناس بتفسير المقاصد وأننا حرصنا على توفير معلومات ذات مصداقية عالية بالرجوع إلى مراجع موثوقة في القرآن الكريم.