ابحث عن أي موضوع يهمك
عشر ليال مباركة تحل علينا هذه الأيام لتملأ العالم الإسلامي باليُمن والبركات ويهل علينا بعدها يوم العيد الذي يملأ الدنيا بالسعادة والطمأنينة، وهي التسع ليال الأولى من شهر ذي الحجة أي الأيام العشر الأولى من ذي الحجة والتي أجمع علماء المسلمين على كونها من أفضل أيام الدنيا على الإطلاق فقد أقسم الله ـ عز وجل ـ بها في سورة الفجر في قوله تعالى: “وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ”، فما هي الأعمال المُستحب القيام بها في هذه الليالي وما هي سنن ذي الحجة كاملة ذلك ما سنعرضه لكم تفصيلاً في السطور التالية من موقع مخزن المعلومات، فتابعونا.
جاء في صحيح البخاري أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (ما العمل في أيام أفضل منها في هذه، قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيء)، كما جاء في حديث ابن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهماـ: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد).
فقد أجتمع علماء المسلمين على أنه من دواعي التفضيل أن هذه الأيام من الأشهر الحرم ويوجد فيها يوم عرفه المبارك، لذا يكون على المسلم استثمار هذه الأيام بالاستقامة على طريق الحق والتوبة الصادقة إلى الله، والاعتصام بحيل الله،كما دعانا النبي الكريم إلى فعل المزيد من الأعمال الصالحة خلال هذه الأيام لما فيها من نفحات مباركة من الله على عباده المسلمين لأن العمل الصالح في هذه الأيام له منزلة عظيمة عند رب العالمين.
ومن أحب الأعمال الصالحة في العشر من ذي الحجة فعل كل ما يُرضي الله مثل صلة الأرحام، إطعام الطعام، ترك الخصام بين الناس، إفشاء السلام، تلاوة القرآن الكريم وأن يكون للمسلم نصيباً من كل فعل خيّر ويُكثر من الصلاة على النبي محمد ويُخرج الأموال ليتصدق على الفقراء، ومن أفضل السُنن في العشر من ذي الحجة:
يجب على المسلمين أن يجتهدوا في العبادة والتقوى والصلاح في الأيام العشر من ذي الحجة وأن يسعوا لزيادة أعمال الخير والبركات بجميع أنواعها ما بين الصلاة والصيام والقيام والتصدق بالأموال، فقد ورد عن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الأعمال الصالحة في العشر من ذي الحجة خيراً من غيرها من الأيام حيثُ قال النبي في حديث عن أبن عباس ـ رضي الله عنه ـ ” ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء”
يُستحب أن يقوم المرء المسلم بالتهليل والتكبير والتحميد في الأيام العشر الأولى من ذي الحجة وأول أيام العيد المبارك وذلك بقول لا إله إلا الله ، الله أكبر ، والحمد لله أو التكبير وفقاً لما ورد عن دار الإفتاء المصرية بقول
(الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرة وأصيلًا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا)
فقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: “ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد”.
من السُنة النبوية الشريفة أن يقوم المسلمون بصيام الأيام التسعة الأولى من شهر ذي الحجة وقيام لياليها، حيثُ يعادل صيام كل يوم منها صيام سنة كاملة، ويعدل قيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر المباركة، وقد جاء في ذكر فضل صيام الأيام التسع الأولى من ذي الحجة في حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال ” مَا مِنْ أَيَّامٍ أَحَبُّ إِلَى اللهِ أَنْ يُتَعَبَّدَ لَهُ فِيهَا مِنْ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ؛ يَعْدِلُ صِيَامُ كُلِّ يَوْمٍ مِنْهَا بِصِيَامِ سَنَةٍ، وَقِيَامُ كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْهَا بِقِيَامِ لَيْلَةِ القَدْرِ ”
ولم يكن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ يترك صيام العشر الأوائل من ذي الحجة أبدا فقد جاء عن السيدة حفصة ـ رضي الله عنها وأرضاها أ قولها : ” أربع لم يكن يدعهن النبي صلى الله عليه وسلم: “صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة “.
يُستحب كثيراً أن يصوم المسلمون يوم عرفه فصيام عرفه يُكفر ذنوب السنة السابقة له والسنة التي تليه، فيكفر صيام عرفة عاماً قبله وعاماً بعده، وقد جاء عن فضل صيام يوم عرفه للمسلمين الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي جاءت عن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومنها : “صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ” كما جاء عن السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ قول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ “ما من يومٍ أكثرُ من أن يعتِقَ اللهُ فيه عبيدًا من النَّارِ من يومِ عرفةَ ، وأنه لَيدنو ، ثم يباهي بهم الملائكةَ فيقول : ما أراد هؤلاءِ ؟ اشهَدوا ملائكتي أني قد غفرتُ لهم”.
جاء باتفاق علماء المسلمين أنه يحرم صيام اليوم العاشر من ذي الحجة أي اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك وذلك ما جاء في حديث أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ في قول النبي : ” “أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ؛ يَوْمِ الْفِطْرِ، وَيَوْمِ النَّحْر”.
كما يُحرم أن يصوم المسلم أيام التشريق الثلاثة الأولى أي الثلاثة أيام التالية ليوم النحر وحتى مجيء اليوم الثالث عشر من ذي الحجة يحرم أن يقوم المسلم بصيامه، وذلك وفقاً لما جاء عن دار الإفتاء المصرية عن نهي النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لنا عن صيام اليوم الأول من العيد أي العاشر من ذي الحجة والثلاثة أيام التالية له أي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة وذلك في قولها : ” وحرَّمَ علينا – صلى الله عليه وسلم – صيام خمسة أيام هي: يوم عيد الفطر وعيد الأضحى وأيام التشريق الثلاثة، وقال عن الأيام الثلاثة إنها أيام طعامٍ وشرابٍ”.
يبدأ صيام العشر أيام الأولى من ذي الحجة للعام الهجري الحالي 1442 هـ بداية من يوم الأحد الأول من ذي الحجة الموافق للحادي عشر من يوليو 2021م ليستمر صيام المسلمين حتى يوم عرفة التاسع من ذي الحجة أي يوم الإثنين المُقبل، ويكون يوم الثلاثاء العاشر من ذي الحجة 1442 هـ هو أول أيام عيد الأضحى المبارك.
ورد حول حكم صيام الأيام العشر من ذي الحجة كاملةً من دار الإفتاء المصرية في الفتوى التي تحمل رقم 3369 التي تم نشرها على الموقع الإلكتروني الرسمي لدار الإفتاء على شبكة الإنترنت ” أنه ورد فضل صيام التسعة أيام الأُوَل من ذي الحجة، وفضل صيام يوم عرفة، في حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال: “مَا مِنْ أَيَّامٍ أَحَبُّ إِلَى اللهِ أَنْ يُتَعَبَّدَ لَهُ فِيهَا مِنْ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ؛ يَعْدِلُ صِيَامُ كُلِّ يَوْمٍ مِنْهَا بِصِيَامِ سَنَةٍ، وَقِيَامُ كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْهَا بِقِيَامِ لَيْلَةِ القَدْرِ”.
كما أورد مجمع البحوث الإسلامية حول حكم صيام العشر من ذي الحجة كاملةً “أنه يُسن صوم أول تسعة أيام من ذي الحجة، وخاصة صيام يوم عرفة، حيث قال رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : “صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ”.
كما جاء في إجابة مجمع البحوث الإسلامية بشأن صيام العشر الأولى من ذي الحجة ” أنه يحرم بالاتفاق صيام يوم العاشر من ذي الحجة، لأنه أول أيام عيد الأضحى المبارك، فيحرم صيام يوم عيد الفطر ويوم عيد الأضحى وأيام التشريق، لأنها أيام منهي عن صومها لحديث النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه نهى عن صيام يومين: يوم الفطر ويوم النحر، كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن قال إن أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله ـ عز وجل ـ “.
وفي ختام مقالنا أعزاءنا القراء نكون قد أوضحنا لكم سنن ذي الحجة كاملة ، أفضل الأعمال المُستحبة في العشر الأولى من ذي الحجة، حُكم صيام العشر من ذي الحجة وحُطم صيام يوم عرفة، اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك وأيام التشريق الثلاثة الأولى داعين الله عز وجل أن يُعيده على الأمة الإسلامية بخير وطمأنينة ، وللمزيد من التساؤلات تابعونا في موقع مخزن المعلومات