ابحث عن أي موضوع يهمك
تعرفوا معنا في مخزن على فضل سنة التكبير في عشر ذي الحجة وهي الأيام العشر التي أقسم بها الله تعالى في كتابه العزيز حيث قال في سورة الفجر الآية 1، 2 (وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ) وليس دليل أقوى على مدى فضل تلك الأيام من قسم الله جل وعلا، ولا يوجد عمل صالح يقوم به العبد محبب عند الله أكثر من العمل في تلك الأيام المباركة، وهو ما قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ)، ومن أفضل ما يمكن أن يأتيه المسلم بها هو ذكر الله تعالى من تكبير وتسبيح وتهليل، وسوف نعرض لكم فضل سنة التكبير وصيغته.
قال الله تعالى في سورة الحج الآية 28 (ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات)، والمقصود بالأيام المعلومات الليالي العشر الأولى من ذي الحجة وقد أورد الله سبحانه في الآية الكريمة الأمر بذكره فيها وهو ما ورد به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل).
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من التكبير في الليالي العشر من ذي الحجة هو وأصحابه الكرام، كما ويعد التكبير أحد شعائر الدين الإسلامي وبه بيان لفضل الله جل وعلا على عباده، وقد أمرنا الله سبحانه في كتابه الكريم بالتكبير في سورة البقرة الآية 185 (وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ).
لكي يتم التعرف على الوقت الذي يبدأ به التكبير في الليالي العشر من ذي الحجة يجب التعرف أولاً على أن التكبير ينقسم إلى قسمين أولهما التكبير المطلق وثانيهما هو التكبير المقيد، حيث إن التكبير المطلق هو ما لا يتقيد بأمر ولكنه يسن في كل وقت سواء مساءً أو صباحاً، قبل أداء الصلوات أو بعدها.
في حين أن التكبير المقيد لا يكون إلا عقب أداء الصلوات، وعلى ذلك فإن التكبير المطلق يسن من اليوم الأول لليالي العشر من ذي الحجة وحتى آخر يوم من أيام التشريق، حيث يبدأ التكبير المطلق منذ غروب شمس اليوم الأخير من شهر ذي القعدة وحتى غرب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجة.
أما التكبير المقيد فإنه يبدأ منذ فجر يوم عرفات وحتى غروب شمس اليوم الأخير من أيام التشريق ومعه التكبير المطلق، وعلى المسلم بعد التسليم من أداء الفريضة أن يستغفر الله ثلاثاً ثم يقول (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام) ومن ثم يبدأ في التكبير، ذلك الأمر هو ما يتعلق بغير الحجاج، ولكن التكبير المقيد يبدأ للحجاج منذ ظهر يوم النحر.
اختلف الفقهاء حول صيغة التكبير بالليالي العشر الأولى من شهر ذي الحجة على حيث منهم من ذهب إلى أن صيغة التكبير هي (الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله ، الله أكبر.. الله أكبر.. ولله الحمد)، وآخرون ذهبوا إلى أن صيغة التكبير التي يجب على المسلم قولها (الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله ، الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. ولله الحمد).
والقول في ذلك واسع حيث لا يوجد نص من القرآن الكريم أو حديث شريف وارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو صحابته الكرام رضي الله عنهم يتضمن صيغة للتكبير ينبغي على المسلم قولها ولكن ذكر العلماء أن أفضل صيغ التكبير هي:
“الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إيَّاهُ، مُخْلِصِين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا”.
خص الله تعالى الأيام العشر الأول من شهر ذي الحجة بالفضل العظيم وفي حديث قد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشرة. قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء).
لذا على كل مسلم ومسلمة أن يسعى جاهداً بكل ما أوتي من جهد ووقت في إتيان الأعمال الصالحة بالعشر ليالي من ذي الحجة وبشكل خاص ذكر الله سبحانه بالتهليل والتسبيح والتكبير، ويستدل على مدى فضل ذلك الذكر مما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال (ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: وذلك ما هو يا رسول الله؟ قال: ذكر الله عز وجل).
يبحث المسلمين حول مشروعية التكبير الجماعي وحكمه في الإسلام بالليالي العشر من ذي الحجة وهو ما قد حدث في أمره خلاف بين علماء الإسلام وتعددت آرائهم حول مشروعيته، وسوف نبين لكم تلك الآراء تفصيلاً في النقاط التالية:
- ذكر الإمام الشافعي رحمة الله عليه قوله “إذا رأوا هلال شوال أحببت أن يكبر الناس جماعة وفرادى في المسجد والأسواق والطرق والمنازل، ومسافرين ومقيمين، في كل حال، وأين كانوا، وأن يظهروا التكبير”.
- فيما يدل على مشروعية التكبير الجماعي روي عن أم أم عطية نسيبة بنت كعب رضي الله عنها أنها قالت “{كُنَّا نُؤْمَرُ أنْ نَخرُجَ يَومَ العِيدِ حتَّى نُخْرِجَ البِكْرَ مِن خِدْرِهَا، حتَّى نُخْرِجَ الحُيَّضَ، فيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، فيُكَبِّرْنَ بتَكْبيرِهِمْ، ويَدْعُونَ بدُعائِهِمْ، يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذلكَ اليَومِ وطُهْرَتَهُ”، وعلى ذلك فإن التكبير يتم على صوت واحد ووتيرة منتظمة في التكبير الجماعي.
- ذكرت دار الإفتاء الأردنية أن رفع الصوت الجماعي بالتكبير من الشعائر المميزة لأمة الإسلام والمسلمين وبها مظاهر فرح بالعيد، وهو من السنن المستحبة
وبذلك نكون قد تعرفنا على سنة التكبير في عشر ذي الحجة والتي كان يقوم رسول الله صلى الله عليه وسلم به ويحرص عليه هو وأصحابه الكرام في العيدين الفطر والأضحى وله فضل عظيم وثواب للمسلمين وهو من أحب الأعمال عند الله تعالى في هذه الأيام المباركة، أعادها الله على أمة الإسلام باليمن والخير والبركات، وللاطلاع على المزيد من المعلومات يمكنكم زيارة مقالتنا التالية: