ابحث عن أي موضوع يهمك
تُعد قبيلة قريش أحد القبائل العربية القديمة ذائعة الصيت فيما قبل عصر ظهور الإسلام ، والتي كان ينتمي إليها خير الخلق النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ والتي يعود نسبها إلى كنانية خندفية مضرية عدنانية، وكانت القبيلة تخرج خلال العام الواحد مرتين في رحلة للتجارة إلى البلاد الأخرى، رحلة في الصيف ورحلة في الشتاء ، وقد يتساءل البعض عن رحلة الشتاء كانت الى أي بلد ؟ وذلك ما سنتعرف عليه بالتفصيل في السطور التالية من موقع مخزن المعلومات، فتابعونا.
كانت رحلة الشتاء إلى دولة اليمن بينما كانت رحلة الصيف إلى بلاد الشام ، وكانت كلا من الرحلتين إلى هذه البلدان بهدف التجارة، حيثُ تم ذكر رحلتي قبيلة قريش في سورة قريش في قول الله تعالى 🙁 لِإِيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ* الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) ، وقد أنعم الله تعالى على أهل قبيلة قريش بهذه النعمة العظيمة بسبب خروجهم للتجارة ثم يعودون إلى بلادهم آمنين، وذلك لأن العرب قديماً كانوا يعظمون أهل قبيلة قريش لأنهم سكان البلد الحرام.
ورد ذكر رحلتي الشتاء والصيف في قول الله تعالى :(لِإِيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ* الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) وذلك للإشارة إلى رحلتي التجارة التي كان يقوم بها الرجال من قبيلة قريش قبل ظهور الإسلام في كل عام، ففي فصل الصيف يتوجهون إلى بلاد الشام وذلك لأن مناخها معتدل ذو حرارة بسيطة، بينما في الشتاء كانوا يذهبون إلى بلاد اليمن نظراً لدفئ الجو بها، وبالحديث عن سبب قيام أهل قريش برحلتي الشتاء والصيف، فإنه في هذه الفترة الزمنية كانت مكة المكرمة صحراء جرداء قاحلة لا يوجد بها زرع أو حياة، لذا فقد أشتد الفقر على الكثير من أهلها، حتى بدأ الآباء في اصطحاب أسرهم إلى منطقة مكة ليبقوا فيها مختبئين إلى أن يموتوا من الجوع والفقر، وعندما علم هاشم بن عبد مناف بهذا الأمر السيئ، فقد رفض أن يكون بين أهل العرب جائعاً فتلك هي أخلاق سكان الجزيرة العربية الذين عرفوا بالشهامة والدفاع عن الضعفاء وإكرام الضيف، كما أنه خشي أن يقل عدد سكان العرب بسبب وفاتهم بهذه الطريقة لذا فقد أمر إخوانه بالذهاب خلال رحلات التجارة ليتقاسم فيها الأغنياء ما ربحوه من تجارتهم مع الفقراء حتى لا يُصبح هناك جائعاً واحداً في مكة المكرمة.
وقد عرف الجال في مكة بصفة عامة فيما قبل ظهور الإسلام ببراعتهم في شئون التجارة، لذا فقد أصبحت مكة المكرمة وسيطاً تجارياً هاماً في نقل التجارة بين بلاد الشام وبلاد اليمن، ونقل تجارة بلاد الشام إلى اليمن ونجد والحجاز عبر مكة، لتصبح مكة المكرمة موقع استراتيجي ومركز اقتصادي مهم من مراكز المال والثروة في منطقة شبه الجزيرة العربية.
لم يتم تحديد مدة رحلتي الشتاء والصيف في القرآن الكريم أو أي من كتب تفسير القرآن الكريم أو كُتب المؤرخين العرب، وذلك نظراً إلى أنه لم يكن لهذا الأمر بفائدة كبيرة تعود على المسلمين ولن يُحدث فرقاً ملحوظاً، فقد جاء المقصد من ذكر رحلتي الشتاء والصيف في القرآن الكريم هو أن كلتا الرحلتين كانتا في أمان وأمن، ويعود السبب في ذهاب أهل التجارة إلى بلاد الشام في فصل الصيف نظراً لحرارتها المعتدلة وبرودتها الشديدة في فصل الشتاء، بينما كانت اليمن شديدة الحرارة في فصل الصيف ومعتدلة الأجواء في فصل الشتاء، وقد كانت القافلات التجارية الأخرى التي تمر في رحلاتها تتعرض للسرقة والنهب بينما كانت القافلة التابعة إلى قبيلة قريش تسير في طريقها بأمان وطمأنينة.
إن أول من قام بسنّ رحلتي الشتاء والصيف هو هاشم بن عبد مناف ، جد النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويرجع غليه نسب الهاشميين من آل هاشم، وقد كان يشتغل بالتجارة وقد لُقب بأبو حنظلة وأبو أسد، ويُعد هاشم بن عبد مناف هو أول من أطعم ثريد في مكة كما أنه من أغنياء قبيلة قريش، وقد توفي جد النبي هاشم بن عبد مناف في غزة بأرض فلسطين، وتم دفن جثمانه في قبر مسجد السيد هاشم، وقد تم إطلاق اسم غزة هاشم نسبةً إليه بالتحديد.
توضح الخريطة التالية اتجاهات رحلتي الشتاء والصيف اللتان كانت تخرج فيهما قبيلة قريش للتجارة كل عام:
وبذلك أعزاءنا القراء نكون قد وصلنا بكم إلى ختام مقالنا الذي استعرضنا معكم خلاله الإجابة إلى سؤال رحلة الشتاء كانت غلى أي بلد ؟ ، مع استعراض تاريخ رحلتي الشتاء والصيف وأسباب القيام بهما، كما استعرضنا خريطة موضحة لاتجاهات رحلتي الشتاء والصيف، وللمزيد من الموضوعات تابعونا في موقع مخزن المعلومات.
