ابحث عن أي موضوع يهمك
دعاء الرسول في ليلة القدر ابن باز ، ليلة القدر من الليالي المباركة ذات القيمة والمكانة الجليلة عند رب العالمين، لذا يجب عل المسلمين الإكثار فيها من الدعاء لفضلها العظيم، وقد ورد عن فضل ليلة القدر العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي بيّنت فضل الدعاء في ليلة القدر، ومن بينها حديث السيدة عائشة ـ رضي الله عنها وأرضاها ـ والتي قالت فيه: (قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأيْتَ إنْ وافَقتُ لَيلةَ القَدْرِ، ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّكَ عَفوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ)، فليلة القدر من الليالي التي يُجيب فيها الله ـ عز وجل ـ دعاء عباده ويرزقهم خيراً مما تمنوا، وحينما سُئل النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الصيغة المُستحبة للدعاء بها في هذه الليلة بيّن لنا النبي هذه الصيغة في قوله لعائشة ( قولي “اللهمَّ إنك عفوٌ تحبُّ العفوَ فاعفُ عني”)..
اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت، اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معـصيتك، ومن طاعـتك ما تبلّـغـُـنا به جنتَـك، ومن اليقـين ما تُهـّون به عـلينا مصائبَ الدنيا، ومتـّعـنا اللهم بأسماعِـنا وأبصارِنا وقـواتـِنا ما أبقـيتنا، واجعـلهُ الوارثَ منـّا، واجعـل ثأرنا على من ظلمنا وانصُرنا على من عادانا، ولا تجعـل مصيبـتَـنا في ديـننا، ولا تجعـل الدنيا أكبرَ هـمِنا ولا مبلغَ علمِنا ولا إلى النار مصيرنا، واجعـل الجنة هي دارنا ولا تُسلط عـلينا بذنوبـِنا من لا يخافـك فينا ولا يرحمـنا يا رب العالمين، اللـهم أصلح لنا ديـنـَنا الذي هـو عـصمةُ أمرِنا، وأصلح لنا دنيانا التي فـيها معـاشُنا، وأصلح لنا آخرتـَنا التي إليها معـادنا، واجعـل الحياة زيادةً لنا في كل خير، واجعـل الموتَ راحةً لنا من كلِ شر، الـلهم إنا نسألُك فعـلَ الخيرات، وتركَ المنكرات، وحبَ المساكين، وأن تغـفـر لنا وترحمنا وتتوب علينا، إذا أردت بقـومٍ فـتنةً فـتوَفـنا غـير مفـتونين، ونسألك حبَـك، وحبَ مَن يُحـبـُـك، وحب عـملٍ يقـربنا اٍلى حـبـِك، يا رب العــالمـين.
ومن خير الأدعية النبوية التي يُمكن الاستعانة بها في الدعاء في ليلة القدر لتكون مُستجابة بإذن الله:
اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا كرباً إلا نفَّسْته، ولا غما إلا أزلته، ولا دَيْناً إلا قضيته، ولا عسيراً إلا يسّرته، ولا عيباً إلا سترته، ولا مبتلاً إلا عافيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا عدوا إلا أهلكته، ولا مجاهداً إلا نصرته ولا مظلوما إلا أيّدته، ولا ظالما إلا قصمته، ولا ضالاً إلا هديته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة لك فيها رضا ولنا فيها صلاح إلا أعَنتنا على قضائها ويسّرتها برحمتك يا أرحم الراحمين، اللَّهُمَّ ارْحَمْنَا إِذَا عَرِقَ الْجَبينُ، وكَثُرَ الأنينُ، وأَيِسَ مِنَّا الْقَريبُ والطبيبُ، وَبكى عَلَيْنَا الصديقُ والحبيبُ، اَللَّهُمَّ ارحمنا إذا حملنا على الأعناق، وبلغت التراقى وقيل من راق، والتفت الساق بالساق، إليك يا ربنا يومئذ المساق، وَارحَمْنَا يَا مَولانَا إِذَا وَارانَا التُّرابُ، وَوَدَّعَنَا الأحْبَابُ، وَفَارَقْنَا النَّعِيمَ، وانقطَع عَنَّا النَّسِيم، اَللَّهُمَّ كن معنا إذا نُفخ في الصور، وبُعثر ما في القبور، إليك يا ربنا يومئذٍ النشور، كن معنا يوم القيامة؛ يوم الحسرة والندامة، يوم يرى كل إنسان منا عمله أمامه، وتسألك جميع الكائنات السلامة برحمتك يا أرحم الراحمين، اللَّهُمَّ إنَا نسألك الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ، ونعوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ، اللَّهُمَّ أَعْطِنا وَلاَ تَحْرِمْنا، وَكُنْ لَنا وَلاَ تَكُنْ عَلَيْنا، وَاخْتِم بِالصّالِحاتِ أَعْمالَنا، وَاشْفِ مَرْضانا، وَارْحَمْ مَوْتانا، وَبَلِّغْ فِيما يُرضِيكَ عَنّا آمالَنا، وَارْحَمْ ضَعْفَنا، وَاجْبُْر كَسْرَنا، وَلاَ تُخَيِّبْ فِيكَ رَجاءَنا، يا فَرَجَنا إِذا أُغْلِقَتْ الأَبْوابُ، يا رَجَاءَنا إِذا انْقَطعَتْ الأَسْبابُ، وَحِيلَ بَيْنَنا وَبَيْنَ الأَهْلِ وَالأَصْحابِ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عَاجِلِه وآجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ وما لمْ أَعْلمْ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كلِّهِ عَاجِلِه وآجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ وما لمْ أَعْلمْ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ من خَيْرِ ما سألَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عَاذَ بهِ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنةَ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأعوذُ بِكَ مِنَ النارِ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأسألُكَ أنْ تَجْعَلَ كلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لي خيرًا.
إن لليلة القدر فضل عظيم على الإنسان، ففي هذه الليلة المباركة قد أنزل الله ـ عز وجل ـ القرآن الكريم على عباده ليكون سبيلاً للرشاد والهداية لهم من كل سوء، ويُقدر الله ـ عز وجل في ليلة القدر جميع ما سيكون لخلائقه من مصائر خلال العام كله، فقد سُميت بليلة القدر لأن الله يكتب فيها مقادير الخلائق على مدار العام ويُحدد فيها مصائرهم ومن هم الأحياء، الأموات، السعداء، الأشقياء، الناجون والهالكون وجميع ما يكون له علاقة بمصير المرء في الدنيا، وتكون العبادة في ليلة القدر خيّر من عبادة المسلم ألف شهر وذلك بقوله تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) ، كما أنها من الليالي المباركة التي تتنزل فيها الملائكة على الناس بالخير والبركات والرحمة والمغفرة وتكون ليلة خالية من السرور وإيذاء ويكثر فيها السلام وأعمال الخير والبر والتقوى، وذلك لقوله تعالى 🙁 تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ، سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).
عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (من كان اعتكَفَ معي، فلْيعتكِفِ العَشرَ الأواخِرَ، وقد أُريتُ هذه الليلةَ ثم أُنسِيتُها، وقد رأيتُني أسجُدُ في ماءٍ وطِينٍ مِن صَبيحَتِها فالتَمِسوها في العَشرِ الأواخِرِ، والتَمِسوها في كُلِّ وِترٍ) ، لذا فإنه من المُتوقع أن تكون ليلة القدر في إحدى الليالي الوترية من شهر رمضان المبارك وهي الليلة الحادية والعشرين من رمضان ، الليلة الثالثة والعشرين من رمضان ، الليلة الخامسة والعشرين من رمضان ، أو ليلة السابع والعشرين من رمضان أو الليلة التاسعة والعشرين، وسيكون توقيت كل ليلة من الليالي الوترية على النحو الآتي: