ابحث عن أي موضوع يهمك
يدور مقالنا اليوم حول الإجابة عن سؤال حكم مرتكب الكبائر ، تصدر هذا السؤال محركات عناوين البحث على الإنترنت في الفترة الأخيرة، حيث جاء في مقدمة الأسئلة الدينية، حيث يقع الكثير من الناس في ارتكاب الكبائر نتيجة لقلة الثقافة الدينية للأجيال الحالية والصاعدة، ويرجع السبب في ذلك أيضا إلى محاكاة الشعب الغربي بعاداته وتقاليده التي تختلف اختلافا كبيرا عن ما يحمله الدين الإسلامي من قواعد، كما أصبح أمر تعاليم اللغات الأجنبية بجانب المواد الدراسية تشهد اهتماما كبيرا بمقارنتها بالمادة الدينية، ومن خلال موقع مخزن سوف نتعرف في هذا الموضوع التالي على حكم مرتكب الكبائر، كما سنتطرق إلى عدد من الأمور المتعلقة وموقف مرتكب الكبائر من دخوله الجنة أم لا.
يشهد عصرنا الحالي العديد من الأمور التي تقع بذنوب كبيرة على الأمم ولاسيما الأمة الإسلامية، ويكون القائم بالكبائر في زمننا يتفاخر بما يفعله ويبين مدى عدم تقيده بأي عادات أو تقاليد يحملها الدين الإسلامي، وكأنه لا يخاف حساب الله ويتناسى يوم الحساب، وتكمن الإجابة لسؤال حكم مرتكب الكبائر في تبعا لما قاله فقهاء الدين الإسلامي، حيث قال أن مرتكب الكبائر لا يكون خارج عن الملة أو كافر كما يصف بعض الخوارج، حيث يكفر الخوارج الرفد في حالة وقوعه في زنا أو سرقة او عقوق الوالدين او أنه يتسحب الربا، ومن ثم قال الفقهاء أن الشخص في هذه الحالة يكون قد انقص من إيمانه وبالتالي يؤثر بالسلب على توحيد بالله سبحانه وتعالى، ومن ثم يصبح الفرد المسلم ضعيف الإيمان.
ويجب أن ننوه أن فقهاء أهل السنة وصفوا مرتكب الكبائر انه ضعيف الإيمان، ومنتقص التوحيد، ويؤدي ذلك إلى ضعف توحيه بالله، ويكون على الرغم من ذلك ليس بكافر، حيث أنه لا يقع في الكفر الأكبر، ومن ثم فقد اوضح الله سبحانه وتعالى حدود الدين الإسلامي، ومن ثم يكون على مرتكب الكبائر أن يتوب ويكفر عما فعل من ذنب.
وبالتالي امر الله عز وجل بجلد الزاني والزانية مئة جلدة وتغريبهم لمدة عام كامل، بينما يكون حكم السارق هو قطع اليد، حيث يكون الوقوع في هذه المعاصي نتيجة لضعف إيمان الفرد، ويهدف الله بذلك إلى تأديب الفرد المسلم وحرصه أن لا يقع في اي ذنب، حتى ينال رضا الله عز وجل ويكونوا دائمون التفكير في يوم القيامة.
يتساءل الكثير من أبناء الأمة الإسلامية ما إذا كان مرتكب الكبائر يدخل الجنة ام لا، على الرغم من ما وقع عليه من ذنب، أم تكون النار هي جزاء عمله، ومن ثم أوضح فقهاء الدين الإسلامي أن على الرغم من ارتكاب الكبائر إلا أن الشخص لا يبقى في النار حيث أنه ليس كافر بالله وتكون النار مثوى الكافرين، بينما يكون المسلم الذي فعل الكبائر ضعيف الإيمان، ومن الممكن أن يُمن الله سبحانع وتعالى عليه ويدخله الجنة مع المؤمنين والله تعالى أعلى وأعلم.
ويكون ذلك عندما يتوب الفرد ويندم على ما ارتكبه من ذنوب ومعاصي تغضب الله سبحانه وتعالى، حيث روى عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “- التَّائبُ من الذَّنبِ كمن لا ذنبَ له”، وقال الله تعالى في القرآن الكريم في سورة النساء في الآية رقم 48 ” إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا“.
ونثبت عدم تكفير مرتكبي الكبائر بقول الله تعالى في القرآن الكريم في سورة الفرقان من الآية 68 إلى الآية 70 ” وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69)إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70).
وكل هذه الدلائل تبين أن الله سبحانه وتعالى تثبت أن الله يغفر الذنوب لعباده، ويكون هذا فرصة لمرتكبي الذنوب والمعاصي بالرجوع إلى الله والتوبة النصوحا والاستغفار عن هذه الذنوب.
يقصد بالمرجئة أنهم احد الفرق الكلامية التي تنتمي للدين الإسلامي، وقد تبنوا رأي مخالف لكلا من أهل السنة والخوارج، حول الحكم على مرتكب الكبائر، حيث أوضحوا أن مرتكب الكبائر ليس بكافر، حيث أنه على الرغم من ارتكاب هذه الذنوب أنه يؤمن بأن الله سبحانه وتعالى واحد ولا شريك له، ويكون الحكم على مرتكب الكبائر لله.
ومن ثم قال شيخ الإسلام رحمة الله عليه أن التباين في الحكم لمرتكب الكبائر هو مجرد تباين لفظي، وأن الفقيه حماد بن أبي سليمان هو أول من قال أن الإيمان قولا، ولكن اتجه أهل الكوفة الذين كانوا يتبعونه اقتنعوا برأي أهل السنة.
ومن الجدير بالذكر أن أصحاب الذنوب هم الذين وضعهم الله سبحانه وتعالى في قائمة التوعد والذم، وذلك على الرغم من إيمانهم بالله سبحانه وتعالى كحق إيمانه واعتقادهم بإن الإيمان فريضة، ولكنهم لا يتبعون ذلك ويرتكبون الكبائر فيكونوا مذنبين ويستحقون أشد العقاب.
ويرى المرجئة أن كل من يرتكب الكبائر ينضمون في العقاب إلى أهل النار، ويكون هناك اتفق بين الفقهاء والعلماء في الدين الإسلامي أن أهل المعاصي يكون لهم وعيد، ولكن من الممكن أن ينعم الله على بعضهم بالدخول إلى الجنة والمغفرة لهم.
ويجب أن ننوه أن أهل السنة والفقهاء اتفقوا على أن الله سبحانه وتعالى سوف يحاسب المسلمين المرتكبين للفواحش والكبائر في النار، ولكنهم لا يبقون دائمون بها، ولكن يقضون فترة حسابهم ثم بعد ذلك ينالون شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرجع السبب في ذلك إلى أن ان العبد المسلم يقول ما يؤمن به شفاهيا، ويترك الذنوب والمعاصي.
يتصف الله سبحانه وتعالى بأنه الرحيم الغفور، اي أن الله يقبل التوبة عن عباده ويغفر لهم ويرحمهم، ونستند في ذلك لإلى قول الله تعالى في القرآن الكريم في سورة غافر في الآية رقم 3 ” غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3)، ومن ثم يتبين لنا أن الله عز وجل يغفر الذنب الكبير والصغير، ومن ثم يتوجب على الفرد المسلم الرجوع إلى الله والتوبة والإقلاع عن الذنب الذي كان يرتكبه، واتباع صراط الله المستقيم.
هكذا نكون وصلنا وإياكم لنهاية هذا اليوم عن حكم مرتكب الكبائر ، فقهاء الدين الإسلامي، حيث قال أن مرتكب الكبائر لا يكون خارج عن الملة أو كافر كما يصف بعض الخوارج، حيث يكفر الخوارج الرفد في حالة وقوعه في زنا أو سرقة او عقوق الوالدين او أنه يتسحب الربا، ومن ثم قال الفقهاء أن الشخص في هذه الحالة يكون قد انقص من إيمانه، نلقاكم في مقال جديد بمعلومات جديدة على موقع مخزن.