ابحث عن أي موضوع يهمك
ما حكم قتل العنكبوت في المنزل ؟ ، فالعنكبوت من المخلوقات معقدة التركيب التي تدعو الإنسان إلى التدبر والتفكر في قدرة الخالق الله ـ عز وجل ـ في خلقه، فقد ذُكر العنكبوت في القرآن الكريم كما أن هناك سورة قرآنية باسم (العنكبوت)، وترجع شهرة العنكبوت بأنه الكائن الحي الذي ساهم في التمويه وحماية النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الكفار حينما أقام شِباكه على باب الغار حتى لا يفتك الكفار محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصاحبه أبو بكر الصديق، لذا يُعد العنكبوت من المعجزات التي بعثها الله لنا للإيمان بقدرته جل تعالى.
وقد ورّد لنا في الشريعة الإسلامية والسُنة النبوية الشريفة العديد من الأحكام المتعلقة بالدواب والحيوانات وجميع المخلوقات على وجه الأرض من حيثُ إمكانية تربيتها في المنزل أو جواز قتلها إن كانت مؤذية للإنسان، وهنا قد جاءت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدعو المسلم لقتل الحيوانات التي تُسبب إيذاءً للإنسان أو تنجّس منزله من بينها حديث النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ “خمس من الدواب كلهن فواسق يقتلن في الحل والحرم: الغراب والحدأة والفأرة والعقرب والكلب العقور” وقد زاد في حديث آخر (الحيّة).
وفيما يتعلق بحكم قتل العنكبوت فقد أجتمع أهل العلم على رأي جواز قتل العنكبوت وذلك لكونه ينتمي إلى فصيلة الحشرات المؤذية التي يوجد منها فصائل سامة قد تضر الإنسان أو تتسبب في قتله، لذا يجوز قتل العنكبوت إن شكّ الإنسان في تسببه في الأذى به، إلا أن بعض العلماء قد اجتمعوا على أنه لا يُستحب قتل العنكبوت خارج المنزل لأنه لم يُسبب للمرء الأذى، ومن يفعل ذلك سيكون عليه التوبة والاستغفار.
حينما سُئل الإمام ابن باز ـ رحمه الله ـ عن حُكم الدين في قتل العنكبوت وإزالة أثره عن المنازل والبيوت، فقد رأى أنه لا حرج في قتله إن رأى الإنسان فيه أذى له أو تسبب في ضرر له ، وقد جاء قوله على النحو الآتي:
“لا حرج في إزالة أثر العنكبوت، ولا ندري ما يدل على أنه ماكر، فلا حرج في إزالته ؛ لأنه مبني على الكهف الذي فيه النبي صلى الله عليه وسلم، ودخله رفيقه أبو بكر، وهذا مذكور في بعض الأحاديث، ويعتبر على صحته، ولكنه معروف؛ لأن هذا أمر أنزله الله عز وجل تكريما لرسوله، وأعجوبة لرسوله صلى الله عليه وسلم، وحمايته من مكائد الكافرين، فلا يمنع، أن يكون بعيداً عن البيوت التي لا حاجة لها فيها، ولا حرج في ذلك إن شاء الله “.
وعندما تم سؤال الإمام ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ عن رأيه في إزاله شِباك العنكبوت وأثرها عن المنازل، وما رأي الشرع الإسلامي في قتل العنكبوت، فقد أشار إلى أنه لا حرج في إزالة أثر العنكبوت عن المنازل والبيوت، وذلك لأنه من الممكن أن يضر بجدران المنزل والملابس وغيرها من متعلقات الإنسان، وفيما يتعلق بمشروعية قتل العنكبوت فقد أجاز قتله في حالة خشية الإنسان من التسبب في إيذاءه بأي شكل كان، على ألا يتم قتلها دون سبب حتى لا يكون ذلك اعتداءً على روح من مخلوقات الله دون سبب.
” لا بأس في إخراج العنكبوت من زوايا المنزل ؛ وذلك لأن العنكبوت يضر بالجدران ويلوثها ويمكن أن يعشش على الكتب والملابس، فهو من الحشرات الضارة حتى لو كان ضرره طفيفاً مقارنة بالآخرين، والأصل الشرعي أن هذه الحشرات إما ضارة بطبيعتها، فهذه هي السنة قتلهم في آن واحد، مثل العقرب، والفأر، والثعبان، وما شابه ذلك، أو تكون ضارة بشكل عرضي ؛ ليست السنة هي التي تقتلها إطلاقا، لكن يجب أن تقتل إذا أصيبت ولم تقتل إذا كانت في حالة لا تتأذى فيها، لأن قتلها في حالة لا تتأذى فيها قد يكون سببًا لتعود الروح على العدوان على مخلوقات الله، لكن هذا لا يتم عن طريق النهي، بل بالحصافة والأولوية ؛ لأن الحشرات أتت في العام بثلاث طرق ؛ الجانب الأول الأمر بقتلها، وهذا من طبيعة المضر، للقسم الثاني ما نهى الشرع عن القتل، نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن قتل أربعة حيوانات، النمل، النحلة، الهدهد، والمقطع الثالث ما يصمت الفيلق، لذلك من الأفضل عدم القتل، وإذا قُتلت، فلا بأس بها “.
العنكبوت من مخلوقات الله ـ جل شأنه ـ التي تدعو الإنسان للتدبر في عظمة خلق الله، وذلك بسبب دقة صُنعة وتعقيد تركيبه وتكوينه، وقد يعتقد البعض أن وجود العنكبوت في المنزل نذيراً بالشر إلا أن الحقيقة أنه لا يوجد أي دليل في القرآن الكريم أو السُنة النبوية الشريفة على أن العنكبوت ورؤيته ووجوده نذيراً بالشر أو مبشراً بالخير والله تعالى أعلم بالغيب.
ذكر أهل العلم والدين أن العنكبوت من الحشرات التي يجوز قتلها والتخلص منها لانتمائها لفصيلة الحشرات المؤذية السامة التي قد تضر الإنسان، وعلى الرغم من ذكر معجزة بيّت العنكبوت وحمايته لرسول الله محمد وصديقه من أذى الكفار، إلا أنه لم يتم تحريم قتله أو هدّم بيته، ولم يرد في الشريعة الإسلامية أو السُنة النبوية دليلاً على تحريم هدّم بيوت العنكبوت.
أجتمع أهل الدين والعلم على جواز قتل العنكبوت في حال تسبب بإيذاء للإنسان وذلك لكونه من الحشرات التي يوجد بها بعض الفصائل السامة التي قد تضر صحة الإنسان أو تقتله.
وفيما يتعلق بجواز قتل الفأر، فقد اتفقت جميع الآراء على جواز قتل الفأر وذلك لورود حديث النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ “خمس من الدواب كلهن فواسق يقتلن في الحل والحرم: الغراب والحدأة والفأرة والعقرب والكلب العقور” وقد زاد في حديث آخر (الحيّة)، فهذه الكائنات الخمسة وما كان مثلها أو أشد إيذاءً منها يجوز قتلها في الشريعة الإسلامية، سواء كان الإيذاء قد حدث منها بالفعل أم لم يحدث بعد وذلك حفاظاً على حياة الإنسان.
وفيما يتعلق بقتل الرتيلاء، فقد أورد الخرشي في شرح مختصر خليل قوله بجواز قتلها :” هي دابة صغيرة سوداء ربما قتلت من لدغته ويجوز قتلها”، وفيما يتعلق بقتل النمل فإنه أمر مُحرّم في الشريعة الإسلامية وذلك لما جاء في حديث نبوي شريف رواه الإمام أحمد وأبو داود : (عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل أربع من الدواب النملة، والنحلة، والهدهد، والصرد”).
إلا ان العلماء وأهل الدين قد اجتمعوا على جواز قتل النمل الضار الذي يُسبب الإيذاء والضرر بالإنسان مثل النمل الأبيض الذي يُعرف بـ (الأرضة)، وقد جاء عن أهل العل النهي المؤكد عن قتل النمل الأحمر الكبير الذي لا يُسبب أي ضرر للإنسان، لذا فالأصل في الأمر هو تحريم قتل النمل ولا يجوز الخروج عن هذا الحُكم إلا في حال ثبوت أن النمل المراد قتله من النوع الضار المؤذي الذي لا يُمكن التخلص منه سوى بالقتل، وفيما يتعلق بقتل أي من الحشرات أو الحيوانات الضارة السابق ذكرها، فيجب أن يكون قتلها والتخلص منها بأي من المبيدات الحشرية الشائعة وليس من خلال الحرق بالنار على الإطلاق، لأن الله تعالى قد حرّم على عباده المسلمين هذا الأمر.