خلال هذا المقال نتعرف على حكم عيد الام في الاسلام، يعتبر يوم الأم أو عيد الأم شأنه شأن باقي الأعياد غير الإسلامية مثيراً للجدل بين المسلمين، حيث ينقسم المسلمون في آرائهم ما بين مؤيد ومعارض لهذا النوع من الأعياد التي لم تقرها الشريعة الإسلامية، لذلك يبحث الكثيرون مع اقتراب عيد أو يوم الأم عن حكم عيد الام في الاسلام.
خلال السطور التالية نتحدث عن حكم عيد الام في الاسلام ونعرض الرأي بالتحريم ومببراته والرأي بالجواز ومبرراته كذلك ويظل القارئ يملك حرية اتباع الرأي الذي يطمئن إليه قلبه، كما نتحدث عن حكم إهداء الهدايا للأم في يوم الأم ونتحدث عن جذور أصل هذا العيد ومظاهر الاحتفال به، نقدم لكم مقال حكم عيد الام في الاسلام عبر مخزن المعلومات.
اختلفت الآراء حول حكم الاحتفال بعيد الأم في الشريعة الإسلامية، حيث رأى البعض جواز الاحتفال به ورأى آخرون أن الاحتفال به محرم، وفيما يلي كل رأي بالتفاصيل:
الرأي بالتحريم
يستند الرأي بالتحريم إلى كون عيد الأم من البدع ومما لم يعرفه المسلمون أو يحتفل به الرسول صلى الله عليه وسلم أو الصحابة.
يرى بعض أصحاب وجهة النظر بالتحريم أن في عيد الأم تشبه بالكفار والمشركين وأنهم من ابتدعوا هذا العيد وعلى ذلك لا يجوز تقليدهم أو اتباعهم ويجب الابتعاد عن الاحتفال به.
يرى أصحاب الرأي بالتحريم أن الأعياد الإسلامية هي فقط عيد الأضحى وعيد الفطر وما دون ذلك فهو من البدع.
يتبنى أصحاب هذا الرأي وجهة نظر بأن الأم يجب أن تتم طاعتها وتقديرها وبرها طوال العام وليس في يوم واحد فقط.
يشدد أصحاب الرأي بالتحريم على مسألة كون عيد الأم من البدع التي لا أصل لها في الإسلام ويستندون إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:”مَن أحْدَثَ في أمْرِنا هذا ما ليسَ منه فَهو رَدٌّ.”.
الرأي بجواز الاحتفال
يرى أصحاب الرأي بإباحة أو جواز الاحتفال بعيد الأم أنه لا ضرر في الاحتفال به خاصة مع حث الشرع على بر الأم.
يستند أصحاب الرأي بجواز الاحتفال بعيد الأم إلى قاعدة أن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد نص بالتحريم، ولم يرد نص يحرم الاحتفال بأعياد اتفقت عليها المجتمعات خاصة إن كان في أمر حث عليه الشرع مثل بر الأم.
إذا كان عيد الأم من البدع فهو من بدع العادات وليس بدع العبادات المنهي عنها، فالبدعة في العادات أو التقاليد الاجتماعية لا مانع منها إن كانت لا تخالف الشرع أو تدعو للفسق أو الفجور، ولكن البدع في العبادات كالصلاة والصيام وغيرها هو ما يحرم على المسلم اتباعه.
ليس التشبه بغير المسلمين مكروهاً على المطلق دون تمييز وإنما فقط فيما يتعلق بأمور الدين أو ما قد يتسبب في فساد أو ضرر، بينما إن كان التقليد في أمر حسن فلا ضرر منه والله أعلم.
في الوقت الحالي لم يعد العالم مناطق مقسمة على أساس الدين ويتصادف كثيراً أن يعيش كثير من المسلمين في دول غير إسلامية فيتأثرون بعاداتها وتقاليدها وأعيادها فيما لا يتعلق بالأعياد الدينية أو ذات الأصل الديني وهو أمر طبيعي ولا يخالف الشرع.
في الدول العربية والإسلامية إن ارتضى المجتمع المسلم واتفق على يوم للاحتفال بالأم والتعبير عن الشكر لها أو للأب أو للمرأة أو غيره فيما لا يخالف شرع الله أو تعاليمه فإن هذا يجوز ولا حرج في فعله.
حكم إهداء الأم في يوم الأم
كما وضحنا سابقاً فإن بعض العلماء أجازوا الاحتفال بعيد الأم ولم يعتبروه مخالفاً للشرع، وعلى ذلفك يجوز إهداء الأم هدية في يوم الأم للأسباب التالية:
أن بر الأم وإهداؤها الهدايا عمل صالح وهو من الإحسان المأمور به شرعاً.
أنه لا ضرر على قول كثير من العلماء من الاحتفاء بيوم الأم كأحد الأعياد أو المناسبات الاجتماعية طالما لم يعتقد أنه مناسبة دينية أو يدعي أن الشرع أمر به أو حدده.
من رأى أن عيد أو يوم الأم من المحرمات وأراد أن يبتعد عن الشبهة فيمكنه أن يهدي أمه الهدية في يوم قبل أو بعد اليوم المحدد للابتعاد عن الشبهات أو أن يهديها هدية بدون مناسبة للبعد عن الشبهات.
أن استغلال العروض التجارية في يوم الأم والأيام السابقة له والتي يقدمها التجار بهذه المناسبة هو أمر قد لا يتكرر في فترات أخرى من العام ويجوز استغلال هذه الفرص حفظاً للمال.
ألا يقتصر إهداء المسلم هدية لأمه على هذا اليوم فقط وإنما يجب أن يكون البر قدر المستطاع طوال العام وفي المناسبات المختلفة أو بدون مناسبات على الإطلاق.
ألا يراد من الاحتفال بعيد الأم التشبه بغير المسلمين في احتفالاتهم أو ما يقدمونه من هدايا، وألا يتضمن الاحتفال مظاهر محرمة.
ماهو أصل عيد الأم
لم تنشأ فكرة عيد الأم عن أحد الأديان وليس يوم الأم عيداً دينياً، ولكنه مناسبة اجتماعية أقرتها بعض الدول في تواريخ مختلفة من العام، وتحتفل غالبية الدول العربية بيوم الأم في الحادي والعشرين من مارس من كل عام، وأصل فكرة عيد الأم جاءت كما يلي:
في عام 1872 اقترحت الكاتبة الأمريكية جوليا وورد هاوي الاحتفال بعيد الأم في الولايات المتحدة الأمريكية بتخصيص يوم ليكون عيداً للأم.
في عام 1908 أطلقت الأمريكية آن جافيس حملة لتكريم الأمهات بعد وفاة والدتها، وفي عام 1913 احتفلت بأمها في الكنيسة ووسط حضور عدد من الناس.
في عام 1914 قرر الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون جعل عيد الأم عيداً رسمياً في الولايات المتحدة الأمريكية.
في العالم العربي فقد بدأ فكرة عيد الأم الكاتب الصحفي علي أمين مؤسس صحيفة أخبار اليوم، حيث اقترح تخصيص يوم للأم في مصر يكون عيداً لها يعبر فيه المواطنين عن تقديرهم للأم وتتبنى الدولة تكريم الأمهات المكافحات فيه.
أقترح علي أمين يوم 21 مارس من كل عام باعتباره يوم بداية الربيع ولاقت الفكرة قبولاً لدى الكثيرين وبدأ الاحتفال به في مصر ثم انتقل إلى باقي الدول العربية بمرور الوقت ليصبح اليوم الرسمي للأم في جميع الدول العربية عدا تونس والمغرب والجزائر.
تحتفل تونس والمغرب والجزائر بعيد الأم في يوم الأحد الأخير من شهر مايو من كل عام.
مظاهر الاحتفال بعيد الأم
تتعدد مظاهر الاحتفال بعيد الأم في كل دولة ما بين الأنشطة الفردية والجماعية والرسمية وغير الرسمية ومنها ما يلي:
تقوم بعض الدول بتكريم الأمهات المثاليات في هذا اليوم عن كفاحهن في سبيل تربية أبنائهن وما شابه ذلك من الحالات التي تستحق التكريم والتشجيع وأن تكون نموذجاً يحتذى به في المجتمع.
على المستوى الفردي يتقدم الأبناء بالهدايا المختلفة للأمهات في هذا اليوم تقديراً وعرفاناً لها على أفضالها عليهم.
تنظم بعض المحلات والأنشطة التجارية في فترة عيد الأم وما قبله حملات تخفيضات ودعاية مكثفة على الهدايا الخاصة بعيد الأم من أجهزة وأدوات وبضائع مختلفة.
تتبادل الأسر الزيارات في هذا اليوم خاصة الأبناء المتزوجون حيث يفضل الكثير من الأبناء المتزوجون قضاء هذا اليوم في زيارة لأمهاتهم.