يتصدر هذا السؤال محركات عناوين البحث في الفترة الأخيرة بالتزامن مع بدأ موسم الحج لعام 1443 هجرياً، ومن ثم تكمن الإجابة في أن صيام عشر ذي الحجة من الأمور المُستحب فعلها سواء للحاج أو غيره، ونستند في هذا الحكم إلى الحديث النبوي الشريف، حيث روى عبد الله بن عباس رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “- ما من أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ العشرِ . قالوا : يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلَّا رجلًا خرج بنفسِه ومالِه فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ”.
وذلك بالاتفاق لأصحاب المذاهب الأربعة، ومن الجدير بالذكر أن صوم يوم عرفة غير واجب على الحاج، ويستحب للحاج أن يفطر في هذا اليوم حتى في حالة قدرته على الصيام.
متى يبدأ صيام العشر من ذي الحجة
يعد صيام العشر من شهر ذي الحجة يبدأ من أول يوم من شهر ذي الحجة، لينتهي في اليوم التاسع من هذا الشهر، وهو يوم عرفة، وفي اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، يسمى يوم النحر وهو أول أيام عيد الأضحى المبارك، حيث يكون صيامه من الأمور المُحرمة، ويعد صيام هذه الأيام من أفضل الأيام عند الله سبحانه وتعالى، حيث روى عبد الله بن عباس رضى الله عنه “ – ما من أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ العشرِ . قالوا : يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلَّا رجلًا خرج بنفسِه ومالِه فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ”، كما يكون من الأفضل أن يكثر الفرد المسلم من القيام بالأعمال الصالحة، كما يكثر من الدعاء والاستغفار والذكر.
فضل صيام العشر من ذي الحجة
تعد أيام العشر من ذي الحجة من أفضل الأيام عند الله سبحانه وتعالى حيث أقسم الله سبحانه وتعالى بها في سورة الفجر، ومن ثم يكون لهذه الأيام فضل كبير، ومن خلال النقاط التالية نذكر فضل هذه الأيام:
فضل أول يوم من أيام عشر ذي الحجة: يعد أول يوم من شهر ذي الحجة، يتم استقبال هذا اليوم بالعديد من الأعمال الصالحة، والذكر والاستغفار، والتوبة النصوحة إلى الله سبحانه وتعالى، وفي هذا اليوم يتوجه الحجاج إلى بيت الله الحرام، ومن الجدير بالذكر أنه من بداية هذا اليوم يمتنع المُضحي عن حلق رأسه وبشرته وأظافره.
فضل اليوم الثاني من شهر ذي الحجة: هو اليوم الذي يكثر فيه العبادات عن اليوم السابق عليه.
فضل اليوم الثالث من شهر ذي الحجة: يعد متعادل الأجر مع الأيام السابقة واللاحقة له.
فضل اليوم الرابع من شهر ذي الحجة: يداوم الفرد المسلم صيامه في هذ اليوم، ويكثر من قراءة القرآن والصدقة.
فضل اليوم الخامس من شهر ذي الحجة: يكون فضل هذا اليوم من الأيام المستحب فيها الصوم، ويتجه فيه الحجاج إلى بيت الله الحرام.
فضل اليوم السادس من شهر ذي الحجة: يكمل فيه الفرد المسلم صومه وأعماله الصالحة وعباداته والطاعات إلى لله، حتى يكتب له المزيد من الخير والثواب.
فضل اليوم السابع من أيام العشر من ذي الحجة: يزيد فيه المسلم من الطاعات وذلك بسبب الاقتراب من انتهاء هذه الأيام المعلومات.
فضل اليوم الثامن من أيام العشر من ذي الحجة: يقصد به يوم التروية، حيث يتروى الحجاج من الماء حتى يتم الوقوف على عرفات، من الجدير بالذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صام هذا اليوم.
فضل اليوم التاسع من أيام العشر من ذي الحجة: يقصد به يوم عرفة، ويعد صيامه بمثابة هدية من الله سبحانه وتعالى إلى المسلمين، وفيه يقف الحجاج على جبل عرفات، ويكملون شعائر الحج، ومن الجدير بالذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أن صيام هذا اليوم يكفر سنه ماضية عليه سنه مقبلة، حيث قال رسول الله “- صِيامُ يومِ عَرَفَةَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ، والسنَةَ التي بَعدَهُ، وصِيامُ يومِ عاشُوراءَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التِي قَبْلَهُ”.
فضل اليوم العاشر من أيام شهر ذي الحجة: هو يوم النحر وهو اليوم الذي شرع فيه الله تعالى ذبح الهدي للحاج وغير الحاج، ولا يجوز صوم هذا اليوم، لأنه يوم عيد ويوم أكل وشرب واستمتاع بما أحله الله تعالى من خيرات وطيبات.
الأعمال المشروعة في العشر من ذي الحجة
يوجد عدد من العبادات التي يجب على الفرد المسلم فعلها في العشر أيام الأولى من شهر ذي الحجة، ومن خلال النقاط التالية نذكر تلك الأعمال:
يلزم الإكثار من ذكر الله تعالى والدعاء والاستغفار.
أداء الصلوات في وقتها بالإضافة إلى الإكثار من النوافل، حتى يزيد العبد من درجة تقربه من الله.
القيام بذبح الأضاحي للمسلم البالغ العاقل المقتدر، حيث يأكل منها المضحي وبتصدق بها على الفقراء والمحتاجين.
الإكثار من الصدقات حيث حيث تتضاعف الصدقة لأجرها في العشر الأوائل من شهر ذي الحجة.
الصيام؛ لأنه من أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى.
الالتزام بأداء صلاة قيام الليل؛ لأن قيام الليل من صفات عباد الرحمن المستغفرين.
الإكثار من التكبير والتحميد والتهليل، حيث يعد هذا اليوم سُنة مؤكدة، حيث كان الصحابة يهللون ويحمدون ويكبرون في الساحات والبيوت والمساجد.
هل يجوز صيام العشر بنية القضاء
لا يوجد حديث في السُنة النبوية يتناول أمر صيام الأيام الثمانية الأولى من شهر ذي الحجة، وقد استحب أهل العلم صيام هذه الأيام لما لها من فضل وثواب كبير عند الله صلى الله عليه وسلم، حيث تعد من الأعمال الصالحة، وهي من أحب الأيام إلى الله، ومن ثم يجوز للفرد المسلم الصيام بنية قضاء ما عليه من شهر رمضان وصيام هذه الأيام وبذلك يكون حصل على أجران.
هل يشترط تبيت النية لصيام العشر من ذي الحجة
تكمن الإجابة عن هذا السؤال في أن صيام هذه الأيام يعد من النوافل، بمعنى أنها ليست بفرض على المسلم، ومن ثم تكمن الإجابة في أن لا يشترط تبيت النية قبل الفجر في هذا الصيام، روت عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها، “- دَخَلَ عَلَيَّ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ فَقالَ: هلْ عِنْدَكُمْ شيءٌ؟ فَقُلْنَا: لَا، قالَ: فإنِّي إذَنْ صَائِمٌ ثُمَّ أَتَانَا يَوْمًا آخَرَ فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، أُهْدِيَ لَنَا حَيْسٌ فَقالَ: أَرِينِيهِ، فَلقَدْ أَصْبَحْتُ صَائِمًا فأكَلَ”.
أحاديث نبوية عن فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة
يوجد العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تناولت فضل صيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، ومن خلال النقاط التالية نذكر تلك الفضل:
فضل صيام يوم عرفة: حيث روى عن أبو قتادة الحارث بن ربعي رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “- صَومُ يومِ عَرَفةَ يُكفِّرُ سَنتَينِ؛ ماضيةً ومُستقبَلةً، وصَومُ عاشوراءَ يُكفِّرُ سَنةً ماضيةً”.
روى أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “ما من أيامٍ أحبُّ إلى اللهِ أنْ يُتَعَبَّدَ لَهُ فِيهَا مِنْ عشرِ ذِي الحجَّةِ ، يَعْدِلُ صيامُ كلِّ يومٍ مِنْهَا بصيامِ سنَةٍ ، وقيامُ كلِّ لَيْلَةٍ مِنْهَا بِلَيْلَةِ القدْرِ”.