ابحث عن أي موضوع يهمك
إن لقدوم أيام العيد بهجة كبيرة في قلوب المسلمين لذا نجد أنهم يسيرون على سُنة نبي الله محمد ويبدؤون في التكبير مُنذ اليوم الأول لشهر ذي الحجة وحتى اليوم الثالث من أيام التشريق في عيد الأضحى المبارك، وقد يُقدم البعض منهم إلى تشغيل التكبيرات بعيد الأضحى المبارك في المنزل كنوع من الفرحة والتذكرة للجميع بالتكبير في هذه الأيام المباركة، لذا قد يتساءل البعض حول حكم تشغيل التكبيرات في العشر من ذي الحجة في المذياع أو التلفلزيون، وذلك ما سنتعرف عليه بالتفصيل معكم في السطور التالية من موقع مخزن المعلومات، فتابعونا.
إن التكبير في العشر الأيام الأولى من ذي الحجة من الأمور المحببة والمشروعة في الدين الإسلامي الحنيف، فقد فعل نبي الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحابته رضوان الله عليهم هذا الأمر من بعده، كما أن التكبير في أصل الأمر هو أحد أنواع الذكر الذي يُثاب المرء المسلم على فعله، وهناك التكبير المقيد والتكبير المطلق، فالتكبير المقيد هو تكبير المرء المسلم بعد أداء كل صلاة من الصلوات الخمس أما التكبير المطلق فيكون في أي وقت من اليوم متى شاء المسلم في ذكر ربه والتقرب إليه بالذكر وصالح الأعمال.
وإن تشغيل المسجلات بتكبيرات العيد ورفع صوتها في المنزل من الأمور الجائزة شرعاً ولا حرج فيها لأنها تندرج تحت بند التذكري والتنبيه بالتكبير في العيد، ليكون هذا الأمر من الأمور الشرعية وذلك في حالة أنه لم ينتج عنه أي أذى أو مضايقة للآخرين في حالة تم رفع صوت المذياع بشكل مرتفع للغاية مما يُسبب لهم ضيقاً، فربما يوجد هناك بعض كبار السن أو المرضى الذين لا يتحملون الاستماع إلى الأصوات العالية لفترات طويلة.
ولا يُعد تشغيل تكبيرات العيد في البيوت بدعة، فالبدعة في أصلها هي الأمر الذي كان موجوداً بالفعل في عهد النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحابته رضي الله عنهم إلا أنهم انتهوا عنه ولمك يفعلوه، إلا ان التلفزيون والمذياع من الوسائل التكنولوجية الحديثة التي لم تكن موجودة في هذا العهد، لذا فهي ليست بدعة ولا يوجد بها أي حرج في حال تشغليها.
لذا فإن تشغيل تكبيرات العيد خلال هذه الأيام المباركة من العام وإطلاق أصواتها في مختلف الأوقات ليس من بين الأمور التي تم النهي الشرعي عنها، بل تندرج ضمن الإرشاد إلى البر والتقوى وحث الناس على العمل الصالح، وكما ذكرنا فإنه لا حرج في استخدام مكبرات الصوت لإظهار المقاصد الشرعية للتكبير ولكن بشرط أن لا تُسبب ضيقاً للآخرين.
إلا أنه في صلاة العيد في أول أيام العيد لا يُفضل أن يتم استخدام المذياع أو التلفزيون في التكبيرات لأن هذا الأمر واجب على الإمام والمصلين من حوله، وذلك لقول الله تعالى في كتابه العزيز (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) كما جاء في سورة الحج قوله تعالى ( لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ) لذا فهو من الأفضل أن لا يتم الاستعانة بالتكبيرات المُسجلة في صلاة العيد لأنهم تمنع المسلم من الحصول على ثواب التكبير بنفسه، فقد يتسبب صوت المذياع بالتكبيرات في تكاسل البعض عن التكبير.
وتكون صيغة تكبيرات عيد الأضحى المبارك وفقاً لدار الإفتاء المصرية على هذا النحو (الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرة وأصيلًا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا)
أختلف العلماء المسلمون في سؤال مدى شرعية القيام بأداء صلاة العيد في المنزل، خاصةً أن حكمها للرجال أنها فرض عين، وقد جاءت أقوال العلماء على النحو التالي:
يكون وقت صلاة العيد في الدين الإسلامي عقب طلوع أشعة الشمس ثم ارتفاعها قيد رمح، ويمتد الوقت الذي يُباح خلاله أداء صلاة العيد حتى زوال الشمس من مغربها.
إلا أنه من السُنة النبوية الشريفة أن يُعجل بأداء صلاة عيد الأضحى وتأخير أداء صلاة عيد الفطر المبارك لأنه في عيد الأضحى يكون هناك وقتاً لازماً لذبح الأضاحي لذا يجب أن يكون هناك متسع من الوقت لأجل ذبح الأضحية وتنظيفها وتوزيع لحومها والله تعالى جل شأنه أعلى وأعلم بالأمور.
وختاماً لحديثنا في هذا المقال أعزاءنا القراء نكون قد استعرضنا معكم حكم تشغيل التكبيرات في العشر من ذي الحجة في المذياع أو التلفزيون، وما هو حكم أداء صلاة العيد الأضحى في المنزل وللمزيد من التساؤلات تابعونا في موقع مخزن المعلومات