ابحث عن أي موضوع يهمك
إن تركيب الأظافر من الأمور التي تحب الكثير من السيدات القيام بها، فالمرأة بطبيعتها من عشاق الزينة وتحب التجمل من كل جانب في جسدها، وبالأخص الأظافر، ولهذا فإن هناك الكثير من وسائل تزيين الأظافر سواء بالطلاء أو بتركيب الأظافر المؤقتة أو الأكريلك، ويحتار الكثير من الأشخاص في معرفة حكم تلك الأظافر المركبة بشكل مؤقت في الشريعة الإسلامية وفي هذا المقال عبر موقع مخزن سوف نحيطكم علمًا بما جاء في ذلك.
تمنع الشريعة الإسلامية تركيب الأظافر البلاستيكية ما لم تكن هناك حاجة ملحة لذلك مثل حالات فقدان الأظافر نتيجة للحروق أو الأمراض ويعتبر تركيب الأظافر الصناعية لأغراض التجميل وتحسين الشكل مخالفًا للشريعة، لأنه يدخل في تغيير خلق الله ويعتبر مخالفًا للفطرة ويأتي هذا الحظر من قول النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي ذكر في الصحيحين: “خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد، ونتف الإبط، وتقليم الأظفار، وقص الشارب” ومن المعروف أن تغيير خلق الله هو من عمل الشيطان، كما ورد في القرآن الكريم في سورة النساء “وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا“
وفي حديث للنبي صلى الله عليه وسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله” أما المكياج، فهو جائز ما لم يغير أصل الخلقة ولا يؤدي إلى ضرر صحي، وذلك لعدم وجود دليل صريح يمنعه.
أشارت دار الإفتاؤ المصرية إلى أنه من الجائز القيام بتركيب الأظافر الصناعية للتداوي والوقاية من الأمراض الظفرية أو لتعويض ما فقدته المرأة من أظافرها أو لإخفاء العيوب الخلقية، مثل النتوءات والتقصف، أو للوقاية من بعض الأمراض كانفكاك الأظافر وتيبُّسها وهشاشتها. وفي حالة الحاجة إلى حماية الأظافر من عادة قضمها أو تقصيفها، فإن تركيب الأظافر الصناعية جائز أيضًا.
أما بالنسبة للوضوء مع وجود الأظافر الصناعية في جميع هذه الحالات، فالمرأة يجوز لها في الوضوء مسح الأظافر الصناعية أو غسلها؛ لأنها تعتبر بمثابة بديل عن الأظافر الطبيعية، مما يعني أنها تخضع لنفس أحكام الأظافر الطبيعية في الوضوء وبالتالي يمكن للمرأة استخدام الأظافر الصناعية في هذه الحالات دون أي مشكلة دينية، ويجوز لها أداء الوضوء مع وجودها، سواء كانت جديدة أو تم استخدامها لفترة طويلة، طالما أن الغرض منها هو التداوي أو الحماية.
استخدام الأكريليك على الأظافر أثناء الوضوء يثير مسألة دينية فالأكريليك والمعروف أيضًا بالأظافر الصناعية يعمل كطبقة توضع على الأظافر ويمنع وصول ماء الوضوء إلى الأظافر الطبيعية، وهو ما يجعل الوضوء غير صحيح، وبالتالي يؤدي إلى عدم صحة الصلاة والغسل الواجب مثل غسل الجنابة والحيض.
فإذا لم تكن الأظافر الصناعية نقية وطاهرة، فإن الصلاة لا تصح إذا كان بالإمكان خلع الأظافر الصناعية لأداء الوضوء، ثم إعادتها بعد الانتهاء من الوضوء، فإن الصلاة في هذه الحالة تكون صحيحة ومن الضروري أن تكون المواد المستخدمة في صناعة الأظافر الصناعية طاهرة ونظيفة حيث أن استخدام مواد نجسة، مثل لحم الخنزير، يجعل الصلاة غير صحيحة.
تركيب الأظافر الصناعية ليس تغييرًا في الخلق كما في الوصل الذي يكون في الشعر، وبالتالي فهو جائز شرعًا بشرط واحد: ألا تعيق الوصول للماء أثناء الوضوء حيث إنه من الضروري خلع الأظافر الصناعية قبل الوضوء، لضمان وصول الماء للأظافر الطبيعية والتأكد من غسلها، وذلك لتحقيق ركن غسل اليدين الضروري لصحة الوضوء.
نعم، يعتبر المانيكير من الزينة المسموح بها للمرأة لتزيين نفسها أو لزوجه ومع ذلك لا بد عليها أن تكون حريصة على عدم استخدام أنواع من طلاء الأظافر تعيق وصول الماء للأظافر أثناء الوضوء وفي حالة تأثير المانيكير على قدرة الماء على الوصول إلى الأظافر، ينبغي عليها إزالته أثناء الوضوء أو استخدام أنواع تسمح بمرور الماء.
عند استخدام المرأة لمقوي الأظافر، ينبغي عليها التأكد مما إذا كان هذا المقوي يمنع وصول الماء إلى الأظافر أم لا حيث إنه إذا كان يمنع وصول الماء، فينبغي عليها إزالته قبل أداء الوضوء لضمان صحة الوضوء.
الغسل الكامل للأيدي حتى المرفقين هو واجب وركن من أركان الوضوء، ويشترط فيه أن يصل الماء إلى جميع أجزاء اليدين بما فيها أطراف الأصابع والمرفقين فإذا وجد شيء يمنع وصول الماء إلى جزء من اليد، فإن ذلك يعني عدم إتمام الوضوء بشكل صحيح طلاء الأظافر يعد عائقًا يمنع وصول الماء إلى الأصابع، مما يجعل الوضوء غير صحيح في هذه الحالة إذا كان الطلاء لا يمنع وصول الماء بين الأظافر والبدن فإن وضعه جائز ولكن إذا كان يشكل طبقة فوق الأظافر تمنع وصول الماء، فإن الوضوء بهذه الحالة يبطل في هذه الحالة ينصح بوضع الطلاء بعد الانتهاء من الصلوات المفروضة وإزالته قبل صلاة الفجر.
إذا كان طلاء الأظافر العلاجي موصوفًا لشخص مريض بحالة جلدية وصفه الطبيب كجزء من علاجه، فإن حكمه يتبع حكم الجبيرة. وبمعنى ذلك يجوز للشخص أن يتوضأ ثم يتيمم عن الجزء المُصاب الذي لم يصل إليه الماء. هذا هو مذهب الشافعية أما مذهب الأحناف فيقول إنه يكفي أن يصل الماء على الجبيرة، فيكمل الشخص الوضوء دون الحاجة للتيمم بعد ذلك وفي حال إن نصح الطبيب بوضع طلاء الأظافر العلاجي كجزء من العلاج، وقام الشخص بالوضوء ولم يصل الماء إلى الظفر الطبيعي، بل وصل إلى الجبيرة، فيعتبر ذلك كافيًا على مذهب الأحناف ولا يلزمه أن يتيمم عن الجزء الذي لم يصل إليه الماء.
جمهور العلماء اتفق على كراهية تطويل الأظافر إذ يتعارض ذلك مع السنة التي دعت إلى النظافة وقص الأظافر وتشتد هذه الكراهية إذا تجاوزت مدة التطويل الأربعين يومًا، وبعض العلماء حتى أكدوا حرمتها في ذلك الحال. الحكمة وراء كراهية تطويل الأظافر تكمن في أن قص الأظافر والاعتناء بها يعتبر من السنن الفطرية التي ينبغي الاهتمام بها، حيث دعا إليها النبي صلى الله عليه وسلم. ففي إزالة الأظافر يكمن جمال ونظافة واهتمام بالنفس، بينما تطويلها يؤدي إلى تراكم الأوساخ والقاذورات، مما يزيد من احتمالية انتقال الأمراض والجراثيم.
حسب رأي العالم الجليل ابن باز رحمه الله تركيب الأظافر ليس له أصل شرعي، ولا يجوز فعله، بل الواجب والسنة هو قص الأظافر وتنظيفها في فترة أقل من أربعين يومًا يروي أنس رضي الله عنه: “كان لنا وقت في قص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة ألا ندع ذلك أكثر من أربعين ليلة“، وفي لفظ آخر: “وقت لنا رسول الله لذا الرجل والمرأة مأموران بتقليم الأظافر في فترة أقل من أربعين يومًا، ومن ثم فإن تركيب الأظافر هو أمر مذموم ومنكر لا يجوز.