ابحث عن أي موضوع يهمك
ينعقد الإحرام للعمرة أو الحج بمجرد النية، وهي قصد المسلم الدخول بالنسك، ولا يشترط فيها لبس ملابس الإحرام أو التلبية، ويجوز الإحرام مع لبس الثياب المخيطة، وعدم ارتداء ملابس الإحرام، ولكن يترتب عليه في هذه الحالة إخراج الفدية، حيث يكون الحج صحيح لمن حج بدون ملابس الإحرام، ولا يقع الإثم على من حج أو اعتمر بغير ملابس الإحرام، دفعًا للضر أو الحرج عن نفسه، ولكن حينها تترتب الفدية عليه.
والفدية عند الحج بغير ملابس الإحرام تكون بإطعام ستة مساكين من بين مساكين الحرم، أو ذبح ذبيحة صالحة للأضحية يتم إطعامها لمساكين الحرم أو مساكين مكة، دون الأكل منها، أو صوم ثلاث أيام، ومن فعل ذلك فقد كفاه، ومن يذهب لأداء فريضة الحج من الجائز له أن يتطيب ويغتسل بالبيت، ثم يؤخر ارتداء ملابس الإحرام إلى أن يحاذي الميقات وهو بالطائرة، ومن غير الواجب عليه ارتداء ملابس الإحرام على الفور بعد الاغتسال.
إن من يتجاوز الميقات ولم يحرم بسبب عدم وجود ملابس الإحرام يجب عليه أن يذبح في مكة ذبيحة للمساكين والفقراء، حيث عليه ذبحها بمكة وليس في بلده، كما يجب عليه أن يتوب لله جل وعلا من هذا الذنب، حيث لا يجوز تجاوز الميقات بغير إحرام، ومن يفعل ذلك يكون مخطئ، ولكن عند عدم وجود ملابس إحرام يمكن للحاج أن يحرم بثيابه وأن ينوي الحج، ومن دخل الميقات بغير إحرام عليه إخراج فدية خاصة.
وتكون الفدية أقل من ذبيحة من خلال إطعام ست مساكين من مساكين الحرم، لكل مسكين منهم نصف صاع، أو صوم ثلاث أيام، ويمكن ذبح شاه، حيث يكون الحاج مخير في ذلك، وفي الواقع إذا ما أحرم المسلم بثيابه في حالة عدم وجود محارم لديه وأتى الميقات ولا يمتلك رداء أو إزار، يمكنه الإحرام بقميصه مع كشف الرأس والإحرام بالقميص، وعند الوصول إلى جدة يمكنه أن يشتري ثياب الإحرام وارتدائها، مع إزارة القميص الذي يرتديه، وضرورة دفع الكفار المذكور على التخيير.
يوجد العديد من الشروط التي يجب أن تتوفر بلباس الإحرام، وتلك الشروط هي:
يرتدي المسلم ثياب لباس الإحرام من خلال التجرد من الثياب أولًا، ثم ارتداء الرداء والإزار، وهو ما قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم (لِيُحرِمَ أحدُكم في إزارٍ ورداءٍ ونعْلَينِ)، ويكون مستحبًا لبسه، حيث إن ارتدى المُحرم إزارًا يستر عورته به لكفاه ذلك، ويسن له أن يدخل الرداء تحت يمينه ملقيًا على كتفه الأيسر به، ويستحب كذلك أن يكون الرداء والإزار باللون الأبيض، وأن يكون مغسولًا أو جديدًا، ومكروه ارتداء المصبوغ من بينهما.
ومن الجائز لبس القباء للمحرم، بينما الهميان فهم ما يتم حفظ النفقة فيه، وقد اتفق فقهاء الأربعة مذاهب على أن لبسه جائز، حيث إنه من غير المنهى عنه لا بالمعنى أو في النص، ولأن الحاجة لحفظ النفقة تدعو إليه، فقد أجازوا ذلك، واستدلوا بما ورد أورده الألباني عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها عندما سألت عن ذللك الأمر للمحرم فأجابت (لا بأسَ به؛ ليستوثِقَ من نفقتِه).
ترتدي المرأة في الإحرام ملابس خاصة، ويكون محظور عليها أمرين بالإحرام وهما:
إن الله تعالى وحده هو من يعلم الحكمة من ارتداء الحاج أو المعتمر لملابس الإحرام، وما على المسلم سوى التطبيق والامتثال لأوامره سبحانه، رجاء نيل الثواب والأجر العظيم، سواء نعلم الحكمة من ذلك أم لم نعلم، ولكن العلماء حاولوا استنتاج ذلك، ومن الحكم التي ذكروها في ارتداء ملابس الإحرام ما يلي:
حيث سيبعثهم الله جل وعلا عراة حفاة ثم يكسوهم، ويوجب تذكر يوم القيامة والآخرة طهر نفس العبد من الكبرياء وتواضعها وخضوعها، كما ويستشعر المسلم المساواة مع المساكين والفقراء والتقارب فيما بينهم، وأهمية الابتعاد عن الترف مواساةً للفقراء والمساكين.
وهو ما يجب أن يشعر المسلم به باطنًا وظاهرًا، حيث لا يجب أن يرتدي أي شيء من اللباس غير الرداء والإزار، مثله مثل غيره من فقراء الناس، مع المقدرة على ارتداء أفخر الملابس والثياب، وهو ما يعد من أكمل صور الذل.
وذلك لأنهم متحدون بالوقوف في مكان واحد، والطواف حول بناء واحد وهو الكعبة المشرفة، والرمي والمبيت في المكان نفسه، وهم كذلك يتحدون في ارتداء اللباس ذاته.
حيث لن يخرج المسلم من الدنيا إلى بالكفن الذي يقترب في الشبه من ملابس الإحرام، ولن يكون مرتديًا حينها أي ملابس فاخرة.
وإظهار العبودية الخالصة له، والامتثال لأوامره جل وعلا.
حيث يبتعد المسلم عن النكاح والزينة والترف وغيرها من الأشياء، وإبداء الحاجة والافتقار والذل لله جل وعلا.
إن لفظ الإحرام يدل في اللغة على العديد من المعاني والتي تختلف على اختلاف صورها، ولكن معناها الجامع يأتي من الجذر (حرم)، وهو ما يعني المنع الشديد، والإحرام بصورة العمرة أو الحج هو دخول المحرم بحرمات يجب عليه عدم هتكها، وتلك الحرمات هي ما حرم عليه إتيانه وعمله، فلا يجترئ وهو حاج عليها، في حين أنه بالاصطلاح الشرعي تعددت أقوال الفقهاء الأربعة به، والتي أتت على النحو التالي:
عرف الحنابلة والشافعية والمالكية الإحرام أنه نية الدخول بحرمات العمرة أو الحج بغير اشتراط فعل معين أو قول، ولكن قال المالكية بلزوم الفدية إن ترك المحرم التلبية، أو ترك حين النية المجرد من المخيط.
يعرف الإحرام عند الحنفية بأنه التزام الحرمات المخصوصة، والتحصص من أمرين الذكر والنية، أما الميقات فيعرف بأنه (مكان إحرام المعتمر أو الحاج للدخول بالعبادة)، وهو ما قال فيه ابن عباس (وَقَّتَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- لأهْلِ المَدِينَةِ ذا الحُلَيْفَةِ، ولِأَهْلِ الشَّأْمِ الجُحْفَةَ، ولِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المَنازِلِ، ولِأَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمَ، فَهُنَّ لهنَّ، ولِمَن أتَى عليهنَّ مِن غيرِ أهْلِهِنَّ لِمَن كانَ يُرِيدُ الحَجَّ والعُمْرَةَ، فمَن كانَ دُونَهُنَّ، فَمُهَلُّهُ مِن أهْلِهِ، وكَذاكَ حتَّى أهْلُ مَكَّةَ يُهِلُّونَ مِنْها).
ويوجد فروق بين الإحرام من الميقات والإحرام، نوضحها فيما يلي: