ابحث عن أي موضوع يهمك
حكم الجماع في نهار رمضان هو أحد الأحكام الشرعية التي أوضحتها الشريعة الإسلامية وسوف نتحدث عنه ونوضح حكمه في مقالنا الذي نقدمه لكم عبر مخزن، حيث إن الله تعالى فرض الصوم على المسلمين بشهر رمضان، وجعله واحد من العبادات الرئيسية التي يقوم الدين الإسلامي عليها، وقد حرم الخالق جل وعلا الإفطار به بغير وجود رخصة شرعية أو عذر شرعي، وهو ما يجعل الكثيرون يبحثون عن حكم الجماع في نهاره خلال الصيام، وهو ما سنجيبكم عنه تفصيلًا، فتابعونا.
حرم الله سبحانه وتعالى على المسلمين الاقتراب في شهر رمضان وبالتحديد في نهاره بأي من المفطرات بمختلف أشكالها وأنواعها، وأوضح مدى حرمة الإفطار بغير عذر شرعي بنهار رمضان، وإن وقع الجماع بين الرجل زوجته بنهار رمضان فهو من أكبر وأعظم المفطرات ومفسدات الصوم، ومن غير الجائز على الرجل أن يكره أو يجبر زوجته على الجماع بنهار رمضان، وعلى من وقع في ذلك الإثم التوبة الصادقة إلى الله جل وعلا، والإكثار من الذكر والاستغفار، مع ضرورة دفع الكفارة الواجبة.
تقدر كفارة وقوع الجماع بين الرجل وزوجته في نهار رمضان بعتق رقبة، فإن لم يستطع فصوم شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا بقدر ثلاثين صاع، وهو ما يعادل صاع لكل شخصين، ولا بد من مراعاة الترتيب السابق ذكره في الكفارة، وهو ما يستدل عليه من الحديث الشريف الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال للواقعِ على أهلِه: هل تجِدُ رقبةً تُعتِقُها ؟ قال: لا، قال: فهل تستطيعُ أن تصومَ شهرَيْن متتابعَيْن؟ قال: لا، قال: فهل تجِدُ إطعامَ ستِّين مسكينًا؟ قال: لا).
لا حرج أو مشكلة في تقبيل الرجل لزوجته خلال نهار رمضان، وكذلك إن قام بالنوم معها أو لمسها، حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان أثناء الصيام يقبل زوجاته، وحين سأله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عن تقبيل الزوجة بنهار رمضان فأجابه بأنها مثل المضمضة، لا يوجد لها أي أثر على صحة الصوم، ويذكر أنه من الجائز تقبيل الزوجة بنهار رمضان بشرط عدم بلوغ ذلك مرحلة خروج المني حيث يعد ذلك من مبطلات الصوم، في حين أنه إذا كان المذي هو الخارج فلا شيء عليه ولا حرج.
إن من الجماع بنهار شهر رمضان يعد من أشد مفسدات الصوم، ومن غير الجائز تعمد القيام به، فهو من أعظم الذنوب التي لا بد من التوبة منها والإكثار من الاستغفار عنها، وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من شرب أو أكل ناسيًا بنهار رمضان لا يوجد عليه إثم ولا كفارة أو قضاء لأن الله جل وعلا هو من سقاه وأطعمه، وهو ما يسري حكمه على من جامع زوجته ناسيًا ولا يوجد عليه حينها قضاء أو كفارة.
إن قام الرجل بإكراه زوجته على الجماع في نهار رمضان، أو كانت على غير علم أن حدوثه في نهار رمضان من قبيل المحرمات ومفسدات الصوم، أو كانت ناسية، فقد اتفق العلماء على أنه لا لزمها قضاء أو كفارة، وقد أيد ذلك الرأي الشيخ ابن الباز والشيخ ابن عثيمين، ولكن في الحالة التي تكون بها على علم ودراية بحكم الجماع في نهار رمضان ومدى حرمة ذلك، فقد وقع خلاف بين أهل العلم في حكم تلك المسألة، ولكم أكثر أهل العلم قالوا بوجوب القضاء والكفارة عليها، حيث إن الأساس بالتشريع الإسلامي المساواة بين المرأة والرجل مادام لم يرد بالتفريق بينهما حكم صريح.