ابحث عن أي موضوع يهمك
يعتبر حكم تقشير الحواجب من الأمور المثيرة للجدل بين الناس، حيث تلجأ الكثير من السيدات لاعتماده بدلًا من قص الحاجبين أو نمصهما، بما أن النمص يوجد ما يثبت حرمته، ولذلك يعتمدن على التقشير وهو وسيلة لتغير لون الشعر الزائد عن الحاجب أو الحاجب كله، ونحن في هذا المقال عبر موقع مخزن سوف نساعدكم في التعرف على حكم التقشير وفقًا لفتوة العالم الجليل ابن باز رحمة الله عليه.
وجهة نظر ابن باز حول مسألة صبغ الحواجب، أكد على جواز صبغ الحواجب للنساء بهدف إبراز جمالهن وجعلهن يظهرن بمظهر أصغر؛ فقد رأى أن هذا الفعل مشابه لاستخدام الكحل أو الحومرة على الشفاه، ولا يحمل أي ضرر على المرأة. وقد أجاز صبغ الحواجب للنساء الشابات.
ومع ذلك قد قال بعدم جواز المرأة الكبيرة في العمر والمتقدمة في السن من صبغ حواجبها باللون الأسود، حيث يعتبر هذا اللون محرّمًا. ولكنه أشار إلى أنها ما زالت مسموح لها بتغيير لون حاجبيها باختيار ألوان أخرى غير الأسود.
في سياق آخر، أكد ابن باز على أنه لا يجوز للمرأة أن تأخذ من شعر حاجبيها أي شيء، لأن هذا الفعل يعتبر نمصًا وهو محرم شرعًا، وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، ولعن النامصة والمتنمصة من المسلمات.
وفي حال كان الشعر البارز يشوه مظهر الوجه، فإنه يسمح للمرأة بأن تقوم بإزالة بعضه.، ولها أيضًا الحق في إزالة شعر الشارب واللحية إذا كانا ظاهرين على الوجه. أما بالنسبة للشعر العادي فيمكن للمرأة الاحتفاظ به دون إزالته.
التشقير اصطلاحًا يشير إلى عملية صبغ الحاجبين من الأعلى والأسفل بلون يكون مشابهًا للون البشرة، مما يخلق اندماجًا تامًا مع الجسم، ويهدف ذلك إلى إخفاء اللون الطبيعي للحاجبين وجعلهما يبدوان كما لو أنهما بدون لون، مما يخلق تأثيرًا يجعل الحواجب تبدو كأنها بدون شعر أو شعر أقل أو في مناطق دون غيرها.
أما في اللغة، يُشير مصطلح “التشقير” إلى اللون الأشقر الذي يُطلق على الرجل عبارة “أشقر” وعلى المرأة “شقراء”، وهذا اللون يتسم بالحمرة الصافية، مما يجعل الحاجبين يظهران بلون أشقر يتناغم مع لون البشرة بشكل طبيعي ويختفي تقريبًا في المظهر العام، مما يسهم في إخفاء اللون الطبيعي للحاجبين.
إنه وفقًا للجنة الدائمة للإفتاء حول ظاهرة تشقير الحواجب، والتي تتمثل في رفع الشعر من فوق وتحت الحاجبين بشكل يشبه فعل النمص، أي ترقيق وتخفيف الحواجب، فقد أشارت اللجنة إلى أن هذه الظاهرة تعتبر تقليدًا للغرب، وتحمل مخاطر طبية ناتجة عن استخدام مواد التشقير.
وفي ضوء هذا فقد أكدت اللجنة على أن تشقير الحواجب بهذه الطريقة لا يجوز شرعًا، نظرًا لأنه يشكل تغييرًا في خلق الله تعالى ويمتثل لفعل النمص، ويتسارع في مسار النمص ويظهر تحايلًا على النهي الشرعي. وأضافت اللجنة أن الحظر يتزايد إذا كان التشقير يتم تقليديًا للغرب أو بمساوئ صحية تترتب عنه. وأشار الشيخ عبدالله الجبرين إلى أن جميع أنواع صبغ الحواجب وتغيير لونها غير جائزة، حيث لعن الله النامصات اللواتي يقمن بتحويل خلق الله تعالى.
تباينت الآراء حول حكم تشقير شعر الحواجب، حيث انقسمت إلى رأيين رئيسيين:
الرأي الأول: حرمة تشقير شعر الحواجب
يلخص هذا الرأي في عدة أسباب تدعو إلى حرمة تشقير شعر الحواجب.
الرأي الثاني: جواز تشقير شعر الحواجب
أفاد في هذا الرأي الجواز لتشقير شعر الحواجب، مع التأكيد على أنه يجب احترام أربع شروط، وهم ما يلي:
أنواع التشقير يمكن تقسيمها إلى الأشكال التالية:
ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم في إحدى المرات أنه رأى أبا قحافة في يوم فتح مكة، وكانت لحيته بيضاء بشكل ملحوظ ، فقال النبي -صلّى الله عليه وسلّم- مُشيرًا إلى بياض لحيته: “غيّروا هذا بشيء، واجتنبوا السواد”،
ويظهر من الحديث السابق أن تغيير لون الشعر في الأصل جائز، باستثناء صبغه باللون الأسود، ويُظهر بعض العلماء أن هذا النهي يعتبر تحريمًا، فيما يروج البعض الآخر لفهمه ككراهية تنزيهية.
أـما بلخصوص ما يتعلق بأنواع الصبغات المستخدمة في هذا السياق، يعتبر الجواز هو الأصل، ولكن يجب أن تلتزم هذه الصبغات بالضوابط الشرعية، كما يُحذر من استخدامها إذا تسببت في الضرر، أو إذا كانت محل تشبه بالأشخاص الفاسقين، أو إذا استُعملت في الغش والتلاعب، أو إذا احتوت على مواد تمنع وصول الماء إلى الشعر أثناء الوضوء أو الاغتسال.
نتف شعر الوجه يُعتبر نمصًا، والشخص الذي يقوم بهذا الفعل يُسمى نامصة. وفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ورد: “لعن الله الواشمات والمستوشمات، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله”، مما يشير إلى حُرمة النمص بشكل عامK ولكن علماء الدين استثنوا من ذلك ما ينمو من لحية أو شارب للمرأة، حيث أكدوا أن النمص في هذه الحالة يكون مستحبًا.
أما بالنسبة لنمص شعر الحاجبين، أفتى العلماء المعاصرون بحُرمته، وقسموا الأخذ من شعر الحاجب إلى قسمين. القسم الأول يتعلق بالنتف، وقد أُكد أن هذا الفعل حرام. أما القسم الثاني الذي يتعلق بالقص، فقد اختلفوا حوله، حيث قال بعضهم إنه يعتبر نمصًا ويدخل في الحرمة، في حين قال آخرون إنه لا يعتبر نمصًا ولا يتسبب في اللعنة المذكورة في الحديث والبعض قد أشاروا إلى أن الأخذ بالقص لا ينبغي أن يكون بدون سبب، ويجوز فقط إذا كان الشعر كثيرًا ويعيق في النظر، وفي هذه الحالة يكون قصه مبررًا وجائزًا.