ابحث عن أي موضوع يهمك
يقصد بالتبني أنه اتخاذ الشخص ولداً من غير ابنه، فيتخذ ابن شخص آخر غيره، ويقوم بنسبه إليه بين الناس وجهراً، ويقوم بكتابته على اسمه فيحمله، ويرث منه كما يرث منه باقي أولاده من صلبه، ومن الجدير بالذكر أن العرب استخدموا لفظ ادعاء بهدف التعبير عن التبني، ولم تكون كلمة التبني مستخدمة قبل ذلك، والمتبني يقصد به الدّعي، وفي الغرب يكون التبني بأن يكون الشخصين أبوين قانونيين للطفل الذي لم ينجباه.
يود الكثير من أبناء الأمة الإسلامية التعرف على مدى الحكم الشرعي في التبني، ومن ثم تكمن الإجابة في أن هذا الأمر محرم في الإسلام، ويقصد به الحاق الرجل بنفسه لطفل مجهول النسب أو من الممكن أن يكون معلوم النسب، ونستند في تحريم هذا الأمر إلى قول الله تعال في سورة الأحزاب في الآية رقم 5
“ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا“.
والدليل النبوي على تحريم التبني ما رواه عبد الله بن عباس رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” مَن انتَسبَ إلى غيرِ أبيه أو تولَّى غيرَ مواليهِ فعلَيهِ لعنةُ اللهِ والملائكةِ والنَّاسِ أجمعينَ”.
كما روى أبو ذر الغفاري رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “- ليسَ مِن رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أبِيهِ وهو يَعْلَمُهُ إلَّا كَفَرَ، ومَنِ ادَّعَى ما ليْسَ له فليسَ مِنَّا، ولْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، ومَن دَعا رَجُلًا بالكُفْرِ، أوْ قالَ: عَدُوُّ اللهِ وليسَ كَذلكَ إلَّا حارَ عليه”.
ومن ثم يتضح لنا من خلال هذه الأدلة أن أمر التبني محرم شرعاً، ويعد من الكبائر، وكذلك التبني بطريقة محرمة فتعد جريمة ولها العديد من العواقب، ومن يفعلها يتوجب عليه التوبة النصوحة إلى الله، ويجب أن ننوه أن من يفعل ذلك عن جهل منه فلا حرج ولا إثم عليه في ذلك.
حرم الإسلام أمر التبني لحكمة بالغة وهي أن التبني يوهم الناس أن هذا الطفل هو ابن المتبني، فيرث منه وقد يختلط الأمر مع بنات المتبني خلطة الحرام، ومن ثم يقع المجتمع الإسلامي في مفاسد كبيرة، حيث لا يجوز للمتبني الاختلاط بغير محارمه، فيكون من التبني ادعاء النسب وتزويره، والبنوة تترتب عليها العديد من الأمور كالميراث يظلم الورثة من الذين يكونون هو الأحق لأنهم من صلب الأب المتبني، ومن ثم يتم إهدار الحقوق، والتبني يكون فيخ حرماناً للطفل من معرفة أصله ونسبه.
ويرى الدين الإسلامي أن التبني هو تغير للحقيقة، ومن ثم في حالة رغبة الفرد المسلم في تبني طفل، يجب عليه أن يأتي ذلك من باب الإحسان بأن يعلمه علم نافع ويربيه تربية صالحة، ويجعل منه إنسان صالح في الدين والعمل، ولا يُنسبه إليه في حالة كان الطفل معلوم أو مجهول النسب.
يعمل معظم الأباء الراغبين في تبني أطفال من غير صلبهم، أن يأتوا بالطفل ليرضع من زوجته، ومن ثم تصبح الزوجة أم لهذا الطفل، ويصبح الطفل أخاً لأبناء هذا الرجل، وعلى الرغم من ذلك لا يجوز إنساب الطفل لاسم الرجل، بل يجوز الإحسان إليه ويكرمه، ولابد من إنسابه لأبويه الحقيقيين، ويجب أن ننوه أن هذا الطفل لا يرث من أهله بالرضاعة، ومن يفعل ذلك يكون ظالماً لأولاده.
يود الكثير من أبناء الأمة الإسلامية، التعرف على الفارق بين التبني والكفالة، ومن خلال النقاط التالية نذكر تلك الفارق بينهما:
يوجد عدد من الشروط التي يجب الالتزام بها في التبني، نذكرها فيما يلي: