تعريف القصيدة الجزرية وموضوعاتها يعد من الدروس الهامة التي يشرحها علماء وشيوخ الإسلام، حيث إنها تُيسّر قراءة القرآن الكريم بالنطق والتجويد الصحيح، وقد تم تقسيم متن الجزرية على عدة أبواب وفقًا لاختلاف موضوعاتها، وأورد العلماء الكثير من الشروحات المشيرة إلى أهميتها الكبرى، والتي تُسهّل حفظها والتدرب على مضامينها والتطبيق الكامل، ومن خلال موقع مخزن نتعرف على أبرز المعاني والمعلومات حول قصيدة متن الجزرية لابن الجزري الشافعي.
تعريف القصيدة الجزرية وموضوعاتها
إن جميع طلاب العلم والمتدبرين في معاني القرآن الكريم المجودّين له، وكل من يحص على نطقه الصحيح يرغب في الإلمام بتعريف القصيدة الجزرية وموضوعاتها؛ والتي عُرفت بالمقدمة الجزرية كاختصار لـ “المقدمة فيما يجب على قارئ القرآن أن يعلمه”.
- تُعرف القصيدة الجزرية بأنها المنظومة المصاغة من قبل شيخ القراء الإمام الحافظ الشافعي على بحر الرجز، وهي متن في علم التجويد.
- تاريخ نظم القصيدة الجزرية في العام الهجري 798، ويصل عدد الأبيات بها إلى مائة وسبعة، وفي نسخ آخر وصل إلى 119 بيت.
- ورد وزن “مستفعلن” ستة مرات في القصيدة الجزرية، وهي تختلف عن الشعر في استعمال الناظم للمشطور بها.
- على الرغم من قلة الأبيات على الإلمام بعلم التجويد كاملًا إلّا أن القصيدة الجزرية حققت ذلك.
- واحتوت على كافة مباحث التجويد التي يحتاج إليها قارئ القرآن الكريم بشكل رئيسي.
- وتعددت الموضوعات فيها وتفرعت إلى عدة أبواب شاملة لجميع أسس علم التجويد، ونذكرها في الفقرات التالية.
مقدمة القصيدة الجزرية
خطبة أو مقدمة القصيدة الجزرية هي الباب الأول لها، وقد احتوى على اسم ومذهب الناظم ابن الجزري، والحمد لله عز وجل وشكره، ثم الصلاة على النبي، وذكر مدى أهمية علم التجويد وأنه أساس يجب على القارئ إدراكه، ثم سرد ما يحتاج القارئ إلى معرفته من مخارج الحروف وصفاتها والوقف والابتداء، وغيرها من الأبواب المتصلة برسم المصحف، وقال في المقدمة:
يقول راجي عفو رب سامع (محمد بن الجزريِّ الشافعي)
(الحمد لله) وصلَّى اللهُ على نبيه ومصطفاهُ
(محمدٍ) وآله وصحبه ومقرئ القرآن مع محبه
(وبعد) إن هذه مقدِّمه فيما على قارئه أن يعلمَه
إذ واجبٌ عليهمُ محتمُ قبل الشروع أولاً أن يعلمُوا
مخارجَ الحروف والصفات ليلفظوا بأفصحِ اللغات
محرري التجويد والمواقف وما الذي رسم في المصاحف
من كل مقطوع وموصول بها وتاء أنثى لم تكن تكتب بها.
أبواب القصيدة الجزرية
إن العناوين الفرعية الموضوعة على كل باب لم تتواجد في النسخة الأصلية من متن الجزرية، فلم يضعها ابن الجزري بين الأبيات المنومة، إلا أن من قام بالنسخ والتحقيق بعده وضع تلك العناوين للتسهيل ولغايات نافعة مختلفة، وعلى الرغم من اختلاف الصياغة بها إلا أن عناوين الأبواب متفق عليها من قبل العلماء، وبالإضافة إلى المقدمة والخاتمة توجد العناوين الرئيسية الآتية:
- باب مخارج الحروف: أوضح به الجزري أماكن خروج كل حرف، وميّز بينها بطرق ميسرة.
- باب صفات الحروف: أورد به ابن الجوزي سبعة أبيات تحتوي على 17 نوع من صفات الحروف.
- وتم تقسيمها إلى أضداد خمسة في مقابل خمسة صفات، بينما الصفات التي ليس لها ضد هي سبعة.
- باب معرفة التجويد: ذكر فيه تعريف التجويد، وما يجب على القارئ المجوّد فعله من رعاية مخارج الحروف والصفات وغيرها.
- وذكر به أهمية المداومة على القراءة والتدبر والتدرب على النطق الصحيح بالتجويد.
- أبواب الترقيق والتفخيم:أورد به ترقيق الحروف المستفلة في بيت، وترقيق وتفخيم حروف الراء واللام، وبعض التنبيهات والتحذيرات للمجوّد.
- بالإضافة إلى بعض الأحكام المتعلقة بتخليص المرقق من المفخم والعكس، وحروف الاستعلام وتفخيمها،ويبدأ باب التفخيم من البيت 44 إلى 49.
- باب أحكام الراءات: يبدأ من البيت الأول والأربعين إلى الثالث والأربعين، وقد ذكر فيه الترقيق والتفخيم.
- باب أحكام الإدغام: يبدأ من البيت 50 إلى 51، وقد تحدث به ابن الجزري عن إدغام المتماثلين والمتجانسين من الحروف.
- باب الضاد والظاء: حتى لا يلتبس على قارئ القرآن التفريق بين حرفي الضاد والظاء، فقد أورد ابن الجزري ذلك؛ متحدثًا عن الضاد إذا جاء بعدها تاء أو طاء أو ظاء.
- باب النون والميم المشددتين والساكنتين: قام ابن الجزري بتفسير أحكام الإخفاء والإظهار، والإقلاب والإدغام، والغنة والشدة، والتي تتمحور حول الحرفين ميم ونون.
- باب أحكام المد: ذكر فيه أنواع المدود، والمراتب الخاصة بها، وبلغ عدد أبيات هذا الباب أربعة.
- باب الوقف والابتداء: قام ابن الجزري بتفسير فروع الوقف والابتداء فيه، بالإضافة إلى ذكر الحكم في كل قسم.
- باب المقطوع والموصول في الرسم: أورد الكلمات التي تكتب مقطوعة بشكل مؤكد، والحروف أو الكلمات التي ترد موصولة، وأوضح مواضع الكتابة في القرآن الكريم.
- باب هاءات التأنيث: قام ابن الجزري بحصر الهاء والتاء المربوطة أو المبسوطة في مواضع آيات القرآن الكريم.
- باب الابتداء بهمزة الوصل: أوضح الناظم فيه أحكام همزة الوصل حال الابتداء بها، سواء أكان في الأسماء أو الأفعال أو الحروف، وأورد أمثلة سبعة للاسم.
- باب الوقف في أواخر الكلم: أوضح ابن الجزري في هذا الباب كيفية الوقوف على الكلمة في آيات القرآن الكريم، ومتى يكون الوقوف سكنًا محضًا أو غيرها من الحالات.
خاتمة مقدمة القصيدة الجزرية
في خاتمة متن الجزرية ذكر ابن الجزري أسمى المعاني والإرشادات المقدمة بمثابة هدية لقارئ القرآن الكريم، واختتمها كما ابتدأ بالحمد والصلاة على النبي، هي أربعة أبيات من البيت رقم 106 إلى البيت رقم 109، قال فيها:
وقد تقضَّى نظميَ المقدِّمة مني لقارئ القرآن تقدمه
(والحمد لله) لها ختامُ ثم الصلاة بعدُ والسلامُ
على النبي المصطفى وآلِه وصحبه وتابعي منوالِه
أبياتها قافٌ وزايٌ في العدد مَن يُحسِن التجويد يَظفَر بالرشد
نبذة عن الناظم ابن الجزري
الإمام الحافظ اين الجزري الشافعي هو الذي بلغ الذروة في علم التجويد فأخرج لنا هذا المتن المتقنن والذي يستند إلى علمه الكبير بالقراءات، والذي أنعم الله -عز وجل- به عليه، ولم يقتصر علمه على التجويد فقط، بل كان عالمًا في جميع علوم الشريعة من فقه وحديث وتوحيد وغيرها، بالإضافة إلى علوم اللغة العربية كلها.
- ولد ابن الجزري في الخامس والعشرين من شهر رمضان عام 751هـ، وتوفي في الخامس من ربيع الأول عام 883هـ.
- كان عالمًا كبيرًا وقارئًا للقرآن الكريم، ومرتحلًا بين الكثير من البلدان لنشر العلم.
- وله معرفة واسعة بروايات القرّاء والدرجات والطبقات، وله مصنف في طبقات القراء بسفرين.
- كان عالمًا دقيقًا في سماعه وعلمه، ويقظًا دائمًا لكيلا يقع في خطأ، فكان واسع الاطلاع، وناقدًا للروايات الخاطئة.
- فكان يعطي لكلّ حقه، ويتسم بالحزم وقوة البصيرة والجرأة، وأجاد جميع العلوم القرآنية.
شروحات العلماء للقصيدة الجزرية
أورد الكثير من العلماء شروحات لمتن الجزرية، حتى تجاوز عددها 50 شرحًا، فالتفصيلات الهامة التي تضمنتها في هذا العلم، أوجبت الشرح بمختلف الطرق الملائمة لمستويات الدارسين وأعمارهم، فمنها المبسط والمعقد، وهو ما يدل على الأهمية الكبرى في دراستها لتعلم التجويد وبعض علوم اللغة العربية، ومن شروحات العلماء الموثوقة والبارزة للقصيدة الجزرية ما يلي:
- كتاب الحواشي المفهمة لشرح المقدمة: الشارح فيه هو ابن الناظم أبي بكر أحمد بن محمد الجوزي، والذي توفي عام 859 هجريًا.
- كتاب الدقائق المحكمة في شرح المقدمة: الشارح فيه هو العالم شيخ الإسلام زكريا بن محمد بن أحمد الأنصاري الشافعي، والذي توفي سنة 926 هجريًا.
- كتاب المنح الفكرية في شرح المقدمة الجزرية: شارح الجزرية به هو الفقيه العالم ملا بن علي سلطان محمد القاري، والذي توفي في عام 1014 هجريًا.
بهذا نكون ملمّين بـ تعريف القصيدة الجزرية وموضوعاتها وأبرز المعلومات الهامة حولها، راجين لكم دوام النفع والتزود بالعلم الشرعي.
