ابحث عن أي موضوع يهمك
إن الكرم والعدل والرحمة والصدق من أهم الصفات التي أمرنا الله تعالى بالتحلي بها، وهي من مكارم الأخلاق، وتعتبر من الصفات الفطرية التي جعلها الله سبحانه في تكوين الإنسان، كما وأنها من الصفات المكتسبة التي تلتصق به حين يتمسك بها وكأنه خلق بها، وقد تحدث النص عن أربع صفات فقط هي الكرم والعدل والرحمة والصدق فهي (عبارة صحيحة).
وقد منح الدين الإسلامي الأخلاق الحميدة اهتمامًا بالغًا، وحينما نقرأ آيات القرآن نجد أن الأخلاق تنبثق من بين طياته، كما وأثنى الله تعالى على نبيه الكريم صلوات الله عليه وسلامه بسورة القلم لحسن خلقه، والتي قال فيها بالآية 4 (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، وهو ما يدل على مدى أهمية صفة الأخلاق، والتي لا بد وأن تكون في جميع تعاملاتنا مع من حولنا.
الأخلاق يقصد بها مجموعة التصرفات والسلوكيات والأفعال والأقوال النابعة عن ذات الإنسان وقناعته وضميره، حيث إن الشر والخير داخل الإنسان يكونان في صراع دائم، وعندما يغلب الخير الشر وينتصر عليه يكون الشخص حينها صاحب خلق عظيم، وبالتربية الصالحة يكتسب الإنسان جزءًا من الأخلاق والاعتياد على سلوك ذوي الأخلاق الحميدة والاقتداء بهم، ويقع اكتساب الإنسان لذلك الجزء على عاتق والديه ومعلميه ومجتمعه.
وتعتبر مكارم الأخلاق أفضل درجات الخلق، حيث إن الأمانة خلق كريم، والصدق، والعدل، والرحمة، وغيرها، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه الصادق الأمين، كما وقال عليه أفضل الصلاة والسلام (إنمّا بُعثت لأُتمّم صالح الأخلاق).
الصدق هو نقيض الكذب، ويقصد به الإخبار بالشيء أو الأمر ووصفه مثلما هو دون تغير به، وقد عرف كذلك بأنه القول المطابق لما بالضمير، وللشيء المُخبر عنه، ويعتبر الصدق في الإسلام من الأخلاق المحمودة الحسنة التي دعا إليها الله تعالى ورسوله الكريم، بل ويعد من أفضل الصفات التي قد يتحلى بها المرء على الإطلاق، لكونه أحد الركائز والدعائم التي تساعد على استقامة حياة الأفراد والمجتمعات، وصلاح جميع العلاقات بين الأفراد، ويتبين فضل الصدق في الإسلام بالعديد من الأمور من بينها:
الكرم من أسمى وأجل العبادات التي يؤجر المسلم عليها، فضلًا عن أمور الإنفاق والبذل ومساعدة الغير، وهو ما يكون بالقيام به حسن ظن بالله جل وعلا، حيث إن أعطى المسلم وأنفق ولم يخش من الفقر فهو دليل على قوة إيمانه بالله الذي لا يتزعزع، وثقته في أن الله سبحانه سيخلفه عنه خيرًا، ولا شك أن المال الذي يملكه المسلم هو في الأصل أمانة من الله تعالى، وقد أمر المسلم بإنفاقه على النحو الذي يرضيه سبحانه، فإن انتهى ما بيد المسلم من مال فالله جل وعلا هو المعطي والرزاق، وعليه الإيمان أن ذلك المال سوق يعود ويرزقه الله بدلًا عنه.
والكرم يعني أن ينفق المسلم بالسر، بحيث لا تعلم يده اليمنى ما أنفقته يده اليسرى، أو الإعطاء في العلن دون أن تطلب نفسه الشهرة، ولكنه يرغب في نيل رضا الله سبحانه، وقد وردت العديد من الآيات في القرآن الكريم الدالة على أهمية الكرم وفضله، ومنها:
الرحمة من الأخلاق الإسلامية المحمودة، التي حث دين الإسلام على الالتزام بها، وبما لها من مبادئ سامية، والرحمة خلق الأنبياء جميعًا عليهم السلام، وتعني فعل المرء للخير، وتقديمه إلى الآخرين، والرأفة بهم والإحسان إليهم، وقد ورد الحديث عنها في الكثير من المواضع بالقرآن الكريم، والتي بلغت حوالي 268 موضعًا، مثل قول الله تعالى في سورة البقرة الآية 37 (إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)، ومصطلح الرحمة في القرآن الكريم له العديد من التفسيرات والمعاني، ومنها:
العدل من الأمور الضرورية التي تستقيم بها حياة الناس، ومن خلال إرساء العدل يسود الأمن بالنفوس والمجتمعات والأوطان، ولمدى ما له من أهمية عظيمة ورد الأمر به في الكثير من النصوص القرآنية والآيات الكريمة، كما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم بالعديد من الأحاديث النبوية الشريفة، ومن ذلك ما يلي: