يميل محور كوكب الأرض عند دورانه حول الشمس بزاوية تقدر بـ 23.4 درجة، يعد هذا السبب الرئيسي وراء حدوث الفصول الأربعة.
لأن كوكب الأرض عند دورانه حول الشمس دورة كاملة فهو يستغرق 365 يوم، مما ينتج عنه الفصول الأربعة وهم الربيع والصيف والخريف والشتاء.
يجب العلم أن كل فصل من فصول السنة الأربعة يختلف عن غيره من حيث المظاهر والتغييرات الجوية.
يجب التنويه أن الكرة الأرضية لا تمر بنفس الفصل في جميع أجزائه حيث عند حلول فصل الشتاء في نصف الكرة الجنوبي يكون فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي.
أما بالنسبة لدوران الأرض حول الشمس فينتج عنها حدوث الفصول الأربعة بينما عند دوران الأرض حول نفسه يحدث تعاقب كل من الليل والنهار.
فصول السنة الأربعة
قديما عند العرب كانوا يقومون بتقسيم فصول السنة إلى حوالى ستة أزمنة وهما شهرين لفصل الربيع وشهرين لفصل الصيف وشهرين لفضل الشتاء بالإضافة إلى شهرين لفصل الخريف، ولكن هناك العديد من الدراسات والأبحاث التي أثبتت أن السنة يحدث فيها أربعة فصول فقط وليست ستة.
كيفية حدوث فصول السنة الأربعة
تدور الأرض حول الشمس في خلال 365 يوم ولهذا يحدث تعاقب فصول السنة الأربعة، ولكن يجب التنويه أن الأرض لا تدور فقط حول الشمس بل هي تدور حول محورها خلال 24 ساعة .
مع العلم أن الكرة الأرضية تنقسم إلى قسمين أساسين وهما القسم الجنوبي والقسم الشمالي ويفصل بينهم خط الاستواء، لهذا عندما تقوم الأرض بالدوران حول الشمس فيحدث اختلاف وتغيير مستمر لزوايا أشعة الشمس التي تتساقط على الكرة الأرضية مما يتسبب في فصول السنة الأربعة.
وهناك عوامل أساسية لحدوث فصول السنة الأربعة وهما زوايا سقوط أشعة الشمس واختلاف كمية الحرارة الواصلة للكرة الأرضية ولهذا تحدث فصول السنة الأربعة وسوف نقوم بذكر جميع المعلومات التي تتعلق بالفصول خلال السطور التالية:
الاعتدال الربيعي
يحدث الاعتدال الربيعي أو كما يطلق عليه فصل الربيع في اليوم الواحد والعشرين من شهر مارس حتى اليوم العشرين من شهر يونيو.
وتمتاز تلك الفترة أن أشعة الشمس تسقط بصورة عامودية على خط الاستواء مما ينتج عنه تساوي درجات الحرارة في كل من النصفين الشمالي والجنوبي لهذا يكون فصل الخريف في القسم الجنوبي وحلول فصل الربيع في القسم الشمالي.
يتساوى فترة الليل مع النهار في جميع الكرة الأرضية خلال فترة الاعتدال الربيعي بسبب تناقص أشعة الشمس المتجهة على القطبين.
الانقلاب الصيفي
يبدأ الانقلاب الصيفي في اليوم الواحد والعشرين من شهر يونيو ويمتد حتى يوم العشرين من شهر سبتمبر.
تمتاز تلك الفترة أن زوايا سقوط أشعة الشمس تكون على مدار السرطان عمودية مما يتسبب في اتجاه كمية كبيرة جدا من أشعة الشمس في القسم الشمالي فيحدث فصل الصيف.
أما بالنسبة إلى جهة الشمال تتناقص بصورة كبيرة أشعة الشمس التي تصل إلى تلك الجهة مما يتسبب في طول فترة الليل وقصر النهار في قسم الكرة الجنوبي بينما يقصر فترة الليل وتطول مدة النهار في نصف الكرة الشمالي.
الاعتدال الخريفي
يبدأ الاعتدال الخريفي في اليوم الثاني والعشرين من شهر سبتمبر حتى يوم العشرين من شهر نوفمبر.
يمتاز الاعتدال الخريفي أن أشعة الشمس تكون عامودية مرة أخرى على خط الاستواء ولهذا يصل إلى خط الاستواء كمية كبيرة من أشعة الشمس، فينتج عن ذلك حلول فصل الخريف في القسم الشمالي ولكن يحل فصل الربيع في القسم الجنوبي بحيث يحدث تساوي في فترة الليل والنهار.
أما بالنسبة إلى زوايا سقوط أشعة اشمس عند القطبين تكون قليلة جدا، بالإضافة إلى حدوث اعتدال خريفي في المناطق المدارية وتكون فيها درجات الحرارة متساوية في كل من القسمين، ولكن الشمس تسقط بصورة عامودية على خط الاستواء.
الانقلاب الشتوي
يبدأ الانقلاب الشتوي من اليوم الواحد والعشرين من شهر نوفمبر ويمتد حتى يوم العشرين من شهر مارس.
يحدث خلال الانقلاب الشتوي أن أشعة الشمس تكون عمودية على مدار الجدي حيث يصل إلى النصف الجنوبي كمية كبيرة من أشعة الشمس مقارنة بالكمية التي تصل إلى النصف الشمالي مما ينتج عنه امتداد فترة الليل واقصر فترة النهار في نصف الكرة الشمالي.
أما بالنسبة إلى نصف الكرة الجنوبي تمتد فترة النهار وتقصر فترة الليل ولهذا يمكن القول إن فصل الشتاء يحل على النصف الشمالي بينما في النصف الجنوبي يكون فصل الصيف.
أخيرا يمكن القول إن فصول السنة الأربعة هي السبب الرئيسي وراء انقلاب الطقس وحدوث تغييرات مناخية كبيرة في دول العالم .
اهمية تعاقب الفصول الأربعة
بعد أن قمنا بذكر جميع المعلومات التي تتعلق بالفصول الأربعة سوف نقوم بذكر أهمية تعاقب الفصول الأربعة على الأرض ومدى تأثيرها على الإنسان خلال السطور التالية:
عند اقتراب موسم الشتاء يتحول الطقس ويشعر الإنسان بالبرودة، وبجانب تغيير شكل الأرض إلا أن مزاج والحالة النفسية للإنسان تتغير بصورة كبيرة.
فهناك العديد من الأبحاث العلمية التي تدل على أن اختلاف الفصول يمكن أن يزيد من معدل الانتحار في فصل الصيف، مقارنة مع الزيادة الملحوظة في عدد المواليد في فصلي الربيع والصيف.
وأثبتت الدراسات العلمية أن الإنسان يكون عرضة للإصابة بالاكتئاب في فصلي الخريف والشتاء حيث يعاني العديد من الأفراد خلال تلك الفصول من اضطراب عاطفي موسمي.
توجد دراسة في عام 2001 أثبتت أن معظم الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب القلق الاجتماعي يفروزن هرمون الميلاتونين، بصورة كبيرة خلال الشتاء أكثر من الصيف لذلك يستمرون في الاستيقاظ طوال الليل.
لا يعاني الإنسان بشدة من تعاقب الفصول فعند حلول فصل الشتاء يمكن أن يرتدي معطف ثقيل ولكن النباتات والحيوانات لا تتمكن من تعديل خصائصها بصورة سريعة ولكنها تتطور بصورة مستمرة حتى تنجو من جميع التغييرات الجوية التي تحدث كنتيجة لدروان الأرض حول الشمس.
في فصل الربيع تنمو جميع النباتات لأن الطقس أحيانا يكون دافي وأحيانا يصبح أكثر رطوبة، وتستيقظ معظم الحيوانات من فترة البيات الشتوي حتى تنطلق مرة أخرى في الطبيعة بحثا عن الغذاء والماء.
أما بالنسبة لفصل الصيف يحدث ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، ولكن أحيانا يمكن أن يحدث ارتفاع بصورة شديدة يوثر بطريقة سلبية على الحيوانات والنباتات فأكبر مثال لذلك في عام 2003 ارتفاع درجة الحرارة بصورة كبيرة جدا أدى إلى وفاة ما يقارب من 30 ألف شخص.
ولكن عند حلول فصل الخريف تنخفض درجات الحرارة مرة أخرى ويدخل كل من النباتات والحيوانات في فترة السبات مرة أخرى فتعمل الحيوانات على تخزين الطعام أو الهجرة إلى أماكن جديدة.
وأخيرا في فصل الشتاء تنخفض درجات الحرارة بصورة ملحوظة، فهناك بعض الأماكن التي تتعرض للجليد وهناك أماكن أخرى تتساقط فيها الأمطار فقط، ولكن الحيوانات هنا تبحث عن وسائل مختلفة حتى تحصل على الدفء.
