أصبحت عملية تحويل المسار المصغر بعد التكميم محط اهتمام العديد من الأشخاص المصابين بالسمنة في الآونة الأخيرة، ذلك لكونها من العمليات المساهمة في إنقاص الوزن بفاعلية وفي علاج بعض الأمراض المرتبطة بالسمنة، ففيما يلي سوف نذكر لكم تجارب البعض مع هذه العملية:
التجربة الأولى
يقول أحد الأشخاص من الرجال أنه تعرض منذ 4 سنوات لحادث سيارة شديد.
حيث تسبب في جعله قعيدًا في المنزل لمدة عام نتيجة لإصابته بالكسر في مفصل الفخذ إلى جانب تآكل بعض الغضاريف لديه.
لكنه عزم على التعافي والاستمرار في العلاج، وبالفعل تمكن من المشي مرة أخرى بعد فترة، إلا أن الأمر لم يكن مثلما توقع.
فلقد لاحظ أنه غير قادر على التحرك بشكل طبيعي وكما كان بسبب زيادة وزنه ووصوله إلى 200 كيلو جرام.
فحاول أن يتبع حمية غذائية صحية ولكنه لم يفقد سوى 5 كيلو جرامات وفي عدة شهور لعدم قدرته على ممارسة التمارين الرياضية مع هذه الحمية.
ففكر كثيرًا في إيجاد الحل المناسب وبالأخص بعدما نصحه طبيب العظام بأن يقلل الحمل على مفاصله وغضاريفه لكيلا تحدث المضاعفات فوجد الحل في الخضوع لعملية تحويل المسار المصغر بعد التكميم.
ولقد عقبّ على نتائج هذه العملية قائلًا بأنه لم يعد لديه شراهة للطعام بعدها، حيث أصبح يتناول الكميات الصغيرة من الطعام نتيجة لتسبب العملية في تصغير حجم معدته، وهو ما ساعده على خسارة الكثير من وزنه والقدرة على المشي على قدميه بشكل أحسن مما سبق.
التجربة الثانية
تروى امرأة في منتصف الثلاثينات من عمرها أنها عانت من السمنة المُفرطة بسبب عدم اتباعها لأي نظام غذائي صحي طوال فترة حياتها.
إذ أدى الأمر إلى زيادة الضغط على مفاصلها وشعورها بالألم الشديد لا سيما عند الحركة البسيطة.
لذا قررت الذهاب إلى الطبيب لفحص حالتها ومؤشر كتلة الجسم لديها، وإخبارها ما إذا كانت هناك عملية جراحية مناسبة لحالتها من عمليات السمنة أم لا.
فنصحها بأن تجري عملية تحويل المسار المصغر بعد التكميم، ووافقت على إجرائها.
لكنها ذكرت بأن تجربتها لم تكن سهلة مطلقًا.
حيث إن الاستيقاظ من العملية بالنسبة لها كان أمرًا شاقًا، كما كانت الأيام الأولى مؤلمة.
ولكن بعد مرور أسبوعين تحسنت حالتها ومن هنا بدأت التحديات.
فلقد انتباها في البداية الشعور بالميل نحو تناول الأطعمة التي اعتادها، إلا أنها حكمتها عقلها وأدركت أن نجاح العملية يكمن في التكيف مع التغيرات التي طرأت على معدتها.
وبالفعل اتجهت إلى التغيير من طريقة تغذيتها، وبعد مرور 9 أشهر تمكنت من خسارة الكثير من الوزن وأصبح جسدها وكما وصفته يركض دون أن تشعر كالحمام.
تحويل المسار المصغر للمعدة
إليكم في النقاط التالية تفصيل إجراء عملية تحويل المسار المصغر للمعدة:
يقوم الطبيب بقص جزء صغير من المعدة وبالتحديد الجزء الذي يحتوي على الهرمونات المؤثرة على صحة البنكرياس بالسلب لا سيما هرمون الجوع.
ثم يعزل هذا الجزء ويجعله متصلًا بالمريء لكيلا يمر الطعام فيه وليتحسن أداء البنكرياس، ويتم السيطرة على مرض السكري.
ويتجه بعد ذلك إلى توصيل الجزء الأكبر المتبقي من المعدة بالأمعاء الدقيقة على بعد ما يقارب من 2 متر، مما يؤدي إلى سوء امتصاص الطعام وجعل المريض قادرًا على تناول ما يحلو له دون اكتساب المزيد من الوزن أو ارتفاع مستويات السكر لديه.
فهذه العملية الغرض الأساسي منها تقليل حجم المعدة، وهي تتم بواسطة عمل جيب صغير في جدار المعدة بالمنظار وبالقرب من عضلة المريء العاصرة ويتجاوز هذا الجيب 2 متر من الأمعاء الدقيقة كما أسلفنًا ذكرًا.
فوائد تحويل المسار المصغر
لعملية تحويل المسار المصغر بعد التكميم فوائد عديدة مقارنةً بعملية قص المعدة العادية حيث إنها تتجلى في الآتي:
تستغرق وقت قليل حيث يقدر بنحو 50 دقيقة.
الخطر المحتمل عنها نسبته أقل بكثير من نسبة الخطر المحتمل عن عملية قص المعدة العادية بسبب إجرائها بالمنظار.
تساهم في تقليل كمية الطعام وكمية السعرات الحرارية.
تعزز أداء الأمعاء وتجعلها تفرز الهرمونات المساهمة في إفراز هرمون الإنسولين.
تقلل الوزن بفاعلية مقارنةً بعملية تكميم المعدة.
يمكن عقب الخضوع لها أن ترجع المعدة لحجمها الطبيعي.
تلائم الأشخاص الذين يكون مؤشر الكتلة لديهم متزايدًا.
خسارة الوزن في السنوات الأولى من الخضوع لها تكون بنسبة 70%.
عيوب تحويل المسار المصغر
هناك مجموعة من الأضرار من الممكن أن تنتج عن عملية تحويل المسار المصغر، ففيما يلي سوف نذكرها لكم بالتفصيل:
الإصابة بمشكلة الارتجاع المريئي.
ارتداد السائل الأصفر.
عدم القدرة على تقبل المعدة لبعض أنواع الطعام.
افتقار الجسم للحصول على الفيتامينات والمعادن الأساسية.
الحاجة إلى تناول الفيتامينات طول الوقت ولمدى الحياة.
إصابة النساء في مرحلة الإنجاب بمشكلة فقر الدم.
احتمالية التعرض لسوء التغذية.
المعاناة من متلازمة الإغراق.
عمل فحوصات الدم بشكل دوري.
قد تحدث بعض المضاعفات ولكن في الحالات النادرة مثل القرحة الهضمية، أو الجلطات الدموية الوريدية، أو الجفاف، أو حصى المرارة أو فتق الجرح.
التغذية بعد عملية تحويل المسار المصغر
إن توصيات التغذية عقب الخضوع لعملية تحويل مسار المعدة تختلف وفقًا لكل حالة، ولكنها بصفة عامة تشمل النصائح الآتية:
تناول الطعام والشراب ببطء
عندما يتناول المريض الطعام ببطء وكذلك المشروبات فإنه يتفادى الإصابة بمتلازمة الإغراق.
حيث إن هذه المتلازمة تنتج عن الدخول السريع للطعام والسوائل وبكميات كبيرة للأمعاء الدقيقة.
وتؤدي إلى الإصابة بالغثيان والقيء والإسهال وغيرها من المشكلات المزعجة.
لذا لا بد وأن يحرص على استغراق ما يعادل 30 دقيقة لتناول الوجبة الغذائية أو أي مشروب.
تقليل كمية الوجبات
من الضروري جعل كمية الوجبات الغذائية الرئيسية بعد عملية تحويل المسار المصغر أقل من المعتاد.
حيث يفضل بدلًا من تناول 3 وجبات كبيرة أن يتم تناول 6 وجبات.
وبعد التأقلم على التغييرات الجسدية من الممكن جعلهم 4 وجبات ثم في النهاية اتباع النظام الغذائي المعتاد والذي يشمل 3 وجبات يوميًا.
شرب السوائل بين الوجبات
لا يكون الجفاف في مصلحة من خضع لعملية تحويل المسار بعد التكميم مطلقًا.
لذلك فإنه ينبغي أن يشرب ما يعادل 8 أكواب من الماء يوميًا.
ويجب العلم بأنه لا يحبذ تناول السوائل بالقرب من موعد تناول الوجبة لكيلا يتم الشعور بالشبع المفرط وعدم تناول الكمية الكافية من الطعام والحصول على المغذيات.
مضغ الطعام جيدًا
تعد الفتحة التي تنطلق من المعدة بفعل عملية تحويل المسار إلى الأمعاء الدقيقة في غاية الضيق.
حيث من الممكن أن تتعرض للانسداد بسهولة عند تناول قطع كبيرة من الطعام.
لهذا ينصح المرضى وللوقاية من انسدادها أن يقوموا بمضغ الطعام جيدًا إلى جانب الحصول على قضمات صغيرة منه لتسهيل هرسه وبلعه.
التركيز على تناول البروتينات
تلعب الأطعمة البروتينية دورًا هامًا في تعزيز شفاء المعدة والأمعاء عقب عملية تحويل المسار المصغر.
فمن الضروري الإكثار من تناولها وتضمينها في النظام الغذائي.
علمًا بأنه يجب تفادي تناول الأطعمة السكرية أو الدهنية لأنها تصل بسهول للجهاز الهضمي وتسبب هي الأخرى الإصابة بمتلازمة الإغراق.
تناول المكملات الغذائية
بعد الجراحة يصبح الجسم غير قادر على امتصاص العناصر الغذائية من الطعام بشكل كافٍ.
لذلك نجد الأطباء ينصحون المرضى بتناول المكملات الغذائية.
فهي يوجد بها العديد من الفيتامينات والمعادن المعززة للصحة الجسدية.
ويُجدر بالإشارة إلى أن الحصول على هذه المكملات سيكون طوال حياة المريض وليس لفترة محددة.
هل يرجع الوزن بعد تحويل المسار
من الممكن أن يرجع الوزن بسهولة ويزداد بعد عملية تحويل المسار المصغر، ولكن هذا لا يحدث إلا عندما يتبع المريض العادات الغذائية القديمة والسيئة، أو يتناول الطعام بكميات كبيرة وبشكل خاطئ مما يترتب عليه تمدد المعدة وكبر حجمها مرة أخرى ومن ثم اكتساب الوزن الذي تم فقدانه.
تصحيح عملية التكميم
هناك العديد من الأبحاث التي أشارت إلى أن بعدما يمر حوالي عامين من إجراء عملية التكميم سواء بالجراحة الكاملة أو بالمنظار، قد يتعرض الإنسان الذي قام بإجراء هذه العملية للإصابة بتضاعف حجم المعدة مرة أخرى، أي من الممكن أن يصاب بتوسع حجم المعدة.
وذلك نظراً لكون المريض يبدأ في تناول المزيد من الطعام بعد مرور فترة من الوقت بعدما يقوم بإجراء العملية وهذا يتم بعد مرور فترة من الوقت.
وهنا يكون هذا المريض بحاجه إلى أن يقوم بعملية أخرى تقوم بتصحيح عملية التكميم تُسمى هذه العملية بعملية تصحيح التكميم، ويتم فيها تحويل عملية التكميم إلى عملية تحويل مسار للمعدة بالكامل.
ويعتبر هذا التحويل فعال للغاية وبالتحديد لهؤلاء الأشخاص الذين يعانون من أي من عناصر الارتجاع المريء التي تصيب غالبية الأشخاص الذين أجروا هذه العملية، فبعيداً عن فوائد عملية تصحيح التكميم في أن تقوم بمساعدة الشخص في أن يخسر المزيد من الوزن فهي أيضا تكون فعالة للغاية في علاج أعراض الارتجاع لدى الإنسان.
نصائح ما بعد عملية تحويل المسار المصغر
هناك مجموعة من الإرشادات التي يقوم الطبيب المعالج بنصح الشخص الذي يجري عملية تحويل المصغر بضرورة أن يتبعها، وتكون تلك النصائح والإرشادات من أجل أن يحصل المريض على أفضل نتيجة ممكن من هذه العملية دون أن يتعرض لأي أضرار، تبلغ أبرز وأهم هذه النصائح في الأسطر التالية:
ينصح الطبيب الأشخاص الذين يجرون مثل هذا النوع من العمليات بإن يهتمون بالراحة في الفترة التابعة للعملية لمدة لا تقل عن 10 أيام، حيث أنه يفضل في هذه الفترة ألا يقوموا نهائياً بأي من المجهودات الشاقة، فيجب أن يظلوا في راحة ولا يتحركون إلا للمشي الخفيف فقط.
كما أنه على هؤلاء الأشخاص بإن يقوموا بضرورة الالتزام بالنظام الغذائي الذي يقوم الطبيب المعالج بتحديده لهم، والذي غالباً ما سوف يكون في الفترة الأولى عبارة عن تناول المشروبات السائلة فقط لمدة تصل إلى أسبوعين بعد إجراء هذه العملية.
وبعد مرور تلك الأسبوعين يبدأ المريض في أن يقوم بتناول الأطعمة الخفيفة اللينة تماماً وعليه بإن يقوم بمضغ هذه الأطعمة اللينة جيداً، كما ينصح الطبيب الأشخاص الذين يجرون مثل هذا النوع من العمليات بضرورة أن يتناولوا المكملات الغذائية المليئة بالفيتامينات والمعادن بصفة مستمرة ومواظبة.
وكذلك بضرورة أن يقوموا بممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة ولكن بعد مرور عدة أشهر من العملية وكذلك الاهتمام بتناول السوائل بقدر كافِ للغاية حتى يتجنب الشخص في أن يتعرض للجفاف، وكذلك تجنب تناول الأطعمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، ومحاولة تقسيم الوجبة الواحدة إلى عدة لقيمات.
أسئلة شائعة
هل تتوسع المعده بعد عملية تحويل المسار؟
لا توجد أي دراسة تشير إلى مدى ثبوت النسبة التي تتوسع بها المعدة في عملية تحويل المسار مقارنة بتوسعها بعد إجراء عملية التكميم، فهناك بحوث طبية أشارت إلى أن المعدة في عملية تكميم المعدة تكون ثابته نوعاً ما مقارنة بعملية تحويل المسار، ولكن هناك مجموعة من الدراسات التي نفت هذا الأمر مؤكدة على أن عملية تحويل المسار لا يتغير فيها حجم المعدة نهائياً بعد مرور السنوات.
كم نسبة نزول الوزن بعد عملية تحويل المسار؟
بعد مرور ثلاث أشهر من إجراء عملية تحويل المسار يكون الشخص الذي قام بإجراء هذه العملية قد فقد حوالي 30% من الوزن الزائد لديه، وبعد مرور 6 أشهر من العملية يكون قد تمكن من فقد 50% من الوزن الزائد الخاص به، وبعد مرور سنة يكون قد تمكن من فقد 70% من الوزن الذي كان يرغب في التخلص منه، وبعد مرور 6 أشهر قد يكون وصل للوزن المثالي الذي يرغب في الوصول إليه.