ابحث عن أي موضوع يهمك
إن تجربة زراعة الشعير المستنبت تعتبر من التجارب الجديدة التي يتمثل الهدف منها في زيادة الإنتاجية وتعزيزها مع محاولة التقليل من التأثير السلبي الذي قد يلحق بالبيئة، وهذه التجربة لا تتوقف فقط على الصعيد الشخصي، ولكن الوزارات الزراعة والدول المختلفة بدأت في اتخاذها كمروع رئيسي، وبالرغم من مدى كون تجربة الشعير المستنبت من التجارب القديمة والتي كان الهدف منها يعود لاستخدامه كطعام وعلف للثروة السمكية والحيوانات، ولكن تطبيق تلك التجربة من الأمور الحديثة إلى حد ما بالدول العربية، وقد قان أشخاص عدة بالبدء في هذه التجربة وعرض النتائج التي لاحظوها لإيضاح ما إذا كان الأمر يساعد على توفير المساحة الزراعية والماء، ورفع الكفاءة الإنتاجية، وبالفعل قام شخص سعودية بالتحدث عن تجربته للشعير المستنبت والتي قال بها:
إنني أمنح تجربة الشعير المستنبت تقييم إيجابي لما توفره تلك الفكرة من الإنتاجية والمياه المستخدمة، وقد بدأت التجربة بخميس مشيط في المملكة العربية السعودية، وهي فكرة ليست حديثة، بل كانت موجودة منذ القدم في الصين وأوروبا، ولكن تطبيقها في الدول العربية هو الحديث، وقد بدأت تطبيق تجربتي من خلال وضع الشعير الطبيعي في الماء لمدة أربع وعشرين ساعة، ثم أحضرت الصحون البلاستيكية، وأحدثت بها أخرامًا من الأسفل، ثم نشرت الشعير في هذه الصحون، وقد تطلب الأمر ما بين ستة أيام إلى سبعة أيام، ولكن في الواقع لم يصل لدي إلى المرحلة المطلوبة إلى بعد مرور اثني عشر يومًا، وبالطبع ذلك الشعير يتم إطعامه للأغنام والحيوانات، وقد جففته وكان طعام مناسب وطيب للأغنام، وكان إنتاجه ممتازاً بفضل الله.
في عام 2016 ميلادية أكد شاب مغربي أنه قام بتجربة استنبات الشعير، وبالفعل وجد أن تجربته نجحت بإطعام ما يربيه من دجاج وحيوانات، وقد حصل من خلاله على توفير أكبر ونتائج غذائية أعلى، وقد تحدثت عن تجربته في استنبات الشعير قائلًا أنه كان ينقعها لمدة اثنتي عشرة ساعة ثم يفرغها بصواني، ثم يطبق نظام رش الماء كل ست ساعات، مع ضرورة توفير إضاءة ليلية له عن طريق تسليط لمبة نيون عادية، وبالطابع يجب ألا يتعرض بشكل مباشر للشمس، ولكن إضاءتها بالنهار تكون كافية، وينتج الكيلو كمية تتراوح ما بين عشرة كيلو إلى خمسة عشر كيلو، وهو ما يوفر بروتين بنسبة عالية تزيد عن خمسة وعشرين بالمئة عن الشعير العادي، ولا يحتاج على أقصى حد لأكثر من سبعة أيام للحصول على المنتج.
يقصد بالشعير المستنبت الشعير المستخدم بصناعة البراعم من خلاله، حيث تزرع بذور الشعير بواسطة محلول معد لذلك، ودون الحاجة إلى الاعتماد على التربة، ثم تبدأ جذور الشعير في النضج بصورة طبيعية داخل ذلك المحلول، والشعير يقوم بالإنتاج حينها سواء كان مقشر أو غير مقشر، ويمكن التخلص من جميع قشور الشعير عبر تحريك البراعم في الماء، وهي خطوة هامة وضرورية لأن قشور الشعير لا تكون صالحة للأكل، وغالبًا ما تنبت حبوب الشعير خلال يومين أو ثلاثة أيام.
يتم الحصول من خلال تطبيق تجربة الشعير المستنبت على العديد من المزايا والفوائد خاصةً على المستوى الحيواني والمائي والزراعي، حيث يمتلك فوائد طبيعية كثيرة نتيجة لما يحتوي عليه من عناصر غذائية هامة تتنوع ما بين البروتينات، والأحماض الأمينية والفيتامينات والأملاح الضرورية، وسوف نعرض بالفقرة الآتية أهم فوائد الشعير المستنبت:
لم يتبين وجود أية أضرار للشعير المستنبت بالحالات الطبيعية عند تجربته على ما تغذى عليه من الحيوانات، ولكن يوجد حالة واحدة هي ما قد يتسبب فيها بأضرار وهي عند تعفنه، وهو ما ينتج عن زيادة السمك في طبقة البذرة عند زراعتها أكثر من اللازم، وهناك حالات أخرى قد يحدث عفن الشعير المستنبت بها وهي إهمال متابعة نموه، أو تعرضه للرطوبة أو الحرارة الشديدة، أو نقع بذوره بصورة مبالغ بها.
حدث خلاف في الرأي بين الخبراء فيما إذا كان يمكن للشعير المستنبت أن يغني عن استخدام الأعلاف للمواشي، حيث يرى البعض منهم أنه يغني بالفعل عن الأعلاف لتوفيره حوالي خمسين بالمئة من العلف الذي يتم تقديمه للحيوانات للتسمين، بالإضافة إلى ذلك فإن كل طن شعير جاف ينتج ما يتراوح بين ستة إلى ثمانية طن من الشعير المستنبت، فضلًا عما له من فوائد غذائية هائلة للحيوانات، في حين يرى البعض الآخر أن التنويع بين ما هو متاح من مصادر أمر ضروري إلى جانب تطبيق تجربة الشعير المستنبت.
من ميزات تجربة الشعير المستنبت أنها لا تتطلب لتنفيذها سوى لخطوات بسيطة والاعتماد على أدوات متاحة دون الحاجة ممن يطبقها إلى خبرة كبيرة، ولكن يوجد بعض النصائح التي يجب أن يتم تقديمها لمن يقدم على تنفيذ هذه التجربة، ومن أبرز هذه النصائح نذكر ما يلي: