إن الكرياتينين هو عبارة عن مركب مشتق من فوسفات الكرياتين ويعد جزءًا أساسيًا من عملية إنتاج الطاقة في الخلايا العضلية حيث يتم إنتاجه بشكل روتيني بمعدل ثابت إلى حد كبير من قبل الجسم وذلك باعتماده على كتلة العضلات وقد يكون لدى البعض نسبة كرياتينين مرتفعة والبعض الآخر منخفضة والبعض في معدل ثابت، فمتى يكون الارتفاع خطر على الصحة وما هي النسبة الطبيعية لوجوده في الجسم، كل هذا سنتاوله في هذا المقال عبر موقع مخزن.
إن مركبات الكرياتينين في الجسم تصنف على أنها فاقد بيولوجي يتشكل في العضلات ويتم التخلص منها عبر وظيفة الكلىحيث يتحرك الكرياتينين في مجرى الدم نحو الكلى، حيث يتم تصفية والتخلص منه عندما يتم إخراجه من الجسم عبر البول وعلى الرغم من أن الكرياتينين لا يؤدي دورًا حيويًا مباشرًا في الجسم، إلا أنه يساهم في تقييم فعالية وظيفة الكلى ويعتبر الكرياتينين مؤشرًا على أداء الكلى، حيث يعتبر ارتفاع أو انخفاض تركيزه في الدم مؤشرًا على أي اضطراب في وظيفة الكلى، نظرًا لأن الكلى هي المسؤولة الرئيسية عن تنقية الكرياتينين.
خلال تجربتي مع ارتفاع نسبة الكرياتنين أخبرني الطبيب أنه إذا بلغت مستويات الكرياتينين 2.0 ميلليجرام/ديسيلتر أو أكثر في الأطفال، أو 5.0 ميلليجرام/ديسيلتر أو أكثر في البالغين فهذا يشير إلى ضرورة اللجوء إلى علاج بواسطة جهاز غسيل الكلى (Kidney Dialysis) لإزالة النفايات من الدم كما إن التحليل العالي لنسبة الكرياتينين يشير إلى وجود خلل في وظيفة الكلى، مما يجعلها غير قادرة على تصفية النفايات والفضلات من الدم، بما في ذلك الكرياتينين وهذا التراكم يمكن أن يسبب مشاكل ومضاعفات خطيرة.
كذلك حينما تصل نسبة الكرياتينين في الدم إلى 5 ميلليجرام/ديسيلتر أو أكثر، فإن ذلك يعتبر خطيرًا، ونسبة تتراوح بين 8 و10 ميلليجرام/ديسيلتر تشير إلى حاجة فورية للعلاج بواسطة آلة غسيل الكل و يفضل الاتجاه إلى الطوارئ على الفور لتفادي أي مضاعفات قد تحدث.
نسبة الكرياتينين الطبيعية
مستوى الكرياتينين الطبيعي يتفاوت حسب العوامل الفسيولوجية والعمريةو تلك العوامل تلعب دورًا في تحديد الحدود الطبيعية لمستوى الكرياتينين في الدم وتساهم في تفسير الاختلافات بين الأفراد ومن هذا العوامل ما يلي:
الجنس: حيث نجد أنه لدى الرجال مستويات أعلى من الكرياتينين، نظرًا لتفوقهم في العضلات والهيكل العظمي على النساء، في النساء البالغات يكون المعدل الطبيعي تقريبًا بين 0.5-1.1 ميلليجرام/ديسيلتر.
التغذية: أظهرت الدراسات أن النباتيين يميلون إلى الحصول على مستويات منخفضة من الكرياتينين.
العمر: في الرجال البالغين، يتراوح المعدل الطبيعي للكرياتينين في الدم بين 0.6-1.2 ميلليجرام/ديسيلتر، ويمكن أن يكون لدى الشبان ذوي الهياكل العضلية المتطورة مستويات أعلى من الكرياتينين بينما قد تكون للمسنين مستويات أقل من الكرياتينين في الدم أما بالنسبة للأطفال الرضع نجد أن المستويات الطبيعية تبلغ حوالي 0.2 ميلليجرام/ديسيلتر أو أكثر، وذلك اعتمادًا على تطوير عضلاتهم.
سلامة الكلى :يتراوح المعدل الطبيعي لكرياتينين الدم ما بين 1.8-1.9 ميلليجرام/ديسيلتر للأشخاص ذوي الكلية الواحدة
أسباب ارتفاع نسبة الكرياتينين
يقال أن تركيز الكرياتينين يعتبر مرتفعًا عندما يتجاوز 1.1 ميلليجرام/ديسيلتر للإناث و 1.2 ميلليجرام/ديسيلتر للذكور ويشير ارتفاع مستويات الكرياتينين في الدم إلى وجود أمراض أو ظروف قد تؤثر على وظيفة الكلى، ويمكن أن تشمل ذلك:
الأضرار أو التورم في الأوعية الدموية الكلوية، كما في حالة التهاب كبيبات الكلى (Glomerulonephritis) الناتج عن العدوى أو أمراض المناعة الذاتية.
العدوى البكتيرية في الكلى، مثل التهاب الحويضة والتهاب الكلية (Pyelonephritis).
موت الخلايا في أنابيب الكلى الصغيرة، كما في مرض النخر الأنبوبي الحاد (Acute Tubular Necrosis) المصاحب لتناول المخدرات أو السموم.
أمراض البروستات، حصى الكلى (Kidney Stones)، أو أسباب أخرى تسبب انسداد المسالك البولية.
انخفاض تدفق الدم إلى الكلى بسبب الصدمة، مما يؤدي إلى الجفاف.
الأمراض المزمنة مثل فشل القلب الاحتقاني (Congestive Heart Failure)، أو تصلب الشرايين، أو مضاعفات السكري.
أحياناًأ يكون هناك أيضًا ارتفاع مؤقت في مستويات الكرياتينين نتيجة لإصابة العضلات وعادةً ما تكون أقل قليلاً أثناء الحمل
انخفاض مستويات الكرياتينين وأسبابه
إن مشكلة انخفاض مستويات الكرياتينين في الدم ليست أمرًا شائعًا، ولكنها أيضًا لا تستدعي القلق، حيث يمكن تفسيرها في سياق الظروف التي تؤدي إلى تناقص كتلة العضلات، إذ تقيم مستوى الكرياتينين في الجسم عادةً عبر اختبار تصفية الكرياتينين الذي يشمل تحليل مستويات الكرياتينين في البول على مدار 24 ساعة إلى جانب قياس مستويات الكرياتينين في الدم كما أنه من الممكن أن تكون أسباب انخفاض الكرياتينين مرتبطة بالفئات التالية:
كبار السن.
الرضع.
الأفراد الذين يعانون من سوء التغذية وفقدان الوزن الشديد.
المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة يصاحبها تقلص في كتلة العضلات.
اختبار الكرياتينين
يمكن الاعتماد على تحليل الكرياتينين في الدم أو البول لتقييم كفاءة عمل الكلى وعلى الرغم من أن مستويات الكرياتينين في البول عادةً ما تكون عشوائية وتفتقد إلى نطاق مرجعي معياري وذلك يتم استخدامها عادةً إلى جانب اختبارات أخرى لتحديد المستويات المرجعية لقياس المواد الأخرى في البول يشمل ذلك اختبار البيلة الألبيومينية الزهيدة وتحليل نسبة الميكرو ألبومين إلى الكرياتينين.
متى يجب إجراء اختبار كرياتينين
يجرى اختبار كرياتينين الدم لتقييم مستوى الكرياتينين في الجسم إذا كانت هناك أعراض تشير إلى أمراض الكلى، مثل:
التعب ومشاكل في النوم.
فقدان الشهية.
تغير في كمية البول أو عدد مرات التبول.
آلام في أسفل الظهر بالقرب من الكلى.
ارتفاع ضغط الدم.
الغثيان والقيء.
تورم في البطن، الكاحلين، الرسغين، الوجه.
علاج ارتفاع الكرياتينين
هناك بعض الطرق العلاجية التي يمكن أن تساعد في خفض نسبة الكرياتينين المرتفعة في الدم، وفيما يلي نطرحها عليكم:
تقليل استهلاك اللحوم الحمراء: أظهرت دراسة أجريت في عام 2014 أن تناول كميات كبيرة من البروتين الحيواني، خاصة اللحوم الحمراء، يرتبط بارتفاع مستويات الكرياتينين في الدم يعزو الباحثون ذلك إلى احتواء اللحوم الحمراء على نسبة عالية من الكرياتين، الذي يتحول إلى كرياتينين عند طهيه لذا، ينصح بتقليل استهلاكها لتجنب الإفراط.
زيادة تناول الألياف الغذائية: تعتبر الألياف الغذائية فعّالة ليس فقط في تعزيز صحة الجهاز الهضمي وضبط مستويات السكر في الدم، ولكن أيضًا في الحفاظ على توازن مستويات الكرياتينين وتجنب ارتفاعه أظهرت دراسة قديمة منذ 8 سنوات أن الألياف تلعب دورًا في خفض مستويات الكرياتينين لدى الأشخاص المصابين بأمراض كلوية مزمنة ويمكن العثور على الألياف في الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات والبذور.
التركيز على شرب المشروبات الصحية وتجنب مكملات الكرياتين: ينبغي الاهتمام بتناول كمية كافية من المشروبات الصحية، وخاصة الماء، على مدار اليوم، خصوصًا في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث يمكن أن يؤثر الجفاف سلبًا على صحة الكلى، مما يسهم في ارتفاع مستويات الكرياتينين في الدم، كما ينصح بتجنب تناول مكملات الكرياتين، خاصةً لدى الرياضيين مثل لاعبي كمال الأجسام، حيث يمكن أن يتحول الفائض من الكرياتين إلى كرياتينين، وذلك رغم أن الكتلة العضلية تحصل على الكمية الكافية من الكرياتين.\
نصائج لتجنب ارتفاع نسبة الكرياتينن
هناك بعض الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند الرغبة في تجب ارتفاع نسبة الكرياتنين في الجسم والتي تؤدي إلى أعراض خطيرة، حاولوا اتباع النصائح التالية وستجدون الفرق:
استخدام المكملات العشبية: في دراسة أجريت عام 2018 على مجموعة من الفئران وجد أن مستخلص نبات المريمية الحمراء يساهم في حمايتها من الإصابة بأنواع معينة من الفشل الكلوي وقد أكد باحثو الدراسة أن الوقاية من الفشل الكلوي تجعل الكلى قادرةً على معالجة الكرياتينين بفاعلية أكبر وطرده خارج الجسم.
تناول مكمل الكيتوزان: بالنسبة للحصول على مكمل الكيتوزان، فكشفت دراسة عام 2014 أن مكمل الكيتوزان، المستخدم أساسًا لفقدان الوزن، قلل بشكل كبير من مستويات الكرياتينين لدى الفئران المصابة بالفشل الكلوي ومع ذلك يفضل استشارة الطبيب قبل تناوله حيث إن هناك أدلة قليلة تدعم فعاليته في هذا السياق.
تحذير من استخدام مدرات البول:رغم قدرة مدرات البول على تحسين التخلص من السوائل الزائدة وتقليل التورم، إلا أن استهلاك جرعات عالية منها يمكن أن يسبب ارتفاع مستويات الكرياتنين في الدم، وخاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى لذلك نؤكد بشدة من ضرورة إبلاغ الطبيب عن الأدوية والقضايا الصحية التي قد تتداخل مع مدرات البول مع الالتزام الكامل بالجرعة المحددة منها.