هناك العديد من الدول حول العالم يوجد بها كميات كبيرة للغاية من النفط، وذلك باعتباره من المواد الأساسية في تنمية وتطور الحركة الاقتصادية، حيث إن الإنتاج العالمي منه يبلغ نحو 100 مليون برميل يتم إنتاجهم يوميًا، ومن الجدير بالذكر أنه بحلول فيروس كورنا تم انخفاض أسعار النفط، فعلى الرغم من هذا الانخفاض إلا أن معدل استهلاكه لم يتأثر بشكل كبير، ففي السطور التالية سوف نذكر لكم بحثًا شاملًا عنه لإبراز أهميته وكل ما يلزم.

ما هو النفط

صُنف النفط كأهم وأفضل بل وأثمن المصادر الأولية للطاقة، فما هو النفط، وهذا ما سنوضحه في النقاط التالية:

النفط أو ما يطلق عليه الذهب الأسود وفي بعض الأحيان الزيت الخام هو عبارة عن مادة سائلة تتسم بكونها لزجة ولها كثافة.
حيث يتراوح لونها بين اللون الأسود واللون الأخضر.
ومن الجدير بالذكر أنها مادة قابلة للاشتعال.
ويستخرج النفط بالعديد من الطرق ولكن الطريقة الشائعة هي من طبقات القشرة الأرضية العليا.
ولقد بينت الأبحاث العلمية أنه يدخل في تركيبه بعض المواد المتشكلة من الهيدروكربونات المعقدة، وكذلك يدخل في تركيبه الألكانات الكيميائية.
ومما يُجدر الإشارة إليه أن النفط سجل تراجع ملحوظ في أسعاره منذ 2015 إلى 2021 تقريبًا، ولقد أثر هذا الأمر على بعض الدول مثل فنزويلا من خلال ركود الاقتصاد لديها وعدم قدرتها على تغطية نفقاتها.

استخدامات النفط

تتجلى أهمية النقط والتي جعلته بمثابة محط الأنظار للعديد من الدول وقاموا بإنتاج الكميات الكبيرة منه في الأمور الآتية:

تعزيز المستوى الاقتصادي وبالأخص العالمي.
تنمية الاقتصاد المحلي والوطني.
يعد المصدر النظيف والنقي للطاقة، فهو صديق البيئة.
يدخل في استخدامات عديدة كالنقل والمواصلات.
يساهم في إتمام الصناعات البتروكيماوية.
يسهل تخزينه بالإضافة إلى سهولة نقله.
يساعد في عملية تحرك الطائرات.

أساليب البحث والتنقيب عن النفط

هناك مجموعة من الأساليب يتم الاعتماد عنها بشكل أساسي في عملية التنقيب والبحث عن النفط، فمن أبرزها:

التنقيب بواسطة تسجيل الآبار.
البحث الكهربائي.
الطريقة المغناطيسية.
المسح السيزمي بنوعيه وهما:
- المسح الاهتزازي.
- المسح الزلزالي.
المسح الجيولوجي لا سيما الطبقي.
طريقة الجاذبية.
الحفر الاستكشافي.
المسح الجيوفيزيائي.
الدراسات الجيوكيميائية.

مراحل استخراج النفط

تمر عملية استخراج النفط بالعديد من المراحل، ففي السطور التالية سوف نشير إليها بالتفصيل:

مرحلة الاستكشاف

يتجه علماء الجيولوجيا إلى التنبؤ والبحث عن مكان البترول حيث إن هذا الإجراء يعد الخطوة الأولى والهامة قبل استخراجه.
إذ يقومون بالاعتماد على عملية المسح الزلزالي للكشف عن الأماكن المناسبة لعمل خزانات للنفط وتخزينه فيه.
ففي هذه العملية يعملون على إحداث بعض التفجيرات أسفل طبقات الأرض إلى أن توفر لهم الاستجابة الزلزالية أبرز المعلومات عن البنية الجيولوجية للمكان المقصود.
ويجب العلم أنهم لا يلجأون للتنقيب أو الحفر إلا عقب تأكدهم ولو بنسبة قليلة للغاية من وجود البترول في المنطقة المستهدفة.
ومن الجدير بالذكر أنهم يستعينوا أيضًا بقياس الجاذبية الأرضية بالإضافة إلى قياس المغناطيسية.

مرحلة الحفر

عقب تحديد المنطقة التي يوجد بها النفط فإنه يتم الدخول في المرحلة التي تعد الأكثر صعوبة ألا وهي مرحلة الحفر.
حيث إنهم يحفرون الآبار بهدف استخلاص النفط من خلال عمل حفرة عميقة للغاية وطويلة بالاستعانة بأداة يطلق عليها منصة النفط وذلك في أعماق الأرض.
وبعدما يحفرون هذه الحفرة يقوموا بوضع فيها أنبوب من الفولاذ لكي يتم إتمام عملية استخراج النفط إلى جانب التحقق من تكاملية الحفرة الهيكلية.
ويُجدر بالإشارة إلى أن النفط يمر من خلال الأنبوب المثبت في قاع والمستقر في قاعدة وقاع البئر.
إذ إنه يتم وضع في قمة الحفرة شجرة كبيرة يطلق عليها شجرة الكريسماس نظرًا لتكونها من صمامات ومضخات تتسم بكونها مترابطة معًا للتحكم بدقة في عملية تدفق النفط من الآبار أي من منابعه.

مرحلة الاستخراج

إن المرحلة الأهم على الإطلاق هي مرحلة استخراج النفط، حيث إنها تشمل خطوتين أساسيتين.
إذ إن أول خطوة هي الاستخلاص الأولي، وهو الذي يحدث فيه الاستعانة بالآليات الطبيعية بهدف تحفيز خزانات النفط.
حيث يتم سحب واستخراج النفط بالكامل من البئر ثم وضع كمية من الماء الطبيعي بدلًا منه.
ومن ثم يتم التوجه إلى مرحلة نشر ورفع الغاز الذائب الموجود في النفط الخام إلى قمة الخزان.
كذلك يحدث التخلص من الفعّال ن الجاذبية الناتجة عن قيام المادة النفطية بالتحرك بين الجزء العلوي والسفلي من الخزان أي من الآبار.
ومن الجدير بالذكر أنه في هذه المرحلة يتم استخلاص من 5 إلى 15 % من النفط.
أما عن المرحلة الثانية فهي مرحلة الاستخلاص الثانوي، حيث إنه مع مرور الزمن على عمر حفرة النفط يقل عامل الضغط تدرجيًا للحد الذي يجعله يصل لمرحلة من الانخفاض تجعل قوة الضغط الأرضي ليست متمكنة من تحريك النفط ودفعه إلى السطح.
ففي هذه الحالة يقوم الجيولوجيون بالاستعانة بالأساليب الثانوية لاستخراج النفط.
فمن أبرز هذه الأساليب هي حقن الخزانات التي يوجد فيها النفط بواسطة الماء لرفع قدرته وتحفيزها على الضغط.
إلى جانب تحفيز قوة الرفع الغازي في آبار الغاز الطبيعي عبر حقنها هي الأخرى بثاني أكسيد الكربون وفي بعض الأحيان بالهواء وذلك في أسفل البئر النشط الغازي.
إذ إن هذه الأمور في النهاية تخفض مستوى الكثافة بالنسبة للمادة السائلة المتراكمة في البئر.
ويجدر بالإشارة إلى أن نسبة استخلاص النفط في هذه المرحلة تبلغ 30%.

مرحلة التكرير والتسويق

في هذه المرحلة يتم نقل البترول إلى المصافي بهدف تنقيته من الشوائب وتكريره جيدًا قبل تخزينه.
وعقب التخلص من عملية نقله بصورة آمنة يتم استخراج مشتقاته منه.
ثم يتم الاتجاه إلى عملية التسويق وبيع النفط ومشتقاته.

مشتقات النفط

سبق وأسلفنا ذكرًا بأن مشتقات النفط يتم إنتاجها عقب تعر مادة النفط الخام لعملية التكرير وفصل الغازات منها، فمن أشهر هذه المشتقات ما يلي:

الكيروسين.
فحم الكوك.
زيوت التشحيم.
البنزين.
وقود التدفئة.
وقود السفن.
المادة الإسفلتية.
غازات سائلة وكذلك جافة.
الديزل.
وقود الطائرات.

سبب وجود النفط في الخليج

يعزى السبب وراء انتشار النقط في دول الخليج إلى الآتي:

اكتشاف النفط لأول مرة في الجزيرة العربية وذلك سنة 1932 م في أرض البحرين.
حيث إنه في هذا الوقت شهدت تجارة اللؤلؤ الطبيعي انهيارًا كبيرًا بسبب اكتشاف وانتشار اللؤلؤ الصناعي، فلقد كانت البحرين تعتمد في اقتصادها الوطني على هذه التجارة.
إلى أن أتى عام 1925 م وحصلت الحكومة البحرينية على أول امتياز للبحث والتنقيب عن النفط.
ففي سنة 1929 م قامت بتأسيس شركة نفط البحرين المحدودة، وتم اعتبارها أول وأبرز شركة نفط بالنسبة للجزيرة العربية.
ومن الجدير بالذكر أنه تم ظهور النفط البحريني بوضوح وبكمية مناسبة وتجارية يوم 2 يونيو وذلك سنة 1932 م، حيث تم استخراجه من بئر عميق في جبل الدخان.

أكثر الدول المنتجة للنفط في العالم

تتمثل الدول الكبرى المنتجة للنفط بكميات كبيرة حول العالم فيما يلي:

الولايات المتحدة الأمريكية

يبلغ إجمالي إنتاج النفط في أمريكا نحو 18.87 مليون برميل يوميًا.
أما متوسط الاستهلاك فإنه يكون تقريبًا 19.78.
ومن الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية تنتج من الإنتاج العالمي ما يعادل 18 %.

المملكة العربية السعودية

نسبة إنتاجها للنفط من الإنتاج العالمي هي 17%.
حيث إن هذه النسبة تعادل 12 مليون برميل يوميًا.
فهي تعد ثاني أكبر احتياطي للنفط في العالم.
ويوجد بها حقول عديدة للبترول مثل حقل الغوار، وحقل القطيف، وحقل الخرسانية.

دولة روسيا

وصل إنتاج روسيا العالمي من النفط إلى 11.3 مليون برميل كل يوم، وهو ما يعادل 11% تقريبًا من الإنتاج العالمي.
ومن المناطق المنتجة فيها للنفط بشكل أساسي هي ياقوتيا، وسخالين، وكومي، وإيركوتسك.
أما بالنسبة للشركات المتحكمة في إنتاج النفط فهي Rosneft، وGazprom، وLukoil.

دولة كندا

تم تسجيل أخر إنتاج يومي للنفط فيها عام 2021 حيث إنه كان يبلغ 5.56 مليون برميل.
ولقد تم التوقع بارتفاع إنتاجها في العام الحالي 2022 إلى 5.86 مليون برميل في اليوم.
ويجدر بالإشارة إلى أن المناطق الأساسية فيها والمنتجة للنفط هي منطقة المال النفطية الموجودة في غرب كندا بالإضافة إلى حقول المحيط الأطلسي.

دولة الصين

تحتل المرتبة الخامسة في أكبر الدول إنتاجًا للنفط.
وهي تنتج نح 4.99 مليون برميل يوميًا من النفط.
أي ما يعادل 5% من الإنتاج العالمي.
ومن الجدير بالذكر أن المنطقة الشرقية الوسطى هي المسؤولة بشكل كبير عن إنتاج النفط.

أفضل أنواع حقول النفط

إليكم في السطور التالية أبرز أنواع حقول النفط حول العالم التي يتم استخراجه منها:

حقل السفانية

يقع هذا الحقل في المملكة العربية السعودية.
ولقد ساهم بفاعلية في رفع الاقتصاد لديها.
حيث إنه يحتوي على ما يعادل 50 مليار برميل من النفط أو أكثر.

حقل الغوار

يعد من أكبر حقول البترول أيضًا في المملكة العربية السعودية.
فهو يضم 50 مليار برميل نفط.

حقل برقان

يوجد حقل برقان في دولة الكويت.
وهو يحتوي على ما يعادل 87 برميل من النفط.
ومن الجدير بالذكر أنه ينصف من أهم الحقول في هذه الدولة.

حقل غرب القرنة

تم اكتشاف حقل غرب القرنة سنة 1973 م.
ولقد تم تقسيمه إلى جزأين، حيث إن الجزء الأول استولت عليه شركة شل وإكسون، بينما الجزء الثاني كان ينتمي لمشروع لوك أويل الروسي.

حقل الرملية

ينتج هذا الحقل من النفط 17 مليار برميل.
وهو يوجد في دولة العراق.
حيث إنه يشكل من نسبة احتياطي البترول الموجود فيها نحو 12%.

حقل فردوسي

يوجد حقل فردوسي في دولة إيران.
وهو يحتوي على 35 مليار برميل تقريبًا من النفط.

خاتمة بحث كامل عن النفط

تحدث الكثير من الحروب بين بعض الدول ولا يتم الإعلان عن أسبابها الحقيقة، ولكن من الممكن أن يكون السبب هو النفط، وذلك لما له دور كبير للغاية في النمو الاقتصادي والتقدم، فعلى الرغم من تسبب فيروس كورونا في انخفاض الطلب نسبيًا عليه إلا أنه عقب تجاوز هذا الفيروس شهد النفط انتعاشًا معتدلًا وتسابق رهيب بين هذه الدول مرة أخرى على إنتاج واحتلال الصدارة به.