بحث جاهز كامل عن الطلاق يساعد في معرفة الأسباب الحقيقة والشائعة وراء وقوعه، كما يوضح أنواعه والحالات التي يجوز فيها الرجعة، فضلًا عن ذلك يساهم في تحديد كيفية التخلص من الآثار الناجمة عنه، حيث إننا عبر موقع مخزن سوف نتناول عرض هذا البحث بالتفصيل لمعرفة كل المعلومات اللازمة عن ظاهرة الطلاق.
يعد الطلاق واحدة من أكثر المشكلات انتشارًا في الوقت الحالي، حيث إنه يشكل خطرًا كبيرًا على كل من ضياع الأطفال، وتفكك الأسرة، وهو يقع عادةً بعد الخصام الشديد بين الزوجين وتسبب الأمر في استحالة الحياة الزوجية، فلقد أدى انتشار ظاهرة الطلاق إلى تقليل حالات الزواج بفاعلية بسبب الخوف الشديد من الانفصال فيما بعد، ولكثرة الأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل المسؤولية لا سيما عند الزواج بعمر مبكر، ففي السطور التالية سوف نتعرف إلى كل ما يخص هذه الظاهرة
ما هو الطلاق
يختلف تعريف الطلاق لغةً عن اصطلاحًا، ولكنه بصفة عامة يعكس حالة انفصال الزوجين عن بعضهما، ففيما يلي سوف نذكر تعريفه:
تعريف الطلاق لغةً: يُقصد به التحرر والإطلاق، يحث يُقال تطلقت المرأة أي أنها تحللت من زوجها إلى جانب خرجت عن عصمته.
تعريف الطلاق اصطلاحًا: يُقصد به إزالة عقد النكاح بواسطة لفظ مخصوص أو بلفظ آخر يدل عليه، ويشير إلى النكاح هنا الذي يعتبر به الطلاق إلى الذي يقع صحيحًا بكل أركانه وشروطه، والجدير بالذكر أن الأصل فيه يكون بيد الزوج وحده أي أن قطع النكاح يتم بإرادة الزوج ويُمكن أن يُنيب عنه ويوكل غيره بالطلاق أو يصح دون الحاجة للإنابة وذلك للقاضي وحده.
أسباب الطلاق
هناك العديد من الأسباب التي من شأنها أن تساهم في جعل الحياة الزوجية مستحيلة وتؤدي في النهاية إلى الطلاق، فمن أبرزها ما يلي:
عدم القدرة على تحمل العبء بسبب عدم الصبر، وتسبب الأمر في خروج العديد من السيدات من بيت زوجها حتى وإن كانت المشكلة بسيطة.
تدخل الأهل دائمًا في المشكلات الزوجية.
عدم التردد في طلب الطلاق.
الخيانة الزوجية التي يتجه إليه العديد من الأزواج دون الشعور بالخوف من الله – عز وجل-.
غياب الوازع الديني سواء لدى الزوج أو الزوجة.
التقصير في أحد واجبات المنزل عن قصد.
استعمال الزوج لأسلوب العنف في المنزل أو الاتسام بالبخل.
سهولة نطق كلمة الطلاق لدى بعض الأزواج في جميع الأمور.
طلب الزوجة الطلاق لإبراء ذمة الزوج لكي يتم الانفصال بسهولة أكبر.
أنواع الطلاق في الإسلام
تتعدد أنواع الطلاق نظرًا لعدة أمور كحكمه واعتبار إمكانية الرجوع فضلًا عن اعتبار الصيغة، ففيما يلي سوف نذكر هذه الأنواع بالتفصيل:
أنواع الطلاق وفقًا لحكمه
ينقسم إلى الطلاق السني والطلاق البدعي.
الطلاق السني
يتم وفق الضوابط والشروط المُعلنة في الإسلام وهي أن يقع بطلقة واحدة وكذلك في طُهرٍ لم يجامع الزوج فيه زوجته، إذ إن الحكمة من هذه الضوابط هي منح الزوج الفرصة للعودة لزوجته، أي أنه يُطلقها مرة يعقبها رجعة.
أما الحكمة من عدم طلاقها وقت الحيض تكون لكيلا تطول مدة العدة عليها، فمن المعروف أن مدة العدة لا تتضمن مدة الحيض، إذ إن الطلاق يكون إضرارًا بالزوجة والدليل على ذلك قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ) [الطلاق، 1].
حُرم طلاق الزوج لزوجته في الطهر الذي جامعها فيه، وهذا لأنها لا تدري ما إذا كانت حاملًا أم لا، ولا تعلم ما إذا كانت ستعتد بالأقراء أم ربما بوضع الحمل.
الطلاق البدعي
هو الطلاق الذي يُخالف الشروط التي قام الشارع بوضعها للطلاق، ففيه كأن الزوج يطلق زوجته ثلاثُا بلفظ واحد أو ربما متفرقات ولكن في مجلس واحد أو ربما يُطلقها وقت النفاس أو الحيض أو من المحتمل في طهر جامعها فيه.
فلقد اتفق العلماء على تحريم هذا النوع من الطلاق لما فيه إثم كبير على صاحبه، ولكنهم اختلفوا في وقوعه.
فالقول الأول أشار إلى وقوع الطلاق البدعي واستدلوا على ذلك بعموم الآيات القرآنية التي تتحدث عن الطلاق وذكروا بأنها تتضمن الطلاق البدعي، كما استدلوا أيضًا عليه بأمر الرسول – صلى الله عليه وسلم- لابن عمر بأن يراجع زوجته التي قام بتطليقها وهي حائض.
أما القول الثاني فهو يعود إلى ابن تيمية، وابن القيم، وعبد الله بن عمر، وسعيد بن المسيب، والظاهرية، وطاووس حيث إنهم أشاروا إلى عدم وقوع الطلاق البدعي واستدلوا على الأمر من عموم الآيات التي لا تتحدث عنه، وذلك لرؤيتهم بأنه ليس من الطلاق الذي أذن به الله – سبحانه وتعالى- بل إنه أمر بخلافه.
أنواع الطلاق وفقًا لإمكانية الرجوع
الطلاق الرجعي: هو الذي يجوز معه للزوج أن يُرجع إلى عصمته زوجته، وذلك خلال فترة العدة تحديدًا بعد الطلقة الأولى والثانية علمًا بأن الرجعة تتم دون عقدٍ جديدٍ.
الطلاق البائن: هو الذي يرفع قيد النكاح على الفور.
طلاق بائن بينونة صغرى: هو الذي يقع عقب انتهاء عدة الطلقة الأولى أو الثانية، حيث يكون الرجوع بعده بعقدٍ جديدٍ.
طلاق بائن بينونة كبرى: هو الذي يقع بعد الطلقة الثالثة، إذ لا يحل فيه للزوج بمرجاعة زوجته إلا بعد مرور العدة وزواجها من رجل آخر وانفصالها عنه بشروط كالطلاق أو الموت إلى جانب انقضاء عدتها منه، فإذا حصل كل هذا جاز للزوج الأول الرجوع لها، ولكن بعقدٍ جديد لقوله تعالى (فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىٰ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ ۗ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۗ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [البقرة، 230].
أنواع الطلاق وفقًا للصيغة
الطلاق الصريح: هو الذي يقع باللفظ الذي وضع وذلك للدلالة عليه غالبًا إما باللغة أو العرف، ولقد قال عنه الفقهاء بأنه ما ثبت حكمه الشرعي دون النظر إلى نية الزوج، فعلى سبيل المثال أن يقول الرجل لزوجته طلقتك أو أنت طالق وغيرها من الألفاظ الصريحة في الطلاق وهي الفراق والطلاق والسراح وما اشتق منها لغةً وعرفًا.
الطلاق الكنائي: هو الذي يقع باللفظ الدالة على الطلاق ويستعمل له أو لغيره، فكان كانت نية المطلق الطلاق فلا يحدث الطلاق سوى بسؤال قائله عن نيته، فعلى سبيل المثال أن يقول الرجل لزوجته توجهي إلى بيت أهلك فحينها يُسأل عما إن قصد الطلاق أم لا.
مشروعية الطلاق
هناك العديد من الأدلة من الكتابة والسنة وإجماع المسلمين تؤكد على مشروعية الطلاق حيث إنها كالآتي:
القرآن الكريم: قال تعالى (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ) [البقرة، 229].
السنة: عن سالم بن عبد الله بن عمر “عن ابنِ عمرَ أنَّهُ طلَّقَ امرأتَهُ وهيَ حائضٌ فسأل عمرُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال : مُرْهُ فليُراجعها ثم ليُطلِّقها طاهرًا أو حاملًا”.
دليل الإجماع: أجمع العلماء على مشروعية الطلاق نظرًا لما تواجهه الحياة الزوجية من مشكلات وأزمات يصعب الاستمرار معها، ويكون من المستحيل إزالتها بوسائل الإصلاح الشرعية، حيث يعد بقاؤها مفسدة كبيرة.
حلول لتجنب مشكلة الطلاق
هناك العديد من الحلول التي يُمكن للزوجين اتباعها من أجل تجنب الطلاق، والاستمتاع بعلاقة زوجية صحية، حيث إنها كالآتي:
تحسين أسلوب التواصل لزيادة الاهتمام وبالتالي الحفاظ على مبادئ وأساسيات الزواج.
التسامح والمغفرة بعد اعتذار الشريك واعترافه بخطئه، فالعلاقة الزوجية الثمينة تحتاج إلى تقديم التنازلات إلى جانب إعطاء المزيد من الفرص بهدف دعمها.
الاحترام المتبادل بين الزوجين وتقديم كل منهما للآخر.
السعي وراء حل المشكلات الزوجية من خلال تدوينها ومناقشتها والتعهد على التغيير من الأنفس لجعل العلاقة ناجحة وكذبك التعهد على الاعتراف بالخطأ وتحمل العواقب والتحلي بالهدوء عند مواجهة أي مشكلة دون استخدام الأساليب العدوانية.
إشعال العاطفة عبر قضاء بعض الأوقات الهادئة والرومانسية أو ممارسة الأنشطة والهوايات المفضلة من أجل الحفاظ على المشاعر العميقة.
إدخال وسيط بين الزوجين إن تطلب الأمر لاستعادة التوازن الأسري وللحصول على النصيحة المناسبة والتمكن من معالجة أي مشكلات قد تهدد العلاقة الزوجية.
خاتمة بحث جاهز كامل عن الطلاق
لا زالت مشكلة الطلاق شائكة في مجتمعنا، وذلك لأن أول من يتأثر بها هم الأبناء حيث يضيعون بين الأم والأب ويظلوا طوال حياتهم يعانون من المشكلات النفسية والتي قد تتوارث عبر الأجيال، لذا فإنه يلزم وضعها في عين الاعتبار من خلال النظر إلى جميع جوانبها السلبية ومحاولة حلها، وإعطاء النصائح المفيدة للذين يفكرون في الإقبال عليها، فإن أبغض الحلال عند الله هو الطلاق.
بحث عن الطلاق pdf
يُمكن الاطلاع على أنواع الطلاق والحالات التي يجوز فيها الرجعة، وكذلك الأدلة على مشروعيته من خلال تحميل البحث عن الطلاق بصيغة pdf فهو شامل جميع المعلومات الهامة.