(إن أبغض الحلال عند الله الطلاق) حديث شريف جاء على لسان خير الخلق محمد ـ صلة الله عليه وسلم، الذي أوضح خلاله مشروعية وقوع الطلاق في الإسلام إلا أنه غير مُحبب وذلك لما ينتج عنه من تفكك أسري وتشتت للأبناء، يُعد الطلاق إحدى الظاهرات المجتمعية التي تزايدت على نحو كبير في السنوات الأخيرة في المجتمعات العربية، والذي يُعد عاملاً مؤثراً للغاية في زيادة الآثار السلبية النفسية والاجتماعية على الأفراد والمجتمع، لذا نعرض لكم اليوم بحث جاهز كامل عن الطلاق ومشروعيته في الإسلام من موقع مخزن المعلومات، فتابعونا.
يُعد الطلاق إحدى المشكلات الاجتماعية النفسية التي ظهرت بوجه عام في المجتمعات مع تزايد انتشارها على مرور السنوات خاصةً في المجتمعات العربية، وينتج عن الطلاق العديد من الآثار السلبية التي تتمثل في تفكك العائلات، انتشار العداوة، ظهور السلوكيات السلبية للأطفال ونفورهم من الزواج مستقبلاً، بالإضافة إلى الاضطرابات النفسية التي قد تصل إلى انحرافات سلوكية في المستقبل.
فأمر تنظيم العلاقة بين الرجال والنساء وشأن تكوين العائلات قد أتخذ قدراً كبيراً من تفكير العلماء على مدار التاريخ، كما أن كافة الشرائع والأديان والقوانين قد فصلوا قدراً كبيراً من الاهتمام بشأن تنظيم العلاقة بين الأزواج وضمان استمرارية الزواج القائم على المودة والرحمة والاحترام المتبادل، فعندما يفعل كل طرف في العلاقة الزوجية ما عليه من واجبات ويحصل على ما له من واجبات يؤدي ذلك لاستمرار الحياة الزوجية في سعادة وتطور ورضا.
يُعرف الطلاق في قاموس المعجم اللغوي العربي بأنه اسم مُشتق من الفعل الثلاث (طَلَقَ) أي فك القيد وحرر، والتعريف الخاص لمفهوم الطلاق كمصطلح شائع هو فسح عقد الزواج بين الزوج وزوجته، وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي لوقوع الطلاق بين الزوجين والتي يُمكن من خلال معرفتها التوصل إلى عوامل الحد من وقوع هذه الظاهرة.
إن الطلاق في الإسلام هو أمر جائز شرعاً ولا شائبة فيه وذلك بإجماع الفقهاء وعلماء المسلمين، إلا أنه أمر غير مُحبب الحدوث لما ينتج عنه من آثار اجتماعية ونفسية سلبية، وتتمثل أبرز أسباب حدوث الطلاق في:
يوجد العديد من الآثار السلبية التي تنتج عن وقوع الطلاق بين الزوجين والتي يُمكن إيجازها في النقاط التالية:
ورد ذكر الطلاق في القرآن الكريم بسورة البقرة في قوله تعالى:” وَإِذَا طَلَّقْتُمُ اَلنِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللّهِ هَزُّوا وَاذْكُرُوا نِعْمَت اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُوا اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ” واعتماداً على الآية القرآنية السابقة وغيرها من الآيات الكريمة التي ورد بها ذكر الطلاق، فإنه يُمكننا تقسيم الطلاق إلى نوعين:
الطلاق الرجعي
وهو الطلاق الذي يثمكن للزوج فيه إرجاع زوجته بعد تطليقها، ففي هذا الطلاق يوجد ما يُعرف بالعدة وهي الفترة التي يُمكن خلالها للزوج إرجاع الزوجة إلى ذمته، على أن يخبر الزوج زوجته بنيته في إرجاعها.
الطلاق البائن
وهو الطلاق الذي يتخطى مدة العدة، أو أن يكون الزوج قد قام بتطليق زوجته ثلاثة طلقات سابقة، وينقسم الطلاق البائن بدوره إلى نوعين:
1 ـ الطلاق البائن بينونة صغرى
وهو الطلاق الذي يكون قد تم فيه وقوع أقل من ثلاثة طلقات، ويُمكن فيه إعادة الزوجة إلى زوجها بعقد جديد ومهر.
2 ـ الطلاق البائن بينونة كبرى
وهو الطلاق الذي لا يُمكن للزوج إعادة زوجته إلى ذمته إلا بعد أن تكون على ذمة رجل آخر بعقد زواج صحيح ودخول الأزواج، وفي هذا الشأن قد ورد حديث شريف عن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول فيه ” ألا أخبركم بالتيس المستعار؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: هو المحلل، لعن الله المحلل والمحلل له”
أجاز الدين الإسلامي الحنيف وقوع الطلاق بين الزوج والزوجة في الحالات التي يكون استمرار العلاقة الزوجية خلالها أمراً مستحيلاً بسبب فقدان الرحمة والمودة والاحترام المتبادل بين الطرفين، مما يؤدي لاستحالة الاستمرار والعيش.
وهناك الكثير من الحالات التي لا يُمكنها الاستمرار في الحياة الزوجية بسبب تفاقم الأسباب المؤدية للمشكلات بين الزوجين، مع صعوبة التوصل إلى أية حلول مُرضية للطرفين، فيكون استمرار الزواج في هذه الحالة قد يُسبب ضرر لأي من الطرفين.
بالإضافة إلى أن استمرار الزواج في الكثير من الأحيان قد يتسبب في ظهور العديد من الأضرار النفسية للأبناء مما تُسبب في تشويه طفولتهم وتدمير حياتهم، فيكون الطلاق سبباً في جعل العواقب أقل ضرراً على البناء.
ويُمكن إثبات مشروعية الطلاق من خلال ورد ذكر الطلاق في القرآن الكريم بسورة البقرة في قوله تعالى:” وَإِذَا طَلَّقْتُمُ اَلنِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللّهِ هَزُّوا وَاذْكُرُوا نِعْمَت اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُوا اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ” ، كما قال الله تعالي :”اَلطَّلَاق مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ”
وفي ختام مناقشتنا لشأن ظاهرة الطلاق يُمكننا وضع الحلول المقترحة التي يُمكنها المساهمة في حل أمر الطلاق والمساعدة في استمرار حياة زوجية سوية بين الزوجين قائمة على الاحترام المتبادل والمودة والرحمة:
وفي ختام بحثنا نكون قد تناولنا معكم كافة جوانب ظاهرة الطلاق بما يتضمن أسباب انفصال الزوجين وما ينتج عنها من آثار سلبية، مع عرض مشروعية الطلاق في الدين الإسلامي، وبعض الحلول المقترحة لتخفيض معدلات الطلاق بين الأزواج.
وختاماً أعزاءنا القراء نكون قد عرضنا لكم بحث جاهز كامل عن الطلاق ومشروعيته في الإسلام ، وللمزيد من الموضوعات تابعونا في موقع مخزن المعلومات.