تعتبر المرارة (Gallbladder) عضو من أعضاء الجهاز الهضمي في جسم الإنسان، والتي تقترب في الشبه من الكمثرى، وتقع بالجانب الأيمن من البطن أسفل الكبد، وبالتحديد بالجانب الأيمن للناحية المراقية المعروفة بالمنطقة التحت غضروفية (Hypochondriac region) فيما بين جوانب فصوص الكبد السفلية.
وظيفة المرارة في جسم الإنسان
هناك العديد من الوظائف التي تؤديها المرارة في جسم الإنسان، ومن أهم هذه الوظائف ما يلي:
تركيز وتخزين العصارة الصفراوية بالجسم (Bile).
التحكم بتدفق العصارة الصفراوية للأمعاء الدقيقة.
تنظيم تفريغ وتعبئة مخازن العصارة الصفراوية مرة أخرى، عبر استجابة المرارة لما تقوم الأمعاء بإفرازه من هرمونات، ومنها الكوليسيستوكينين (Cholecystokinin).
المساعدة على تنظيم مكونات العصارة الصفراوية، مثل نسبة الأملاح والماء بالعصارة.
تفرز المرارة العصارة الصفراوية للاثني عشر والقناة الصفراوية عن طريق انقباض المرارة، ويذكر أن هناك العديد من العوامل التي تساعد على تحفيز انقباض المرارة ومنها تناول الطعام الغني بالدهون، أو إفراز الاثني عشر لهرمون الكوليسيستوكينين.
أين يكون ألم المرارة
ينتج عن الإصابة بالتهاب المرارة الشعور بالألم والذي يكون في بأعلى منطقة المرارة بالجانب الأيمن العلوي من البطن، ومن ثم ينتشر حتى الكتف والظهر، ويوصف ألم التهاب المرارة بالألم النوبي الشديد الذي قد يوقظ المريض خلال نومه ويجعله يعاني من حالة يرثى لها، ويزداد ذلك الألم بشكل خاص حين الضغط على موضع الالتهاب، أو تناول الأطعمة الدسمة.
مشاكل المرارة الشائعة
هناك العديد من الأمراض الشائعة التي قد تتعرض لها المرارة، والتي تؤثر على مقدرتها بأداء وظائفها، وسوف نوضح فيما يلي أبرز المشاكل الشائعة التي قد تصيب المرارة بالألم:
التهاب المرارة: والمعروف بالتهاب الحويصلة الصفراوية (Cholecystitis) وهو ما يحدث في معظم الحالات بسبب الإصابة بالحصى المرارية، ويذكر أن التهاب المرارة ينتج عنه المعاناة من الآلام الشديدة، والارتفاع بدرجة الحرارة، وفي بعض الحالات التي يتكرر حدوث الالتهاب بها أو استمراره لوقت طويل قد يستدعي الأمر خضوع المريض إلى عملية جراحية.
حصوات المرارة: (Gallstones or Cholelithiasis) وهو أكثر المشاكل الصحية الشائعة التي تصيب المرارة، وتنتج عن تبلور ما يوجد بالمرارة من مكونات العصارة الصفراوية، وعادةً لا يكون السبب وراء الإصابة بهذه المشكلة غير واضح، وتعتبر حصى المرارة من المشكلات التي لا تستدعي للقلق، ولكن حين يصاحبها الغثيان والألم الشديد فيكون من الأفضل عندها اللجوء إلى الطبيب والحصول على الدواء المناسب.
التهاب البنكرياس الناتج عن حصوات المرارة: (Gallstone pancreatitis) وهو ما يحدث بسبب انسداد القناة الصفراوية الناتج عن الحصوات، وتعتبر هذه الحالة خطيرة بعض الشيء.
أعراض المرارة في جسم الإنسان
هناك بعض الأعراض التي غالبًا ما تصاحب التهاب المرارة، وما يصيبها من أمراض، والتي تتمثل في الإصابة بالألم الشديد في البطن وغيرها من الأعراض الشائعة ومنها:
الارتفاع في درجة حرارة المريض، بحيث تتراوح درجة حرارته ما بين ثمانية وثلاثين، وتسع وثلاثين درجة مئوية.
المعاناة من الاضطرابات الهضمية مثل القيء والغثيان، والذي يتراوح ما بين متوسط وشديد ويصاحبه التأثير على الحالة العامة للمريض.
فقد الشهية، إذ يرفض المريض الطعام وخاصةً الأنواع التي تزيد من شدة الألم لديه مثل أنواع الأطعمة الدسمة.
الوهن والتعب العام، حيث يبدو المريض شاحبًا جدًا.
الفرق بين ألم المعدة والمرارة
يحدث كثيرًا أن يتم الخلط بين ألم المعدة وألم المرارة، الأمر الذي يرجع لاقتراب موضع العضوين في البطن، ولكن من الضروري أن يتم التفريق بينهما نتيجة لاختلاف الأسباب ودرجة الخطورة والخطة العلاجية لكل منهما، وفيما يلي نوضح أعراض ألم المعدة والفرق بينه وبين ألم المرارة:
يكون ألم المعدة بمنتصف البطن، في حين يأتي ألم المرارة بالجهة اليمنى من البطن.
القيء والغثيان الشديد السابق لألم البطن، في حين يكون يصاحب العرضين التهاب المرارة.
لا يرتبط الشعور بالألم في المعدة مع تناول الطعام الدسم، ولكن شدة الألم الذي ينتج عن التهاب المعدة يزداد مع تناول الطعام المبهر أو الحار وليس الدسم.
لا ينتشر ألم المعدة أو ينتقل لمنطقة الكتف أو الظهر، على خلاف الألم المصاحب للمرارة الذي يمتاز بالانتشار الدائم.
الأطعمة المناسبة للمصابين بحصى المرارة
يحتاج مريض حصى المرارة أن يكون على وعي ودراية كافية بالتغذية التي يحتاج جسمه إليها أثناء فترة العلاج، ومن أهم تلك الأغذية:
الهندباء البرية: حيث يفضل لمريض حصى المرارة أن يتناول ستين مللي منها ثلاث مرات يوميًا، ولكن بعد استشارة الطبيب.
العصائر والمشروبات الطازجة: يفيد تناول العصير الخالي من الألوان الصناعية والمواد الحافظة في التخفيف من ألم حصى المرارة، ومن أفضل أنواع هذه المشروبات عصير الجزر والبنجر.
زيت الزيتون: يساعد زيت الزيتون في فتح القنوات المرارية لكي تعبر حصى المرارة من خلالها ويتمكن الجسم من التخلص مها بسهولة، كما ويحتوي في تكوينه على دهون غير مشبعة سهلة الهضم، وهو ما يجعله يساعد على علاج التهاب المرارة.
البابونج: يساعد مشروب البابونج على تهدئة ما ينتج عن حصى المرارة من ألم، إلى جانب أنه يعمل على تيسير عملية الهضم.
الشوفان: والذي يعمل كمضاد أكسدة قوي، مما يساهم في علاج التهاب المرارة.
الكوسا: تمتاز الكوسا بأنها طعام خالي من الدهون خفيف وسهل الهضم.
الخضروات الورقية: تمتاز الخضروات الورقية بوفرة المعادن والفيتامينات التي تعزز مقدرة الكبد على أداء وظيفته، فضلًا عن تحفيز إفراز العصارة الصفراوية، وبشكل خاص المغنسيوم، فيتامين ب المركب، والكالسيوم.
اللبن الرايبخالي الدسم: وهو من الأطعمة الغنية بالبروتين والكالسيوم الذي يخفف من حدة التهاب المرارة.
البقدونس: من أكثر أنواع الخضروات الورقية المفيدة للجسم بشكل عام والمرارة بشكل خاص، حيث يخفف من حدة المرض الذي ينتج عن حصى المرارة، وتيسير عملية هضم الدهون، وتحفيز إفراز العصارة الصفراء بالجسم.
لحم الدجاج: ومن الأفضل أن يتم تناوله بعد إزالة الدهون والجلد ويكون مشوي أو مسلوق، واختيار صدر الدجاج لاحتوائه على نسبة أقل من الدهون.
العدس: وهو من أنواع الطعام الخالية من الدهون والغنية بالبروتين النباتي، الأمر الذي يجعله من الطعام سهل الهضم الذي لا يترتب عليه عبء على المرارة، إذ لا يتطلب كمية من العصارة الصفراوية حتى يتم هضمه.
أطعمة يتجنبها المصاب بحصى المرارة
يجب على المريض بحصى المرارة الالتزام بنظام غذائي صحي وتجنب أنواع الطعام الذي قد يتسبب في زيادة الألم وسوء حالة المريض، وزيادة شدة الأعراض المزعجة، لذا نوضح لكم فيما يلي أهم الأطعمة التي يجب لمريض حصى المرارة أن يتناولها: