نتناول في مقالنا اليوم الإجابة عن سؤال اليد العليا هي يد المتصدق وهي المنفقة ، تصدر هذا السؤال محركات عناوين البحث في الفترة الأخيرة، حيث أشارت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة على ضرورة الإلتزام بإخراج الفرد المسلم للصدقة، لما لها من أهمية وفضل كبير يعود على الفرد المسلم، ومن خلال موقع مخزن سوف نتعرف في هذا الموضوع التالي على اليد العليا هي يد المتصدق وهي المنفقة.
يتساءل الكثير من أبناء الأمة الإسلامية عن مدى صحة عبارة اليد العليا هي يد المتصدق وهي المنفقة، وتكمن الإجابة في أن هذه العبارة صحيحة، ونستند في ذلك إلى الحديث النبوي الشريف حيث روى عبد الله بن عمر رضى الله عنه ” أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قالَ: وَهو علَى المِنْبَرِ، وَهو يَذْكُرُ الصَّدَقَةَ وَالتَّعَفُّفَ عَنِ المَسْأَلَةِ اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، وَالْيَدُ العُلْيَا المُنْفِقَةُ، وَالسُّفْلَى السَّائِلَةُ”، وكان هدف رسول االه صلى الله عليه وسلم من هذا الحديث أن يعلم الناس أنهم لا يطلبون حواائجهم من أحد، ومن ثم فهو بذبك عليه الصلاة والسلام كان يعمد على جعلهم لديهم عفة النفس، والإستغناء عن الخلق، حيث يعد التعفف وعدم سؤال الناس في قضاء الحوائج مطلب شرعي، ويمكن أن تأتي العطايا والهبات إلى الإنسان دون أن يطلبها، ومن ثم يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بين أن الصدقة والإنفاق من أعظم الأمور التي يقوم بها الفرد المسلم، وبالتالي تكون يد المنفق خير ومباركة.
تعريف الصدقة
يقصد بالصدقة في اللغة أنها ما يتم منحه للفقير والمحتاج، سواء كان من طعام أو أموال أو ملبس، ويكون ذلك بشرطية التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، بينما تعرف الصدقة في الإصطلاح بأنها تلك الأعطيات التي يتم إنفاقها في سبيل كسب الثواب والتقرب إلى الله، وتعد الصدقة بمثابة صفة كريمة ترفع من شأن صاحبها إلى أعلى المراتب عند الله سبحانه وتعالى وبين الناس.
التوجيه النبوي في الحديث الشريف
روى عبد الله بن عمر رضى الله عن “- أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قالَ: وَهو علَى المِنْبَرِ، وَهو يَذْكُرُ الصَّدَقَةَ وَالتَّعَفُّفَ عَنِ المَسْأَلَةِ اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، وَالْيَدُ العُلْيَا المُنْفِقَةُ، وَالسُّفْلَى السَّائِلَةُ.”، ومن ثم فيكون هذا الحديث النبوي الشريف يحمل فيي طياته العديد من التوجيهات، التي سوف نستعرضها في النقاط التالية:
بث الشعور في الرغبة والإلتزام بأخراج الصدقة للفقير، حيث يكون في ذلك فضل كبير، حيث تكون يد المتصدق هي اليد العليا، وتكون أفضل من اليد السفلى وهي يد المتصدق عليه.
الترغيب في السعي إلى كسب الأموال، حتى يستطيع الفرد المسلم أن يكفل أسرته ويلبي لهم احتياجاتهم اليومية، ومن ثم يقوم بالتصدق ببعض من المال الفائض لديه، ومن ثم يصبح هذا الشخص من أهل اليد العليا.
الإلتزام بالاستغناء عن الناس في قضاء الحاجة والتعفف والترفع عن طلب المعاونه من أحد، حيث قال الإمام الجوزي “لما كان التعفف يقتضي ستر الحال عن الخَلق، وإظهار الغنى عنهم، فيكون صاحبه معاملاً لله في الباطن، فيقع له الربح على قدر الصدق في ذلك، وإنما جُعل الصبر خير العطاء، لأنه حبس النفس عن فعل ما تحبه، وإلزامها بفعل ما تكرهه”.
أن يحرض الفرد المسسلم على تقديم الأهم ثم المهم مثل أن يتصدق الشخص بأحد الأشياء التي لا يحتاج إليها عن نفسه وعن أهل بيته.
فضل الصدقة
تحمل الصدقة العديد من الفضائل التي تعود على مخرجها، ومن خلال النقاط التالية نذكر تلك الفضائل:
تعمل الصدقة على منع غضب الله سبحانه وتعالى على الفرد المسلم، ومن ثم تبعد الفرد عن نار جهنم.
تعد الصدقة بمثابة ظل لمخرجها في يوم القيامة حتى ينتهي الفرد من حسابه في هذا اليوم.
تحمي الصدقة مخرجها من الإصابة بالأمراض وتشفي الأبدان من الأمراض.
تأتي الصدقة لتحمل الخير والبركة على صاحبها وتساهم في دعوة الملائكة للفرد بذلك.
يخصص باب في الجنة للمتصدقين ويقال أنه يسمى باب الصدقة، يدخل منه مخرجي الصدقات في الحياة الدنيا، ومن ثم فتدخل الصدقة صاحبها إلى الجنة.
آيات قرآنية عن الصدقة
يوجد العديد من الآيات التي جاءت في القرآن الكريم لتحث الفرد المسلم على الصدقة، ومن خلال القناط التالية نذكر تلك الآيات:
قال الله تعالى في سورة البقرة في الآية رقم 261 ” مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ”.
وفي الآرية رقم 264 من نفس السورة قال تعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ۖ لَّا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ”.
أحاديث عن الصدقة
روى أبو هريرة رضى الله عن ” – ضَرَبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَثَلَ البَخِيلِ والْمُتَصَدِّقِ، كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عليهما جُنَّتانِ مِن حَدِيدٍ، قَدِ اضْطُرَّتْ أيْدِيهِما إلى ثُدِيِّهِما وتَراقِيهِما، فَجَعَلَ المُتَصَدِّقُ كُلَّما تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ انْبَسَطَتْ عنْه، حتَّى تُغَشِّيَ أنامِلَهُ وتَعْفُوَ أثَرَهُ، وجَعَلَ البَخِيلُ كُلَّما هَمَّ بصَدَقَةٍ قَلَصَتْ، وأَخَذَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ مَكانَها. قالَ: فأنا رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: بإصْبَعِهِ في جَيْبِهِ فلوْ رَأَيْتَهُ يُوَسِّعُها ولا تَوَسَّعُ”.
روت عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” ثَلاثٌ أحلِفُ عليهِنَّ: لا يَجعَلُ اللهُ عزَّ وجلَّ مَن له سَهمٌ في الإسلامِ كَمَن لا سَهمَ له، وأسهُمُ الإسلامِ ثَلاثةٌ: الصَّلاةُ، والصَّومُ، والزَّكاةُ، ولا يَتوَلَّى اللهُ عزَّ وجلَّ عَبدًا في الدُّنيا، فيُوَلِّيهِ غَيرَهُ يَومَ القيامةِ، ولا يُحِبُّ رَجُلٌ قَومًا إلَّا جعَلَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ معهم، والرَّابِعةُ لو حلَفتُ عليها رَجَوتُ ألَّا آثَمَ: لا يَستُرُ اللهُ عزَّ وجلَّ عَبدًا في الدُّنيا، إلَّا ستَرَهُ يَومَ القيامةِ”.
روى أحد الصحابه رضى الله عنهم جميعا ” – ما من يومٍ يُصبحُ العبادُ فيه إلا وملَكانِ ينزلانِ ، فيقولُ أحدُهما : اللهمَّ أعطِ مُنفقًا خلفًا ، ويقولُ الآخرُ : اللهمَّ أعطِ مُمْسكًا تَلفًا”.
هكذا نكون وصلنا وإياكم لنهاية مقالنا هذا اليوم عن الإجابة عن سؤال اليد العليا هي يد المتصدق وهي المنفقة ، يقصد بالصدقة في اللغة أنها ما يتم منحه للفقير والمحتاج، سواء كان من طعام أو أموال أو ملبس، ويكون ذلك بشرطية التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، بينما تعرف الصدقة في الإصطلاح بأنها تلك الأعطيات التي يتم إنفاقها في سبيل كسب الثواب والتقرب إلى الله، إلى اللقاء في مقال جديد على مخزن.