تُرى ما هو الواجب على المسلم نحو الصحابه رضي الله عنهم ذلك ما سنتعرف عليه معكم في السطور التالية من موقع مخزن المعلومات، فتابعوا قراءة سطورنا الآتية.
يُعرف صحابة الرسول محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأنه رجالاً مؤمنون جاوروا النبي الكريم في رحلته لنشر الدين الإسلامي والهداية للحق في ربوع الأرض فكانوا خير رجالاً لخير نبي، وهم من صادقوا النبي ليوم أو شهر أو سنه أو ما هو أدني أو أكثر من ذلك ليكون شرف الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ من شرف نبينا الكريم لذا فإن للصحابة علينا حق وواجب لكونهم من أهل خير أمة أُخرجت للناس ولهم عليما فضل كبير، حيثُ يتمثل الواجب على المسلم نحو الصحابة رضي الله عنهم في:
سلامة الصدر والنوايا واللسان عنهم
فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) وهي الآية الكريمة التي حددت المنهج الذي يتم من خلاله التعامل مع صحابة النبي في طريقتين الأولى هي سلامة الصدر وصدق النوايا وبأن تكون القلوب صافية وسليمة تجاههم من أي شر أو حقد أو غل ولا يكمن في داخل المرء حقد ولا حسد ولا عداوة، وإنما يسود العلاقة المحبة والرفق والتوقير والتعظيم لدورهم، والطريقة الثانية هي سلامة اللسان من كل سوء عنهم فلا يوجه لهم استهزاء أو سب أو طعن فيهم وإنما يقوم المرء المؤمن بالدعاء لصحابة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالرحمة والمغفرة من خلال قوله “ربنا أغفر لنا ولإخواننا ممن سبقونا”.
الاحترام والتوقير
إن من أعظم حقوق صحابة النبي على المسلمين هي التوقير والتقدير والاحترام، فعلى المسلم أن يوقر الصحابة ويظهر لهم الاحترام والتوقير، وذلك لدلالة الكثير من النصوص الدينية الإسلامية على رفعة منزلة الصحابة في الإسلام وأهمية السير على أثرهم والاعتقاد بكونهم من خير أمة أخرجت للناس.
وجوب المحبة وعدم السب
ذهب أهل السُنة والجماعة بالإجماع إلى وجوب محبة صحابة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإظهار الاحترام والتوقير لهم ومدى حُرمة كرههم أو إيذائهم بالقول أو السب والحرص على عدم الإساءة إليهم ومنع الأذى عنهم، فصحابة النبي هم من قال عنهم خير الخلق أجمعين محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ (لا تسُيُّوا أصحابي).
وتظهر هذه المحبة لصحابة النبي لتكون دليل على صدق الإيمان للمرء المسلم ومدى قربه من الرحمن وبغضه للطغيان، فقد كان الصحابة هم حملة كتاب الله وحملة الرسالة الإسلامية بعد نبي الله محمد بكل إخلاص وأمانة، فقد تمكنوا رضوان الله عليهم من نشر الدين الإسلامي في ربوع الأرض في أقل من ربع قرن مما أدى لدخول الكثير من الأشخاص في دين الإسلام أفواجاً أفواجاً، فقد قال الله تعالى ” (وَالسّابِقونَ الأَوَّلونَ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ وَالَّذينَ اتَّبَعوهُم بِإِحسانٍ رَضِيَ اللَّـهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ)، كما جاءت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على محبة الصحابة الكرام وتوصي بمحبتهم واحترامهم في كل حين.
الدفاع عنهم وعدم الخوض فيما جاء بينهم من خلاف
يتوجب على المؤمنين المسلمين التوقف عن الخوض في الخلافات الحادثة قديماً بين صحابة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فما هم إلا بشراً من عند الله قد يخطئون وقد يصيبون فمن أخطاً منهم له أجر وسيغفر رب العالمين خطأه بإذنه تعالى ومن أصاب له أجران، لذا يجب على المسلم الحق الابتعاد عما يروج من أكاذيب وافتراءات عن صحابة النبي الكريم فهي كذب وافتراء لا أصل له في التاريخ، ومن يفعل ذلك فهو آثم ويفعل كبيرة من كبائر الذنوب.
التلقي عنهم
يتوجب على المسلم أن يقوم بالأخذ عما جاء عن الصحابة من قول أو فعل والتأسي بهم في الدعوة لدين الله تعالى , الاهتمام بالعمل والعلم في آن واحد، كما يجب الاقتداء بهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومعاملة المسلمين بطريقة حسنة، فقد كان صحابة النبي هم أبعد الناس عن أهواء النفس ومساوئها.
الاستغفار والترحم عليهم
من واجب المرء المسلم والأمة المسلمة بأكملها أن يقوم بالاستغفار عن صحابي النبي ـ رضي الله عنهم ـ والترحم عليهم عند ذكرهم في الحديث وذلك تطبيقاً لقول الله تعالى:(وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ).
من فضائل الصحابة رضي الله عنهم
إن لصحابة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ العديد من الفضائل ومن أبرزها:
أثنى الله ـ جل شأنه ـ على صحابة النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ في القرآن الكريم وذلك يقوله تعالى: (إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَهاجَروا وَجاهَدوا بِأَموالِهِم وَأَنفُسِهِم في سَبيلِ اللَّـهِ وَالَّذينَ آوَوا وَنَصَروا أُولـئِكَ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ)، ففي الآية الكريمة وصف الله ـ عز وجل ـ المهاجرين من الصحابة مع النبي بثلاثة صفات هم الإيمان الصادق والهجرة والجهاد في سبيل الله، فقد خرج الصحابة أفواجاً لدعم نبي الله محمد تاركين ديارهم وأموالهم مستعدين بأن يضحوا بأرواحهم في سبيل نبي الله محمد ، كما أن الصحابة نصروا رسول الله ودافعوا عنه في قتاله ضد أعداء الله.
رضى الله ـ عز وجل ـ عن الصحابة الكرام حيثُ ذكرهم في قوله تعالى : (رَضِيَ اللَّـهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ وَأَعَدَّ لَهُم جَنّاتٍ تَجري تَحتَهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها أَبَدًا ذلِكَ الفَوزُ العَظيمُ)، فمنزلتهم عند الله منزلة عظيمة، كما وصف القرآن الكريم الصحابة بعد صفات منها الشدة على الكفار والتراحم فيما بينهم، وكونهم كالنبات الصالح ليكونوا أهل الصلاح والتقوى في كل الأزمان.
الصحابة الكريم ـ رضوان الله عليهم ـ هم صفوة هذه الأمة وخير أفرادها فقد قال نبي الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ (خيرُ أمَّتي القَرنُ الَّذي بُعِثتُ فيهم)، كما أقسم النبي محمد في موضع حديث آخر أنه لو أن أحد أفراد الأمة أنفق مثل جبل أحد مقداره ذهباً فإنه لن يبلغ الأجر الذي ناله الصحابي، فلا يبلغ منزلتهم عند الله رب العالمين ورسوله أحداً.
واجبنا نحو الصحابة pdf
ويُمكنكم الاستفاضة في القراءة حول واجب المسلمين نحو صحابة النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفضلهم في نشر الدين والدعوة وهداية الناس في ربوع الأرض من خلال قراءة كتاب واجبنا نحو الصحابة للكاتب السعودي عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر، الذي تم نشره في تاريخ النشر 2011م ـ 1432هـ ـ المملكة العربية السعودية.
وفي ختام مقالنا أعزاءنا القراء نكون قد تعرفنا معكم على الواجب على المسلم نحو الصحابه رضي الله عنهم ، وللمزيد من الموضوعات تابعونا في موقع مخزن المعلومات.