يطلق لقب المذاهب الأربعة على كل من المذهب الحنفي والمالكي والحنبلي والمذهب الشافعي، أما المذهب فهو الطريق الذي قرره الشيخ وسار عليه عن طريق فهمه وتحديده للنصوص الشرعية، وبهذا المذهب طريقة بكل شيخ عن طريقها يستنبط ويحدد الأحكام، والأئمة الأربعة الذين حددوا هذه المذاهب هم رجال عُلم عنهم الفضل والعلم البالغ، بجانب الورع من الله عز وجل والتدين والإلمام بالدين وقواعده.
التف حول هؤلاء الأئمة الأربعة العديد من التلاميذ فقاموا بتسجيل كافة أقوالهم وآرائهم، ووافقوا على هذه الأقوال ونصروها وعملوا بها.
من هذا المنطلق فنجد أن المذهب الحنفي مؤسسه هو الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله، ومن تلامذته نجد: أبي يوسف ومحمد بن الحسن وغيرهم، واتبع هذا المذهب العديد من الطوائف المسلمة المتنوعة.
أما المذهب المالكي فمؤسسه هو مالك بن أنس رحمه الله.
يعود الفضل في تأسيس المذهب الحنبلي إلى أحمد بن حنبل رحمه الله.
مؤسس المذهب الشافعي هو محمد بن إدريس الشافعي رحمة الله عليه.
لكل إمام من هؤلاء الأئمة ظهر عدد من التابعين الذين اتبعوا المذهب وصدقوا على أحكامه وقاموا بتدوينها، وإظهار أدلتها من القرآن والسنة النبوية الشريفة.
بالرغم من أن القرآن الكريم لم يتحدث عن هذه المذاهب ولا الأحاديث النبوية الشريفة إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بسؤال أهل العلم، ويعتبر أئمة المذاهب الأربعة من أهل العلم أولاء، غير أن مذاهبهم هذه قائمة على آيات القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
يمكنك تحميل كتاب المذاهب الفقهية الأربعة المنشأ عن طريق وحدة البحث العلمي بإدارة الإفتاء لمعرفة المزيد عن المذاهب بشكل موسع عبر الرابط التالي هنا، ويمكنك قراءته بشكل مباشر عبر الرابط التالي هنا.
المذهب الحنفي
المذهب الحنفي هو أول المذاهب الأربعة ظهورًا، ومؤسسه هو الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت الذي ولد بالعام الثمانين للهجرة داخل مدينة الكوفة، ولذا يرجع أصله إلى بلاد فارس، وتوفى الإمام أبي حنيفة النعمان ببغداد عام 150 هجريًا، وعمل في بداية حياته بالتجارة والفقه وطلب العلم، ومن العلماء الذين تتلمذ عمهم أبي حنيفة النعمان: حماد بن أبي سليمان، علقمة بن قيس النخعي الذي تلقى علمه من الصحابي عبد الله بن مسعود، ومن أصول هذا المذهب ما يلي:
اعتمد الإمام أبي حنيفة النعمان على بعض الأصول العامة في الاجتهاد والفقه، ومن ضمن هذه الأصول نجد:
آيات القرآن الكريم.
السنة النبوية الشريفة.
أقوال الصحابة.
الاجتهاد في الرأي في النهاية.
كما تواجدت بعض الأصول الفرعية والتي تمثلت في:
مذاهب الصحابة، وإذا كان الأمر مختلف به فإنه يخصص، ويتم هذا التخصيص بناءً على بعض الأدلة العامة وأقوال وتصرفات الصحابة، وهذا لأن الصحابي لن يقوم بعمل مخالف لرأي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الاستحسان، والمقصود بهذا الأمر الابتعاد عن الحكم الخاص بالمسألة كما يحكم على غيرها من الأفعال المشابهة بسبب أمر يقتضي التخفيف.
الوجوب بالأمور التي لا يوجد أدلة شرعية تصرف عنها.
من أشهر علماء المذهب الحنفي نجد: شمس الأئمة الحلواني، الطحاوي، فخر الإسلام البزدوي، أبو الحسن الكرخي، أبو بكر الرازي.
ينتشر هذا المذهب في بلاد المشرق، ويعود الفضل في انتشاره إلى أبي يوسف، وانتشر أيضًا في مصر المغرب.
المذهب المالكي
تأسس هذا المذهب على يد الإمام مالك بن أنس الأصحبي الذي ولد بالعام 93 للهجرة، وتوجه إلى المدينة المنورة مع أجداده، ولم يتركها أبدًا إلا لغرض الحج، وتوفى بها عام 179 هجريًا، وتتلمذ الإمام مالك على يد محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، وأبو الزناد عبد الله بن زكوان، وربيعة بن عبد الرحمن، بجانب جعفر بن محمد الباقر ويحيى بن سعيد، أما الأصول التي اتباعها الإمام في مذهبه فقد تمثلت فيما يلي:
آيات القرآن الكريم.
السنة النبوية الشريفة.
عمل أهل المدينة.
نظرية القيام التي تفرد بها الإمام عن غيره من الأئمة، فاتخذ أصلًا يمكن على أساسه قياس جواز الأمور أو لا، ولكن هذه النظرية لا تقتصر الأحكام المنصوص عليها فحسب.
كل الأمور التي على أساسها تحققت الشريعة الإسلامية، وكل الأمور التي على أساسها تحقق مقصد الشرع قام بتأييده وتثبيته.
الاستحسان والمقصود به هنا رخصة الأمور واستثنائها من الأصل.
الاعتماد على العادات والعرف لدى المسلمين بشرط قبول النفوس والعقل وفطرة الإسلام لهذه العادات.
سد الذرائع، أي أن الأمر إذا كان حلالًا فكانت الوسيلة المتبعة إليه حلالًا، أما إذا كان الأمر باطلًا فالوسيلة المتبعة إليه حرام.
إثبات الأمور الثابتة ونفي الأمور المنفية، وهو ما يطلق عليه الاستصحاب.
من أشهر علماء هذا المذهب نجد: عبد الله بن الحكم، زياد بن عبد الرحمن، عبد السلام بن حبيب، إبراهيم بن سلمة وغيرهم الكثيرين.
انتشر مذهب الإمام المالكي بكثرة في بلاد المغرب ومصر والسودان، وشرق الجزيرة العربية.
تأسس المذهب الشافعي على يد الإمام عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، ويعتبر الإمام الشافعي أحد تلامذة الإمام مالك، ولد الشافعي في غزة عام 150 هجريًا، وتتلمذ على يد العديد من الفقهاء والعلماء والمشايخ من ضمنهم: مسلم بن خالد الزنجي مفتي مكة، والإمام مالك بن أنس، عمر بن أبي سلمة صاحب الأوزاعي والتقى به الإمام باليمن، بجانب يحيى بن حسان، وعندما انتقل إلى العراق أخذ العلم عن محمد بن حسن الشيباني، وتوفى الشافعي بمصر، أما عن الأصول التي اعتمد عليه مذهبه فكانت:
هناك بعض الأصول العامة التي اعتمد عليها الإمام الشافعي وتمثلت فيما يلي: آيات القرآن الكريم.
السنة النبوية الشريفة.
الإجماع أي ما يتفق عليه العلماء بشكل عام معتمدين على أمور الدين الضرورية.
أقوال الصحابة، وهي الأمور التي لا خلاف عليها من قبل الصحابة.
قياس الأحكام وفقًا لما ورد في القرآن والسنة النبوية.
من أشهر كتب الإمام الشافعي: الرسالة والأم.
انتشر المذهب الشافعي بمصر وخراسان والعراق وبلاد ما وراء النهر.
من أشهر علمائه نجد: أحمد بن حنبل، إبراهيم خالد الكلبي والعديد من العلماء الآخرين.
المذهب الحنبلي
تأسس المذهب الحنبلي على يد الإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، والذي ولد بمدينة بغداد عام 164 هجريًا، وهو أحد تلامذة الإمام الشافعي، وقد برع في جمع الأحاديث النبوية الشريفة، ومن الأصول التي اعتمد عليها مذهبه ما يلي:
آيات القرآن الكرية.
السنة النبوية الشريفة.
أقوال الصحابة والفتاوى الخاصة بهم معتمد على الأقوال القريبة من السنة والقرآن الكريم.
أخذ بالأحاديث المجملة أو الضعيفة، واعتمد على القياس إذا لم يجد آثر أو إجماع.
اعتمد على سد الذرائع التي على أساسها تفسد الأمور.
من أشهر علماء هذا المذهب إبراهيم بن إسحاق الحربي، أحمد محمد بن الحجاج، وانتشر بمصر والعراض والشام والجزيرة العربية.
من هذا المنطلق نكون قد وصلنا إلى نهاية موضوعنا بعد أن وضحنا إجابة سؤال ما هي المذاهب الاربعه ، في النهاية يمكننا الإشارة إلى أن هناك العديد من المذاهب الأخرى التي ظهرت لبعض الوقت مثل المذهب الظاهري، ولكنها ادثرت مع مرور الأيام، لعدم وجود من ينصرها أو يتبع علمائها مثل: المذهب الثوري والأوزاعي والليث وغيرهم .
