ابحث عن أي موضوع يهمك
هل يجوز القراءة من المصحف في صلاة قيام الليل هو سؤال يتردد من قبل الكثير من المسلمين وهو ما يتم من خلال وقوف المصلي سواء لأداء صلاة قيام الليل، أو صلاة التراويح في شهر رمضان مستعيناً في قراءته للطوال من السور بحمل المصحف الشريف من تلك التي لم يتمكن من حفظها، وفي وقت السجود يقوم بوضع المصحف على طاولة قريبة منه أو على الأرض، وحين القيام من السجود يتم تناول المصحف في اليد ومن ثم قراءة القرآن منه، وسوف نعرض لكم في مخزن حكم ذلك الفعل خلال الصلاة.
قال في ذلك فقهاء الإسلام أنه لا حرج في القراءة من المصحف الشريف في حالة دعت الحاجة إلى ذلك سواء في قيام الليل أو صلاة التراويح في رمضان، كما أنه جائز بصلاة الكسوف، حيث إن المقصود في الأمر هو القراءة في الصلوات لكتاب الله تعالى وقرآنه، والاستفادة من مضامينه.
كما أن ليس جميع المسلمين حافظين للقرآن، خاصةً السور الطوال منه مما يجعله في حاجة إلى قراءتها خلال الصلاة لكي يتمكن من الصلاة بها، وقد كانت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها يصلي ذكوان مولاها بها من المصحف في رمضان.
كذلك فإن الأصل بتلك المسألة الجواز، إذ أن من ذهب لمنع ذلك من العلماء لم يستند إلى دليل واضح ومؤكد يثبت رأيهم، وعلى ذلك فإن الصائب هو عدم وجود حرج في القراءة من المصحف بصلاة قيام الليل، أو الكسوف، أو التراويح، وهو جائز كذلك في الفرائض متى دعت الحاجة إلى ذلك، لكنها غالباً لا تدعوا في الفريضة لذلك.
إذ أنه من الكافي في الفرائض أن يتم الصلاة بقصار السور مثل الفاتحة والإخلاص والمعوذتين وغيرها، وكذلك الحال في صلوات السنة، ولكن من الأفضل أن يتم وضع المصحف الشريف على موضع مرتفع عن الأرض مثل الكرسي بجوار المصلي، وإن قام من السجود أخذه، ولكن إن تعذر ذلك، فلا بأس من وضعه على أرض طيبة نظيفة.
إن صلاة الضحى من السنن التي أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه، وقد قام بأدائها في يوم الفنح حيث أدى يوم الفتح ثمان ركعات الضحى وعلى ذلك فإنها من السنن المؤكدة، أما وقتها فإنه يكون ما بين ارتفاع الشمس بقدر رمح حتى وقوفها الضحى بأكمله قبيل موعد الظهر، وفي ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (صلاة الأوابين حين ترمض الفصال)، ويقرأ بها ما تيسر من الآيات والسور وليس شيء محدد، وسواء كانت سور قصيرة أو طويلة.
وأقل ركعاتها أن يتم أداء ركعتين مع تسليم واحد، والأفضل أن يصلي أربع أو ست أو ثمان أو أكثر يسلم من كل ثنتين، وبها يجوز قراءة القرآن الكريم من المصحف الشريف، فلا مانع في ذلك ولا حرج، مثل الفرائض وقيام الليل والتراويح حيث يجوز فيها جميعاً قراءة القرآن من المصحف خلال الصلاة.
يقوم المصلي في قيام الليل بأداء ركعتين ثم يسلم وله أن يزيد بعد التسليم ركعتين ثم يسلم وهكذا، ثم يقوم بأداء صلاة الوتر وهي ركعة واحدة، وهو وما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم به، وفي ذلك يتم أدائه اقتداءً بسنته عليه صلاة الله وسلامه، وعلى من يخشى أنه يدركه الصبح ولم يوتر فمن الجائز له أن يوتر بركعة واحدة يتلو سورة الإخلاص بعد قراءة الفاتحة، يتبعهم بدعاء القنوت وهو “اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولايعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت”.
ويتم في قيام الليل قراءة ما تيسر من السور القرآنية دون تحديد لأفضلية أحدها عن الآخر، ولكن من المستحب حين القراءة الاستعاذة بالله حين قراءة الآيات التي تتضمن الوعيد، وسؤال الرحمة من الله حين قراءة الآيات التي بها رحمة، والتسبيح لله حين قراءة آيات التسبيح، والخشوع في السجود والركوع، وطمأنينة القلب وسكينة النفس والبال.
إلى هنا عزيزي القارئ نكون قد تعرفنا في مخزن على إجابة سؤال هل يجوز القراءة من المصحف في صلاة قيام الليل وكان الحكم بالجواز حيث إن الدين الإسلامي هو دين يسر وليس عسر ولمن كان غير حافظ لطوال السور من القرآن الكريم يمكنه قراءتها من المصحف الشريف في صلاة القيام، والتراويح والكسوف والفرائض والسنن كذلك.