العين أو الحسد من المحرمات في الإسلام وفي كافة الأديان السموية لما يعودان به من أذى وضرر على الفرد والمجتمع، وهما ناتج آفات وشرور النفس وتمني ما في يد الآخرين وزوال النعم، أما عن الفرق بين العين والحسد فهو ما سنتعرف عليه من خلال موقع مخزن في الفقرات التالية.
يعتبر الفرق بين العين والحسد طفيفًا ولا يكاد يرى، فكلاهما يعود بالضرر على الأفراد وكلاهما يسببان الأذى للأنفس البشرية وهما يشتركان في الناتج والآثر منهما ويقع الاختلاف في الوسيلة والكيفية، ومن خلال النقاط التالية سنتعرف معًا على هذا الفرق.
يقول بن القيم بشأن الحسد والعين بأنهما يشتركان في شيء واحد ويقع الفرق بنهم في شيء أيضًا.
أما وجه الاشتراك يقع في رغبة النفس فيما بيد الآخرين والرغبة في الإيذاء.
فالحاسد بالعين (العائن) يريح نفسه ويغزيها بمقابلة ورؤية المعين وحسده.
أما الحاسد فيفعل فعلته بغياب المحسود أو حضوره.
قد يصيب العائن حتى ما لا يحسده سواء من جماد وزرع وحيوان ومال، ويعتبر هذا هو الفرق الأساسي بين العين والحسد.
لا يقع الحسد على من يحب الحاسد
تعريف ومفهوم الحسد
ذكر الحسد في القرآن الكريم في قوله تعالى: (وَمِن شَرِ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)
الحسد هو الرغبة في زوال الخير والنعم المرتبطة بالمحسود، ومن الممكن أن يسعى الحاسد لإفساد هذه النعم على الآخرين.
كما يمكن للحاسد أن يحسد ما لا يراه، أو يحسد في الأمور المتوقع حدوثها، ومصدر الحسد يكون رغبة النفس.
يقول الكفوي في معني الحسد بأنه الاختلافات في القلوب على الآخرين للنعم مثل المال والأملاك.
كما عرفه طه عاشور بأنه إحساس في النفس مركب بين أمرين استحسان ورغبة في نعمة بيد الآخرين مع تمني زوالها.
كما أشار بن القيم إلى أن العائن أشد خطرًا على الفرد من الحاسد، وكل عائن يقال عنه حاسد وليس العكس.
تعريف ومفهوم العين
يقول صلى الله عليه وسلم عن العين: (لو كانَ شيءٌ سابقُ القدَرَ لسبقَتْهُ العينُ، و إذا اسْتُغْسِلْتُم فاغْسِلُوا).
في هذا الحديث الشريف بين صلى الله عليه وسلم بأن العين حق، وهو أمر ثابت متواجد، والعين قادرة على إزالة الشيء وفنائه.
فمن أعان الشيء يقال عنه عائن، وفي الشرع هي رؤية الشيء والإعجاب به بنفس مليئة بالخبث والشرور.
لا يعين الفرد إلا بالرؤية، أي يعين ما أمامه، ويرتبط الأمر بانشراح إنقداح العين الناتج عن النفس الخبيثة.
يمكن للإنسان إصابة ما يحب بالعين ولو كان ولدًا أو مال وغير ذلك، ومن الممكن أن تتسبب العين بوفاة الأشخاص من شدتها.
من الممكن أن يتحكم الشخص بالعين ويصيب بها من يشاء، بل قد يتمكن شخص ما من إسقاط صخرة على جبل بمجرد النظر فحسب.
من يقوم بالعين بغرض الأذى المقصود يقع في الآثم، وفي حالة معرفة الأمر ووضوحه على ولي الأمر منع العائن من مقابلة الآخرين تجنبًا للضرر الناتج عنه.
الفرق بين العين والحسد والنفس
كما ذكرنا سابقًا فإن العين والحسد من أخطر الأمراض النفسية التي تسبب أذى وضرر الآخرين، فالحاسد يرغب في النعمة ويتمنى زوالها، والعائن يصيب الآخرين بالعين مباشرةً ولو لم تكن يتمنى زوال النعمة، وكل عائن يقال عنه حاسد، أما عن الفرق بينهم وبين النفس هو ما سنعرفه في النقاط التالية:
النفس يكمن تعريفها في تعلق القلب بشيء أو شخص ما والرغبة في امتلاكه.
من أمثلة النفس، هو التعلق بفتاة ما والرغبة في الزواج منها وليس غيرها.
يمكن أن تتشابه النفس مع العين في التحديد والإعجاب بالشيء ممزوج بتعلق القلب به.
هناك بعض الآراء التي قالت بأن المعنى واحد ولا فرق بين العين والنفس.
الفرق بين أعراض العين والحسد
لا يوجد فرق بين أعراض الحسد والعين وغالبًا ما يتشابه الأمر مع أعراض السحر في كثير من الأحيان، أما عن أكثر ما يميز المحسود أو المعيون ما يلي:
الشعور الدائم بالوهن والضعف والخمول.
الإصابة بالتقلبات المزاجية والغضب بسهولة.
اضطرابات النوم والأرق بسبب كثرة الكوابيس التي يتعرض إليها المحسود أو المعيون.
الشعور بالثقل والآلام في نهاية الرأس متصلًا بالرقبة والكتف.
اللجوء والرغبة في الانعزال عن العالم، والابتعاد عن الاختلاط الاجتماعي.
برودة الأطراف بشكل مستمر، مع الشعور بالتنميل بهم.
كثرة التثاؤب والنسيان وتشتت الانتباه.
التنهد بكثرة، والشعور الدائم بالضيق والحزن.
الإصابة ببعض الأمراض الجسدية والنفسية دون سبب ملموس للأمر، والتراجع في كافة أمور الحساة من دراسة أو عمل، وعلاقات اجتماعية عامة.
الوقاية والعلاج من العين والحسد
طرق الوقاية من العين والحسد وحتى السحر أو المس والنفس واحدة، ولكن في البداية يجب الإلمام أن ما يصيب الإنسان كله بقدر من الله عز وجل وحده، ولو اجتمعت الأمة على إيذاء العبد فلن يضر إلا بإذن الله عز وجل، لذا فمن أجل الوقاية من هذه الأمراض الروحية الخبيثة على الإنسان اتباع بعض الأمور بجانب الاستعانة بالله عز وجل منها ما يلي:
في البداية لابد أن يتجنب الإنسان مسببات الحسد أو العين، وتجنب الأشخاص المعروف عنهم الحسد أو العين.
من المهم أن يحصن العبد نفسه بالأذكار والرقية الشرعية المكونة من آيات القرآن الكريم، وبعض الأدعية التي أخبرنا عنها نبينا صلى الله عليه وسلم.
من ضمن الأدعية التي أوصانا نبينا صلى الله عليه وسلم بقولها: (بسمِ اللهِ أعوذُ بكَلِماتِ اللهِ التَّامَّةِ مِن غضَبِه، وعِقابِه، وشرِّ عِبادِه، ومِن هَمَزاتِ الشياطينِ وأنْ يَحضُرونِ)، ويقوله الإنسان عند النوم، أو الشعور بالخوف.
يجب أن يتحصن العبد بأذكار الصباح والمساء، وقراءة آية الكرسي والمعوذات.
ذكر الله في كل الأوقات والحفاظ على العبادات والصلوات في أوقاتها.
اجتناب مظاهر التزين في المال والولد وأمور الدنيا، والتباهي أمام الآخرين.
الرقية الشرعية
تبدأ الرقية الشرعية بقراءة سورة الفاتحة، والمعوذات وسورة الإخلاص لسبع مرات.
بعدها تقرأ بعض الآيات من سورة البقرة المتمثلة فيما يلي:
من الآية الأولى وحتى الآية الخامسة.
قراءة الآيات من 163 وحتى 165.
قراءة الآيات المتواجدة في نهاية سورة البقرة من الآية 284 وحتى الآية 286.
بعدها تتم قراءة بعض الآيات من القرآن الكريم، والمتمثلة فيما يلي:
من الآية الأولى وحتى الآية الخامسة من سورة آل عمران.
من سورة آل عمران أيضًا تتم قراءة الآيات من 26 وحتى 28.
من سورة الأعراف تقرأ الآيات من 54 وحتى 56.
من سورة يونس تتم قراءة الآيتين 58،57.
بعد ذلك تتم قراءة الآيات من 115 وحتى 118 من سورة المؤمنين.
الآيات من الأولى للسابعة من سورة الصافات.
من الآية 31 وحتى الآية 36 من سورة الرحمن.
ثم تقرأ الآيات من 21 وحتى 24 من سورة الحشر.
بعدها تتم قراءة الآيتين الثالثة والرابعة من سورة الملك.
بجانب الآيات السابقة تتم قراءة بعض الآيات المتفرقة المتعلقة بالسحر والمتمثلة فيما يلي:
الآية 69 من سورة النحل.
الآية 82 من سورة الإسراء.
الآية 80 من سورة الشعراء.
من سورة فصلت تتم قراءة الآية 44.
ثم قراءة الآيات الثلاثة الأولى من سورة الجن.
من سورة القلم تقرأ الآيتين 52،51.
من سورة النساء تقرأ الآية رقم 54.
في النهاية تقرأ الآية الكريمة رقم 26 من سورة إبراهيم.
بعد إتمام قراءة هذه الآيات يجب اتباع الرقية الشرعية ببعض الأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم التي كان يرقي بها نفسه، ومن الممكن الوصول إلى كتاب الرقية الشرعية المؤلف من قبل مسعد حسين محمد والمحتوي على كافة الأدعية والآيات القرآنية للتحصين عبر الرابط من هنا.
من الممكن الحصول عليها مكتوبة كاملة أيضًا عبر الضغط هنا.
من هذا المنطلق نكون قد تمكنا من معرفة الفرق بين العين والحسد والآثار الناتجة عنهم، بالإضافة إلى كيفية الوقاية والعلاج منهم عبر الفقرات السابقة، ولكن في النهاية يمكننا القول بأن كل الأقدار بيد المولى عز وجل، ولا يمكن أن يصاب الإنسان بأي نوع من الأذى إلا بمشيئته سبحانه والخلاص من الأمر بيده وحده لا شريك له.
يمكن الاطلاع على المزيد من المواضيع المشابهة عبر موقع مخزن من هنا: