ابحث عن أي موضوع يهمك
الفرق بين الشخصية الرئيسية والثانوية يتضح من خلال التعرف على مفهوم كلًا منهما، إذ أن الشخصية الروائية هي تلك التي تُشكّل للرواية ملامحها عبر تفاعلها داخل أحداث الرواية ومشكلاتها، ولذلك يقوم الروائيون بانتقاء شخصياتهم على وجه الدقة؛ فتكون الشخصية المناسبة بمكانها المناسب، وفي موقع مخزن سوف نتعرف على الفرق بين الشخصيتين بشيء من التفصيل.
إن الشخصية الروائية تمثل عنصرًا أساسيًا من بين عناصر الرواية، حيث تصوّر من خلال حركتها مع غيرها الواقع، وتتمثل أهميتها في أنَّ جوهر الرواية يتجسد عن طريق خلق الشخصيات المتخيلة، كذلك لا يمكن فصل الشخصية بالرواية عن العالم الخيالي، وهي أحد عناصر السرد الهامة لأنّها معبرة عن الأحداث السردية عبر تطبيقها.
هي تلك الشخصية التي يختارها القاص أو الكاتب لكي تُمثل الدور الذي يرغب في تصويره، أو التعبير عن الأحاسيس والأفكار التي قصدها، فهي الشخصية التي تتمحور الأحداث عليها، كما وتمثّل الفكرة الرئيسية التي حولها تسبح الأحداث وتكون على هيئة موقف فرديٍ بطوليٍ، فتُجسّد الشخصية الرئيسة في أيّ سرد أو عمل أدبي أو قصصيّ النقطة المركزية والمحور الأساسي، بينما الشخصيات الباقية فهي عوامل مساعدة لها.
تقوم الشخصية الثانوية بدور العامل المساعد الذي يتم من خلاله ربط الأحداث فتُكمل الرواية، كما تسلط الضوء على جوانب الشخصية الخفية الرئيسة، وهي سواء تكشف شخصية الرئيسة وتُعدل من سلوكها، أو تدور وتتبعها بنطاقها، فتسلط عليها الضوء وتكشف عن أبعادها الغير واضحة أو المجهولة، كما أن الشخصيات الثانوية تشارك بمسارها والأحداث، فلها دورها ومكانتها بالرواية.
ومن هنا يكمن الفرق ما بين الشخصيات الرئيسية والشخصيات الثانوية في أنَّ الشخصيات الرئيسية هي التي تأتي بالمرتبة الأولى، وتفوق أهميتها أهمية الشخصيات الثانوية؛ فهي تشغل المركز الأساسي بالعمل الروائي، ولا يمكن كذلك التخلي عن الشخصيات الثانوية، مما يجعلها تأتي بالمرتبة الثانية.
من بين شخصيات الرواية الشخصيات الثابتة والنامية، وتفصيلها يأتي على النحو التالي:
الشخصيات النامية
الشخصيات النامية بالرواية هي الشخصيات التي يقدر القارئ بشكلٍ تدريجي كشفها عبر أحداث الرواية، وتلك الشخصيات تنمو وتتطور بتغير وتطور أحداث الرواية، ويكون ذلك التطور بسبب التفاعل بين الشخصيات مع الأحداث الجارية بالرواية.
الشخصيات الثابتة
الشخصيات الثابتة بالرواية هي تلك الشخصيات التي تقوم بالحفاظ على ما هي عليه من حال منذ بداية الرواية وإلى نهايتها، حيث لا تتغير تلك الشخصيات، وتمتاز بنمطها الواحد طوال أحداث الرواية، مع الحفاظ على ثباتها.
ويكمن الفرق ما بين الشخصيات النامية والشخصيات الثابتة في أنَّ الشخصيات النامية تكون شخصيات متطورة تتفاعل مع الأحداث وتتأثر بها وتتغير وفقًا لذلك، في حين تكتمل الشخصيات الثابتة وهي غير متغيرة، ولا تتفاعل بأي تغير يطرأ بالرواية، ولا تقبل للتأثر بالأحداث.
شاهد أيضًا: من أدوات قارئ النص الأدبي
يأتي تعريف الشخصيات المسطحة والمدورة بالرواية كما في التالي:
الشخصيات المدورة
هي الشخصيات المعقدة المركبة الغير مستقرة، والتي لا تثبت أو تستقر على حال، ولا يقدر المتلقي أن يتعرف على المصير الذي سوف تؤول مسبقًا إليه لكونها متبدلة الأطوار ومتغيرة الأحوال.
ولا يتم تحديد نوع الشخصية فقط عن طريق عنصر المفاجأة، ولكن عن طريق غناء الحركة التي تمتاز في العمل السردي بها، وعبر مقدرتها الهائلة نحو تقبل العلاقات مع غيرها من الشخصيات والتأثير بها.
الشخصيات المسطحة
الشخصيات المسطحة بالرواية مثلما وضع الدكتور عبد الملك مرتاض تعريفًا لها هي تلك الشخصيات البسيطة التي تستقر على نفس الحال، لا تكاد تتبدل وتتغير بمواقفها ومشاعرها وأحوال وأطوار حياتها العامة، ويمكن تسميتها بالشخصيات الثابتة أو السلبية.
الفرق بين الشخصيات المدورة والشخصيات المسطحة
تستطيع الشخصيات المدورة مفاجأة المتلقي على خلاف الشخصيات المسطحة التي لا تفعل ذلك، كما تشكل كل شخصية من الشخصيات المدورة عالمًا معقدًا وكليًا في إطار الحيز الذي تضطرب الحكاية به وتعطي مظاهر عادةً ما تتسم بالتناقض.
بينما الشخصيات المسطحة فمن الممكن أن يتم تشبيهها بأنها ذات مساحةٍ محدودةٍ وخطٍ فاصلٍ، لكنها ببعض الأحيان قد تؤدي دورٍ حاسمٍ بالعمل السردي.
أقرأ أيضًا: نوع النص الذي استمعت إليه
هناك مجموعة من الأمور والعناصر التي تمثل فروق بين الرواية والعمل السردي، ومنها ما يلي:
تعد القصة من ناحية الطول هي الأقصر مقارنةً بالرواية، حيث يتراوح طول القصة بين 1500إلى 30000 كلمة، في حين تبدأ الرواية من 50000 كلمة وقد تزيد عن ذلك.
تحتاج الرواية عدد كبير من الشخصيات من أجل سرد أحداثها، على خلاف القصة التي لا تحتاج ذلك العدد بل تكتفي بالقليل من الشخصيات، إلى جانب ذلك تحتاج الرواية لأكثر من شخصية رئيسية لكي تخدم رسالتها، بينما القصة فإنها تكتفي بشخصية واحدة رئيسية لإيصال رسالتها، وهي الشخصيات الذين تقوم الرواية عليهم وهم أساسها، وعبرها تتحرك أحداث القصة، وتقسم الشخصيات بالرواية إلى:
إن أحداث الرواية تغطي حقبة زمنية طويلة تمتد لشهور أو سنين؛ ومن ثم يتم سرد أحداثها بأماكن مختلفة، فيتنقّل الروائي ما بين شوارع وسط المدينة للريف، ومنه للضواحي، أما القصة فإنها تُغطي فقط فترة زمنية تتراوح بين يوم إلى أسبوع؛ لذا يلزم على الكاتب سرد قصته في أغلب الأحيان بمكان واحد، لأنه محصور بطول النص وعدد الكلمات المتاحة له.
تتضمن الرواية العديد من الحبكات الفرعية وواحدة فقط كحبكة رئيسية والتي تكون أكثر تعقيداً، أما القصة فإنها تتضمن حبكة رئيسية واحدة، كما أن أحداث الرواية يتخللها العديد من التحولات والانعطافات بسرد الأحداث يمثل كلّ منها حبكة تساعد بوصول الأحداث للذروة؛ ومن ثم فإنّ الذروة بالرواية تتنوع وتتعدد، على خلاف القصة التي تتضمن حبكة واحدة تؤدي لذروة واحدة رئيسية بالقصة، ويمكن وضع تعريف الذروة بأنها تمثل نقطة التحول المركزية بالقصة؛ فهي ذروة الصراع والتوتر التي حدثت بمثابة رد فعل تجاه الصراعات السابقة.
تتضمن الرواية في قصتها على العديد من الفصول، على خلاف القصة التي يتم سرد أحداثها بعدة صفحات ومن ثم فإنها لا تنقسم لفصول مثلما هو الحال بالرواية.
يتم وصف الشخصية الروائية، عن طريق أبعادها النفسية والجسمية.
