ابحث عن أي موضوع يهمك
الثعابين والأفاعي تنتمي إلى الزواحف ويوجد منها الكثير من الأنواع التي تصل تقريبًا إلى ثلاث آلاف وأربعمئة نوع، ومن الخصائص التي تميزها عدم امتلاكها لأطراف، في حين يستطيل جسمها لتختفي كميزة من الميزات التطورية، وأغلب الأفاعي لا تمتلك أي جفون متحركة، أو حفرات للسمع برأسها، ولا تمتلك للبول مثانة، وأغلب أعضاء جسمها استطالت وأخذت شكل الجسم، والجزء الأيسر في جسمها أقل في الحجم مقارنةً بالأيمن، والذي أحيانًا ما يختفي ولكن لديها الكثير من الفقرات، وفي رقبة الحية يوجد رئة رغامية، بالإضافة إلى ذلك فإنها تمتلك نظامًا لقتل فريستها من خلال الأسنان بالسم، وسوف نذكر فيما يلي بعض من أبرز الفروقات بين الأفاعي والثعابين:
يختلف الثعبان عن الحية في لون الجلد والمظهر الخارجي، بالرغم من أن كل منهما يكاد يكون قريب في الشبه من الآخر حين النظر إليهما على وجه السرعة، ولكن عند تدقيق النظر يلاحظ أن أنماط الألوان تختلف ما بين الثعبان والحية، إذ أن الحية تميل ألوانها إلى الغامق مثل الألوان الحمراء الداكنة، أو الترابية أو البنية، والتي تكون على هيئة ظلال متداخلة في مناطق الذيل بوضوح شديد.
وتمتلك الحيات كذلك خطوط على الرأس واضحة وعلامات متفرقة على الجسم بيضاوية أو دائرية، في حين يتلون جسم الثعبان بالألوان الزاهية الامعة والتي عادةً ما تكون صفراء، أو خضراء، حمراء أو بيضاء ألماسية، وتظهر الخطوط على جسدها بشكل عمودي أو أفقي، أو بقع ذات لون غمق قريب في الشكل من الشباك.
لعل الاختلاف الرئيسي بين الثعبان والحية يأتي من حيث أسماء العائلة وتصنيف الأنواع، في حين تنتمي الحية لعائلة Boidae والتي يتفرع منها عشرة أنواع، أما الثعابين فتنتمي لعائلة Pythonidae والتي يتفرع منها اثني عشر نوع آخر، وبالرغم من أن تلك الفروقات قد لا تكون شديدة الأهمية، لكنها قد تؤثر على بنية الأفعى وشكلها، كما ويكمن الاختلاف بين الثعبان والحية في احتواء جسمها على عظم كثير بالرأس، كما ويحتوي فكها العلوي على المزيد من الأسنان.
يكمن الفرق بين الحية والثعبان في حجم ووزن كل منهما، حيث يكون لكل من الثعبان والحية الوزن نفسه، ولكن الاختلاف الرئيسي يتمثل في الطول والحجم، وفي حين يختلف طول الحيات وفق النوع والسلالة، وهو ما تختلف به الثعابين كذلك، ولكن بصورة عامة يتراوح متوسط طول الحية ما بين ستة أقدام إلى عشرة أقدام، كما ويتراوح وزنها ما بين اثنين وعشرين رطل إلى ستين رطل، ونادرًا ما يحدث أن تصل الحية إلى مئة رطل.
في حين يزيد طول الثعبان عن عشرين قدم، وقد يصل إلى ثلاثين قدم، أما وزنها فقد يتجاوز المئتي رطل، ومن المعروف عن الثعبان أنه ينمو ويزداد طوله بشكل كبير للغاية، وهناك أنواع عدة من الثعابين عملاقة مما يجعل ذلك الفرق واضح بينهما.
تختلف الحية عن الثعبان في الموطن، وبالرغم من أن الثعبان والحية يميلان للعيش بالأماكن الرطبة والدافئة، ولكن يمكن إيجادهم في مناطق مختلفة، إذ عادةً ما تعيش الحية في أمريكا الجنوبية والوسطى والشمالية، في حين يتواجد الثعبان في أستراليا وآسيا وأفريقيا، إذ تميل للعيش بغابات السافانا والمستنقعات والمراعي والغابات المطيرة بآسيا وأفريقيا، أما الحية فتميل للسير فوق أغصان الأشجار والتعلق بها والابتعاد عن الماء، والبالغ منها يعيش بفراغات الأشجار، والثعابين تفضل السير على الأرض، وهي قادرة على السباحة بمهارة في الماء، مما يجعلها تعيش بالقرب من الأنهار والبحيرات.
تعتمد الثعابين صغيرة الحجم في تناولها للطعام على الحيوانات الصغيرة مثل القطط المنزلية، في حين تقوم الثعابين الأكبر في الحجم باصطياد الحيوانات الكبيرة كالظباء والغزلان لتأكلها، وأغلب الثعابين تعتمد في نظامها الغذائي على القرود الصغيرة والقوارض والطيور، في حين عادةً ما تتغذى الحيات على الثدييات ذات الحجم المتوسط، والطيور، والسحالي، الخفافيش، الخنازير البرية، القرود، والبوسومات.
يوجد اختلاف كبير بين الثعبان والحية في طريقة التكاثر، وذلك لأن الثعابين تعتمد طريقة تقليدية للغاية بالإنجاب، حيث تضع البيض الذي قد يصل من العدد إلى مئة بيضة في المرة الواحدة، ولكن المتوسط ما بين خمسة عشر إلى ثمانين بيضة، تحتضنها لحمايتها الوقت الذي تحتاج إليه والذي يصل ما بين شهرين إلى ثلاثة حتى يفقس البيض، وحين يبرد البيض تتحرك الأنثى بشكل اهتزازي يعرف بعملية التوليد الحراري.
والتوليد الحراري يتم من خلال الاحتكاك المستمر بالبيوض من أجل المحافظة على حرارتها، وتلك العملية تتطلب الكثير من الطاقة التي تبذلها الأم، وهو ما يفقدها البعض من وزنها والذي غالبًا ما تستغرق ثلاث أعوام لاكتسابه ثانيةً، في جيم تضع الحية بيوض داخلية، تبقيها بجسدها إلى أن تفقس، وتتراوح مدة حملها ما بين ثلاثة أشهر إلى أربعة أشهر، وتخرجها عن طريق الولادة إلى العالم، ويتراوح ما تضعه ما يتراوح بين عشرة إلى خمسة وستين حية في المرة الواحدة، وكجد متوسط خمسة وعشرين حية.
فتنمو صغار الأفاعي بداخل جسم الأم بكيس صفار غشائي رقيق، وهو ما يستدعي من الأم المحافظة على جسدها بدرجة حرارة تضمن سلامة الصغار، وحين تلد صغارها تكون الصغار محاطة بغشاء واضح ورقيق تدفعها عبره، وعقب الخروج تخترق الحيات الصغيرة الكيس، وتبدأ على الفور بالبحث عن غذائها.
نعرض لكم فيما يلي بعض الفروقات بين الحية والثعبان ببنية وهيكل الجسم:
ورد في قول الله تعالى في سورة الشعراء الآية 32 (فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ)، وفي الآية 20 من سورة طه يقول تعالى (فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ)، ومن الآيات الكريمة السابق ذكرها يتضح أن هناك فرق بين الحية والثعبان في القرآن الكريم، وقد أوضحت المصادر أن الثعبان يقصد به ذكر الحية، ويقصد بالحية الأنثى من الأفعى أو الذكر، وهو ما ذكره ابن عباس.
في حين أورد البخاري بصحيحه أن ابن عباس قال (الثعبان الحية الذكر منها، كما أن هنالك رأياً آخر يقول، إن الحية تبقى حية، فإن كبرت وزاد وتضخم حجمها فهي تصبح ثعباناً، أي أن ثعبان كلمة تطلع على الأفعى الضخمة، ذكرًا كانت أم أنثى)، وذلك هو أرجح الأقوال لأن التعرف على جنس الأفعى سواء كان أنثى أو ذكر لا يهم، وذكر بعض العلماء أن الحية يعادل حجمها حجم العصا، وحين تتضخم تصير ثعبان.