ابحث عن أي موضوع يهمك
ضع علامة صح أو خطأ أمام العبارة الطيرة المنهي عنها هي التي تدفع الانسان الى الفعل او الترك ؟ نجيبكم عبر مقالنا التالي في مخزن عن هذا الاستفسار الأكثر شغلًا لمحركات البحث فقد وضع الدين الإسلامي حدود للاعتقادات التي كان يعتقدها العرب قديمًا قبل ظهوره لتوضيح وبيان مدى حرمانيتها فهي تُخرج الإنسان من دينه ومن شرعيته، ولأن الطيرة أو التطير فعل من أفعال الجاهلية وضع الدين الإسلامي ضوابط له فالتطير شكل من أشكال التشاؤم، والآن دعونا نتعرف على إجابة استفساركم اليوم.
- جـ/ الإجابة صحيحة.
عرفت الطيرة بهذا الاسم نظرًا لأنها من أفعال الجاهلية فقد كانوا قديمًا يستبشرون ويتفاءلون برؤية الطير فإذا هم أحدهم بالخروج ورأى نوع طير معين يتجه إلى اليمين يستبشر ويستكمل طريقة أما إذا ساء إلى جهة اليسار يتشاءم ولا يُكمل الطريق.
- يمكن تعريف الطيرة أو التطير على أنها التشاؤم بشيء مرئي أو مسموع أو معلوم كربط رؤية طير ما بالتشاؤم أو قول ما بالتشاؤم
- نهانا المولى عز وجل عن التطير أو الطيرة فهي فعل منافي للتوحيد الذي يعتبر أساس ديننا الإسلامي فالمتطير ينصرف عن فكرة التوكل على الله تعالى، هذا التوكل الذي أمرنا به المولى عز وجل في العديد من الآيات القرآنية كقوله تعالى: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} [هود: 123].
- أمرنا المولى عز وجل بعدم التطير فهو فعل مخالف للشريعة وأحكامها وقد وردت الكثير من الآيات القرآنية عن التطير ومن ضمنهم قوله تعالى:{فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَٰذِهِ ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ ۗ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ [الأعراف: (131)]، وفي آيات سورة الأعراف وردت عقوبة هذا الفعل في قوله تعالى: {إِنَّ هَٰؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (139).
- وردت الكثير من الأحاديث النبوية كذلك التي تُشير إلى أن الطيرة شرك ومن ضمنها :فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال {الطِّيرةُ شركٌ ، وما مِنَّا إلَّا ولكنَّ اللهَ يذهبُهُ بالتوكلِ}.
على المسلم اتباع نهج المولى عز وجل والارتضاء بجميع أحكام الدين الواردة في القرآن الكريم وكذلك في السنة النبوية ففي ذلك كمال الدين، ودليلنا على ذلك من القرآن الكريم قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِينًا} [الأحزاب: 36].
- شغل هذا العنوان محركات البحث في الفترة الأخيرة لذا سنتناول تفسيره عبر هذه الفقرة فالفأل كلمة عربية ترجع إلى التفاؤل والتفاؤل حسن ظن بالمولى عز وجل وهو من العبادات المحببة لله تعالى لذا ينبغي على المسلم أن يحافظ على الفأل الحسن ودليلنا على ذلك من السنة النبوية فقد روى عن الإمام أحمد في مسنده مِن حَدِيثِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي اللهُ عنهما قَالَ: {كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم يَتَفَاءَلُ وَلَا يَتَطَيَّرُ، وَيُعْجِبُهُ الاسْمُ الْحَسَنُ}.
- وردت الكثير من الآيات القرآنية التي تدعو المسلم إلى التوكل على المولى عز وجل ففي الفأل الحسن حُسن توكل على الله ومن ضمن هذه الآيات جاءت: {وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا ۚ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} [سورة إبراهيم: (12)].
- الفأل عكس التشاؤم والتشاؤم أو الطيرة هو ما نهانا عنه المولى عز وجل في آيات كتاب الحكيم في قولة تعالى: {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [(18)]، تُشير الآيات إلى عقوبة التطير أو الطيرة والمقصود بها التشاؤم فالعقاب هو الرجم والعذاب العظيم.
- الفأل عكس الطيرة فالفأل يعني حسن الظن بالله تعالى بينما الطيرة فتتمثل في التشاؤم والاعتقاد الخاطئ في قدرة الأشياء على جلب الشر أو التحكم في مجريات الأحداث، وقد وردت الكثير من الأحاديث النبوية التي تُشير إلى أن التطير غير جائز ومن ضمن الأحاديث الواردة: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {لا طِيَرَةَ وخَيْرُها الفَأْلُ قيلَ: يا رَسولَ اللهِ، وما الفَأْلُ؟ قالَ: الكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُها أحَدُكُمْ}.
- الطيرة شرك بالله فهذا الفعل منافي لمعنى التوحيد والذي يعتبر أساس العقيدة الإسلامية فتوحيد الله أساس العبادة، ويعتبر التطير شرك بالمولى عز وجل، ونستشهد على صحة هذا الحكم من الحديث الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم فعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {مَنْ ردَّتْهُ الطِيَرَةُ عن حاجتِهِ فقدْ أشرَكَ قالوا : يا رسولَ الله وما كفارَةُ ذلِكَ قال يقولُ ” اللهمَّ لا طيرَ إلَّا طيرُكَ، ولَا خيرَ إلَّا خيرُكَ، ولَا إلهَ غيرُكَ}.
- أما عن حكم الفأل فهو من الأفعال المحمودة ففيه يتوقع المسلم حدوث الخير حتى في أحلك اللحظات وفي هذا الفعل خير فالفأل حسن طب بالله تعالي وحسن الظن ركن من أركان العبادة فعن أبو هريرة رضي الله عنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {لا عَدوى ولا طِيَرةَ وأُحِبُّ الفألَ، قالوا يا رَسولَ اللَّهِ: وما الفَألُ ؟ قالَ: الكلِمةُ الطَّيِّبةُ}.
وردت الكثير من الأيات القرآنية الموضحة لحال الظانين بالله ظن السوء ومن ضمنهم جاءت الآية رقم 6 من سورة الفتح في قوله تعالى: {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۖ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}، ومن هذه الآية نستدل على أن الظانين بالله ظن السوء مصيرهم جهنم وبئس المصير.
الدين الإسلامي دين يُسر جاءت تعاليمه مؤكدة بهذا الأمر فقد وضع المولى عز وجل لجميع الذنوب والخطايا مكفرات يغفر بها المولى عز وجل للعبد المذنب ذلاته، ولأن التطير ذنب من الذنوب التي حرمها المولى عز وجل ولأننا بنو آدم وكل ابن آدم خطاء جعل لها الله تعالى لها كفارة، فما هذه الكفارة ؟ هذا ما سنتعرف عليه عبر السطور التالية:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {مَنْ ردَّتْهُ الطِيَرَةُ عن حاجتِهِ فقدْ أشرَكَ قالوا : يا رسولَ الله وما كفارَةُ ذلِكَ قال يقولُ ” اللهمَّ لا طيرَ إلَّا طيرُكَ ، ولَا خيرَ إلَّا خيرُكَ ، ولَا إلهَ غيرُكَ} [رواه عبد الله بن عمر]، من هذا الحديث نستدل على أن كفارة التطير قول “اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك، ولا إله غيرك”.
ينبغي على المسلم أن يحذر الوقوع في الشرك بجميع مظاهرة فالشرك من كبائر الذنوب لأن فيها تشكيك في الوحدانية وأن المتحكم الوحيد في الكون هو المولى عز وجل، وفيها مخالفة لشرع الله تعالى ويتضح من الحديث أن التطير شكل من أشكال الشرك بالله لذا ينبغي على الفرد إذا وقع في هذا الإثم أن يذكر الدعاء الذي أوصانا به النبي صلى الله عليه وسلم وأن تكون توبته من الذنب خالصة لوجه الله تعالى.
من موجبات قبول الكفارة الندم والعزم على عدم المعاودة للفعل مرة أخرى، فالمولى عز وجل مُطلع على القلوب ويعلم ما يُسر العبد وما يُعلن، لذا ينبغي أن تكون التوبة نصوحة ولأن الله تعالى غفور رحيم سيغفر للعبد، فالمولى عز وجل يغفر جميع الذنوب ولكنة لا يغفر الشرك ودليلنا على ذلك من القرآن الكريم قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} [سورة النساء: (116)].
وأخيرًا نصل وإياكم متابعينا الكرام إلى ختام مقالنا اليوم الذي قدمنا لكم من خلاله إجابة تفصيلية لاستفسار الطيرة المنهي عنها هي التي تدفع الانسان الى الفعل او الترك ؟ وجميع الأمور المتعلقة بالتطير من حكم وكفارة آملين بذلك أن نكون استطعنا أن نشمل جميع متطلباتكم من بحث، وإلى اللقاء في مقال آخر من مخزن المعلومات.