تعرف على الصحابي الجليل صاحب المهمة الشريفة في الإسلام وهي تتبع القرآن الكريم وجمع آياته الشريفة في كتاب واحد، فمن هو الصحابي الذي تم تكليفه بتتبع القرآن وجمعه ، ذلك ما سنتناوله معكم بالتفصيل في السطور التالية من موقع مخزن ، فتابعونا.
إن الصحابي الشريف الذي قام بمهمة جمع آيات القرآن الكريم هو أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ واسمه عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي، ويلتقي أبو بكر الصديق مع النبي الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ في النسب عند الجد السادس وهو مرة بن كعب.
وكُنيّ أبي بكر من البكي أي الفتيّ من الإبل، ويتم جمعها أبكر وبكارة، وقد سبق أن تمت تسميت العرب بكراً، وهي من صفات أبي يكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ فقد كان أبيض الوجه نحيف الجسم، معروق الوجه، خفيف العارضين، ناتئ الجبهة وقد كان يُخضب بالكتم والحنة، وقد عُرف عنه الرحمة ورقة القلب واللين.
لجنة جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق
بدأت مهمة جمع آيات القرآن الكريم في أواخر عهد الرسوم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم قام بإكمال المهمة الخلفاء الراشدين وعلى راسهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، فحينما توفي النبي محمد لك يكن القرآن مكتوباً في كتاب واحد بل كان محفوظاً في قلوب وصدور المسلمين ، وعندما تمت تولية أبو بكر الصديق أمر جمع القرآن الكريم خوفاً عليه من الضياع فقام الخليفة باختيار الصحابي زيد بن ثابت لأنه كان يقوم بكتابة الوحي خلال عهد الرسول محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لذا فقد شاهد من أحوال القرآن الكريم ما لم يشاهده أحداً غيره.
ويُمكننا تلخيص منهج أبو بكر الصديق في جمع آيات القرآن الكريم في النقاط الآتية:
أن يقوم كل من تلقى شيئاً من القرآن الكريم من رسول الله محمد ـصلى الله عليه وسلم ـ بالذهاب إلى الصحابي زيد بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ ومن معه.
لا يتم قبول أي شيء من أحد حتى يشهد على قوله شاهدان، أي أن الأمر لم يكن يقتصر على مجرد إيجاد آيات القرآن أو شيئاً مكتوباً فقط بل يجب أن يشهد على صدقه شاهدان.
أن تتم كتابة كل ما يؤتى به في الصحف.
لا يتم قبول ما يؤتى به من الناس إلا في حال توافرت فيه الشروط التالية:
1 ـ أن يكون الأمر مكتوباً بين يدي نبي الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وليس مجرد كتابة ناتجة عن الحفظ، مع التشديد والمبالغة في تحقق هذا الشرط.
2 ـ أن يكون الأمر مما ثبت عرضه على الرسول محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ في عام وفاته أي في العرضة الأخيرة.
أن تتم كتابة الآيات في السور الخاصة بها على الضبط والترتيب الذين تلقاهما المسلمين عن نبي الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
مميزات جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق
تعاظم أمر جمع القرآن الكريم في عهد الصحابي أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ لما تميز به من مميزات نستعرضها في النقاط التالية:
أن أمر جمع القرآن الكريم اقتصر على ما لم تتم نسخ تلاوته وتجريده من كل ما ليس بآيات من القرآن الكريم.
لم يقبل خلال الأمر إلا ما أجمع عليه الجميع بأنه من آيات القرآن الكريم وتواترت روايته مراراً، وفيما يتعلق بما روي عن زيد بن ثابت في آخر سورة (براءة) فقد علمت المراد منه.
أنه تمت كتابة القرآن الكريم بجميع الحروف السبعة التي نزل بها القرآن الكريم.
أنه تم تدوين آيات القرآن الكريم على الوضع الذي نقوم بالقراءة عليه هذه الأيام، ولم يكن مُرتباً بالسور بل كانت كل سورة قرآنية مستقلة في كتابتها بمفردها في صحف، ثم تم جمع هذه الصحف وتم شدّها بعضها إلى البعض.
فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه
ورد ذكر الكثير من الفضائل التي قام بها الصحابي أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ في عهد الإسلام ونبي الله محمد والتي يتمثل بعضها في:
عندما حث النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ على النفقة في سبيل الإسلام جاء أبو بكر الصديق بجميع أمواله إلى النبي عن طيب نفس في سبيل الله.
كان أبو بكر الصديق أحب الناس إلى قلب رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم.
كان النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتخذ أبي بكر الصديق أخاً له.
قام المولي ـ عز وجل ـ بتزكية أبي بكر في آيات القرآن الكريم في قوله تعالى ” وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى * إِلا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى”
قام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بتزكية أبي بكر الصديق في حديثه الشريف الذي قال فيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة . قال أبو بكر : إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك لست تصنع ذلك خيلاء . رواه البخاري ـ في فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
من فضائل أبي بكر الصديق أيضاً ـ رضي الله عنه ـ أنه سيُدعى من أبواب الجنة جميعها ليدخل من أي باب شاء.
رأس مال أبي بكر الصديق
كان الصحابي أبو بكر الصديق يعمل في التجارة قبل دخول الإسلام إلى البلاد، وقد تمكن بذكائه لان يجمع الكثير والكثير من الأموال من تجاريته، حتى وردت أقوال أن ثروته قد بلغت ما يزيد عن أربعين ألف درهم، وحينما جاء الإسلام بذل أبو بكر الصديق الكثير من ماله لمناصرة الدين الإسلامي ومناصرة الرسول محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد رويّ عن أبي بكر الصديق وبذله للأموال في سبيل الله ولإعلاء راية الإسلام أنه في خلال غزوة العُسرة تبرع أبو بكر الصديق بجميع أمواله للجيش الإسلامي.
وذلك لأن تلك الغزوة قامت في وقت شديد الحر والضيق بشكل كبير، وأراد رسول الله محمد تجهيز جيش من الفتيان المسلمين لمواجهة جيش الكفار أعداء الله، فما كان من أبي بكر إلا التبرع بجميع أمواله لذلك لنصرة دين الإسلام ورسوله محمد، وحينما سأله النبي ماذا تركت لأولادك يا أبا بكر، قال أبو بكر: تركت لهم الله ورسوله، فمثل أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ ما يُطلق عليهم صدقاًُ من المؤمنين رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
لنكون بذلك أعزائنا القراء قد تعرفنا معكم على الصحابي الذي تم تكليفه بتتبع القران وجمعه الصحابي الجليل أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ منهج أبي بكر الصديق في جمع آيات القرآن الكريم، فضائل أبي بكر الصديق، وللمزيد من المعلومات الدينية الإسلامية تابعونا في موقع مخزن.