الشبهة هي كل أمر تردد حكمه بين الحلال والحرام ، من خلال موقع مخزن سنكتشف معًا مدى صحة هذه العبارة، حلل الإسلام بعض الأمور وحرم البعض الآخر، وما على الإنسان إلا الاستماع لأوامر الله عز وجل فإن معظم المحرمات الغرض منها حفظ الحياة الكريمة للعبد المؤمن والمجتمع وبين الحلال والحرام تتواجد بعض الأمور المتشابه في أمر أحلال هي أم حرام، وهذا ما سيتضح لنا عبر الفقرات التالية.
عبارة: الشبهة هي كل أمر تردد حكمه بين الحلال والحرام بحيث يتم اشتباه الأمر على العبد المكلف أحلال ما يقوم به أم حرام مثل العديد من المعاملات والمواقف التي تحمل العديد من الأحكام هي عبارة صحيحة.
في الشريعة الإسلام الحلال بين والحرام بين، وما يتم الاشتباه فيه على أنه من المحرمات فهو ما يدعى الشبهات.
في حالة معرفة أن الموقف أو الأمر الواقع هو من الأمور الشبهات فأفضل حل هو الابتعاد عنه لحفظ الدين وعقيدة العبد من الوقوع في الخطأ والخلل.
فيجب أن يمتنع الإنسان عن الوقوع في الكبائر والمحرمات مثل الزنا باجتناب الاختلاط ومصافحة النساء أو الخلوة بالأجنبية.
من الأمور الواقعة تحت بند الشبهات والتي يجب تجنبها من أجل عدم الوقوع في باب الرشاوي هي قبول الهدايا من العملاء والموظفين الأقل مكانة في أنواع العمل المختلفة.
بعض الأمور المشتبه فيها
قسم الإسلام أحكام الدين إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي : الحرام والحلال والأمور المتشابه، والاشتباه في الأحكام هو واحد من الأمور النسبية التي تبث الاختلاف بين آراء أهل الفقه والعلم، فيحرمها البعض وهو أمر غير ثابت، ويذهب البعض إلى تكريهها.
يتعلق أمر التحريم أو الإكراه لرتبة الشبهة وأصل فعلها.
بعض الشبهات يكون الأصل بها التحليل و البعض منها الأفضل هو اجتنابه.
اتفق علماء الدين أن من صلاح وكمال إيمان العبد هو الحفاظ على الابتعاد واجتناب الشبهات.
يدخل في بند الشبهات كافة الأمور التي يشك بأمرها مثل: المال المخلوط لمال الربا أو أي نوع من الأموال المشبوهة المحرمة، أما إذا تم التأكد بأنه مال ربا فهو حرام لا شك فيه.
من المشبهات أيضًا: الرغبة في الزواج من امرأة يشك الرجل أنها رضعت معه، أي أخته بالرضاعة.
بجانب أيضًا الزوج الذي قرر طلاق زوجته، فالحال هنا هو أن تبقى معه على عصمته حتى يقين الطلاق.
الشبهات أيضًا تتمثل في الأمور التي وقع حكم خلافها بين الحلال والحرام بشكل واضح والأفضل هنا تركها.
بجانب معاملة الأشخاص المختلطة أموالهم بالرزق الحرام.
سبب ورود حديث الحلال بين والحرام بين
ورد في صحيح البخاري حديث صريح عن أحكام الدين الإسلامي، فعن النعمان بن بشير رضي: عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (الحَلَالُ بَيِّنٌ، والحَرَامُ بَيِّنٌ، وبيْنَهُما مُشَبَّهَاتٌ لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى المُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ، ومَن وقَعَ في الشُّبُهَاتِ: كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أنْ يُوَاقِعَهُ، ألَا وإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، ألَا إنَّ حِمَى اللَّهِ في أرْضِهِ مَحَارِمُهُ، ألَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً: إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألَا وهي القَلْبُ).
يعتبر هذا الحديث واحد من الأحاديث التي عليها تقام الأحكام الدينية وبه يجب أن تسير حياة العبد ليكتمل إيمانه.
جاء هذا الحديث الشريف لبيان أمرين أساسيين هم العمل وتصحيحيه وإتمامه على أكمل وجه بما يرضي الله، وسلامة قلب العبد، فإصلاح العمل الظاهر ونقاء وسلامة القلب الداخلي أمران يسببان السير على النهج الصحيح في الحياة الدنيا.
شرح حديث الحلال بين والحرام بين
في الحديث السابق بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الحلال هو أمر ظاهر وواضح، فهو كل أمر لم يتم الاختلاف في حكمه ولم تتواجد لتحريمه أي أدلة من القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة أو التحريم بإجماع العلماء أو قياسهم، وهذا لأن أساس الأمور في الإسلام الإباحة وليس التحريم.
كما وضح صلى الله عليه وسلم أن الحرام أيضًا ظاهر وواضح، وهو كل أمر وجد دليل على تحريمه في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة، ووجد دليل على تحريمة بإجماع الفقهاء.
وبين الحلال والحرام يبين نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم القسم الثالث وهو الشبهات التي لا يظهر الحكم الخاص بها بوضوح أحرام هي أن حلال.
بعدها يشير صلى الله عليه وسلم إلى طريقة التعامل مع الشبهات وهي اجتنابها والابتعاد عنها مما ينتج عنه براءة النفس من كل خطأ وسلامة الدين من أي نقص، والابتعاد عن الوقوع بالحديث السيئ أو الذم من الآخرين.
أما من يقع في الشبهات يجزى بما اقترفه، وهنا يبدأ العبد في تعريض قلبه ونسفه للخطر، ومن الممكن أن يقع في الحرام في بعض الحالات، كما وضح الحديث الشريف بقوله صلى الله عليه وسلم 🙁كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أنْ يُوَاقِعَهُ).
والمقصود بالحمى هنا المكان الذي يحدده الملك ليرعى به المواشي الخاصة به ويتوعد بالعقوبة الشديدة لمن يدخله دون إذن، فمن يراعى مواشيه بالقرب من هذا المكان فقد وقع بالشبهات، وإذا دخلت إحدى مواشيه إلى مكان الملك وقعت العقوبة الشديدة.
وهو الأمر نفسه الحادث مع من يتهاون في الأمور المتشابهة في حكمها فيصبح موشك على الوقوع في الخطر.
وهذا ما اتضح أيضًا في قوله صلى الله عليه وسلم: (ألَا وإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، ألَا إنَّ حِمَى اللَّهِ في أرْضِهِ مَحَارِمُهُ)، أي أن الحمى التي فرضها الله على العبد المؤمن أو ما لا يجب على العبد الاقتراب منه في الحياة الدنيا هب المعاصي التي وردت الأدلة على تحريمها، ومن ارتكب هذه المعاصي هلك، ومن اقترب منها بفعل الشبهات اقترب من الهلاك ووقع في الخطر.
ثم وضح نبي الله صلى الله عليه وسلم أساس سلامة النفس ونجاة العبد في الدار الدنيا، وهذا الأمر هو أساس فساد الجسد كله أو صلاحه وهو القلب، فإذا صلح صلح عمل الإنسان جميعه، وإن فسد فسدت أخلاق الإنسان جميعها وأعماله.
فتنبع الطاعة من القلب وصلاحه وينبع اجتناب الشبهات والحرص على عجم الوقوع في الحرام من صلاح القلب وبناءه السليم أيضًا.
وبفساد القلب هرعت النفس إلى كل حرام ملبية أهوائها دون حاجز يمنعها من فعله.
حكم الوقوع في الشبهات
على المسلم أن يتقي مواطن الشبهات ويبتعد عنها لسلامة دينه وعرضه، ويقال بأن المرء إذا وقع في الأمور المتشابه في حكمها هان وسهل عليه الوقوع في الحرام، والشبهات هي أمور نسبية يقع بها الكثيرين بالرغم من هذا، أما عن حكم الوقوع في الشبهات فيتضح في النقاط التالية:
الأصل في أمر الشبهات هو اجتنابها والابتعاد عن الوقوع بها كما وضحنا في الحديث السابق.
وحكم الاشتباه يعتمد على العديد من المسارات، فمنها الاشتباه في دليل التحريم وتعارض الحجج.
فاختلف الفقهاء في حكم الوقوع في الشبهات فحرمها البعض وهو أمر مردود، وذهب البعض الآخر إلى الكراهة وهو أمر موقوف.
بالرغم من هذا الاختلاف فإن ما اتفق عليه العلماء هو وجوب تجنبها والابتعاد عنها، وهذه إحدى صفات المؤمن كامل الإيمان.
أما اجتناب الشبهات فهو الأخر يحمل العديد من المراحل:
الأولى: ما يجب اجتنابه، وهو الأمر الذي لوقوعه يجب القيام بالحرام.
الثانية: الأمور التي أصلها الإباحة.
الثالثة: ما تم التردد في أصل حكمه بين الحرام والحلال.
الرابعة: ما يفضل اجتنابه.
الخامسة: المكروه اجتنابه، مثل الامتناع عن العمل بالرخص التي يسرها الله عز وجل لعباده.
من استباح القيام بالحرام وأحله، فقد كفر بجموع آراء علماء الدين والفقهاء.
بناءً على ما سبق فيجب الإشارة إلى بعض الأمور التي تساهم في صلاح القلب والابتعاد عن الحرام، ومنها:
التدبر والحفاظ على قراءة القرآن الكريم.
عدم الإفراط في تناول الطعام، وهذا من أجل أن يكون الإنسان قادرًا على أداء العبادات على أكمل وجه.
التضرع في أوقات السحر ونزول الأمطار وسائر أوقات الإجابة.
الحفاظ على قيام الليل.
الابتعاد وتجنب التعامل مع الجاهلين والعصاة، والاقتراب من الصالحين ومجالستهم.
الحرص على الأكل بالحلال وتجنب الرزق الحرام.
الابتعاد عن النم والخوض في الحديث عن الآخرين.
من هذا المنطلق نكون قد تمكنا من شرح عبارة الشبهة هي كل أمر تردد حكمه بين الحلال والحرام بشيء من التفصيل مع بيان صحتها وشرح حديث المبين للأمر، والمؤمن كامل الإيمان التقي هو من يقفل أبواب المعاصي جميعها أمام قلبه ويتجنب الشبهات للحفاظ على قلبه من الفساد والظلمة، ونسأل الله تعالى بصلاح قلوبنا ورؤية الحق ظاهرًا واضحًا، ورؤية الباطل باطلًا واضحًا متجنين أي شبهة أو أمر يؤذي قلوبنا.
يمكنكم الاطلاع على المزيد من الموضوعات المتنوعة ومعرفة الأحكام المختلفة للدين عبر موقع مخزن من هنا: