مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

التقرب إلى الله بإراقة دم الذبيحة تعظيما لله

بواسطة: نشر في: 19 فبراير، 2022
مخزن

التقرب إلى الله بإراقة دم الذبيحة تعظيما لله هو تعريف لأحد العبادات الإسلامية التي كرمها الله عز وجل وخص بها المسلمين وحدهم عن ثائر الديانات، وحث على القيام بها بوقت محدد من كل عام ، وهي طريقة مضمونة لتقرب الإنسان من ربه ومغفرة ذنبه، ومن خلال موقع مخزن نقوم بتسليط الضوء حول المقصود بهذه العبارة وشروطها وموعدها عبر الفقرات التالية.

التقرب إلى الله بإراقة دم الذبيحة تعظيما لله

تشير العبارة الخاصة بموضوعنا التقرب إلى الله بإراقة دم الذبيحة تعظيما لله إلى تعريف عبادة الأضحية، أما في اللغة العربية فالأضحية هو ما يطلق على ما يتم التضحية به وفي الاصطلاح هو ما يتم ذبحه من بهيمة الأنعام بعيد الأضحى وحتى آخر أيام التشريق.

  • الأضحية هي سنة نبوية مؤكدة تتم بعيد الأضحى، وهذا لما ورد بالحديث الشريف المروي بلسان أم سلمة رضي الله عنها: “مَن كانَ له ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فإذا أُهِلَّ هِلالُ ذِي الحِجَّةِ، فلا يَأْخُذَنَّ مِن شَعْرِهِ، ولا مِن أظْفارِهِ شيئًا حتَّى يُضَحِّيَ“.
  • ويقال بأن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد قام بالتضحية عن نفسه وعن المؤمنين جميعهم المقتدر منهم والعاجز عن التضحية.
  • أما عن مشروعية الأضحية فهو أمر أجمع عليه علماء المسلمين والفقهاء جميعهم، ومنهم ابن حجر الشوكاني وابن قدامة، وابن دقيق العيد.
  • الغرض الأول من الأضحية هو شكر الله تعالى على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، بجانب شكره على نعمة الإسلام والحياة.
  • أما الغرض الآخر من الأضحية هو إحياء سنة نبي الله إبراهيم عليه السلام عندما أمره الله عز وجل بذبح ولده إسماعيل في رؤيا من ضمن رؤياه، ومن المعروف بأن رؤى الأنبياء حق وأمر من المولى عز وجل.
  • فلما رأى إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يذبح ولده إسماعيل ذهب إليه قائلًا بأنه يرى في المنام بأنه يذبحه وأن هذا أمر الله، فأخبر إسماعيل والده بأن ينفذ أمر الله عز وجل، فلما أوشك إبراهيم عليه السلام من النحر نزل من السماء كبشًا من السماء فداءً لإسماعيل عليه السلام وأمر الله إبراهيم عليه السلام بأن يذبحه.
  • من هذه القصة يبدأ الإنسان في تذكر الصبر الذي تحلى به إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام على هذا البلاء وإيثارهما تنفيذ أمر الله عز وجل وحبته أكثر من جب النفس والابن، وهذا ما ساعد على رفع البلاء، ومن هذا المنطلق يبدأ الإنسان بالتحلي بالصبر ومقاومة النفس وشهواتها.
  • كما أن الأضحية من الوسائل المضمونة التي توسع في الرزق وتهدي النفس، ومن خلالها يتم إكرام الضيف والتصدق على الفقراء، وهي واحدة من مظاهر الفرح والسرور بنعم الله عز زجل.
  • يعد ذبح الأضحية من الأدلة القطعية على إيمان العبد وتصديقه بأمور الله عز وجل، فيقول الله تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ).

حكم الأضحية في عيد الأضحى

التقرب إلى الله بإراقة دم الذبيحة تعظيما لله
حكم الأضحية في عيد الأضحى

الأضحية هي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم بإجماع جمهور الشافعية والمالكية في المشهور والحنابلة، وهو مذهب الظاهرية، وإحدى الروايتين لدى أبي يوسف، واتفق على هذا الرأي العديد من علماء المسلمين، وهناك بعض الشروط التي أقرها الدين الإسلامي ويجب توافرها في الذبيحة التي يتم التضحية بها يوم عيد الأضحى من كل عام لتقبل من العبد، ومن ضمن هذه الشروط ما يلي:

  • لابد أن تكون الأضحية نوع من بهائم الأنعام، أي من الإبر أو البقر أو الخراف والبهائم.
  • كما لابد من أن تكون الأضحية خالية من أي مرض أو شيء يمنع من ذبحها، ولابد من أن تكون قد بلغت السن الشرعي من أجل الذبح، فلا يجوز ذبح البهيمة التي لم تتجاوز السن المحدد للأمر.
  • فلا يجوز التضحية بالبهيمة المريضة التي تكون عوراء أو عرجاء أو عجفاء، كما لا يمكن التضحية بالهيمة ولا يجوز التضحية بما دون الثنبة من غير الضأن، أو التضحية بما دون الجذعة من الضأن.
  • كما لابد من أن تتم التضحية في الوقت المحدد للذبحية دون تبكير أو تأخير.
  • كما يشترط في التضحية النية، فعلى المضحي أن ينوي التضحية وهذا ما أجمع عليه الأئمة الأربعة.

حكم الأضحية المنذورة

  • إذا نذر الشخص بالتضحية، فعليه الوفاء بهذا النذر سواء كان هذا النذر يخص أضحية مخصصة أو أضحية غير مخصصة.
  • هذا الأمر هو ما أجمع عليه فقهاء وعلماء المسلمين، وما أجمع عليه أئمة الإسلام الأربعة، سواء الحنفية أو الحنابلة والشافعية والمالكية، وهذا ما أكده الحديث الشريف الذي جاء بلسان عائشة رضي الله عنه، والذي يمكن الوصول إليه عبر الرابط التالي هنا.
  • كما أن هذا قول ابن القاسم في المالكية، واختاره أيضًا ابن تيمية، وأفتت به اللجنة الدائمة.

الطريقة الصحيحة لذبح الأضحية

التقرب إلى الله بإراقة دم الذبيحة تعظيما لله

أشار النبي صلى الله عليه وسلم في أحد أحاديثه النبوية الشريفة عن الطريقة الصحيحة التي يجب أن تذبح بها الأضحية، وجاء ذاك الحديث تطبيقًا لما أمر به الله عز وجل من رفق بالحيوان، وإحسان إلى ما يتم ذبحه، وأشار ذاك الحديث الشريف إلى أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يذبح الأضحية بنفسه، وقد كان يضحي صلى الله عليه وسلم بالغنم فقد أمر في حديثه بذبح الكبش، فتقول عائشة رضي الله عنها: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَمَرَ بكَبْشٍ أَقْرَنَ يَطَأُ في سَوَادٍ، وَيَبْرُكُ في سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ في سَوَادٍ، فَأُتِيَ به لِيُضَحِّيَ به، فَقالَ لَهَا: يا عَائِشَةُ، هَلُمِّي المُدْيَةَ، ثُمَّ قالَ: اشْحَذِيهَا بحَجَرٍ، فَفَعَلَتْ: ثُمَّ أَخَذَهَا، وَأَخَذَ الكَبْشَ فأضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قالَ: باسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِن مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ضَحَّى بهِ“.

  • أما الكبش فهو الذكر من الضأن أو الخراف، وأقرن تشير إلى ضرورة أن يكون له قرنان، ومن الأفضل أن يكون لونه أسود وبطنه لونها أسود.
  • أما ينظر في سواد فهي إشارة إلى أن تكون عينه وما حولها باللون الأسود، أما المقصود بلفظ المدية في الحديث الشريف فهي السكين التي يتم الذبح بها، ويجب أن تكون هذه السكين مشحوذة أي حامية وهذا من أجل أن يكون الأمر سريع ورفيق بالحيوان عند الذبح.
  • يجب الإشارة إلى ضرورة شحذ السكين قبل تجهيز الكبش للذبح، وهذا أيضًا رفقةً به، وبعد تجهيز الحيوان يتم إرفاقه إلى الأرض برحمة ورفقة وقبل بدء الذبح يذكر اسم الله فيقول الإنسان بسم الله وتبدأ عملية الذبح، ويقال بأن بهذا الوقت يقال دعاء مقبول كما قال صلى الله عليه وسلم: “اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِن مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ”.
  • كما يفضل إخفاء عين الأضحية، ولا يجب ذبح أضحية أمام الأخرى رفقةً بالحيوانات.

من هذا المنطلق نكون وصلنا إلى نهاية موضوعنا بعد معرفة المقصود من عبارة التقرب إلى الله بإراقة دم الذبيحة تعظيما لله والإلمام بأهمية الأضحية والهدف من الأمر وأنه سنة مؤكدة وإحياء لذكرى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام عبر الفقرات السابقة، مع الإشارة إلى أن بإمكانكم الاطلاع على المزيد من الموضوعات المتنوعة والمفيدة عبر موقعنا.

التقرب إلى الله بإراقة دم الذبيحة تعظيما لله

جديد المواضيع