يمثل ذلك تعريف الإسلام حيث إن الإسلام في الشريعة يعني الاستسلام والانقياد لله من خلال التوحيد والامتثال لأوامره دون الشرك، وفي اللغة يفسر الإسلام بأنه الاستسلام والانقياد، وفي سياق العبادة، تكمن الخضوع والتذلل، حيث يُعبر الخضوع والتذلل والمحبة عن الاستسلام والانقياد. ببساطة، العبادة هي جوهر الإسلام ذاتها، وفي هذا المقال عبر موقعكم مخزن سنتعرف على مفاهيم هامة متعلقة بالإسلام.
الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله تعريف
الإسلام هو الدين الذي أُقر وشُرع عن طريق نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهو خاتم وخير الأنبياء من بين جميع أنبياء الأديان السماوية، وكما كان محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتم الأنبياء والمرسلين، بعثه الله -تعالى- بدين يُعتبر للبشرية حتى يوم القيامة، وفيما يلي شرح لمفهوم الإسلام سواءً من حيث لغته أو اصطلاحاته:
- تتضمن كلمة “الإسلام” في اللغة العديد من المعاني التي تعكس وجود علاقة بين طرفين، حيث يقوم أحد الطرفين بالانقياد أو الخضوع للطرف الآخر وتشمل هذه المعاني: الخضوع، والاستسلام، والانقياد، والدعاء، وفي النهاية التسليم، ويظهر لنا من هذه المفاهيم أن هناك توازنًا بين طرف قوي وآخر يخضع له.
- الإسلام، بتعريفه الاصطلاحي، يُعتبر دينًا شاملاً يُغطي جوانب متعددة من الحياة. يُعرّف الإسلام على أساس ما أوحاه الله -تعالى- لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- فيما يتعلق بالعقائد، والعبادات، والأخلاق، والمعاملات، وغيرها. فكل ما أتى من الله -تعالى- ونبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- لتنظيم حياة الإنسان في علاقته مع خالقه، ومع رسوله، ومع بقية الناس، ومع الكون من حوله، فهو جزء لا يتجزأ من تعاليم الإسلام.
مقام الإسلام
قام بعض علماء الدين باستخلاص مراتب للإسلام من خلال دراسة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ومقاصد الدين الإسلامي بشكل عام، ويظل ترتيب هذه المراتب مسألة اجتهادية. ومن هذه الاجتهادات ما يشمل:
- مقام الإسلام: وهو المقام الأول الذي يبدأ به المكلف في هذا الدين، حيث يُدخل في هذا المقام بمجرد اعتناقه للإسلام. تشير الآية القرآنية: “قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم”، وتظهر هذه الآية المقام الأول الذي يُعرف بالإسلام.
- مقام الإيمان: وهو مقام يأتي بعد مقام الإسلام، حيث تؤكد الآية السابقة مقام الإسلام وتنفي وصولهم إلى مقام الإيمان. ويعتبر مقام الإيمان أعلى من مقام الإسلام. لهذا، يحتاج المسلم إلى بذل الجهد والعمل لتحقيقه.
- مقام الإحسان: وهو المقام الأعلى من بين المراتب الثلاثة. يأتي ذلك استنادًا إلى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “الإحسان أن تعبدَ الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يَراك”، يعني هذا أن الإنسان ينبغي له أن يعبد الله كما لو أنه يراه ويعلم أن الله يراقبه.
- مقام التقوى: يُعتبر المقام الذي يصل إليه العبد من خلال تقواه وتعبده، ويُظهر ذلك في قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون”.
- مقام الشكر: يأتي كعاقبة لمقام التقوى، حيث يتحسّس العبد نعم الله عليه، مما يزيد من شكره وامتنانه لله -تعالى- على هذه النعم.
الإسلام دين الختام
شريعة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- تمتاز بخاصية أنها خاتمة الشرائع السماوية، ويتجلى ذلك في النقاط التالية:
- اختص الله شريعة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بكونها خاتمة الشرائع السماوية، وبذلك لا توجد شريعة بعدها.
- جعل الله شريعة محمد -صلى الله عليه وسلم- مستقلة بذاتها، لا تحتاج إلى تكميل من الشرائع السابقة، ولن تحتاج إلى شريعة تتبعها لتكملتها، حيث قال -تعالى-: “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا”.
- اختص الله -تعالى- شريعة محمد -صلى الله عليه وسلم- بأن الوحي انقطع بوفاته، فلا ينزل بعده أي وحي على أي عبد مهما بلغ اجتهاده في عبادته.
قيم الإسلام
مبادئ الإسلام وقيمه تشكل جوانب متداخلة مع بعضها البعض، حيث يُظهر الحديث عن أ] منها الأثر والأهمية للآخر، فالقيم في الإسلام تمثل ذلك الأساس الثابت والموجه الذي لا يحيد، وتعد هذه القيم معيارًا لتمييز الخير من الشر. تحمل قيم ومبادئ الإسلام دلالات فكرية وسلوكية ثابتة، لا تتبدل مع تغير الزمان، ومن هذه القيم الإسلامية:
- قيمة الحكمة: تركز على تطبيق العقل والمعرفة للوصول إلى الحقيقة، واستخدام أفضل الطرق لأفضل الغايات.
- قيمة العدل: تهدف الأحكام الشرعية إلى تنظيم المعاملات بين الناس لمنع الظلم وتحقيق العدل، ومنح كل فرد حقوقه.
- قيمة الشورى: تشجيع على مشاركة الأشخاص المؤهلين وذوي الخبرة في اتخاذ القرارات الهامة، سواء في الدولة أو في الأسرة.
- قيمة الإخاء: تعكس روح الأخوّة بين أتباع الدين الواحد، وتمثل قيمة موحّدة للمسلمين جميعًا، حيث تحقق التضامن والتكافل، وتعتمد على قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”.
خصائص الإسلام
الإسلام يُعتبر دين الله -تعالى- المقرر للبشرية حتى يوم القيامة، وتتجلى خصائصه المهمة بتناغمها مع طبيعة الإنسان ودوره في هذه الحياة الدنيا، فيما يلي نبذة موجزة عن أهم خصائص الإسلام:
- الربانية: إنّه دين مقدّس من الله، حيث تظل ثوابته وطقوسه ثابتة، ولا يمكن للبشر التغيير أو التلاعب بها.
- العدل والمساواة: يؤكد على أنّ جميع البشر متساوون في جذورهم، وليس لأحد فضيلة تجعله يتفوّق على الآخرين، والدين لا يقبل أي ظلم أو تفرق بين الناس إلا بما جاءت به شريعته.
- الشمولية والتوازن: يغطّي جميع جوانب الحياة الاجتماعية والفردية، ويوفر التوازن بين جوانب مختلفة، فهو دين يُنظّم كافة العلاقات والمظاهر المجتمعية بشموليّة وتوازن.
- الواقعية: يطلب من الفرد فقط ما يستطيع القيام به، ولا يفرض عليه أعباء تتجاوز قدراته، وهو إلى ذلك لم يحرّم شؤونًا تعتبر أساسية للناس مثل الزواج والتجارة، لأن واقع الحياة يستدعي هذه الضروريات.
الإسلام ومعناه العام والخاص
أولًا الإسلام العام:
الإسلام في معناه العام يشير إلى الخضوع والانقياد، حيث يعبر عن فكرة الاستسلام لأوامر الله حيث يُستخدم مصطلح “الإسلام” للدلالة على الاستسلام والخضوع لمشيئة الله، وهذا التفهم يظهر في عدة نصوص دينية كما في الكتب المقدسة.
في الكتب المنزلة السماوية – كالتوراة والإنجيل والقرآن – تأتي كلمة “الإسلام” ومشتقاتها تعبيرًا عن الخضوع والانقياد لمشيئة الله. على سبيل المثال، في التوراة:
- تُظهر الكلمة في سفر تكوين: “[ومبارك الله العلي الذي أسلم أعداءك في يدك]” (تك 14: 20)، حيث يمدح ملك سدوم الله لمنح إبراهيم النصر على أعدائه.
- وفي سفر أيوب: “[أما الرجل فيموت ويبلى الإنسان يسلم الروح فأين هو]” (أيوب 14: 10)، يعني ذلك كيف يُخضع الإنسان روحه لله عند موته.
- وفي سفر تكوين: “[وهذه سنو حياة إسماعيل مئة وسبع وثلاثون سنة وأسلم روحه و مات و انضم الى قومه]” (تك 25: 7)، حيث يظهر كيف يخضع الإنسان روحه لله عند الموت.
وتتكرر مثل هذه الكلمات في الكتب المنزلة الأخرى أيضًا، مثل الإنجيل الذي يقول: “[فصرخ يسوع أيضا بصوت عظيم وأسلم الروح]” (متى 27: 50).
القرآن الكريم يُظهر الإسلام من خلال فكرة الخضوع والانقياد لله – سبحانه وتعالى. في سورة آل عمران: ﴿ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾ (آل عمران: 83)، حيث يخاطب الله الناس بالسماء والأرض متسائلًا هل يبتغون دينًا غير دين الله وهل ليس لله خضوع من في السماوات والأرض، ويعرض الله في هذه الآية الخضوع والانقياد له.
وهذا ما يوضحه القرآن الكريم من خلال مختلف الرسالات السماوية، حيث يؤكد أن الأساسيات الدينية متجانسة وتهدف إلى رفاهية الإنسان في حياته وآخرته.
الإسلام الخاص:
تُطلق كلمة “الإسلام” بمفهومها الخاص على الدين الذي دعا إليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم في القرن السابع الميلادي. يُعتبر هذا الدين وحيًا من الله، مُصدقًا للرسالات السماوية السابقة، ومُجددًا ومُحييًا لها. يُصوِّب أيضًا الأخطاء التي حدثت في الديانات السابقة بسبب تدخل البشر خلال العصور. يؤكد القرآن هذا الواقع في عدة مواضع، مُبيِّنًا أنه جاء كرحمة وتذكير للمؤمنين، كما في قوله: “أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ” [العنكبوت: 51].
في هذا المفهوم الخاص، يُعتبر الإسلام هو الطريق القويم في عقيدة المسلم، أي السبيل الذي وضعه الله وحكم باتباعه. يفهم المؤمنون أن طريق الإسلام يتطلب الخضوع والانقياد لله سبحانه، كما يوضح ذلك في قوله: “وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ” [الحج: 54].
إذاً في مفهومه الخاص يُعتبر الإسلام دينًا يُناسب كل زمان ومكان. فهو دين الإنسانية ودين المستقبل.