يعد الحديد من العناصر المفيدة والضرورية لجسم الكائن الحي؛ نظرًا لدخوله بشكل رئيسي في تركيب الهيموغلوبين، والذي يساهم في نقل الأكسجين إلى كافة نواحي جسم الإنسان، فضلًا عن مساهمته في العملية التبادلية التي تتم بالجهاز الهضمي، فتحقق تبادل الكوليسترول، وتنظم من درجات حرارة الجسم، كما تدعم الجهاز المناعي، بالتالي فإن تأثير نقص الحديد ينعكس على كافة خلايا الجسم والأعصاب، ويظهر على الشعر والبشرة والأظافر، لذا نتعرف على أعراض نقص الحديد في الجسم من خلال الآتي:
الشعور بالتعب أكثر من الطبيعي
التعب هو من الأعراض الشائعة لنقص الحديد بالجسم، ويكون ناتجًا عن عدم اكتفاء العضلات والأنسجة بالنسبة القليلة من الحديد، والتي يوصلها الهيموغلوبين إلى أنحاء الجسم.
كما يؤدي نقص الحديد إلى الشعور بالتعب بسبب أن القلب يبذل مجهودًا أكبر في نقل الدم المحمّل بالأكسجين.
لكن وجب التنويه إلى أن الشعور بالتعب لا يقتصر على نقص الحديد فقط، بل توجد الكثير من العوامل المؤدية إلى هذا العارض.
فالحياة تشتمل على الكثير من الضغوطات المجهدة، وفي معظم الأحيان يكون التعب الناتج عن نقص الحديد مرافق لسوء المزاج، وقلة التركيز.
إصابة البشرة بالشحوب والجفاف
من أعراض نقص الحديد في الجسم الشائعة هي غصابة البشرة بالشحوبن والذي يكون ظاهرًا بداخل الجفن السفلي من العين.
فالهيموغلوبين يكون هو المسؤول عن إضفاء اللون الأحمر على خلايا الجسم، وبالتالي يؤدي إلى حمرة الخدين والبشرة، وهي من دلالات الصحة الجيدة.
لكن انخفاض النسبة الإنتاجية من الهيموغلوبين تعطي البشرة المظهر الشاحب، والذي يظهر أكثر بمناطق اللثة والشفاه والأظافر.
كما تعتبر إصابة البشرة بالشحوب من أعراض فقر الدم بالدرجة المتوسطة أو الحادة.
ويؤدي نقص الحديد إلى قلة ضخ الأكسجين للبشر مما يتسبب في جفافها.
إضافةً إلى أعراض مشابهة كإصابة الشعر والأظافر بالجفاف والضعف.
الشعور بالدوار أو الصداع
لا يعد الشعور بالدوار أو الصداع نتيجة نقص الحديد من الأعراض الشائعة، إلا إذا كانت نوبات الشعور بالصداع والدوخة تتكرر في أوقات متقاربة.
يعود السبب في ذلك إلى عدم وصول نسبة كافية من الأكسجين إلى الدماغ، مما يؤدي إلى إصابة الأوعية الدموية الدماغية بالتورم.
بالتالي تحدث أعراض مقاربة للضغط، فيكون الناتج عنها الصداع، وينبغي إجراء التحليل والفحص الطبي للتأكد أن السبب هو نقص الحديد.
انقطاع النفس وخفقان القلب
إذا انخفض مستوى الهيموغلوبين المحمّل بالأكسجين في نواحي الجسم فإن الشخص يشعر بالتعب والإرهاق بسرعة.
ومن آثار ذلك انقطاع النفس، والذي يحدث بفعل عدم حصول العضلات والأنسجة على نسبة كافية من الأكسجين.
بالإضافة إلى أن القلب يصاب بالخفقان بشكل اكبر، فيحاول تعويض نقص وصول الأكسجين إليه.
وقد يؤدي نقص الحديد إلى التسارع الزائد عن الحد في الخفقان، فتسبب الحالات الحادة منه الإصابة بالفشل أو التضخم.
إلا ان هذا العرض غير شائع الحدوث، وينبغي الإسراع في علاج نقص الحديد لكيلا يصل الفرد إلى تلك الحالة.
إصابة الفم واللسان بالحرقة والتورمات
من أساليب تشخيص فقر الدم هي ملاحظة أعراض التورم والحرقة على الفم واللسان، فيكون ملمس اللسان غير طبيعي ومصاب بالشحوب.
بالإضافة إلى ظهور الالتهاب والتشقق الحامل للون أحمر في زاوية الشفاه، او ظهور البثور، فكلها من أعراض نقص الحديد.
اضطرابات الجهاز العصبي
من اضطرابات الجهاز العصبي الناتجة عن نقص الحديد هي متلازمة تململ الساقين؛ والتي تؤدي إلى زيادة رغبة المصاب في تحريك ساقيه.
ففلا يتحمل أن يكونا بوضع الراحة، كما قد يصاب بإحدى أنواع الحكة في قدميه، مما يؤدي غلى انزعاجه خاصة بوقل الليل.
ولتلك المتلازمة الكثير من الآثار السلبية، ومنها عدم الحصول على قسط كافي من النوم، وتزداد حدّتها بزيادة النقص في الحديد.
أعراض نقص الحديد النفسية
إن فقر الدم أو الأنيميا من الأمراض التي تنتج عن نقص الحديد في الجسم، بالإضافة إلى نقص فيتامين (B12) أو حمض الفوليك، وذلك بدوره يؤدي إلى الإصابة بعدة أعراض نفسية سلبية.
تتداخل العناصر المذكورة مع الوظائف الدماغية والمخ؛ بالتالي فإن النقص فيهم يؤدي إلى الإصابة بتدهور في العقل، وأزمات الخرف وما يشابهها.
كما قد يؤدي نقص العناصر الهامة إلى اضطرابات نفسية ينتج عنها اكتئاب حاد، ومن الحالات المعرض لعا المصاب أيضًا: الانفصام، الذهان.
يعود السبب في ذلك إلى عدم وصول الأكسجين بشكل كافي إلى خلايا الجسم، مما يحثّ الجهاز العصبي السمبثاوي على زيادة الاضطرابات النفسية من قلق وتوتر.
لكن لا ينبغي القلق ويتوجب المبادرة إلى العلاج، فالأعراض تزول فور التخلص من نقص العناصر وعلاجه.
الفرق بين نقص الحديد وفقر الدم
هناك فرق طفيف بين نقص الحديد وفقر الدم قد لا يعلمه الكثير من الأشخاص، ففي حقيقة الأمر هما حالتان مرضيتان منفصلتان، إذ يكمن الفرق بينهما فيما يلي:
نقص الحديد
هو عبارة عن حالة مرضية تنتج عند انخفاض مستويات معدن الحديد في الجسم، حيث إنه يترتب عليها اختلال مختلف المهام لا سيما مستويات الدم الحمراء.
وذلك لأن عنصر الحديد يعد من العناصر الرئيسية المكونة لبروتين تركيب خلايا الدم الحمراء أي الهيموغلوبين.
وهذه الحالة تتمثل أعراضها وكما أسلفنا ذكرًا في شحوب الوجه والإحساس بالإرهاق وضعف نمو الدماغ لدى الأطفال وغيرها.
ومن عوامل خطر الإصابة بها هي عدم الحصول على الحديد بكميات مناسبة من النظام الغذائي أو فقدان الجسم القدرة على امتصاصه أو التعرض للنزيف الحاد.
أما عن الفئات الأكثر عرضة لنقص الحديد فهم الأطفال الرضع والمراهقين في سن البلوغ والمرضعات والحوامل والرياضيون.
ومن الجدير بالذكر أنه يتم تشخيص الإصابة بنقص الحديد ببعض الفحوصات المخبرية كفحص مخزون الحديد وصورة الدم الشاملة.
ويُعالج بشكل شائع وفي الحالات الشديدة عبر منح المريض للحديد من خلال الوريد.
فقر الدم
هو عبارة عن حالة مرضية تحدث عندما تقل خلايا الدم الحمراء السليمة في الجسم، أو عندما تنخفض مستويات الهيموغلوبين المسؤول عن نقل الأكسجين إلى مختلف الخلايا.
ويترتب عليها تسارع ضربات القلب والدوران وهشاشة الأظافر إلى جانب الطنين في الأذن واحتمالية فقدان حاسة التذوق نسبيًا.
ويعزى السبب ورائها إلى تكسر خلايا الدم الحمراء قبل أن تتم دورة حياتها، أو التعرض للعدوى أو عدم إنتاج الجسم لكميات كافية من الهيموغلوبين أو للإصابة بمرض فقر الدم المنجلي والثلاسيميا أو لعدم الحصول على فيتامين ب12 وحمض والفوليك.
ويعد فقر الدم شائعًا بين الأطفال وكبار السن ومن يتناولون الأدوية المميعة للدم.
أما عن طريقة تشخيص الإصابة بها فإنها تتمثل في إجراء صوة شاملة عن الدم واختبارات البول والبراز أو فحص مستوي الفيتامينات والمعادن.
وفي الغالب يتم علاجه عبر المكملات الغذائية الغنية بالحديد.
عوامل خطورة نقص الحديد
في سياق التعرف على اعراض نقص الحديد في الجسم نتطرق إلى معرفة عوامل الخطر التي تزيد من التعرض لنقص الحديد بالجسم، والتي تنبهنا إلى وجوب الإسراع للعلاج الطبي لكيلا تتضاعف المشكلة، ومنها الآتي:
يشكل نقص الحديد خطرًا على الإناث؛ نظرًا إلى أنهن يفقدن كمية كبيرة من الدم خلال فترة الحيض.
إذا عانى الرضيع من انخفاض وزنه عند الولادة فإن تلك دلالة على عدم حصوله على نسبة معتدلة من الحديد في لبن الأم أو اللبن الصناعي.
بالتالي تكون فئة الرضع بحاجة أكبر إلى عنصر الحديد لكيلا يتم التعرض لمشكلة نقص الحديد الخطرة.
الأشخاص الذين لا يتناولون اللحوم يكونون معرضين بشكل أكبر لنقص الحديد، ومنهم النباتيين، فغالبًا ما يصابون بالأنيميا.
الشخص الذي يتبرع بالدم دائمًا يكون عرضة لخطورة الإصابة بنقص الحديد واستنزاف مخزونه، لذا عليه تناول الكثير من الأغذية الغنية بالحديد.
علاج نقص الحديد في الجسم
بعد التعرف على اعراض نقص الحديد في الجسم نتطرق إلى معرفته أساليب علاجه الهامة، والتي يتوجب على المصاب الحرص على تطبيقها حال تعرضه لإشارات نقص الحديد، ومن النصائح المعالجة لنقص الحديد ما يلي:
تناول الأغذية الغنية بعنصر الحديد، ومنها اللحوم، والخضروات الورقية الداكنة كالسبانخ.
بالإضافة إلى تناول الأطعمة البحرية والمكسرات والبقوليات، والمحافظة على المكملات والعناصر الداعمة للحديد كفيتامين C.
وضع الخطة العلاجية وفقًا لإرشادات الطبيب المختص، وتناول مكملات الحديد إلى جانب كوب من عصير البرتقال، لزيادة معدل امتصاصه.
عدم تناول الأغذية المعيقة لامتصاص الحديد، والتقليل منها قد الإمكان، ومنها منتجات الألبان، والمنبهات كالقهوة والشاي.
أسئلة شائعة
هل قلة النوم من أعراض نقص الحديد؟
قد يؤدي نقص الحديد إلى الإصابة بالأرق المستمر والتعب والنعاس.
هل نقص الحديد يسبب ألم في القدمين؟
قد يؤدي نقص الحديد إلى تفاقم الإصابة بمشكلة متلازمة تململ الساقين.